أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هيفاء عبد الكريم - معنى العيد...كل عام وانتم بخير














المزيد.....

معنى العيد...كل عام وانتم بخير


هيفاء عبد الكريم

الحوار المتمدن-العدد: 2148 - 2008 / 1 / 2 - 11:20
المحور: كتابات ساخرة
    


تنطلق الأمنيات عزيزةوخارجة من القلب..نرصد تقويم الزمن ، ونراقب الساعات والأيام وهي تأخذنا حيث نسير أو لانسير، نتطلع الى الحدث ، والمفاجأة.. محصلاتنا من ذلك الزمن الذي مر، نتطلع الى عالم يعج بالتناقضات والأحداث. الساعة هنا تشير الى الظهيرة من يوم 31 ديسمبر، هناك وفي قطب آخر من هذا العالم ترفعُ أنخابَ الدقائق الأخيرة من هذا اليوم، وحين يستقبلون عامهم الجديد ، نكون قد أعددنا موائدنا وبيوتنا وقاعات الأحتفال. تغمرالكثير ساعات البهجة لأستقبال عام جديد، ويحسُ بالأسى ذلك الذي يحس بقيمة الزمن الذي فلت من تقويم العمر.. لتسقط ورقة جديدة من شجرة الحياة. نتبادل التحايا والأمنيات ، وفي العين دمعتين، لنقل هما للفرح ِ والاسى، تخفقُ القلوب خلفَ سماعات الهاتف لتعانق من تحب عبرمسافات وأزمنة متباينة،نغرق في لجةِ لانعرف مداها ، رافعين كؤؤس من رحلوا ، ومن هم أَحياءٌ معنا.

هي فسحة ٌ غير مرئية تنطوي على عقارب الساعة ، نتطلع اليها .. كل العيون تتجه صوب أميالهاوهي تتجانس في تطابقها على الرقم 12، ليتحول الزمن الى شئ آخروحصيلة أخرى.

نفتحُ نوافذ َ الزمن الماض على ذكرى عزيزة.. حدث جميل.. او تسقط دمعة على من وما فقدناه..نتابع ذلك وكأننا قمنا بنزهة في غابة فسيحة ..

العيد ( العيد) ليس الا معنىً زمنياً .. وهو بحد ذاته انتصاراً من صنع البشر.. فقوة الأنسان وحدها هي القادرة على تغيير معاني الزمن..

يذهب علماء النفس الى تفسيرات عديدة لمعنى العيد :فعالم النفس(أريك فروم) الذي وضع مقدمة لنظريته في( نسق الأخلاق) في أطارها الأنساني والأجتماعي، مؤكدا على عدم فصل الأنسان عن أوضاعه الأجتماعية ، وأكد على ان ( العيد) هو تجسيد واضح لمظاهر التضامن الأجتماعي ، وتجديد الصلة بين الناس. بينما يؤكد بعض المشرعين: بأن من أراد معرفة أخلاق الأمة فليراقبها في أعيادها..

وانطلاقاً من مفهوم الطبيعة الأنسانية وتأكيدا على ماحملته الأفكار الماركسية من معان ِأنسانية كبيرة ، وما أكد عليه(ماركس) في كون العلاقات الأجتماعية وطبيعتها هي قابلة للتغيير بسبب الرأسمالية، وسطوتها على مقدرات الشعوب، وأكراهها على القبول بواقعها الأجتماعي ، بكون القاعد ة الاقتصادية في المجتمع، ستؤثر على البنية الأجتماعية ، وظهور طبقات اجتماعية على حساب اخرى في تناقضات ،ستؤدي في النهاية الى زوال البهجة ، وانعدام المعنى ، بكل ما تتعامل به تلك المجتمعات مع بعضها البعض، حتى في طقوسها ، وخلق شروخ اجتماعية حقيقية من أجل مصادرة سعادة الشعوب وتوقها والقضاء على آمالها. وركز جل أهتمامه وعبقريته الفذة في بلورة مبدأ ( العدالة الأجتماعية) كحصيلة لعلاقات توطد قيمة البشر وتأخذهم الى حيز كبير من التوافق والأنسجام والذي سيؤدي الى انتصار على قسوة الحياة ، ليبعث البهجة والسرور في نفوس البشرية جمعاء ، في تجديد لامثيل له ورؤية غير خاضعة لمقاييس الزمن والكرنفالات الموسمية ، حين يحل التوافق والتضامن الأجتماعي.
هل ياترى سيدق ناقوس العام الجديد في تلك البيوت التي تركنا ظلالنا فيها؟

هل ياترى سيدخل العام الجديد الى بيوت الفقراء ليمنحها خبز ة العيد و( العيدية).؟

هل ياترى ستطفئ أنوار ومصابيح هذا العام والى الأبد نيران الحروب والكوارث في العالم؟.

هل ياترى سيهجر المخيمات والعراء أطفالنا الى أحضان سلام وبيوت آمنة ،ودفئ ومحبة؟

هل ياترى ستغسل آخر سحابة مطر من هذا العام شجرة الميلاد المباركة؟

هل ياترى سنزهو فيما تبقى من العمر، بثياب العيد ، وأراجيح طفولتنا، ، الى مرفأ ولادتنا الاولى، لنلهو ونغني تحت ظل نخلة فراتية ، في بساتين الوطن؟

هل ياترى ستُجفف مناديل العام الجديد، أحزاننا ودموعنا، وتزرع الورد في أكفنا المشرعة للحياة ؟
هل ياترى يحق لنا في ( العيد) أن نحلم؟؟؟

أغمض عيني في آخر دقيقة صمت وصخب من عام 2007 لأقول لكم جميعاً :

كل عام وانتم بخيروأمن وسلام وأمنياتِ ومحبة...



#هيفاء_عبد_الكريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأعلان العالمي لحقوق الانسان و ألأتفاقية الدولية لحقوق الطف ...
- رياض .. قوس قزح يعانق الشمس
- رشدي العامل ، صوت المغني.. ووجع السنين
- سقط الصنم ولم تسقط بغداد
- الروائية الفرنسية آني أرنو


المزيد.....




- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- مصر.. الفنان بيومي فؤاد يدخل في نوبة بكاء ويوجه رسالة للفنان ...
- الذكاء الاصطناعي يعيد إحياء صورة فنان راحل شهير في أحد الأفل ...
- فعالية بمشاركة أوباما وكلينتون تجمع 25 مليون دولار لصالح حمل ...
- -سينما من أجل غزة- تنظم مزادا لجمع المساعدات الطبية للشعب ال ...
- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هيفاء عبد الكريم - معنى العيد...كل عام وانتم بخير