أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبدالله مشختى - الى هيفاء واطفالها الاربعة الذين لم يسعدوا برأس السنةالجديدة 2008














المزيد.....

الى هيفاء واطفالها الاربعة الذين لم يسعدوا برأس السنةالجديدة 2008


عبدالله مشختى

الحوار المتمدن-العدد: 2151 - 2008 / 1 / 5 - 10:48
المحور: حقوق الانسان
    


ان الناس جميعا عندما يحتفلوا برأس السنة الجديدة يتمنون لانفسهم واحبائهم واقربائهم بتمنيات حلوة وجميلة وحياة سعيدة . لا ادرى ماذا كانت تتمنى هيفاء المرأة الجميلة والشابة ليلة عيد رأس السنة الجديدة 2008 عندما كانت تحتفل فى بيتها الصغير والمتواضع فى مصيف سرسنك التابع لمحافظة دهوك فى كردستان العراق مع اطفالها الاربعة؟ هل تمنت الموت ام ان القدر وحظها التعيس جلبت لها ولاطفالها الاربعة الموت بعد ان انتصفت الليل ودخلت السنة الجديدة بساعة فقط وفقدت روحها فى حادثة اشبه ما تكون بكارثة حلت بها وبعائلتها والتى كانت تتابع برامج احتفالات رأس السنة عبر الشاشة الصغيرة وتتابع فى الوقت ذاته اداء زوجها الفنان والذى كان ضيفا فى احدى محطات الراديو وهو سعيد باطلاق صوته الشجى وهو مؤكد فى قرارة نفسه بان زوجته واطفاله الاربعة يتابعونه وهو يغنى للعام الجديد لاسعاد محبى صوته واغانيه ولنشر البهجة والفرح والسعادة فى نفوس محبيه .
لكن ما يتمناه المرأ وما يدركه شتان ما بينهما وما ان انتهى من سهرته الغنائية وهو فى اسعد اللحظات عاءدا الى زوجته واطفاله لاستكمال الفرحة والسهرة معهم ، ما راه صدمته كم حاول ان يدق الباب ولكن لم يرد له احد ولم تأتى زوجته التى كانت تحبه ان تفتح له الباب فأضطر ان يقوم بكسر احدى نوافذ الدار وهو مصاب بذهول هل ان عائلته قد اخلدوا الى النوم فى هذا الوقت المبكر وخاصة فى هذه الليلة ؟ وعندما دخل الغرفة وجد جثة زوجته واقعة فى ارضية الغرفة وقد حاولت ان تنهض وتتوجه الى الباب ولكن لم تساعدها قواها على النهوض ووقعت ميتة بسبب استنشاقها كميات كبيرة من غاز ثانى اوكسيد الكاربون بعدما نفذت من الغرفة غازالاوكسجين بفعل تسرب كميات كبيرة من غاز ثانى اوكسيد الكاربونالمنبعث من المولدة الكهربائية الصغيرة الى الغرفة وكانت العائلة قد اشترت فى ذلك اليوم المولد الكهربائى الصغير كى لا يحرموا من الكهرباءفى تلك الليلة فحملها زوجها وبسرعة الى السيارة لنقلها الى المستشفى وهو لم يكن يدرى بما حصل لاولاده الثلاثة وابنته الوحيدة من بين الاربعة ، وبعد ان تجمع الاهل والاقرباء فى بيتهم فكروا باستيقاظ الاولاد ليستفسروا عنهم كيف حدث لامهم ما حدث ولما رفعوا الاغطية عن الاول وجدوا بانه ميت ايضا وكذا الثانى والثالث والرابعة عندها اصاب الجميع بالصدمة واتصلوا بوالدهم الذى كان فى المستشفى بسبب زوجته انها حقا لكارثة كبيرة ، ان هيفاء واطفالها الاربعة باتوا ضحية انعدام الكهرباء فاضطروا للاستعانة بالمولد الصغير الذى هو الان متوفر فى اغلب البيوت فى كردستان وخاصة محافظة دهوك التى تعانى من نعمة الكهرباء منذ 1992 وحتى الان ويعتمدون على المولدات الاهلية الذين بدورهم امسوا يستغلون المواطنين استغلالا فظيعا لانه ليس هناك من رقيب فعلى عليهم بالرغم من وجود لجنة فى المحاقظة باسم لجنة المولدات ولكنها لا تحل ولا تربط اى هى بالاسم فقط ، فالناس فى العالم يحتفلون برأس السنة الجديدة ويتمنون امنيات عن السعادة والفرح والتفوق واقامة الاحتفالات ولكن شعب كردستان ودهوك خاصة طبعا من الفقراء وليس الاغنياء والمسؤولين الذين لاينقصهم شئ تكون امنيات هؤلاء المساكين ان يكون عام 2008 عام وجود الكهرباء والنفط والغاز والماء ولقمة العيش ، فشتان بين الطبقتين الاغنياء والموسرين من مسؤولى الاحزاب والدولة وطبقة التجار وبين عامة الشعب وهم من الفقراء الذين يموت منهم الكثير بسبب استنشاق الغازات السامة المنبعثة من اجهزة الاحماء النفطية التى لم يبق لها وجود الا عند فقرائنا وهم مضطرون لان يشعلوها داخل غرفهم ليقوا انفسهم واطفالهم من البرد الشتوى القارص والمثلج وتكون نهاياتهم كنهاية هيفاء واولادها .
فلك يا هيفاء الف والف رحمة على روحك واولادك وانتم الذين اصبحتم ضحية للسياسات الخاطئة لاننا لدينا حكومة وبرلمان ونعيش منذ 16 ستة عشر عاما ك شبه كيان او شبه دولة ولم نتمكن حتى الان من تأمين اهم حاجة من حاجات المجتمع فى العصر الحالى الا وهو الكهرباء ان تؤمن حكومتنا الكهرباء لمحافظة واحدة او محافظتين ويخرج لنا المسؤولين كل يوم وعبر شاشات التلفاز ويعدوننا بالمنجزات والمشاريع الضخمة والعملاقة وحل مشكلة الكهرباء والنفط وغيرهامن الاحتياجات الرئيسية للمواطن ، فاصبحتم ايتها الشهيدة الغالية واطفالك ضحية لعم وجود الكهرباء فرحمة لك ولاطفالك ولمن سيلحق بكم عن هذا الطريق .



