أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصر حسن - عندما يكون التخوين منهجاً..نقول :سلاما!















المزيد.....

عندما يكون التخوين منهجاً..نقول :سلاما!


نصر حسن

الحوار المتمدن-العدد: 2147 - 2008 / 1 / 1 - 08:20
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عندما يكون التخوين منهجاً .. نقول : سلاما !.( 2)
"مفكرو" الهزيمة والطغيان:
تواترت ردود فعل النظام وممانعيه على اجتماع إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي السلمي , وما نتج عن الاجتماع من نقلة وطنية, شكلت مفارقة جديدة لم يستطع الاستبداد بلعها !وهي أن إعلان دمشق الذي أراده النظام جراباً ممزقاً يجمع بداخله حركة المعارضة كفراغ قادر على التحكم فيه وحشره ضمن خطابه المتهافت وآلته الأمنية الجائرة الفاجرة , تفاجأ أنه تطور في الأداء والفكر والآلية ,وقطع شوطاً ملموساً على طريق تطور آلية التغيير الوطني الديمقراطي , حيث مارس الديمقراطية العدو اللدود للنظام بامتياز , وكسر مفهوم الوثنية القيادية والفكرية واحتكار العمل السياسي على فكر أو فرد أو حزب والتي هي صنو الاستبداد وحاضنته, وأثبت إعلان دمشق قدرة تنظيمية وسياسية فائقة ,اخترقت دوائر النظام كلها وحواجزه وخطوطه التي حاول حصره فيها , فكان الرد الهمجي باعتقال قيادته , وبث سموم أبواقه خبط عشواء على أطراف المعارضة في محاولة يائسة لوقف الحراك الوطني الديمقراطي .
والسبب الرئيسي الذي اقلق النظام هو أن إعلان دمشق حسم الصراع ونقله من داخله إلى ساحة النظام , وتجاوز حلم النظام في إغراق الإعلان بجدل داخلي نظري مفاهيمي مصطنع عقيم , ومحاولة حصره في ترداد وعلك التاريخ والمواقف والأفكار , إلى ديناميكية جديدة مولدة لبنى وروابط اجتماعية وسياسية جديدة لها قاعدة شعبية واسعة تزداد قدرةً وجرأة على كسر حاجز الخوف ,وإنتاج وسائل عملية للتصدي لمصيبة سورية وهي الاستبداد وإفرازاته , والنظام الأسير في منظومته الفاسدة المتهالكة وقمع أجهزته المتواصل , قد أربكته قدرة الإعلان على التحرر من كهنوت الأفكار والقوالب النظرية وصنمية القيادة ... أربكه أيضاً في نقلته الوطنية الاجتماعية السياسية ,لأنه وضع يده على الجرح السوري ...باختصار مثل رداً على طائفية النظام واستسلامه وفساده ,وأفصح بوضوح أن الحرية والديمقراطية والاستقلال ,وحدها تستطيع أن تنقذ وتجمع وتحافظ على السلم الأهلي , ووحده النقد البناء ينتج الخيار الصحيح والقيادة الشرعية الواعية الوطنية للقضاء على الاستبداد ,وهذه بذور جدية وجديدة في الحياة السياسية في سورية.
لا نريد أن نخوض في محتوى الهجوم لأنه انحدر عن كل مستويات الحوار والنقد والمشاركة في الهم الوطني , إلى التخوين و التجريح ولخبطة الأفكار وتشويه المفاهيم , وأفصح بهزالة كبيرة عن نفسه في التوقيت وفي المصدر وفي الشكل والمضمون والمستوى والهدف معاً , ويمكن للقارئ الكريم الحصيف أن يعرف مغزى الرسالة من عنوانها , لا بل من لون غلافها , أي التعرف على محتوى الهجوم من طبيعة المهاجمين الذين تبرعوا للدفاع عن النظام ومشروعه ,والهجوم على إعلان دمشق والمعارضة بغض النظر عن الغطاء أو الواجهة أو المكان .
وفيما بدى الهجوم فاشلاً محمولاً على بؤس ظنهم بعدم نجاح بعض أطراف الإعلان في الانتخابات تأسيساً على عملية ديمقراطية لا يشك أحداً بنزاهتها, يشي بمغزى سرعة رفد الهجوم بأشخاص معروفة بارتباطاتها وتهافتها مع موقف النظام الأمني , وسرعة تبدل شكله ومضمونه( الهجوم ) ليلتصق كلياً مع موقف الاستبداد من حيث أنه يمثل "الممانعة والصمود والتحدي" ! وهم يعرفون جيداً أن النظام غارق من رأسه إلى أخمص قدميه في وحل العجز والاستسلام والتطرف والعنف ,وضرب كل بنى الصمود الحقيقية وأسس الوحدة الوطنية في سورية .
والحال كذلك بطغيان الغوغائية والتهافت , كوَع المهاجمون إلى نبرة جديدة وعنوان آخر , خلاصته أن قوى إعلان دمشق الجديدة تمثل "الليبرالية الأمريكية العولمية "!, مما يوضح بشكل جلي أن آلة النظام العسكرية والأمنية التي تعتقل رموز إعلان دمشق ,هي التي ترضع هؤلاء الشعارات والكلمات لتشويه صورة إعلان دمشق وإجهاضه وتطويق تفاعله مع الشعب , بعد أن قطع قفزة نوعية فكرياً وإجرائياً ديمقراطياً ووطنياً, وعبر بدقة عن موقف وطني مسؤول , له أفق فكري اجتماعي سياسي اقتصادي حول عملية التغيير والخلاص من الاستبداد ,وفي تعميق الوحدة الوطنية و حول سورية المستقبل أيضاً , وفي خضم تناقض النظام وتهافته على المستوى الداخلي والعربي والدولي , وقع بعض المهاجمين مرتبكين مشوشين بنفس حفرته , هذا في أحسن الظن !.
