أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - صالح الحاج صالح - التخوين سمة للإستبداد















المزيد.....

التخوين سمة للإستبداد


صالح الحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 2149 - 2008 / 1 / 3 - 11:35
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


أي قيمة للتخوين إذا طال, كل من هو خارج جوقة البلهاء المنذورين منذ عقود والمصفوفين في الصفقة الطلائعية , أي قيمة للتخوين يطلقها وارثوا الشعارات الخالدة, والتي تكررت كل صباح صاعدةً من الحناجر ،لأزيد من عقود ثلاث , في سحق الامبريالية الأمريكية وعملائهم عصابة الإخوان المسلمين, ليصعد السادة على ارتفاع صراخ الأوتار الصوتية بعد أكثر من عقد من الزمن من إطلاق الشعار , لإرسال جيش الوطن للمساهمة بسحق الجيش العراقي "الشقيق " بدل سحق الامبريالية , و تحت علم الامبريالية وبقيادتها . و ليثبتوا وبشكل معرفي أن فائض العروبة اللفظية قادر على ذبح أجساد الأشقاء . تلك المرة شكلت طعم المرارة والعبث وطعم الخديعة , لحياة تعلمنا فيها , شتم الامبريالية قبل الأكل وبعد الأكل , في الصباح والمساء في العمل وفي المنزل , في سنين الخصب وفي سنين الجدب في الأفراح وفي الأتراح , حتى بتنا نخشى على أنفسنا إذا استيقظنا يوماً ولم نجدها ماذا نفعل بأنفسنا ....
إن لهجة التخوين , لغة بالقوة , وسلطة بالقوة ولأن السادة " متعهدو الوطنية " , لم يقرؤوا بشكل صحيح أو وهو على الأرجح , لا يردوا أن يقرؤوا بشكل صحيح وان كان بعضهم رئيساً لمركز أبحاث وأسمائهم مسبوقة بالرمز ( دال نقطة ) لأنهم ذوو غرض و " ركبوا حمار الحمق " , ولأن اتهامهم مبهم وفارغ وتقريري وغير مبني على دليل سوى أنه خارج منهم .. رزمة من الاتهامات بالخيانة والعمالة لأمريكا خرجت وعلى شكل حملة غير مسبوقة من جوقة " صف العسكر " حليقي الرؤوس " على انعقاد المجلس الوطني لإعلان دمشق وبيانه الختامي .
ليس المطلوب الموافقة على بعض أو كل ما جاء به الإعلان وليس المطلوب الإقرار بكل ما يقوم به المنتمون إلى إعلان دمشق , لكن لماذا تخوين وطنيون يسعون إلى تلمس طريق يخلص البلاد من ( ... الأخطار الداخلية والخارجية التي باتت تهدد السلامة الوطنية ومستقبل البلاد أكثر من أي وقت مضى .... ) انه بيان ضد الاستبداد , و هذا ما أثار حنق الأسماء المرمزة , والمنذورين للمهمة المقدسة في تخوين كل من يضع لبنة في طريق إزالة الفساد والاستبداد وخشية منهم في تعكير صفو استغراق " الأسياد " في صلاة الممانعة , والتي لم تمنع سوى لقمة الخبز عن ثلث سكان سوريا الذين احترفوا البحث عن قوتهم في " الحاويات " . بينما وقف جدار ممانعتهم اللفظي عاجزاً عن الخروقات الإسرائيلية المتكررة .
لمصلحة من التخوين ؟ وكيف استدل أمثال السيد المسبوق اسمه ب ( دال نقطة ) على " .... أنهم عملاء للخارج أو أمريكا , وان سوريا ( النظام ) . لم يعتقل الوطنين بدليل عدم مس من عقد الاجتماع في منزله . وإنما يتعلق الأمر بالمرتبطين بالخارج فقط .... " . هكذا قرر السيد المسبوق اسمه ب ( دال نقطة ) أنهم عملاء, دون بينة , وكيف استقام الأمر لديه بين إدارة مركز الأبحاث الذي من المفترض يتطلب الرصانة والدقة والموضوعية وبين إلصاق تهمة التخوين والعمالة لأناس يريدون إخراج الوطن من محنته , أم أن أقلام الاستبداد لا تقدم دليلاً أو تأويلاً وغير معنية بتقديمه ولأن ( اللي يأكل بقصعة الاستبداد , يضرب بسيفه ) .
إن نظرة سريعة على البيان , الذي كان محل الشبهة , والذي يعتبره " حليق رأس آخر " برتبة صحفي . حصان طروادة ( ...... ويكون إعلان دمشق , بالتالي , حصان طروادة الذي يقفز من خلاله الجميع بما فيه الأمريكي إلى الداخل السوري وبعيداً عن كل تلك البلاغة النضالية والإصلاحية الغزيرة فيما بين ثنايا البيان . لن يخرج بالمآل عن كونه دعوة صريحة للتدخل في الشأن الداخلي السوري الذي لا يحتمل على أي نوع من هذه الألاعيب ؟ .... ) .
