أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - عزيز العرباوي - - ولكم في الحياة قصاص- :














المزيد.....

- ولكم في الحياة قصاص- :


عزيز العرباوي

الحوار المتمدن-العدد: 2150 - 2008 / 1 / 4 - 11:18
المحور: الغاء عقوبة الاعدام
    


نعيش هذه الأيام زوبعة إعلامية عالمية تطالب بإعدام عقوبة الإعدام في كل دول العالم ، هذه الزوبعة التي تقودها الأمم المتحدة وبعض المنظمات الحقوقية المنتشرة عبر المعمور تعطينا اليقين أن هناك نخبة كبيرة في العالم تحاول وضع حد لهذه العقوبة التي حوكم بها العديد من السياسيين والمعارضين والانقلابيين في كل العالم . إن سبب هذه المطالبة يأتي تبعا لاقتناعات متعددة تجد صداها عند الكثير من الحقوقيين في العالم والذين يجدون صدى لدعواتهم المتعددة حول العديد من الأمور التي تهم الإنسانية عموما .

تأتي هذه المطالبات إذن تبعا لأهواء البعض وتبعا أيضا لأسباب موضوعية عانى من خلالها هؤلاء معاناة إنسانية وتعرضوا فيها لقمع ممنهج من طرف سلطات بلدانهم ، وبالتالي فإننا نجد هذه الدعوات التي يتبنونها قد أخذت مشروعيتها من خلال هذه المعاناة . ولكن ما لا يمكن الذهاب فيه معهم هو أن نساوي بين الجرائم السياسية التي نضم صوتنا إلى صوتهم في الدعوة إلى إبعادها نهائيا ، وبين الجرائم الجنائية التي يذهب ضحيتها أبرياء هم في حاجة إلى الاقتصاص من الذين قتلوهم وحرموهم نعمة الحياة وحق الحياة .

إن الحق في الحياة الذي يطالبون به هؤلاء للمحكومين بالإعدام نجد الضحايا الذين يقتلون غيلة من طرف مجرم أو أي شخص كيفما كانت وضعيته الاجتماعية هم أيضا في حاجة إلى هذا الحق قبل أي يمارس عليهم القتل . فهل سألوا أنفسهم مثل هذا السؤال وتمكنوا من تفهم وضع أسرة هذا المقتول وهذه الضحية التي قد تكون هي المعيل الوحيد لأسرة بأكملها وهذا غير خاف على إخواننا في الإتلاف العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام . لقد قلنا من قبل إن عقوبة الإعدام في حق المعارضين والانقلابيين قد نتفهمها وندينها ونعتبرها انتهاكا لحق الحياة لهؤلاء المعارضين لأنهم لم يرتكبوا جرما وإنما مارسوا حقهم في التعبير عن رأيهم وعن اقتناعاتهم السياسية والفكرية ، وهذا ما يمكننا أن نلتقي معهم فيه ، فكما يطالبون بالحفاظ على حق الحياة للجاني فيجب أن نحاول رد الاعتبار إلى الضحية المقتول عمدا وغيلة ..، وإلا فكل نضالاتهم لا يمكننا تفهمها والثقة فيها ، بل تعطينا اليقين على أنهم ناضلوا واسسوا المنظمات والجمعيات من أجل استعادة كرامتهم التي لطختها الدولة في زمن مضى وذلك بجعلها تعتذر لهم على ما اقترفت في حقهم والالتزام بما فعلت وتمريغ أنفها من أجل أن تعترف بأفكارهم واقتناعاتهم .

إن شريعتنا الإسلامية لا تقبل أن يصبح القصاص من الجاني مجرد قانون وضعي يمكن تغييره وتبديله حسب أهواء واعتقادات فكرية وثقافية ونفسية كالتي نعيشها اليوم عند أصحاب الإتلاف العالمي لمناهضة عقوبة الإعدام . ولقد حاولت متابعة كل الأفكار التي يأتون بها أصحاب الإتلاف وبعض المساندين لهم في هذا المطلب فلم أجد أي منطق لما يطالبون به ، بل والله لم أقتنع بما قالوه وبرروا به مطلبهم هذا . وهنا يمكنني أن أشكك في مرجعية هذا المطلب الذي يجعلني أرده إلى أهواء نفسية وفكرية واضحة عند البعض من حقوقيي الغرب الذين يريدون ضرب كل ما يمت بصلة إلى قيمنا ويدفعون المناضلين ( الحقوقيين ) عندنا بتبني هذه الثقافة التي تضرب قيمنا في الصميم . فهل من أجل أن نكسب أصدقاء غربيين يساندوننا في نضالنا الحقوقي يجب أن نقلل من شأن ديننا وتعاليمه ؟ .