تغليف رديء / حجة أقبح من ذنب:
فما معنى اجترار معزوفة الإقصاء وغياب الديمقراطية حيناً ؟! و إسقاط المصطلحات " الليبرالية " على خطاب إعلان دمشق الذي جاء هذه المرة متماسكاً وطنياً فكرياً سياسياً وديمقراطياً ؟! و تصوير رث بأنه محمول على أجندة خارجية ! فهل هناك عزل بين الأفكار والمفاهيم والمواقف من الاشتراكية إلى الديمقراطية إلى الرأسمالية إلى الليبرالية في عملية بناء الدول والمجتمعات ؟ وهل في العملية الديمقراطية فوز مطلق لكل اللاعبين ؟! اللهم سوى صور "ديمقراطية الاستبداد " ونظائرها ! هذه هي بالضبط "صيغة النظام وجبهته الوطنية " وغوغائية منظومته وكاريكاتورية ممانعته ولعبة أجهزته وأغطيته وانتخاباته ,التي تفوز فيها القوائم بالإجماع ,المهرج أو الصامت أو المصفق أو الأخرس أو الراقص المنافق على الدوام !.
لا يا سادة ! الديمقراطية والليبرالية كما الوطنية والقومية وكل المفاهيم الفكرية الاجتماعية والاقتصادية والسياسية الأساسية ,ليست لقيطة وصفيقة إلى هذا الحد ! والكلام يصبح له أبعاداً ومعاني أخرى إذا انحدر عن منهجية الفكر وقدسية مصالح الشعب وأخلاقية النقد! فاعتقال فداء حوراني هو التصرف الأكثر حقداً وسواداً في صفحات النظام العائلي الذي تطبلون وتزمرون وتصفقون له , في حين تصفرون ضد واجهة مدنية وطنية للحفاظ على سورية من الانهيار !, فمن الغرابة أن تحشروا مستقبل شعب وإرادة حرة مستقلة, مابين هجوم وأخذ ورد! فجميع عميان الأرض وطرشانها تعرف من هو هذا النظام ؟! وما هي قوميته وعروبته وممانعته وصموده؟! وتعرف أن النظام العائلي متورطاً حتى النخاع في جرائمه وإقصاء الشعب السوري كله وتجريده من حقوقه الوطنية والمدنية والسياسية , وسجنه وترويعه وتجويعه وتركيعه ! وهو نظام أقلية فاشل ومساوم فاسد , هو وصفة خارجية بامتياز ! فهل هذا هو منهج الصمود والممانعة والتحرير؟! كفى تهافتاً وتزييفاً وتزويراً , فقد كلامكم هذا أساس المقارنة والتفنيد , لأنه كلام موارب لا يصدر عن أخلاق ممانع وشبه محارب! محارب الاستبداد والإقصاء والفردية والفقر والجوع , بل هو مساعدة الاستبداد وحمل مطرقته لكسر الإرادة الوطنية وتدنيس كرامتها وشرفها ! مفضوحة هي الأقوال والأفعال والآمال ...الوطن ليس مزرعة ولعب أطفال ... والانتماء ليس مسألة نظرية متهافتة بين القيل والقال!.
أما عبقرية بعض المهاجمين الفكرية والسياسية والقومية والأكاديمية ! فنحن والشعب السوري وإعلان دمشق والمعارضة السورية كلها في غنى التعقيب عليها ! فالأمر يحتاج إلى الكثير من الترتيب والتهذيب في الفهم والأفكار والأخلاق معاً ! إذ ما معنى الإسقاطات والتغطيات والتلطي وراء ممانعة النظام المفضوحة ؟!, والتي غدت أضحوكة النظام نفسه ! يضحك بها على من تفوتهم فطنة المتلقي شبه النبيه إليها ! ..كم حزب قد حضر ؟ وكم حزب قد انكسر واندحر! وكم مستقل ومتحزب حضر؟ ومن تعامل مع الدولار ؟ ومن يفضل اليورو ؟ ومن هو الحريص على عروبة العراق الآن؟! ومن يقف ضد المشاريع الخارجية والاحتلال في فلسطين ؟ ومن يدفع لبنان نحو التمزيق والحرب الأهلية بعد احتلاله أكثر من ربع قرن ؟! و من يدعم المقاومة المسكينة التي ذبحها النظام السوري من الوريد إلى الوريد ,من سورية إلى لبنان إلى فلسطين إلى العراق إلى عموم الساحة العربية التي وصفتموها " أشباه رجال" , أمام رجال حامي الحمى " أشاوس " يعتقلون المرأة المدافعة عن حرية الشعب وسيادة الوطن ؟.
ألا تلاحظون ارتفاع نسبة فقدان الموضوعية واهتزاز الوطنية والاصطفاف والتقيد الكامل بهذيان النظام وصموده "المبخوش" حتى النخاع ! تلك هي مقاييس الاستبداد و تفريخاته السياسية والأخلاقية والوظيفية ,هي بعيدة عن الديمقراطية وعن الممانعة وعن القومية وعن العروبة وعن مصلحة الشعب السوري , بعد النظام عن الوطنية والممانعة, بعد السجن عن الحرية , بعد سياسة التخوين عن النقد والمسؤولية الوطنية , بعد الجولان عن التحرير في ظل نظام التقرير!, أي بعد الأرض عن السماء!. فا لذي يجري في سورية من اعتقالات طالت المرأة ( فداء حوراني) وكل معتقلي الرأي والضمير , يفسر كل ما في الإناء !.
بقي أن نُذكَِر بما قالته العرب لمن قطع الاستبداد صلته بتاريخه, وابتعد عن حاضر شعبه , وتاه وفقد صوابه وقدرته على النقد البنَاء والقياس المعياري والمقارنة المنهجية العلمية النزيهة :
" أن البعرة تدل على البعير...والأثر يدل على المسير" ..!.
فأين هو في واقع سورية اليوم أثر الممانعة والصمود والتحرير ...؟!.
لا هذه ...ولا ذاك ...كفى تشويه وتزوير!.
الحرية لكل رموز حرية الشعب..معتقلي إعلان دمشق وكافة معتقلي الرأي والضمير وحب الوطن.
د.نصر حسن



