أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عمار ديوب - بعض من أخطاء إعلان دمشق















المزيد.....

بعض من أخطاء إعلان دمشق


عمار ديوب

الحوار المتمدن-العدد: 2145 - 2007 / 12 / 30 - 12:41
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


أفرز إعلان دمشق وقائع جديدة بعد مؤتمره الأخير،رغم تغيّب أكثر من ستين شخصية عن الحضور.ومنها بدايةً أن السلطة السورية شنت حملة استدعاءات واعتقالات طالت العشرات من المشاركين بالمؤتمر ولا يزال قرابة سبعة ناشطين معتقلين ولا يُعرف إن كانوا سيحوّلون إلى المحاكمة أم سيطلق سراحهم وبينهم السيدة فداء الحوراني ، ولا يعرف كذلك إن توقفت حملة الاعتقالات أم لا تزال مستمرة. والتي يجب أن تُلغي من ممارسات السلطة ضد القوى السياسية السورية ونشطاء الحركات المدنية والاجتماعية بالمطلق ودون تأخير.
عدا ذلك ، انتخب الإعلان هيئة جديدة ورئاسة لها ولكل تشكيلات الإعلان .ولم يتمثّل الاتحاد الاشتراكي ولا حزب العمل فيها . ويلاحظ من طريقة الانتخاب الفردية ووجود كتلة ليبرالية مستقلة؟! إضافة لحزب الشعب الديمقراطي وحزب العمال الثوري أنها رجّحت كفّة التمثيل الليبرالي (على اختلاف تياراته الإيديولوجية من ديموقراطية وعلمانية وإسلامية ). وكان من نتائج ذلك طرد القوى القومية والشيوعية . وموجة من التصريحات والردود المتعارضة عن مجريات الإعلان والقوى المُشكلة فيه وتوجهاته.والتي أفضت إلى تجميد أنشطته في الإعلان-الاتحاد الاشتراكي- وعدم إعلان صريح من قبل حزب العمل عن مستقبل صلته بهذا الإعلان. ولا يغيّر من هذه الحقيقة عودة السيدة ندى الخش عن قرار تجميد عضويتها في إعلان دمشق بسبب الاعتقالات.
الديمقراطية التي يتغنى بها إيديولوجي الإعلان هي التي همّشت الاتحاد فيه وحزب العمل ،نعتبرها منقوصة وإشكالية وتحتاج إلى مراجعة شجاعة قبل استفحال أخطاء إعلان دمشق. وقد تكون صحيحة لو أن الإعلان حزباً سياسياً ينتمي إليه الأفراد بمحض إرادتهم وحريتهم ويمارسون نشاطاتهم فيه وبالتالي ينتخبون إفرادياً ولكن الإعلان تجمع وإئتلاف قوى وحركات ومنظمات وشخصيات مستقلة وبالتالي فيه مختلفين متعددي التوجهات. وباعتباره كذلك كان يجب أن تتمثل القوى والشخصيات في هيئة رئاسته وهيئته العامة وغير ذلك. فينضوي المختلفين والمؤتلفين في خيمة الإعلان.
وبالتالي ما حدث من فرز فيه قد يعتبر ضربة قاضية لمستقبل الإعلان خاصةً وأن الاتحاد يعتبر أكبر قوة فيه سياسياً ومعنوياً .وهذا ما يدفعنا للاستنتاج أن الإعلان سيتجه نحو رؤية ليبرالية –كانعكاس للتطورات الليبرالية العالمية والمحلية- بعد أن طرد القوى القومية والشيوعية وارتاح منهم؟! وهو ما برز بوضوح بانتخاب رياض سيف لرئاسة الإعلان.
المفارقة ، تكمن في أن الإعلان حاول بوثيقته الجديدة تضمين التوضيحات التي تم التأكيد عليها سابقاً وكانت بدفعٍ من الأحزاب المطرودة . والسؤال أليس أمراً مستغرباً أن تطرد أحزاب التوضيحات ثم يتم تضمينها في نص الوثيقة وإن كان بشكلٍ مُخفّف.
ربما يمكن تفسير الموضوع بالرؤية البراغماتية من قبل التيار الليبرالي ،أي ليتم تضمين الوثيقة الأفكار القومية والشيوعية .لأننا سنعتبرها بعد إقرارها بحكم الميتّة، وبالتالي لنكتب ما يقولون ولنعمل ما نفكر به . وهذه حالة شائعة في سوريا وحتى أفراد القوى المنسجمة تراها لا تنطلق من برامجهما بقدر ما تنطلق من رؤاها الذاتية!.
مسألة المكونات ، كمسألة كثيراً ما نُقدت سابقاً عادت إلى الوجود من جديد رغم إلغاء مفهوم الأكثرية والأقلية الطائفيين. حيث أن فكرة المكونات هي ذات الفكرة القديمة والمكتشفة ليبرالياً بعد انهيارات الاشتراكية.وبالتالي تعريف السوريين كشعب وأيضاً هذا وارد في الوثيقة الجديدة يصبح نوع من الايدولوجيا . بينما الأصل وهذا أصيل في التفكير الليبرالي السوري الجديد هي المكونات. ولذلك لا تزال رؤية مجددي الإعلان هي هي الرؤية القديمة الجديدة قبل التوضيحات.
