أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاخر جاسم - نحو آفاق جديدة للعمل المشترك بين المثقفين العراقيين وأقرانهم المثقفين العرب














المزيد.....

نحو آفاق جديدة للعمل المشترك بين المثقفين العراقيين وأقرانهم المثقفين العرب


فاخر جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 663 - 2003 / 11 / 25 - 07:06
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


   تثير العلاقة الراهنة بين المثقفين العراقيين وأشقائهم العرب الكثير  من التساؤلات ، نظراً لاستمرار أجواء الجفاء بين الطرفين ، حتى بعد زوال الدكتاتورية. رغم رفض معلن أو مكتوم لذلك من قبل أوساط عديدة من المثقفين العرب والعراقيين . ولأجل تفادي الإشكاليات التي يسببها الجفاء والانطلاق لبناء علاقات جديدة بين الجانبين، لابد من معرفة الأسباب التي أدت إلى هذه الحالة والسبل الكفيلة لعودة العلاقات إلى مستواها الطبيعي.
  كما هو معروف، بذلت السلطة الاستبدادية البائدة، جهوداً متنوعة لتزييف الوعي عند العديد من شرائح المثقفين على الصعيدين الوطني والعربي.  فعلى الصعيد العربي، نجحت جهودها في احتواء أوساط عديدة من المثقفين العرب عبر وسائل عديدة، من أهمها: 
    ـ استعمال المساعدات المالية التي يقدمها للمؤسسات الثقافية والإعلامية ، لشراء الأعوان ورشوة المثقفين، لدفعهم للمساهمة في الحملة التي شنت لتشويه نضال القوى الوطنية العراقية التي رفضت سياسات السلطة الخاطئة على الصعيدين الداخلي والاقليمي.
   ـ  استغلال  الصعوبات التي تواجهها السياسة الأمريكية ، ومعاييرها المزدوجة تجاه قضايا المنطقة،  مستفيدة من التأييد الأمريكي لسياسة اليمين الإسرائيلي المتطرفة ضد الشعب الفلسطيني، لتأكيد صحة مواقفها " المعادية للإمبريالية الأمريكية ". 
    ـ المتاجرة بالحالة الإنسانية للشعب العراقي التي نتجت عن استمرار العقوبات الدولية ضد العراق.  
 وكان من أبرز نتائج سياسة النظام المقبور، تأليب المثقفين ضد بعضهم البعض ،وإحداث انقسام في الوسط الثقافي العربي حول تقييم  سياسات الدكتاتورية ونتائجها المدمرة على الأصعدة العربية المختلفة ومنها الصعيد الثقافي . وجاء كمحصلة لذلك تدهور في العلاقة بين المثقفين العراقيين والمثقفين العرب الذين تأثروا بطروحات السلطة الصدامية أو الذين تمكنت هذه السلطة من شراء ذممهم وأقلامهم. إضافة إلى  تشويه الوعي القومي من خلال خلق وعي زائف عن دور الدكتاتورية الصدامية في النضال القومي ، وخاصة القضية الفلسطينية .
ومن أجل الانطلاق نحو علاقة أفضل بالوسط الثقافي العربي، يتحمل المثقفون العراقيون المسؤولية الرئيسة عن تبديد الوعي الزائف الذي نشرته ثقافة السلطة في الوسط الثقافي العربي وهذا يتطلب:
  ـ التحدث بموضوعية عن التركة الثقيلة التي خلفتها السلطة الاستبدادية على كافة الأصعدة ، وخاصة على الصعيد الثقافي، حيث لا يكفي سقوط الدكتاتورية وافتضاح جرائمها بحق الشعب العراقي وشعوب المنطقة، لإزالة الوعي الزائف الذي خلقته الدعاية التضليلية للسلطة البائدة طوال أكثر من ثلاثة عقود، بل ينبغي إقامة حوار بناء مع جميع المثقفين العرب بما فيهم الذين ما زالوا مصرين على مواقفهم السابقة.     

   ـ عدم الخلط بين المثقفين العرب الذين تعرضوا للتضليل وبين الذين تطوعوا للدفاع عن الاستبداد من جهة، وبين الذين ما زالوا متمسكين  بأوهام توحيد قوى النضال القومي ضد الإمبريالية على حساب الديمقراطية وحقوق الإنسان العربي.
    ـ الابتعاد عن الأسلوب الهجومي في نقد الممارسات السلبية لبعض المثقفين العرب الذين يحملون تصورات مغايرة عن التطورات الراهنة في العراق.
   ـ فضح وتعرية العناصر التي باعت نفسها للنظام لمساعدة الوسط الثقافي العربي في عزلها كطفيليات ضارة بروحه وجسده ودوره التطويري.

 ختاماً،  لا نبالغ إذا قلنا أن استمرار حالة التجاذب والصراع الراهنة بين المثقفين العراقيين وأشقائهم المثقفين العرب، لا تستفيد منها إلا الأوساط التي يهمها استمرار حالة الجهل بحقائق الوضع العراقي الحالي. لذا فإن أهم ما ينبغي تجاوزه، التخلص من " عقدة صدام "  التي تحكمت بالعلاقة بين المثقفين العراقيين وأشقائهم العرب. إن الوسط الثقافي العراقي يتطلع إلى نسيان هذه العقدة وبناء علاقات تعاون تقوم على الحوار الحر والتعاون المشترك مع زملاء المهنة من المثقفين العرب أولاً، واحترام الخصوصية الثقافية لكل بلد عربي ونبذ الأحكام المسبقة التي تؤدي إلى تكريس  حالة الصراع الراهنة ثانياً.



#فاخر_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق موسم حصاد الأخطاء الأمريكية
- المثقفون العرب - وعقدة صدام
- ملامح الدولة والمجتمع في العراق في النصف الثاني من القرن الع ...
- طبيعة المرحلة الراهنة والمهام الآنية للحركة السياسية العراقي ...
- ملاحظات أولية حول إعداد الدستور العراقي
- بطاقات وفاء لصديقي النبراس باسم الصفار
- تاريخ العراق المعاصر عبر اليوم الأخير من حكم عبد الكريم قاسم
- المعارضة العراقية بين الدبابة الأمريكية والخيار الوطني


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فاخر جاسم - نحو آفاق جديدة للعمل المشترك بين المثقفين العراقيين وأقرانهم المثقفين العرب