البيان الختامي للمجلس الوطني لإعلان دمشق مؤلف من ( 710 ) كلمة , منها ( 186 ) كلمة بمثابة مقدمة وتلحظ تلك المقدمة ( الأخطار الداخلية والخارجية التي تهدد السلامة الوطنية ومستقبل البلاد ) وكذلك ( .. دعوة مفتوحة لجميع القوى والأفراد , مهما اختلفت مشاربهم وآرائهم السياسية وانتماءاتهم القومية أو عقائدهم أو وضعهم الاجتماعي , للالتقاء والحوار والعمل معاً من أجل الهدف الجامع الموّحد , الذي يتمثل بالانتقال من حالة الاستبداد إلى نظام وطني ديمقراطي ) . و( 144 ) كلمة بمثابة خاتمة , وفيه تركز على ( ... دعوة الشعب السوري إلى نضال سلمي وديمقراطي متعدد الأشكال , يؤدي إلى تحسين أوضاع البلاد وقدرتها على استعادة قوتها ومنعتها . ) . و تبقى ( 380 ) كلمة , موزعة على (7 ) فقرات ( مبادئ ) المبدأ الثالث ( 102 كلمة ) والمبدأ السادس ( 50 كلمة ) ويشكلان معاً ما نسبته ( 40% ) من عدد كلمات المبادئ السبعة , و ( 21 % ) من مجموع كلمات البيان بشكل عام . ويتحدثان عن :
السيادة الوطنية واستعادة الجولان , والاستقلال الوطني , وحماية البلاد من الخطر الصهيوني المدعوم من الإدارات الأمريكية ، وتحصين البلاد من التدخلات الخارجية , ويتحدثان أيضاً عن اعتبار سوريا جزء من الوطن العربي , ارتبطت به في الماضي وفي الحاضر وستبقى مرتبطة به في المستقبل بأشكال أكثر حداثة وأكثر معاصرة . أما بقية المبادئ فهي تتحدث عن الداخل السوري , ب ( 228 كلمة ) ما نسبته ( 60 % ) من عدد كلمات المبادئ و نسبة ( 79% ) من مجموع كلمات البيان بشكل عام . ربما هذه النسب هي التي حفزّت الغيارا والنشامى, على الفولكلور الوطني بحيث لم تصل نسبة السباب على أمريكا وربيبتها الصهيونية . نسبة رقمنا الوطني المميز 99 % , مما حدا بنشمي كبير, ويمتلك فائض قومي هائل من الشعارات , تكفي لجميع الطوابير الصباحية , من الصراخ ، انتبهوا إلى الخطر , أن ( .... الإعلان لا يلتفت إلى الأخطار الخارجية , بقدر تركيزه على الداخل , لماذا ؟ ! ) .
إنً استخدام اللغة التخوينية , وتمهيد الأرض للأجهزة الأمنية و تغطيتها إعلامياً من أجل اعتقال : فداء حوراني وعلي العبد الله وياسر العتيبي وجبر الشوفي وأكرم البني وأحمد طعمه ووليد البني . يدفع بصحفي منهمك و منهك في النوم " بأسرة الأجهزة الأمنية " إلى اعتبار أن ( .. حملة الاعتقالات لم تكن اعتباطية ولا ارتجالية , طالما أنه كان قد مرً قرابة الأيام العشر , ما بين التئام الاجتماع في بداية هذا الشهر وحملة الاعتقالات التالية ..... هذا بحد ذاته كفيل بتجميع المعطيات لدى الأجهزة الأمنية لوجود العامل الأمريكي وراء كواليس الإعلان ...) . هذا الأداء الإعلامي الصفيق مثال واضح على " الاعتزاز بالإثم " وهو أحد ميزات وخصائص الاستبداد , وكي لا تبقى هذه الصفاقة مستمرة أتمنى أن تعمل هيئات المجتمع المدني وأبناء وأصدقاء ورفاق " المتهمين بالخيانة والعمالة لأمريكا والخارج " إلى رفع دعوة قضائية أمام القضاء السوري على الأشخاص الذين خونوا أبناء وطنهم ما لم يقدموا أدلة الخيانة والعمالة أمام القضاء .



#صالح_الحاج_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شهادة عن سنين الكرب


المزيد.....




- رصدته كاميرات المراقبة.. شاهد رجلًا يحطم عدة مضخات وقود في م ...
- هل تعلم أنّ شواطئ ترينيداد تضاهي بسحرها شواطئ منطقة البحر ال ...
- سلطنة عُمان.. الإعلان عن حصيلة جديدة للوفيات جراء المنخفض ال ...
- في اتصال مع أمير قطر.. رئيس إيران: أقل إجراء ضد مصالحنا سيقا ...
- مشاهد متداولة لازدحام كبير لـ-إسرائيليين- في طابا لدخول مصر ...
- كيف تحولت الإكوادور -جزيرة السلام- من ملاذ سياحي إلى دولة في ...
- محاكمة ترامب -التاريخية-.. انتهاء اليوم الأول دون تعيين مُحل ...
- حزب الوحدة الشعبية الديمقراطي الأردني في عمان يتقبل التهاني ...
- كاتس يدعو 32 دولة إلى فرض عقوبات على برنامج إيران الصاروخي
- -بوليتيكو-: الاتحاد الأوروبي بصدد فرض عقوبات جديدة على إيران ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - صالح الحاج صالح - التخوين سمة للإستبداد