أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ابوالقاسم المشاي - عقيدة عاشق الشيطان/ الجناية السياسية التي لا نظير لها















المزيد.....

عقيدة عاشق الشيطان/ الجناية السياسية التي لا نظير لها


ابوالقاسم المشاي

الحوار المتمدن-العدد: 2149 - 2008 / 1 / 3 - 12:30
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


كل سلطة بصفة عامة أيّا كانت طبيعتها وإلى أيّة أيادٍ كانت

قد سُلِّمَتْ ومهما كانت الطريقة التي بها قد سُلِّمَتْ أيضا

هي بطبيعتها عدوة الانوار…

فالحقيقة هي اذن عدوة السلطة وعدوة الذين يمارسونها / كوندرسيه”
الاحداث الباكستانية الاخيرة ومجرياتها السابقة وتراكم ازماتها الداخلية والخارجية مع تداول استبدادي للحكم والادارة / ومنذ بدايات ما سمي ( مشروع الحرب على الارهاب بعيون الاستراتيجية الامريكية) الى ازماتها السياسية واشكاليات السلطة ولعبة الحكم المغشوشة / وبين حكم العسكر والمعارضة الدينية المتشددة والمعتدلة (اسلامية او اسلاموية) وزيادة حجم الازمة وتعاظمها وتكاثفها وتغلغلها في النسيج الاجتماعي لتقوض السلم الوطني والاقليمي وتمنحه رخصة للتدخل في شؤون الحياة وخرائطها السياسية وادارتها الحاكمية /.. وهذه جميعها تحيل الى صراعات قبلية في المركز /عرقية على الاطراف الشمالية/ ومعارضة شبه شاملة في الجنوب (اقليم السند) وتداعيات دائمة في كشمير / وانشقاقات في بنى النظام الحاكم بفساده وبتشدده لينحسر في بوتقة النار/ فخسائر الجيش والعسكر صارت كثيرة ومرهقة و باهظة جدا.. أنه ذاته النظام الذي اراد ويريد تحويل باكستان الى مجرد ثكنة عسكرية او مجرد حظيرة للتناحر الطائفي/ ومحاولاته المتكررة لقطع الطريق امام الحركة الديمقراطية السلمية والتي يمثّل حزب الشعب أحد ركائزها وبنائية مسارها وبقيادة زعيمته ( أول أمراة شهيدة من أجل الديمقراطية) ..ومع حدة المشاكل الخارجية وضغوطها المتزايد وتنوعها وتواترات وانتفاضات شعبية داخلية /..وقرابين من المدنيين والابرياء وقمع للحريات والتي تم تتويجها مؤخراً بالاطاحة بمعنى وقيم القضاء والعدالة ( بالعزل)، وبتأجيج روح العداء والكراهية مع المؤسسة الدينية ( احداث المسجد الاحمر الدموية!!)، وكسب غضب الشارع بمختلف اطيافه وتلويناته الطائفية / واعراقه وتياراته ومنابره السياسية / والآن بأغتيال ( بناظير/ وتعني حسب التسمية التي أطلقها عليها والدها- التي لا نظير لها) فأن المعطى والواقع يعلنان عن الموت وأطروحته التي جسّدها هذه المرة تفجير روح وجسد واخراس اصوات والقضاء على مفهوم الحرية السياسية والتعبير الانساني بل تجاوز مدى ما يمكن التفكير فيه بغموض النوايا التي خرقت اتفاقات وشروط واجماع شعبي وازمة وطن وتمجيد كارثة الاغتيالات بنبذها امام الكاميرات والتهليل بانتصار الشيطان في الخفاء والكواليس..أليس/ من السخرية ان نصدق بأن الثمن واحد حتى وان تعددت وتنوعت اسباب الموت والقتل والاغتيال!!
[…]
ما خلّفته الاضرار السلطوية والانهيارات الطبيعية من بؤس معيشي وأصابت باكستان بالشلل، مع ازمة اقتصادية خانقة وفساد حكومي عسكري ابتلع سيل المعونات الدولية و كذلك المعونات الامريكية والتي فاقت وحدها 10 مليار دولار ودعم لوجستيكي للحكم الديكتاتوري وتثبيت لاركانه وركائزه (وتحت غطاء ما بات يُعرف بتحالف القضاء على الارهاب).. وكل ذلك لم يحقق اي نتائج في الاوضاع القائمة ودونما اي تقدم في محاربة الارهاب / بل زيادة في الخسائر/.. وتبين عدم القدرة في القضاء على ايديولوجيا طالبان / وتزايدت شدة الازمة الباكستانية بالجريمة السياسية التي يشاهدها ويشهد عليها العالم ومدى الرعب الذي تزرعه على مساحة الخريطة لتفتخ باب الصراع الاجتماعي على مصرعيه / وكأنها تصوغ في مضمون رسائلها مدى تغلغل الطغيان والعنف حينما يلبسان نفس الثوب ويتحاوران بنفس اللغة ويتجهان لذات المكان ونفس الطريق ويستخدمان الاسلوب الامثل للوحشية البشرية (رصاصة في الرأاس/ في القلب/ تفجير بالديناميت/ بالانتحار/ بالقصف/ أو بغير ذلك) ولكنها بنفس الجهة وبذات الايدي التي تصفّق لعقيدة عاشق الشيطان.. وأن تغيرت شروط الاستقرار والامن/ الشرعية والقانون/ الحرية والديمقراطية/ الاستبداد، الطغيان و الارهاب/ وهي جميعها الشروط التي تنتج الحرب الاهلية، الحرب على الارهاب، الغضب، العنف الطائفي، الانتقام والثأر، شهوة التدمير،.. وتسهيل كل ذلك وسوف لن توجد طريقة غير التي نعرفها لممارسة طقوس الحداد وتقديم واجب العزاء!!

