أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - بي نظير بوتو زهرة الوداع : مسافر هي رهي اكثر وطن هي















المزيد.....

بي نظير بوتو زهرة الوداع : مسافر هي رهي اكثر وطن هي


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 2147 - 2008 / 1 / 1 - 08:38
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في احدى تجلياته الشعرية يقول شاعر الاوردية الشهير مير : مسافر هي رهي اكثر وطن هي ، اي انا مسافر غريب في وطني . وهو حال الراحلة بي نظير بوتو التي فارقت الحياة نتيجة عملية اغتيال آثمة وهي في اوج عطائها ، وكان المؤمل ان تنجح في الحصول على منصب رئيسة الوزراء ، كما حصلت عليه في السابق ، ولكن يد الغدر قضت على احلامها في تغيير وجه باكستان العسكري الدكتاتوري ، فالتعصب الموجود في الباكستان وانتشار العنف الذي تؤجج اواره المنظمات المتطرفة ، والاستبداد العسكري لايحتمل وجود امرأة متحررة تعمل من اجل حياة عصرية لشعبها الغارق في مجاهل التخلف والفقر والامية .
والمؤسف ان المجتمع الباكستاني المسلم لم يستلهم ما حوله من فلسفات بوذية وهندوسية وكونفشيوسية كي يهذب نفسه ، فاين المجتمع الباكستاني من مثالية الشاعر اقبال الذي استلهم فلسفة الفيدا الهندوسية اذ يقول :
مذهب نهين سـكهاتا آبس مين بير ركهنا ، اي : ان الدين لايعلمنا مقاتلة بعضنا البعض .
ان الراحلة بي نظير بوتو لم تحسب الحساب للجذور التي نما منها المجتمع الباكستاني ، الذي عاش منذ اليوم الاول على اساس الدين فادعى انه صاحب الارض الطاهرة – باكستان – وهو ما اعتاد اصحاب جميع الديانات اطلاق تسميات مماثلة على بلدانهم .
ان السرعة التي اقتحمت بها بي نظير بوتو المحفل السياسي الباكستاني اثار العديد من الاوساط المتزمتة والرجعية والدينية في البلاد ، وكان الجميع يعلمون انها امرأة شديدة البأس رائعة الجمال ، متعلمة تعليما غربيا يسمح لها بالتفوق على الخزعبلات التي يمارسونها في حياتهم اليومية والسياسية والاجتماعية ، فالنصر معقود لها بالتأكيد لانها تحمل علامات المسستقبل على جبينها الوضاح ، بينما يحملون سيماء التخلف على جباههم رغم نياشينهم الذهبية وتعاويذهم وتسبيحهم. كانت المؤسسة العسكرية تنظر اليها بعين الريبة ، فشروطها على برويز مشرف جعلته يدرك انه لن يتمكن من الانتصار عليها ، وطلعتها البهية جعلت المتطرفين والمتعصبين يدركون انها فائزة بقصب السبق عليهم لامحالة ، لذلك اتحدت ارادات التخلف والتعصب والعسكر من اجل الاطاحة بها قبل ان تدق مسمار الانتخابات في نعوشهم .
رحلت بي نظير بوتو والباكستان بحاجة الى قائد حقيقي يقود الدفة في بحار من الامواج الصاخبة ، وليس من السهل تعويض الشعب الباكستاني بفقدانها لانها كانت المفتاح الاول لتفكيك المؤسسة العسكرية والمنظمات المتطرفة ، الا انها دفعت حياتها ثمنا لاقتحام عالم التخلف المستبد في شبه القارة الهندية مثلما دفعته سابقا الراحلة انديرا غاندي ، وستبقى شعوب اسيا بحاجة الى صوت اقبال الذي صرخ :
اوتهو ميري دنيا كي غريبون كو جكا دو
مامعناه : انهضوا ، واستيقظوا يافقراء الدنيا