قلنا من قبل أننا مع مناهضة هذه العقوبة في الجرائم السياسية وما دونها فهو مجرد كلام فارغ لا يفيد المجتمع في شيء ، بل سيؤدي به إلى الانحلال وزيادة جرعة الجرائم والتهرب من العقوبة ، وهناك العديد من الدراسات أكدت بالملموس صحة هذا الكلام . فبعض الدول من التي لا تطبق هذه العقوبة ونذكر بالخصوص بعض الدول الأوربية تعاني اليوم من زيادة معدل جرائم القتل وسلب حق الحياة من أفراد الشعب الذي يدعون هؤلاء الحفاظ على حقه في الحياة . قال الله تعالى في محكم كتابه الكريم : " ولكم في الحياة قصاص يا أولي الألباب " ، وهنا نجد الىية صريحة وواضحة ولا لبس فيها ومن خلال تمعنها نجد أن كل الدعوات المطالبة بمناهضة هذه العقوبة وإعدامها من القوانين في الدول العربية والإسلامية هي دعوات لا سند لها غير السند الإنساني الذي نجده حاضرا فقط عندما يتقاطع مع مصالح المنظمات المطالبة بها .

إن مناهضتنا لهذه المناهضة العالمية تجدنا في حرج أن نستزيد في القول والتفنيد لكل هذه الدعوات الغريبة عن قيمنا العربية والدينية التي لا يجب الحياد عنها لأنها لن تقدم ولن تؤخر شيئا غير أن نأمرك مجتمعاتنا ونؤوربها حسب أهواء واعتقادات فكرية بدأت تتغرب عن وطنيتها وقيمها . ونحن هنا لا نستبعد وجود دخلاء بين هذه المنظمات الحقوقية العربية ومحاولة إخراجها عن المسار الإنساني والقيمي الذي بنيت واسست عليه وله . فكما أنه هناك جواسيس تخترق أمن بلد ما من أجل بلد آخر فهناك جواسيس ودخلاء يخترقون هذه المنظمات الحقوقية من أجل تمرير مشروع غربي غريب عن قيمنا وتبنيه داخليا والدفاع عنه والنضال من أجله مع الالتزام بالدفاع عنهم وتبني ملفات هذه المنظمات عالميا والضغط على البلدان الموجودة بها للعمل بحرية مطلقة وهذا ما نراه اليوم بجلاء إلا ما رحم الله .



#عزيز_العرباوي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التقليد الأعمى طريق حياتنا :
- الغزو الإعلامي الغربي وبعض الأبواق المبررة له :
- الكونغريس الأمريكي يرقص على إيقاع النفاق :
- سيرة ..... : قصة قصيرة :
- هيفاء وهبي تؤمن على جسدها وأغنياء العرب يمولون :
- الشاعر والسماء
- - أول المنفى - مجموعة شعرية لعلي العلوي : استنجاد الموت والم ...
- أشهر حكومة في تاريخ المغرب :
- المثقف والإرهاب :
- التجديد الديني ومستقبل الإسلام :
- - مدين لقاتلتي بالحياة - لسعيد التاشفيني : نقد ... :
- الشبكة العلائقية العائلية وورطة عباس الفاسي : رأي :
- النفاق المشروع عند صاحب العصمة : شعر
- ” بيت لا تفتح نوافذه ” لهشام بن الشاوي :الرثاء المفعم بالألم ...


المزيد.....




- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...


المزيد.....

- نحو – إعدام! - عقوبة الإعدام / رزكار عقراوي
- حول مطلب إلغاء عقوبة الإعدام في المغرب ورغبة الدولة المغربية ... / محمد الحنفي
- الإعدام جريمة باسم العدالة / عصام سباط
- عقوبة الإعدام في التشريع (التجربة الأردنية) / محمد الطراونة
- عقوبة الإعدام بين الإبقاء و الإلغاء وفقاً لأحكام القانون الد ... / أيمن سلامة
- عقوبة الإعدام والحق في الحياة / أيمن عقيل
- عقوبة الإعدام في الجزائر: الواقع وإستراتيجية الإلغاء -دراسة ... / زبير فاضل
- عقوبة الإعدام في تونس (بين الإبقاء والإلغاء) / رابح الخرايفي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الغاء عقوبة الاعدام - عزيز العرباوي - - ولكم في الحياة قصاص- :