أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - علي عرمش شوكت - {{ الراصد }} مؤسسات القطاع العام في ذمة الخصخصة














المزيد.....

{{ الراصد }} مؤسسات القطاع العام في ذمة الخصخصة


علي عرمش شوكت

الحوار المتمدن-العدد: 2148 - 2008 / 1 / 2 - 11:19
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    


استغل البنك الدولي الاوضاع المضطربة في العراق والحاجة الماسة لاعادة بناء الدولة ، ليجد فرصته السانحة بفرض سياسته الاقتصادية ذات النمط الرأسمالي الاستغلالي ، على حساب معيشة الجماهير وبخاصة الكادحة منها ، لقد عكست مرايا عام 2007 في العراق بعض الصور المقرفة التي فرضها البنك المذكور ، ومن اول ما استطعنا تلمسه ، بل مشاهدته حيث تبنته وزارة النفط العراقية للاسف الشديد ، تلك الزيادات على اسعار المشتقات البترولية وتحديدا مادة البنزين ، مما انعكس سلبا وبصورة مباشرة ، بمزيد من التدهور على الاحوال المعيشية لاوساط الواسعة من المواطنين ، لاسيما تلك التي تعمل في قطاعات النقل الخاص ، هذا ما تحمل العراقيون اعباءه ، بفعل التدخل المباشر من قبل ادارة البنك الدولي ، حيث اكدته الحكومة العراقية في معرض توضيحها لدواعي زيادة اسعار المشتقات النفطية .
بيد ان من غير السهل تلمسه ذلك الذي يتم خلف الكواليس ، والذي يطفح في بعض مفاصل الاقتصاد العراقي التي تحتاج الى معالجات ، وعلى سبيل الذكر مصانع القطاع العام التابعة لوزارة الصناعة والتي تعد بالمئات ، وهي بحكم المنهارة بسبب الحروب ، وما ترتب عليها من حصار جائر، وفساد منفلت قبل سقوط النظام الدكتاتوري وبعده ، حيث لاتجد في هذه الايام من يدعمها ويعيد حركة الانتاج فيها الذي ينطوي على فائدة مزدوجة ، بمعنى مد السوق العراقية ببعض حاجاتها والمساهمة بتطوير الاقتصاد العراقي ، وكذلك توفير عشرات الالاف من فرص العمل للعاطلين وهم كثر في الظرف الراهن ، غير ان الذي يحصل وبسبب النهج الاقصادي المتبع و المنساق وراء سياسة البنك الدولي ، هو ترك هذه المصانع ( للتطوير الذاتي ) ! ، والغرابة في الامر ،ان تأخذ الحكومة على عاتقها مهمة اعادة بناء البلد وتخليصها من القيود والديون الاقتصادية السابقة ، وتسعى في ذات الوقت للحصول على قروض من البنك الدولي وبشروط اتعس من السابقة واكثر تدخلا في الشؤون الداخلية للبلد ، فضلا عن كونها مقيدة لتوجهات الاقتصاد العراقي الوطني .
ان اول ما تتطلبه عملية اعادة البناء هو الاهتمام بعناصر التنمية الاساسية ، اي القوى المنتجة ، اليد العاملة وتحديث وسائل الانتاج ، لكنه لم يلمس اي جهد يبذل في هذا الميدان من قبل الجهات المعنية ، انما يوجد العكس ففي الوقت الذي تترك مصانع القطاع العام ووسائل الانتاج المتقادمة المتداعية ( للتطوير الذاتي ) حسب قرار وزارة الصناعة ، تترك ايضا القوى العاملة في ميدان البطالة ، ويزيد ذلك غرابة العمل الحثيث لتعطيل فاعلية النقابات المهنية والاستمرار في حجز اموالها والتمسك بالقرارات المجحفة التي اتخذها النظام السابق بحق ( الطبقة العاملة ) حيث الغاها وحول العمال الى مجرد موظفين في الاسم فقط ، من دون ان يساوي بينهم وبين الموظفين في الاستحقاقات والضمانات التقاعدية وغيرها ،ان الاهمال لمصانع القطاع العام لاتعني سوى تركها ( للتدمير الذاتي ) وليس ( للتطوير الذاتي ) لكونها غير مؤهلة للعمل اصلا ، وغير مواكبة لتطور الصناعات المماثلة المستوردة التي فتحت امامها ابواب الاسواق العراقية على مصارعها ، ولم تصاحب ذلك اية موازنة تجارية تحمي الصناعات الوطنية ، ومع هذا يقول بعض العاملين في تلك المصانع ( نحمد ربنا لانها مازالت غير مخصخصة )، وبالمناسبة فأن الزحف جاري لخصخصة مؤسسات ومصانع القطاع العام ، وقد وصل اخيرا الى وضع (الاسواق المركزية ) التابعة للدولة في المازاد لبيعها ،اي انها وضعت تحت رحمة الرأسمال والاستثمارات الاجنبية التي ستستحوذ عليها وذلك بحكم قدرتها الفائقة على مزاحمة الرأسمال العراقي الخاص ، الذي لا يأمل بالحصول على نصيب منها .
وهنا لسنا بحاجة الى عراف لمعرفة الدوافع التي تؤدي الى الغاء الانشطة الانتاجية التابعة للدولة في العراق ، فهي بلا ريب استجابة لمتطلبات السياسة الاقتصادية الرأسمالية ولنهج العولمة في جوانبه الضارة ، التي يتصدرها البنك الدولي والمؤسسات المماثلة له الاخرى ، والتي لها ( رجالها ) المتنفذون في الحكومة العراقية ، فينبغي الا تغيب عن بال احد الاثار المدمرة الناجمة من جراء سياسة الخصخصة غير المدروسة جدواها ومنافعها ، ليس للاقتصاد الوطني فحسب ، وانما قبل كل شيئ لتحسين ولتطمين الحياة المعيشية الكريمة للشغيلة ، ان هذه المهمة يقع تحقيقها على عاتق العمال ونقاباتهم المناضلة بالدرجة الاساس ، وكافة القوى المؤمنة بالعدالة الاجتماعية ، والساعية الى تطوير وتنمية الاقتصاد الوطني ، وعلى جهد المدركين لمساوئ سياسة الاستغلال الرأسمالي المنفلت ،



