أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بشار السبيعي - المعارضة السورية والأقلام المأجورة...














المزيد.....

المعارضة السورية والأقلام المأجورة...


بشار السبيعي

الحوار المتمدن-العدد: 2144 - 2007 / 12 / 29 - 11:03
المحور: حقوق الانسان
    


أصبحت المعارضة السورية اليوم بكل أطيافها وأشكالها فريسة لحملة إعلامية من النظام المستبد في سورية من قبل كتاب مأجورين همهم تخوين أي صوت وطني يصرخ لكسر القيود المدمية التي أنهكت أيادي الشعب السوري لأكثر من ثلاثة عقود من الزمن. فبعد أن إستطاع إعلان دمشق أن يعقد مؤتمره في أوائل الشهر الحالي وبعد أن تعرض أعضاءه للإعتقالات التعسفية من قبل النظام المخابراتي الأمني وزج القيادين للإعلان في السجون السورية، نسمع اليوم أوسخ كلام في حقوق أولئك المناضليين من أجل الحرية و الديمقراطية من أصحاب الأقلام المرتزقة لتشويه سمعتهم وتخوينهم وتصويرهم بمأجورون من الخارج أو عملاء أمريكيون. حتى أن كاتب من أمثال السيد نضال نعيسة بعد أن أسمى عملية إجتماع الإعلان ب "تكويعة كبرى"، تجرأ على أن يوحي أن الإعلان نفسه ماهو إلا حركة معارضة تديرها أصابع الإمبريالية الأمريكية فيقول:
" إلا أنه يمكن بناء أو بلورة تصور كاف حولها، لجهة وجود العامل الأمريكي وراء كواليس الإعلان، ولن نذهب إلى حد القول بأنه هو ربما كان من أعطى إشارة البدء بعقد الاجتماع، ولاسيما بعد تلك التصريحات البارزة والنفي المتكرر عن روائح أمريكية نفاذة تحت السطح وخلف ركام الخطابات التهليلية، وتمثلت بترحيب أمريكي بالاجتماع، ناهيكم عن لقاء غير عادي أو مسبوق لجورج بوش مع أعضاء لا يخرجون أنفسهم عن دوائر الإعلان" ، (إعلان دمشق والأصابع الأمريكية) الحوار المتمدن 12-26-07 .

حملة إعلامية قذرة تحمل بين سطور مقالاتها وصفحاتها منهج أصبح مدرسة في التملق والوصولية. فقد أصبحت الوطنية في قاموس السلطة عند الأقلام المأجورة تُعرَفُ بالقذف في شخصيات كانت ومازالت رمز النضال من أجل الحرية والديمقراطية. عندما يشبه السيد نعيسة شيخ المناضلين الأستاذ رياض الترك ب"جلبي سوريا" لمجرد شكره للرئيس الأمريكي جورج بوش على تصريحاته المتضامنة مع إعلان دمشق، هل يظن أن له من سامع أو مصدق!!

