أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - إعلان دمشق: متاهات البحث عن مرجعيات















المزيد.....

إعلان دمشق: متاهات البحث عن مرجعيات


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2147 - 2008 / 1 / 1 - 08:37
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


" وفي 18 تشرين الأول، قبل 5 أيام فقط من الصدور المحدد لتقرير الأمم المتحدة الأول حول اغتيال الحريري، كشف الائتلاف الأكثر تنوعاً وتعدداً للمعارضة حتى تاريخه، عن "إعلان دمشق"، وهي وثيقة تؤسس لمنصة موحدة لأجل تغيير ديمقراطي، فالإعلان نشأ من رحلة سرية على المغرب قبل بضعة أشهر فقط للمفكر ميشال كيلو للاجتماع مع البيانوني ومناقشة مبادرة جديدة لتوحيد القوى. وقد اتفق الاثنان على أربع مبادئ توجيهية رئيسية- الديموقراطية- اللاعنف، وحدة المعارضة، والتغيير الديمقراطي- وقد فوض البيانوني ميشال كيلو التفاوض حول تحالف مبني على أساس واسع لمصلحة الإخوان المسلمين".
(فصلية Washington Quarterly الأمريكية/ عدد شتاء 2006-2007 والمترجم في صحيفة القبس الكويتية).

http://joshualandis.com/blog/?p=351

هذه هي بعض من خلفيات وخفايا الإعلان الأول، وكانت سبباً في موقفنا المتوجس والخائف منه. والاقتباس، أعلاه، هو كما ورد حرفياً على لسان جوشوا لانديس، وجو باييس، في تقريرهما عن المعارضة السورية الصادر عن مركز الدراسات الإستراتيجية ومعهد ماساشوستس للتكنولوجيا، وهذا الكلام من الخطورة بمكان مما يجعل كل وطني يقف بمواجهة هذا الإعلان لعدة أسباب أهمها الأصابع الخارجية والرحلات السرية والأيادي الخفية والميول الفئوية فيه. فلقد تم الإعلان بالتنسيق مع تنظيم دولي وغير وطني وله أجندة ما فوق وطنية وعابرة للحدود، إذا كان البعض يهمه هنا البعد الوطني فعلاً، ومن المفارقات الغريبة أنه محظور في كافة البلدان الإسلامية تقريباً نظراً لخطورته الجدية على السلم والأمن الأهليين وكونه مشروعاً دائماً لحروب أهلية كما كان سيحصل في سوريا في نهاية سبعينات القرن الماضي، وكما في جزائر التسعينات، وسودان الإنقاذ، ومصر هذه الأيام. فلا يصح القول مثلاً حزب الإخوان المسلمين في سورية، بل الأصح القول التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين- الفرع السوري. ومن هنا فإن وصول هذا الحزب لسدة الحكم يعني أن تصبح الوطنية السورية بكافة مكوناتها في الدرجة الرابعة أو الخامسة وليست الثانية من حيث الأهمية والاعتبار، وهذا ما ينفي عن الإعلان أي صبغة وطنية وهي الأهم في هذا السجال الساخن حوله، وعن امتداداته السياسية وخلفياته التنظيمية وروافعه الدولية. ولن نتحدث عن ملابسات الإعلان الأول لجهة حجبه وكتمه عن نشطاء وسجناء من مكون سوري بعينه، ولا داعي لنكأ الجراح والتذكير بتلك المهزلة المؤلمة في كل مرة حين يشهر مسوقو الإعلان المساكين فزاعات العمالة للنظام.

كما، ومن الأهمية بمكان، الإشارة إلى توقيت الحدث الأول، أيضاً، لجهة ارتباطه بتطورات إقليمية عوّل عليها الإعلانيون كثيراً، كما جاء في التقرير الآنف الذكر بحيث اعتقد الإعلانيون بأن الساعة قد أزفت، وبـأنهم صاروا قاب قوسين أو أدنى من القصر الجمهوري في المالكي. وقد تصدينا وقتها، بكل ما أوتينا من عزم وقوة بناء على مواقف وطنية ونابعة من حب كبير لسوريا لمعرفتنا الراسخة بعواقب تدويل القضية السورية عبر معارضيها الذين أعماهم عداؤهم "المفهوم" للنظام عن كثير من الحقائق الماثلة، وبالرغم من إدراكنا وإحساسنا، وقتها لحجم وجدية تلك المناخات الإقليمية وارتباطاتها الدولية وقدرتها على المشاغبة والتشويش على الوضع المحلي، وبرغم كوننا وقتذاك بعيدين آلاف الأميال عن الوطن. ولذلك ودرءاً لأي التباس وسوء فهم، وصيد بالماء العكر، نسجل اعتراضنا المطلق والدائم، وهذا موقف مبدئي وثابت، على سياسات الاعتقال التعسفي والاعتباطي والتعاطي الأمني مع واقع سياسي ونطالب بالحرية لكافة المعتقلين السياسيين ولا نبرر بالمطلق الاعتقال وحجز الحريات الشخصية إلا بناء على مخالفات واضحة وصريحة للقانون والدستور، أو في حالات الخيانة العظمى والتعاون مع الأجنبي، على أن تتولى ذلك المحاكم المختصة والقضاء المدني وبكل شفافية، وعلنية، وأمام الجمهور. أما المهاترات اللفظية، والكلام الرخيص، والردح المريض، والجدل العقيم فليس صنعتنا وهو آخر همنا بالتأكيد، فهناك مصير شعب وقضية وطن، هي أهم من جلبة و"قرقعة" كل أولئك الدراويش.