تأكيدنا الاستنتاج السابق يمكن قراءته من خلال إيديولوجي الإعلان والحوارات بين الماركسيين-وكذلك القوميين- والليبراليين التي تتجدد بين الحين والآخر بين المثقفين السياسيين السوريين. حيث يستطرد الليبراليون في رفض مناهضة العولمة والامبريالية والمسألة الوطنية أو القومية أو القضايا الاجتماعية،والإشارة لها من باب رفع العتب أو لإخراس الأصوات الناقدة والتأكيد أن المهمة الآن هي الحرية أو الديمقراطية ضد الاستبداد . وبالتالي كل من يرفض هذه الرؤية هو مؤيد للاستبداد وضد الحرية ومعادٍ لرؤية الإعلان وبصف الممانعة؟! المشكلة هنا أن النقد لا يُوجه إلى جماعات في جبهة النظام بل إلى جماعات في المعارضة السياسية والاجتماعية للنظام وهذه مفارقة كبيرة . والأخطر أنها توجه إلى جماعات ضمن إعلان دمشق وقبل ذلك ومنذ الثمانيات في التجمع الوطني الديمقراطي ومتشاركين في العمل منذ ربيع دمشق ،وبالتالي هناك فقدان الثقة والتشكيك بنوايا المؤتلفين والمختلفين في إئتلاف دمشق . والسؤال البسيط جداً: لماذا كان التجمع الوطني الديمقراطي موجوداً.ثم ألم تكن الديمقراطية من مهماته الأولى وبالتالي لماذا كل هذا التطاول.وإذا كان الأمر كذلك فلماذا النقد والتركيز على الجانب القومي والوطني والمناهض للعولمة وتغييب البعد الآخر والمحدّد في الرؤية القومية والشيوعية والمناهضة للعولمة والخاص بمطلب الديمقراطية والمواطنة والعلمانية وغير ذلك رغم اختلاف الرؤية بين هذه الجماعات في القضايا المشار إليها.
لا يفهم الأمر هنا إلا في إطار الايدولوجيا وانعدام الثقة بين تيارات إعلان دمشق كما يشير برهان غليون في مقالته "مستقبل المعارضة السورية" . وهذه مناخات وأطياف ليبرالية تؤكد وبوضوح شديد على التشكيك بكل من ينتمي إلى القوى القومية والماركسية وبكل ما يطرحون.ولذلك كان طرد القوى المشار إليها خارج إعلان دمشق وحسناً فعلوا.
القوى القومية والشيوعية كان عليها ما دامت ارتضت لنفسها وبشكل خاطئ الوجود في الإعلان أن تشترط لنفسها التمثيل في الائتلاف ما دام الاختلاف أكثر من واضح وفهم أن إعلان دمشق تحالف سياسي وليس حزب سياسي وانه وُجد في شروط دولية لم تعد الآن موجودة ، رغم رفضنا للأمر من أصله.
خطيئتها الكبرى في عدم الاشتراط وبغياب ذلك حصدت الطرد بدلاً من التمثيل ولذلك ليس من الديمقراطية في شيء تغييب تمثّل الاتحاد الاشتراكي أو حزب العمل وهو ما يحوّل تلك الديمقراطية إلى شركة بين أفراد يتبادلون المنافع ويعملون معاً وكل من يخالف توجه الشركة يجب أن يخرج منها وهو ما كان.
هذه القوى عليها بعد أن شرّعت طويلاً للقوى الليبرالية ولمدة عامين وحتى منذ ربيع دمشق أن تصحو لذاتها وتبدأ الاستقلال عنها والعمل على بناء تحالفات جديدة وإطلاق معارضة جادة للنظام وبالتحالف مع قوى وتجمعات أخرى في سوريا لا تتجمع على قضية واحدة كالحرية أو الديمقراطية أو مناهضة المشروع الأمريكي والصهيونية أو المسائل الاجتماعية وإنما تنطلق منها كلها مجتمعةً.وبما يعالج مشكلات سوريا بعامةٍ . وبالتالي ولأن الأزمة عامة في سوريا سلطةً ومعارضةً لا بد من تشكيل رؤية وبرنامج وتحالفات واسعة وعدم الاقتصار على قضية واحدة وكأن البشر لا يعانون إلا من قلة الحقوق السياسية؟1
الإعلان أو التجمعات الأخرى ليست إلا مجموعات نخبوية إعلانية هدفها في ظل غياب تمثيل شعبي نشر الفكر والثقافة وتحديد الموقف السياسي والاهتمام بالاقتصاد والبيئة والاجتماع وغير ذلك . وبالتالي وبغياب تحركات شعبية فإن المهمة الآن تتمثل في العودة إلى سورية ككل وتشكيل رؤية عميقة تلحظ كل الأزمات بعيداً عن الرؤية الأحادية الليبرالية منها أو اليسارية رغم محاولة الأخيرة لمس الرؤية المتعددة المهمات.والخروج من عقلية الاتهامات وتشكيل قوى متمايزة وتحالفات مختلفة والتنسيق فيما بينها على قضايا يمكن تحقيقها.
هذه الوضعية السورية ، الشائكة التعقيد، والكثيفة الهشاشة ، والمستعصية عن الحل،تتطلب الكثير من الدهاء السياسي ورؤية أدق لمجريات التطور والعمل على تفكيك أزمات المعارضة يساراًً ويميناً ، ماركسيةً وليبراليةً .
أخيراً نؤكد أن إعلان دمشق أدخل نفسه بأزمات جديدة بتغييبه القوى القومية والشيوعية وبرفضه التحالف مع جماعات المعارضة الأخرى وبتغليبه التمنيات على الوقائع ولحظ الشروط الخارجية أكثر من الداخلية . وقد أصبح بالفعل إئتلافه أيديولوجياً بامتياز وليبرالياً محضاً بالمعنى السياسي وصار على القوى الأخرى أن تبحث عن فعاليةٍ مجتمعيةٍ وتخرج من لوثات الرؤية الليبرالية الجديدة التي حددت هدفها في الانتقال من الاستبداد إلى الديمقراطية وبعيداً عن لحظ القضايا الاجتماعية أو الإمبريالية أو الديمقراطية المواطنية. وبالتالي ليس من فعاليةٍ معارضةٍ حقيقةً إن لم يتم الانطلاق من مهمات الديمقراطية المواطنية والدفاع عن الطبقات الشعبية ومناهضة المشروع الأمريكي والصهيونية والعولمة الامبريالية.