المشكلة أن هاجس المؤامرة الأمريكية التي يتاجر بها إعلام الدولة والأقلام المقنعة التي لاتزال تجهر بالقومية العربية وتدعي الوطنية، أصبحت حقيقة فعلية سهلة الشرب والتصديق عند الشعب . ففي عصر الساتلايت والمحطات العربية أصبح المواطن السوري اليوم يتذوق مايريد من وجبات الحبكات العدوانية على الأوطان العربية التي تذاع يومياً في سوريا وغيرها في دول المنطقة. كثافة الصحافة الموالية لدولة عربية أو أخرى أصبحت من العوائق المفترية التي تقف ضد أي صوت حر يجرأ على إنتقاد السلطة والنداء بالتغيير الديمقراطي مهما كانت خلفياته أو تاريخه. أليس من العجب أن تُوضَعُ المعارضة السياسية في الداخل السوري المكونة اليوم من أعضاء إعلان دمشق والمؤلفة من أطياف عريضة لهم خلفيات واسعة ويتضمنها أشخاص قضوا سنوات في سجون الدولة فقط لدفاعهم عن حقوقهم وحقوق المواطن السوري، في خانة الإتهام وتُخونُ في نواياها وأهدافها النبيلة في المطالبة بحق الشعب السوري في تحقيق المصير؟ النظام المخابراتي السوري اليوم أصبح يرهب كل طبقات المجتمع من دون إستثناء لدرجة أن المعارضة نفسها في الداخل و الخارج أصبحت فريسة هذا الإرهاب. فبعد أن شنت السلطات في الداخل الحملة الإعتقالية المشؤومة على أعضاء المجلس في إعلان دمشق رأينا مالامثيل له في السابق من إنتقادات حادة من بعض أعضاء المعارضة في الداخل والخارج التي وجهت لقيادة الإعلان وتوجت بتجميد عضوية ثلاثة أعضاء لهم تاريخ مشرف في نضال حقوق الإنسان والحريات العامة. حالة إستثنائية لم توجد في أي من دول العالم الثالث!!

الخلافات الأيدولوجية والسياسية التي تعيشها المعارضة السورية اليوم تبدو للمواطن السوري في الداخل سخيفة الأصل و المنشاْ. فهي إن كانت تشكل عقبة في مسار المعارضة التوافقي في الداخل و الخارج، أصبحت رمز السخرية و الإشمئزاز عند المواطن العادي في الشارع السوري. هل من الممكن أن يؤمن المواطن السوري أن هؤلاء الذين يدعون أنهم يعملون لخلاصهم من الإستبداد والظلم قادرين على مواجهة دولة الأمن والمخابرات التي لها الخبرة في تطهير الأرض السورية من أي مجتمع مدني كان أو سياسي، تفوق أكثر من ثلاثة عقود من الزمن؟

لابديل عن رَصّ صفوف المعارضة وتجاوز تلك الخلافات الجانبية والعقائدية التي تضيع الطاقات والجهود وتزرع الشك عند الشعب السوري في قدرات أي حركة معارضة للنظام. إن لم تستطع المعارضة السورية تجنب هذه الحساسيات الشخصية في صفوفها فكيف لها أن ترد على الأقلام المأجورة وأصحاب المناصب الذي أصبح عددهم يفوق عدد أعضاء أجهزة الأمن السورية في الداخل والخارج؟





#بشار_السبيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطوة إيجابية في مستقبل المعارضة السورية...
- هذه الأوقات التي تمتحن قلوب الرجال
- الموضوعية في نقد الديانات الإبراهيمية
- لما تستغرب؟ فهم لايعرفون بديل
- الصلاة شفاء من كل داء
- الفتاة العربية و غشاء البكارة
- وفاء سلطان و العقل العربي الإسلامي
- ضجيج عربي


المزيد.....




- -طعنها بآلة حادة-.. داخلية السعودية تعلن إعدام الرويلي بعد إ ...
- انتشال 19 جثة لمهاجرين غرقى بسواحل صفاقس التونسية
- غارتان إسرائيليتان تستهدفان خيام النازحين في حي زعرب برفح
- جندته عميلة أوكرانية.. اعتقال المشتبه به الثالث في محاولة اغ ...
- الحكومة اليمنية تطالب الأمم المتحدة بإعادة النظر في التعامل ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى إجراء تحقيق دولي بشأن المقابر الجماعي ...
- مدير جمعية الإغاثة الطبية بغزة: نحاول إعادة تشغيل مستشفى الأ ...
- الأمم المتحدة: توزيع مساعدات على نحو 14 ألف نازح حديث في الي ...
- خطة ترحيل اللاجئين إلى رواندا: انتقادات حقوقية ولندن تصر
- حملة -تطهير اجتماعي-.. الشرطة الفرنسية تزيل مخيما لمهاجرين و ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - بشار السبيعي - المعارضة السورية والأقلام المأجورة...