ويبدو اليوم، والضغط متعدد المشارب والأهداف يطبق على الإقليم، أن هناك ثمة دواع أخرى تقف وراء هذا الإعلان الجديد، فالأجندة المعلنة الأمريكية والإسرائيلية، واحتشاد الأساطيل، ومن والاها من "عرب الشراويل"، لا تخفي النية، البتة، في إحداث تغيير نوعي على المنظومة السياسية في الإقليم تصب في مصلحة إسرائيل وتبحث عن ذرائع وشماعات ديمقراطية وإصلاحية بنفس تراتيل ومواويل غزو بغداد عبر القيام بعمل عسكري في المنطقة، بالتوازي مع التصريحات البوشية والساركوزية الكاراكوزية الهوجاء المصاحبة التي وجدت لها إذناً وصدى وطنين، وبكل أسف، لدى بعض الأشاوس من المناضلين. ومن هنا فإن كواليس الإعلان رأت بأن تسقط من حساباتها كافة التيارات القومية والسلفية، وصار من اللازم بدلاً من ذلك طرح البضاعة الليبرالية التي تناسب الذوق والصياغة الإنشائية لبيانات البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية، بالتزامن مع رفع الفزاعات الإيرانية والسورية التي باتت نغمة ترددها حناجر الهاتفين بالتغيير الديمقراطي في سوريا، علـّها تجد صدى في قرع الأبواب الموصدة والمتوجسة في العواصم الكبرى، والتي باتت- أي الأبواب- تعد لألف قبل الإقدام على أية مجازفة أو حماقة من قبيل المجازفة العراقية التي جلبت الحسرة والمرارة للجميع.

ونتيجة لتلك المعطيات والمستجدات، فهل يمكن الجزم بحدوث عملية انشقاقات إيديولوجية وربما افتراقات سياسية حادة نتيجة تباين الرؤى واختلاف وجهات النظر حول أولويات العمل الوطني والنظرة إلى الخارج في ضوء دخول العامل الأمريكي على خط الإعلان ما أدى إلى عملية الفرز التي شهدناها، والاصطفاف الإيديولوجي وخروج ودخول تيارات جديدة أدت إلى تراجع القوى القومية والعروبية والدينية التقليدية المحافظة، وصعود نجم التيارات الليبرالية وبما يتوافق مع تلك الرسائل التي تمت باتجاه واشنطن لجهة التهويل من الخطر الإيراني والسوري في المنطقة، واعتباره الخطر الأكبر في المنطقة وقبل الخطر الأمريكي والإسرائيلي؟

وهل يصح القول بأن كل من رفع راية المعارضة للنظام أصبح بين ليلة وضحاها من شرفاء مكة وسليل البيت الطاهر الذي لا يجوز إبداء أية ملاحظة أو اعتراض على توجهاته ويكتسب العصمة لمجرد حفلة ردح وشتم إليكتروني يقوم بها ضد النظام وأهله، وأن الآخر القابع في طوابير المعارضة هو من سلالات الملائكة التي لا تأكل ولا تشرب ولا تعرف الغرائز والأهواء؟ هل هذا هو المنطق الذي يحاول هؤلاء تسويقه والعمل به؟ وما هو سر هذا التكويع الحاد والـ U-Turn الذي شهدناه فيما بين الإعلانين الأول والثاني؟ هل هو نتاج متحولات إيديولوجية كبيرة لم تدر بخلد عتاولة الإعلان أم أن هناك ظرفاً سياسياً أملى تلك المتحولات؟ وهنا يمكن القول بأنه لا يصح البتة طرح موضوع التغيير مشروطاً بأي راهن سياسي بقدر ما يجب أن يكون رهناً وتلبية لمطلب وشرط موضوعي وحاجة مجتمعية. والملاحظ هنا أن حملة الإعلانات ترافقت كلها مع ذاك الراهن السياسي ولم تكن البتة تلبية لذاك الشرط الموضوعي والمجتمعي السوري وترتفع وتنخفض صعوداً وهبوطاً مع تأزم الوضع السياسي، ومن هنا كان عجزها وعدم قدرتها على التكيف مع والإيفاء بمتطلبات الحالة السورية نتيجة تعويلها على العامل السياسي الإقليمي. وبذا لم تستطع تلك القوى الإعلانية، وحتى اللحظة في معرفة أو تحديد ما هو المطلوب؟ أو في رسم الإطار العام أو المرجعية العامة العليا ذات البعد الوطني العام الذي يلتف حوله الجميع، ويكون كبوتقة لكل مكونات المجتمع السوري. فهل تكون المرجعية الأمريكية آخر مطافهم، ومبروكة عليهم بكل تأكيد؟