[…]

أشكال الحكم الاستبدادي (وبنيته التربوية/ ما يعرف بالتربية العسكرية !!) ونموذجه الباكستاني (الجنرال برويز) لا يمكنها فهم او ايجاد طريقة اخرى للحوار وممارسة الديمقراطية ولا يدركون بأن مشروعية ما يسمى بالانتخابات ومهما كان شكل التسوية التي ترتب وتشرف على الصناديق، ومهما كان نوع التنازلات وحدودها ومستوى ادارتها وآليات حكمها (بالاغلبية/ بالتناوب/ بالتمثيل/..او بها جميعا) ومهما تنوعت طقوس البناء وقرابين التفكيك فهي بذلك كله تمجد استبدادها لتعيد تشكيل المجتمع..(وحين تصبح الانتخابات أحداثاً عنيفة تتطلب التضحية../ جون بورنمان Johan Borneman: The Political Crime & Social Peace).

وكأن مشروعية الاغتيال والعنف وعقيدة عاشق الشيطان وقدرته على انتاج الفتنة بدل البحث عن السلم / واشعال الحرب بدل ابداع المصالحة والتهدئة وتحقيق الامن.. تظل ابدية وتستمر الى ما لانهاية / ولأن وجودها الاستبدادي رهين بشروطها اللا- أخلاقية وطريقة جهلها بالديمقراطية / وخارج هذا المفهوم يدركنا القول (ثقوحدهم الاحياء هم الذين يدفنون الاموات!!).
[…]
هذه المأساة(الجريمة/ الضحية) عكست ازدواج لفهم الصورة بقيمة مضافة وحين نعرف وقعها في قلوب وعقول النساء/ ولأنها اثبتت قدرة وشجاعة وتضحية.. واستيعاب واستنطاق لمبادئ الديمقراطية ومسيرتها في مجتمع (لا يرى متطرفوه في المرأة إلاَّ عقدة نقص/ في العقل والدين).. وقوة الشعور الذي تركته في نفوس الاحرار والمدافعين عن يقظة الانسان وحقوقه..والتي لا يمكن ايقاف نضالها الا بتقديمها قرباناً لعقيدة عاشق الشيطان)، وباغتيالها سياسياً ..وهذه الجريمة والمذبحة زرعت في المقابل العنف كنظير لشهوة الموت/ ورديف للفتنة والصراع الاجتماعي/ وكداعم للاستبداد وكأنها تؤكد على ان الذكرى الاولى لرحيل المناضلة (بناظير) ليست سوى تأجيل وتأخير لطقوس الطغيان الذي يحكم حاضر(وربما مستقبل باكستان)..ويسند ذلك موقف الحكومة الباكستانية العسكرية حين ترفض لجنة تحقيق دولية مستقلة وغير - حكومية من شأنها أن تساعد في الفهم والتعقّب والتحليل والتحقيق في هذه الجريمة التي لا نظير لها من قبل!!.