#عمار_ديوب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حركة كفاية والاحتجاجات في مصر
- سوريا تودّع مفكرها الأهم المفكر عصام الزعيم
- في آفاق الحوار المتمدن
- دولة واحدة ديموقراطية أم دولة ديموقراطية علمانية
- المشكلة في الدولة الصهيونية
- قراءة في أفاق المسألة الفلسطينية
- من أجل دولة ديموقراطية علمانية
- مواليان يخدمان الهيمنة
- في ضرورة تصويب المفاهيم ... حوار مع الدكتور حيدرعيد في مقالت ...
- هل الاختلاف حق مطلق؟
- مقابلة مع المفكر السوري عصام الزعيم
- الأزمة الاقتصادية في سورية : من أزمة عجز مالي إلى مشروع ليبر ...
- عماد شيحا في بقايا من زمن بابل*
- هدف إمبريالي قديم في قرار جديد
- خيارات الديمقراطية والمشروع المجتمعي
- في العلاقة بين الثقافة والسياسة والحياة
- في ضرورة اليسار الماركسي
- قراءة في كتاب -اللوبي الإسرائيلي والسياسة الخارجية للولايات ...
- قراءة في أزمة حركة ناشطو مناهضة العولمة في سوريا
- الشرط الامبريالي في البنية الاجتماعية المتخلفة


المزيد.....




- مطاردة بسرعات عالية ورضيع بالسيارة.. شاهد مصير المشتبه به وك ...
- السفير الروسي لدى واشنطن: الولايات المتحدة اختارت الحرب ووضع ...
- الشرطة الأسترالية تعتقل 7 مراهقين متطرفين على صلة بطعن أسقف ...
- انتقادات لرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بسبب تصريحات -مع ...
- انهيار سقف مدرسة جزائرية يخلف 6 ضحايا وتساؤلات حول الأسباب
- محملا بـ 60 كغ من الشاورما.. الرئيس الألماني يزور تركيا
- هل أججت نعمت شفيق رئيسة جامعة كولومبيا مظاهرات الجامعات في أ ...
- مصدر في حماس: السنوار ليس معزولًا في الأنفاق ويمارس عمله كقا ...
- الكشف عن تطوير سلاح جديد.. تعاون ألماني بريطاني في مجالي الأ ...
- ماذا وراء الاحتجاجات الطلابية ضد حرب غزة في جامعات أمريكية؟ ...


المزيد.....

- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - عمار ديوب - بعض من أخطاء إعلان دمشق