لا يمكن لأي فصيل سياسي أو مكون اجتماعي أن يطرح نفسه بديلاً للطيف السوري الواسع العريض ويحتكر المشهد الوطني، كما لا يمكن القبول بذاك الترويج الفج للصنمية وغرنقة الشخوص عبر وراثة بيارق النضال الوطني أباً عن جد، ولا مكان للمعصومية والتنزيه في العمل السياسي.

يبقى هذا الإعلان إشكالياً، احتكارياً، جدلياً، غير شامل أو رؤيوي. وطالما أنه ترافق مع جملة الانتقادات، والانسحابات، والتوجسات، وتجميد العضوية هنا وهناك، فلا بد أن هناك خللاً بنيوياً ومحورياً، ينبغي تصحيحه وتداركه قبل اعتباره حاضناً وطنياً شاملاً ومنزلاً للجميع. وعلى من يطرح نفسه للعمل العام أن يكون على قدر المسؤولية والواجب الوطني، فالقضية لا تحتمل الاعتباطية والارتجالية والكيدية في عمل وطني. فهناك مصير وطن وشعب بأكمله ما زال يعاني من فجر التاريخ من الاستبداد، والإفقار والتنكيل. فالعلة ومكمن القلق ليست بالرافضين والمنسحبين والتائبين المدركين لخطورة هذه الإعلانات كحوامل وذرائع للتدخل الخارجي، بل بالإعلان نفسه ومن ورائه من حمالين الحطب الدراويش البهاليل، وبالإذن من منذر سليمان، الذين لهم "قرص في كل عرس، وأي عرس؟





#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السعودية الجديدة والعلاّك الكبير
- بوش النبيل: هل أصبح الترك جلبي سوريا؟
- إعلان دمشق والأصابع الأمريكية
- وإذا المغتصبة سُئِلَت بأية شريعة جلدت؟
- مأزق الإخوان المسلمين
- آل البيوت السياسية
- حوار ساخن عن الأصولية وأم الدنيا
- الحوار المتمدن: شمعة جديدة تقهر ظلام الفكر
- أنابوليس خليجية: زمن التوافقات
- في حوار مع نضال نعيسة IPS:عقوبة الإعدام تعزز مصالح أنظمة الا ...
- الدكتور: دكاترة لا عالبال ولا عالخاطر
- فالج الفواليج: في الرد على النقاش
- نُذر الشؤم
- الكافيار السوري
- لا لإرهاب الفكر، ومسخ العقل
- هل كان السلف صلحاً فعلاً؟
- باب الحارة: جذور الاستبداد
- موائد الرحمن
- نحو مؤسسة أكثر تجدداً للحوار المتمدن
- نور الدين بدران: وداعاً


المزيد.....




- استهداف أصفهان تحديدا -رسالة محسوبة- إلى إيران.. توضيح من جن ...
- هي الأضخم في العالم... بدء الاقتراع في الانتخابات العامة في ...
- بولندا تطلق مقاتلاتها بسبب -نشاط الطيران الروسي بعيد المدى- ...
- بريطانيا.. إدانة مسلح أطلق النار في شارع مزدحم (فيديو)
- على خلفية التصعيد في المنطقة.. اتصال هاتفي بين وزيري خارجية ...
- -رأسنا مرفوع-.. نائبة في الكنيست تلمح إلى هجوم إسرائيل على إ ...
- هواوي تكشف عن أفضل هواتفها الذكية (فيديو)
- مواد دقيقة في البيئة المحيطة يمكن أن تتسلل إلى أدمغتنا وأعضا ...
- خبراء: الذكاء الاصطناعي يسرع عمليات البحث عن الهجمات السيبرا ...
- علماء الوراثة الروس يثبتون العلاقة الجينية بين شعوب القوقاز ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - نضال نعيسة - إعلان دمشق: متاهات البحث عن مرجعيات