[…]
وعن الجناية السياسية وجريمتها وتأثيرها العميق على السلم والامن الاجتماعي/ يضئ لنا المفكر جان بورنمان جوانبها الحيوية حين يفكك ويعالج بنى المفاهيم وآليات الصراع والعنف السياسي وانتاج محفزات تجديد العنف الاجتماعي (الدموي!!)، ويقدمها كشرط جوهري لفهم مستقبل الديمقراطية ومشروعية الامن الانساني :// إذ يختلف تقييم المسئولية الجماعية، بالنسبة لهذه الجرائم، عن المسئولية الفردية بالنظر إلى أفعال الشخصية المعنوية، لا تعرف حدوداً زمنية معينة. وهكذا، فإذا أصبحت المسئولية الفردية عديمة الجدوى عند شيخوخة الضحايا والفاعلين والشهود، فإن المسئولية الجماعية، في مقابل ذلك، تستمر نظرياً طالما أن الاسم الذي تحمله هذه الجماعة لازال متداولاً. ويعني غياب التحديد الزمني، بالنسبة لهذه الجرائم- خاصة الجرائم ذات الابعاد السياسية- كما أن رسم ملامح المسئولية يتم على أساس النسب أو الاصل الذي يتوارث فيه الاعضاء المسئولية الى الأبد- ويبقى افتراض المسئولية الجماعية الوحيد وأن قضي المنفذ أو الانتحاري او الاستشهادي / والضحية نحبهما // *… فهل المسألة والمسئولية الجنائية يتم اختزالها فقط وبكونها طريقة مثالية لأرهاب الدولة وأجهزتها ضد الحقوق الانسانية والمدنية. و لأنها كذلك فهي ضد سلامة المجتمع ومستقبل الحياة / بأعتبارها تسمح بأنتاج دورة متجددة للعنف والصراع على طول الخط الذي يستبيح الديمقراطية ويجعل منها مبررا لتقديم القربان / و استثمار الضحية / لتغذية الخسارة والفقدان اللذان لا يمكن استرجاعهما.

[…]
المعالجة التي رأتها و اقتضتها السلطة الحاكمة لمعالجة فقدان السمع و التعاطي بسوء النوايا (وبغموضها) وأن عرضّت المكون الاجتماعي (الامة) في عمومه الى الخطر وتوسيع رقعة التناحر/ وتغطيها تصريحات و تعليقات وتحليلات صحافية واعلامية وكأنها تنطق (بطزاجة المادة الحية لخطابها و ميكروفوناتها وعدسات مراسليها) حين الاسرع وصولاً الى موقع الضحية يعد سبقاً / وحيث رد الاتهامات تصبح عارية عن الحقيقة). لأنها لا تنظر الى الجريمة / كجناية سياسية بامتياز منقطع النظير وسابقة لا مثيل لها / في مجتمع لازال غالبيته لا يعترف بالحقوق السياسية للمرأة خصوصاً). كما انها اختفاء من الفاجعة بتوظيف القناع الاعلامي للاستهلاك ( كمتحكم ومهيمن) ودون البحث في اصل المصلحة وحدود الازمة/ ومدى العنت والانكار الذي صاحب ذلك التوحش والطيش السياسي وبغض النظر عن هوية الفاعلين !!