#نصر_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عندما يكون التخوين منهجاً ..نقول -سلاما-!
- تحية فداء حوراني وكل أحرار إعلان دمشق...كشفتم العورات وأكثر ...
- إعلان دمشق : شبهة الصمت ,أم ماذا؟!.
- إعلان دمشق ...بين الصمت والزنزانة والاتهام الرخيص!
- المعارضة السورية والديمقراطية - بين توافق المطلب وتناقض المط ...
- المعارضة السورية والديمقراطية ,, بين توافق المطلب وتناقض الم ...
- لبنان - الدولة الغائبة والأرض السائبة -!.
- المعارضة السوريةوالديمقراطية ,بين توافق المطلب , وتناقض المط ...
- حوار ومتمدن...هذا هو المفقود!.
- تحية كبيرة إلى إعلان دمشق
- لبنان : الجمهورية المحاصرة !
- بيروت - تش2 - 2007- من يضحك على من ؟!.
- بسوس في غزة..!(2-2)
- بسوس ُ في غزة ..!(1-2)
- أيام ُ ُ عاصفة ُ ُ تهز ُ لبنان ...!
- باكستان والعسكر ...والفوضى المنظمة!
- بيروت في دوامة الإنتظار ...
- نحو أنسنة العقل , وعقلنة العلمانية ( 2 - 3 )
- خريف السلام المفقود..!.
- العراق إلى أين ؟!.


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نصر حسن - عندما يكون التخوين منهجاً..نقول :سلاما!