#علي_عرمش_شوكت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- {{ الراصد }} صلت من اجل شعبها فقتلوها في محراب صلاتها
- {{ الراصد }} تحالفات سياسية محكومة بقوانين اقتصادية
- {{ الراصد }} المعلمون ... عالقون على رصيف المشقة !!
- {{ الراصد }} مرصد ديقراطي ... ولكن بعين واحدة
- {{ الراصد }} الرأي العام العراقي .. في حالة انعدام الوزن
- {{ الراصد }} الامر بقتل النساء والنهي عن الحرية
- {{ الراصد }} جدلية العلاقة بين الاجماع الوطني والسيادة الكام ...
- {{ الراصد }} للمصالحة قواعد فلا تقييد بالاستثناءات
- {{ الراصد }} تجهيل وجهل يتوجهما التجاهل
- {{ الراصد }} قوانين على ناصية مجلس النواب
- {{ الراصد }} ارتفاع سعر النفط لايخفض شرعة الدستور
- {{ الراصد }} عملية جراحية عاجلة لعملية سياسية خاملة
- تحسن الامن ولكن على صفيح ساخن
- المحاصصة .. ميراث وملكية خاصة !!
- تداول سلمي للسلطة ام بديل نظام جاهز ؟
- يحرقون العراق ويستجيرون برمضائه
- بلاغ هام حول هموم بليغة 3 - 3
- بلاغ هام حول مهمات بالغة 1 -3
- بلاغ هام حول هموم بليغة
- بلاغ هام حول هموم بالغة


المزيد.....




- خمس مدن رائدة تجعل العالم مكانا أفضل
- هجوم إيران على إسرائيل: من الرابح ومن الخاسر؟
- فيضانات تضرب منطقتي تومسك وكورغان في روسيا
- أستراليا: الهجوم الذي استهدف كنيسة آشورية في سيدني -عمل إرها ...
- أدرعي: إيران ترسل ملايين الدولارات سنويا إلى كل ميليشيا تعمل ...
- نمو الناتج الصيني 5.3% في الربع الأول من 2024
- حضارة يابانية قديمة شوه فيها الآباء رؤوس أطفالهم
- الصحافة الأمريكية تفضح مضمون -ورقة غش- بايدن خلال اجتماعه مع ...
- الولايات المتحدة.. حريق بمصنع للقذائف المخصصة لأوكرانيا (صور ...
- جينوم يروي قصة أصل القهوة


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - علي عرمش شوكت - {{ الراصد }} مؤسسات القطاع العام في ذمة الخصخصة