وبالتالي فان هوية السؤال(؟؟): تتجاوز حدود الفهم السياسي / وتسلسل الاحداث وطبيعة النظام والوضع الاجتماعي القائم ولكنها تدخل في عواطف الناس / وهي بذلك لا تملك سوى اجابة واحدة // وحين تصميم وتنفيذ العمليات الاغتيالية والارهابية بشكلها الواسع الانتشار والمتعدد الاوجه.. لا تنتج ولا تؤدي الا الى ذكري قادمة لتخليد الموت وضمان استمرار التصفية الجسدية .. ولن نستغرب من موقعنا هذا أن يتم تحويل عقدة الذنب والاتهام الى مراسم لتقديم العزاء واستعارة للحزن لتظهر لنا الصورة أكثر مأساوية من مشاهدة الحادث او الجريمة مباشرة او على هواء قناة الجزيرة.. وكأنها وبتكرار الصورة والخبر وتقارير المراسلين تعيد سرد أحداث الجريمة وخرائطها وشهائد اثباتها وتُحيلها الى رسالة لتأمين حياة جديدة للارهاب والارهابيين !!

29/12/07- 22:47

http://www.doroob.com/?p=24395




#ابوالقاسم_المشاي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطاب ما بعد الحداثة و مستقبل مجتمع المعرفة - (1/1)
- خريف طرابلس -2- بين صمام الامان والفوضى الخلاقة
- خريف طرابلس(1) بين الحركة التصحيحية.. وصكوك الغفران
- الصورة النقطية لظل حواء
- مقاربات كونية جديدة-2
- مغفرة مؤججة بالترف!!
- الكلمات ... بيان النزيف
- ظلُ لكاحل بريقها !!
- تكنولوجيا الخطاب -1
- النقد تصوغه الخطابات الفلسفية/حوار.
- بنية المخيلة الأسطورية/رمزية التآلف والتناقض
- بنية المخيلة الأسطورية/رمزية التآلف والتناقضة
- مجتمع المعلومات/ بين الشفافية والمراقبة!!
- مقاربات الكونية الجديدة / الارهاب الديجيتالي .. وهيمنة دولة ...
- نون الصدفة .. أنثى الاشتباه
- التنمية وحقوق الانسان / بين الفشل المؤسساتي والوعي الاجتماعي
- نزيف الطمأنينة / الرهق الاول
- نستولوجيا الكينونة والكتابة على الجسد
- رماد السلطة ... الجنازة المحترقة
- أزمة النص: خضوع الكتابة... غياب القارئ


المزيد.....




- فيديو لرجل محاصر داخل سيارة مشتعلة.. شاهد كيف أنقذته قطعة صغ ...
- تصريحات بايدن المثيرة للجدل حول -أكلة لحوم البشر- تواجه انتق ...
- السعودية.. مقطع فيديو لشخص -يسيء للذات الإلهية- يثير غضبا وا ...
- الصين تحث الولايات المتحدة على وقف -التواطؤ العسكري- مع تايو ...
- بارجة حربية تابعة للتحالف الأمريكي تسقط صاروخا أطلقه الحوثيو ...
- شاهد.. طلاب جامعة كولومبيا يستقبلون رئيس مجلس النواب الأمريك ...
- دونيتسك.. فريق RT يرافق مروحيات قتالية
- مواجهات بين قوات التحالف الأميركي والحوثيين في البحر الأحمر ...
- قصف جوي استهدف شاحنة للمحروقات قرب بعلبك في شرق لبنان
- مسؤول بارز في -حماس-: مستعدون لإلقاء السلاح بحال إنشاء دولة ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - ابوالقاسم المشاي - عقيدة عاشق الشيطان/ الجناية السياسية التي لا نظير لها