#عبدالله_مشختى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بناذير بوتو امست ضحية للديمقراطية
- يا له من كثرة تحالفات وتراجع عن السياسات
- هل ان اعضاء البرلمان فى العراق يمثلون الشعب العراقى
- الدولة الفلسطينية المرتقبة يتطلب ان تكون علمانية والا------- ...
- التحالفات الجديدة تعيد الى الاذهان
- فرض الحصار الاقتصادى على المناطق
- الحوار المتمدن امسى منبرا للحرية
- التهديدات التركية بالاجتياح لن تفيدها شيئا
- عد الى يا حبيبى
- اغلاق جامعة كليمنت سانت في اقليم كردستان اجحاف بحق الطلبة ال ...
- الاعلام العربى والقضية الكردية


المزيد.....




- محكمة العدل الدولية تصدر-إجراءات إضافية- ضد إسرائيل جراء الم ...
- انتقاد أممي لتقييد إسرائيل عمل الأونروا ودول تدفع مساهماتها ...
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بإدخال المساعدات لغزة دون معوقات
- نتنياهو يتعهد بإعادة كافة الجنود الأسرى في غزة
- إجراء خطير.. الأمم المتحدة تعلق على منع إسرائيل وصول مساعدات ...
- فيديو خاص: أرقام مرعبة حول المجاعة في غزة!!
- محكمة العدل تأمر إسرائيل بفتح المعابر لدخول المساعدات إلى غز ...
- مسؤول أممي لبي بي سي: -المجاعة في غزة قد ترقى إلى جريمة حرب- ...
- الأونروا تدعو لرفع القيود عن وصول المساعدات إلى شمال غزة
- الأمم المتحدة: هناك مؤشرات وأدلة واضحة تثبت استخدام إسرائيل ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - عبدالله مشختى - الى هيفاء واطفالها الاربعة الذين لم يسعدوا برأس السنةالجديدة 2008