أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - عندما يكون المسئول حاضرا














المزيد.....

عندما يكون المسئول حاضرا


خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 2147 - 2008 / 1 / 1 - 08:42
المحور: القضية الفلسطينية
    


بالأمس القريب أي في يوم السبت 29/12/2007 -- عقدت جامعة القدس المفتوحة بطولكرم، وبالتعاون مع مؤسسة الإغاثة الزراعية الفلسطينية، ووحدة شئون الجدار بمجلس الوزراء الفلسطيني، مؤتمرا علميا متخصصا بقضية جدار الفصل والعزل العنصري.. وقد شارك بافتتاحه السيد رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض، والسيد يونس عمر رئيس جامعة القدس المفتوحة، والسيد إسماعيل دعيق رئيس مجلس إدارة مؤسسة الإغاثة الزراعية، والسيد طلال دويكات محافظ محافظة طولكرم، والسيد فيصل عمر رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر واسيدة لويزا مارتيني نائب رئيس البرلمان الوروبي وكذلك السيد محمود الجلاد رئيس بلدية طولكرم.. وقد جرى التحضير للمؤتمر بشكل جيد جدا، وحشدت له المؤسسات الشريكة كل جهودها، واستنفرت لإنجاحه كل أطقمها.. وكان من الواضح أن حضور السيد رئيس الوزراء، قد لعب دورا كبيرا في مضاعفة حشد الحضور، وخاصة من طبقة المسئولين الحكوميين، ومن شخصيات المجتمع الاعتبارية، ومن ممثلي المؤسسات الأهلية والقطاع الخاص.. حيث قطع الجميع المسافات الطويلة، واجتازوا كل الحواجز، ليكونوا في المكان الذي يتواجد فيه دولة رئيس الوزراء.. وهو أمر طبيعي ولا غرابة فيه في بلادنا، وسلوك تعودنا عليه، ودأبت هذه الفئة من المسئولين على ممارسته، سعيا منها لكسب ود القادة الكبار، وطمعا بالتواصل معهم حتى ولو بالابتسامات عن بعد، والإتيان بأي حركة مهما كانت كي يلحظ ذلك المسئول وجودهم..
وجرى افتتاح المؤتمر بتغطية إعلامية واسعة، وألقى السيد رئيس الوزراء كلمته وكذلك فعل كل من كان على المنصة، وبعد ذلك استأذن رئيس الوزراء وغادر قاعة المؤتمر-- وهو أمر قد يكون مبررا لشخصية لها ارتباطات وعليها التزامات كرئيس الوزراء.. لكن المدهش والمحبط حقا هو التصرف الذي مارسه كبار المسئولين والعدد الأكبر ممن يعتبرون أنفسهم قادة وصناع قرار، حيث تسللوا بخفة إلى سياراتهم فور مغادرة رئيس الوزراء للقاعة، ومن بين ما لا يقل عن 600 شخصية لم يبقى في القاعة أكثر من 300 مشارك.. ونسي المغادرون أن دعوتهم كانت للمشاركة في جلسات بحث علمية جادة، سيجري فيها نقاش قضية الجدار مع نخبة من الخبراء والباحثين، الذين قدموا أوراقا علمية تستعرض الآثار الكارثية للجدار-- على مختلف نواحي الحياة الفلسطينية—
خرج الجميع وركبوا سياراتهم الفاخرة، وابقوا قضية الجدار للفئات الشعبية ومتضرري الجدار، وللمناضلين الحقيقيين ضد الجدار، وللجمهور الذي لطالما جلس وناقش قضية الجدار في مئات الورش والمؤتمرات ورفع آلاف التوصيات وأطنان الورق لصناع القرار، وانبح صوته من كثرة الصراخ والمناداة طلبا لوقفة جادة مسئولة، دون أن يجد من يمد يده ليساعد في درء مخاطر الجدار، ويساعد فعليا في تعزيز صمود المتضررين الفعليين من الجدار.
وابتدأت الجلسة الأولى والثانية وغاب عنهما صناع القرار، وكذلك الثالثة والرابعة والخامسة، ولم يعد إلى القاعات إلا أولئك الذين لم يغادروها.. وعلا الهمس بين الحضور وتساءلوا أين ذوي البدلات السوداء والياقات البيضاء.. أين هم من يحكمون باسمنا ويتربعون على الكراسي مدعين أنهم يقومون بخدمتنا.. ولمن نتحدث ونشكي.. ومن سيسمعنا حتى ولو ملأنا القاعة صراخا.. وهل نحن جالسون هنا نتحدث إلى بعضنا.. بينما يغيب عن المكان من هو واجب عليه أن يكون هنا.. ليسمع صوتنا ويشارك معنا بالنقاش ويجيب على تساؤلاتنا..
لكن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد من المهزلة واللهاث خلف صناع القرار، فقد عاتب الكثيرون ممن لم توجه لهم الدعوات وسمعوا بأمر المؤتمر عبر وسائل الإعلام.. عاتبوا القائمين على المؤتمر لأنهم لم يبلغوهم به واستثنوا من الدعوات.. وخسروا لحظة يراهم فيها رئيس الوزراء أو بعضا من أركان وزارته.. ضحكت من أعماقي بسخرية، وقلت آه لو يعاتبنا هؤلاء الأوغاد مرة على عدم دعوتنا لهم للمشاركة في تظاهرة على الجدار، أو في مواجهة عند حاجز مع جيش الاحتلال..!!

مخيم الفارعة – 31/12/2007



#خالد_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اعيادنا مصبوغة بدمائنا
- الاعتداء على وليد العوض عمل جبان يكشف ظلامية الجهة التي تقف ...
- منطق اعوج ونهج عقيم
- ابو مازن وليس عبد ربه
- حفاظا على الثوابت وتعزيزا للوحدة والصمود
- الفقير للفقير ولو كان على الحصير
- كي لا تسقط اوراق التوت
- ابو مازن يغامر الى حد كبير بوحدة ما تبقى من جبهته الداخلية
- خنازير المستوطنين تهدد حياة الفلسطينيين
- من حكايا القمع في بلادنا
- طوشة على التموين..!!
- اله المستوطنين غاضب
- اصطياد في المياه العكرة
- في نابلس.. القانون يمنع تخفيض الاسعار
- من حكايا الظلم في بلادنا
- لو كانت رايس بجم هيفا
- شعارات لمسيرة ضد غلاء الاسعار
- عن الهراوات في غزة والخليل
- احداث غزة تدمي العين وتعمق الجراح الفلسطينية
- فلسطينيون واعوان للشيطان


المزيد.....




- البحرية الأمريكية تعلن قيمة تكاليف إحباط هجمات الحوثيين على ...
- الفلبين تُغلق الباب أمام المزيد من القواعد العسكرية الأمريك ...
- لأنهم لم يساعدوه كما ساعدوا إسرائيل.. زيلينسكي غاضب من حلفائ ...
- بالصور: كيف أدت الفيضانات في عُمان إلى مقتل 18 شخصا والتسبب ...
- بلينكن: التصعيد مع إيران ليس في مصلحة الولايات المتحدة أو إس ...
- استطلاع للرأي: 74% من الإسرائيليين يعارضون الهجوم على إيران ...
- -بعهد الأخ محمد بن سلمان المحترم-..الصدر يشيد بسياسات السعود ...
- هل يفجر التهديد الإسرائيلي بالرد على الهجوم الإيراني حربا شا ...
- انطلاق القمة العالمية لطاقة المستقبل
- الشرق الأوسط بعد الهجوم الإيراني: قواعد اشتباك جديدة


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - عندما يكون المسئول حاضرا