مقال سابق بعنوان الجنرال والحسناء

الجنرال و الحسناء : مشرقي تو سه ر دوشمن كو كُجل ديتي هي

د. مؤيد عبد الستار
منذ سنوات يحاول برويز مشرف إحكام قبضته العسكرية على مفاصل السلطة المدنية ، فمنذ قيادته الانقلاب العسكري على الحكومة المدنية لنواز شريف ، وهو يحيط نفسه بالشخصيات والقوانين التي تتناغم مع رغبته في الجثوم على كرسي الحكم اطول مدة زمنية ممكنة .
ورغم الوعود التي يقدمها باستمرار بشأن تنحيه عن رئاسة الجيش واجراء انتخابات رئاسية ، الا انه يحتال باستمرار على القوانين ، ويشن هجمات متتالية على الهوامش الديمقراطية التي ورثتها باكستان من الحكومات السابقة .
وحين ننظر الى باكستان التي تشكلت كبلد بعد انفصالها عن شبه القارة الهندية عام 1948 م ، ومن ثم انفصال بنغلادش عن الباكستان والتي كانت تدعى باكستان الشرقية نجد ان الباكستان وبنغلادش تخلفتا تخلفا كبيرا عن الهند التي ارست قاعدة ديمقراطية واسعة في االحكم وادارة دفة البلاد التي يشكل المسلمون فيها نحو عشرة في المائة من تعداد السكان، اضافة الى شعوب متعددة اللغات واللهجات ، ورغم الازمات التي مرت فيها الهند مثل اغتيال رئيسة الوزراء انديرا غاندي ، وفيما بعد اغتيال ابنها راجيف غاندي ، الا ان النظام الديقراطي والبرلماني كان كفيلا في معالجة الحالة والازمة واتباع الوسائل الديمقراطية السياسية في مواجهة المشاكل التي تعترض طريق الحكم.
ان تاريخ باكستان مليئ بالانتكاسات والسلوك الدكتاتوري للجنرالات ، ومن اشهرهم الجنرال ضياء الحق ، الذي اسستبد بالسلطة ونفذ حكم الاعدام بالشخصية السياسية الشهيرة ذو الفقار علي بوتو ، وهو والد بي نظير بوتو ، التي عاشت منفية في الامارات بضع سنوات ولكنها عادت بعد ضمانات دولية الى بلادها باكستان لتقف في مواجهة الجنرال برويز مشرف الذي يحاول جهده الاحتفاظ بالحكم .
طبعا لانشك من حصول بي نظير بوتو على دعم دولي فرض على الجنرال مشرف السماح لها بالعودة الى وطنها بعد اقامتها في الامارات لعدة سنوات الا ان ما نلمسه هو شجاعة بي نظير في قيادة المعارضة ، وسحب البساط من تحت اقدام مشرف الذي استبد بالسلطة وسار بها على نهج امثاله من المستبدين والجنرالات العسكريين الذين لا يريدون التخلي عن افكار العصور الوسطى ماداموا يرتدون البزات العسكرية المزخرفة بالنياشين الكاذبة ، والامجاد التي صنعت على حساب الفقراء من الشعوب المقهورة ، وعلى حساب دماء المناضلين ضد سلطات العسكر الجائرة التي جلبت لشعوب بلدانها الوان الهوان والخسائر سواء في السلم او الحرب .
ان تصريح مشرف الاخير بان الغرب تخلى عنه وانه يفكر بالاستقالة ، ماهو سوى ذر للرماد في العيون ، عيون الباكستانيين عسى ان يخدعهم لايام أخرى قادمة ، ومن ثم يكون لكل حادث حديث . إن الذي تخلى عن مشرف هو شعبه الباكسستاني الذي لم يحصل على لقمة كريمة طوال السنوات التي حكم بها مشرف وامثاله من عسكريين مستبدين وسياسين فاسدين ، اعتاشوا على دموع وعرق الشعب الباكستاني الذي يعاني الامرين من التخلف والجهل والمرض وفساد الحكم.
ان العديد من العسسكريين الذين قفزوا الى كرسي الرئاسة - غالبا ماتم ذلك بمساعدة دولية - قبضوا على كرسي الحكم باسنانهم واظفارهم، وآن الاوان لان يعلم هؤلاء الجنرالات ان الزمن لم يعد في صالح افكارهم البالية ، ولن يستطيعوا مشاكسة العصر الذي سيجبرهم على الفرار امام الد اعدائهم ، المرأة ، الانسانة التي طالما تعرضت لشتى صنوف القمع على ايدي الجنرالات واشباههم من سلطات اجتماعية وسياسية ودينية .
ولربما صدق شاعر الاوردية الشهير اكبر اله آبادي حين قال :
مشرقي تو سه ر دوشمن كو كُجل ديتي هي
مغربي اس كي طبيعت كو بدل ديتي هي
مامعناه : نحن في الشرق نحطم رؤوس معارضينا
بينما هم في الغرب يغيرون طبيعة معارضيهم



#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تركيا لن تدخل اوربا من بوابة كردستان
- الجنرال و الحسناء : مشرقي تو سه ر دوشمن كو كُجل ديتي هي
- الجيش التركي يخشى مصيره
- الشباب السعودي في المزاد العلني
- المالكي رجل دولة بحاجة الى مساندة الجميع
- الايزديون في الاعالي
- السعودية في عيون خليل زاد
- العراق في مهب الريح
- تفجير المساجد والاضرحة المقدسة جريمة لاتغتفر
- حكومة المالكي في مواجهة التحديات
- ايعاز الى الجيش التركي : الى الوراء در
- ايران في مرمى البوارج الامريكية
- ايران في الطريق الى شرم الشيخ : خوش آمديد
- 9 نيسان يوم تحرير العراق من العبودية
- الارهاب في تلعفر....حذار من الانتقام
- المخطط الارهابي يعلن برنامجه
- ايران في مواجهة البوارج الحربية الامريكية
- خيانة اتفاق مكة المكرمة
- امريكا وايران في اللعب على حبال العراق
- دعوة لاستيراد المسز بيل


المزيد.....




- في نطاق 7 بنايات وطريق محدد للمطار.. مصدر لـCNN: أمريكا ستقي ...
- المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي يستقيل ويعتبر أن -ل ...
- لجنة أممية تتهم إسرائيل بعرقلة تحقيقها في هجمات 7 أكتوبر
- فيديو: -اشتقتُ لك كثيرًا يا بابا-... عائلات فلسطينية غزة تبح ...
- برلين ـ إطلاق شبكة أوروبية جديدة لتوثيق معاداة السامية
- رئيسي: ردنا المقبل سيكون أقوى وأوسع
- نتنياهو: حرب غزة جزء من تهديد إيرن
- -حزب الله- يستهدف مقرات قيادة ومراقبة جوية للجيش الإسرائيلي ...
- الجيش الأردني يكثف طلعاته الجوية
- مناورات تركية أمريكية مشتركة


المزيد.....

- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - بي نظير بوتو زهرة الوداع : مسافر هي رهي اكثر وطن هي