أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالخالق حسين - العراق غير قادر على دفع الديون والتعويضات؟















المزيد.....

العراق غير قادر على دفع الديون والتعويضات؟


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 663 - 2003 / 11 / 25 - 06:49
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


تعتبر الديون وتعويضات الحروب الباهظة التي تركها صدام حسين على الشعب العراقي نتيجة لسياساته الطائشة وحروبه العبثية، من أخطر المشاكل الاقتصادية التي تهدد مستقبل العراق. فلو كان العراق شركة عائمة في أسواق البورصة لأعلن إفلاسه، إلا إنه لكونه وطناً وشعباً وبالتالي دولة وكياناً سياسياً، خاصة وهو يتمتع بثروة نفطية، يبقى موجوداً ولا يمكن إعلان إفلاسه إلى الأبد. ولكن هذا الوجود وبهذه الديون الثقيلة يشكل تهديداً ليس على العراق فحسب، بل لأمن واستقرار المنطقة كلها إلى أن يتخلص من هذه الديون بشكل أو آخر.
حسناً فعل عدنان حسين حينما طرح مشكلة الديون والتعويضات في عموده في «الشرق الأوسط» قبل أسابيع، رغم أني اختلف معه حول مطالبته بعدم تنازل الجهات الدائنة عن ديونها كإجراء وقائي لمنع بروز ديكتاتور دموي أهوج مثل صدام حسين في المستقبل.
إن ما أود التأكيد عليه في هذه المداخلة، هو أن العراق غير قادر على الإطلاق على دفع الديون والتعويضات. نعم اعتدت الحكومة العراقية في عهد صدام على إيران ثم على الكويت وعلى كل الشعب العراقي. وكذلك تضررت شركات وأفراد. ويسأل الأستاذ حسين، «وهؤلاء جميعاً ضحايا.. فمن يعوضهم؟» إلا إننا عندما نطالب بإطفاء الديون والتعويضات، لا نعني أن الدول الدائنة والمتضررة ليست على حق، بل نتحدث عن الممكن وغير الممكن. فكما أشار الأستاذ عدنان، أن الشعب العراقي هو من بين أكبر المتضررين من جرائم صدام، ولأن الاقتصاد العراقي متدهور إلى حد لا يمكنه دفع هذه الديون والتعويضات إلى الأبد. فمن الذي سيعوض الشعب العراقي على ما أصابه من دمار بشري ومادي لا يقدر؟ فلو ألقينا نظرة على الديون البالغة، حسب آخر التقديرات، في حدود 120 مليار دولار أمريكي، لعرفنا أن أكثر من نصف هذا المبلغ هو أرباح على الديون الأصلية. وهذا يعني أن الأرباح السنوية لهكذا مبلغ ستكون بعد فترة قصيرة أكبر من الناتج الوطني الإجمالي السنوي للعراق حتى ولو صار وارده من النفط في حدود 20 مليار دولار سنوياً. وإذا اقتضى الأمر دفع الديون على أقساط، فكم سيبقى من هذا الوارد لمعيشة الشعب الذي سيبلغ قريباً حدود 30 مليون نسمة؟
ألم تكن أغلب هذه الديون في سبيل تغطية نفقات حروب صدام حسين على إيران؟ أما فكر الدائنون ان منحهم هذه التسهيلات المالية لديكتاتور دموي أهوج شن حربه العدوانية على دولة جارة له عواقب وخيمة ودليل على عدم اهتمامهم بمعاناة الشعب العراقي على يد هذا الديكتاتور وتشجيعاً له في الإمعان في عدوانه على شعوب المنطقة؟ حيث أثبت الزمن ذلك، فما أن انتهى صدام من عدوانه على إيران حتى توجه لغزو الكويت، لأن نظاما كهذا لا يمكن أن يستمر في الحكم بدون حروب وأزمات واضطهاد شعبه.
وإذا ما أتينا إلى التعويضات، فأغلبها مُبالَغ بها وهناك من يطالب بأرقام خيالية لأنه خسر سفرة سياحية أو الإدعاء بأنه عانى من صدمة نفسية جراء فقدانه سفرة أو وظيفة أو مقاولة.. الخ. وعلى سبيل المثال لا الحصر، هناك ملايين من العمال المصريين في العراق والذين عادوا إلى بلادهم أثناء الحرب، يطالبون الآن بتعويضات خيالية لقاء تركهم وظائفهم وعودتهم إلى بلادهم! وهكذا قس على الكثير من شركات وأفراد استغلوا ضعف نظام صدام حسين وسيطرة الأمم المتحدة الكاملة على اقتصاد العراق فصار المجال مفتوحاً لكل من هب ودب، من غير العراقيين طبعاً، لتقديم طلبات تصل إلى أرقام فلكية، وعدم الإمكان دراسة هذه الطلبات دراسة كافية للتأكد من صحتها وعدالتها، الأمر الذي أدى إلى دفع تعويضات إلى الآلاف من المتقدمين دون وجه حق. كما تقدمت دول شقيقة بفواتير خيالية تصل إلى عشرات المليارات مثل مصر تريد 6 مليارات دولار والأردن كان يطالب بـ13 مليار دولار قبل سقوط النظام الصدامي ليقفز هذا الرقم بقدرة قادر إلى 24 مليار دولار بعد سقوطه. وتقدر تركيا خسائرها في حدود 40 مليار دولار. أما إيران فتطالب في حدود 600 مليار دولار وإسرائيل تطالب بأكثر من عشرة مليارات مقابل هدم عشر دور سكنية في حرب الخليج الثانية. فبربكم أي بلد في العالم بإمكانه دفع كل هذه الديون والتعويضات؟ ناهيكم من بلد مثل العراق الذي لم يتخلص بعد من آثار النظام الساقط وما تلاه من تدمير مستمر على يد فلوله وحلفائه الإرهابيين القادمين من الخارج، لبناه التحتية وركائزه الاقتصادية.
يجب أن لا ننسى، أن أغلب الدول الدائنة هي الدول الخليجية النفطية الغنية، وقد كانت على علاقة حميمة مع صدام حسين قبل عدوانه على الكويت. وبعد العدوان، استفادت هذه الدول فائدة كبرى في زيادة حصتها من صادراتها النفطية في منظمة اوبك، للتعويض عن حصة العراق خلال 13 عاماً منذ فرض الحصار وفق قرار مجلس الأمن المرقم 661 في 6 أغسطس/آب 1990. وإذا كان معدل واردات العراق من النفط في حدود 20 مليار دولار سنوياً، فهذا يعني أن الدول الخليجية قد استفادت خلال هذه المدة بحدود 260 مليار دولار على حساب حصة الشعب العراقي. وهذا أكثر من ضعف جميع الديون وأرباحها المتراكمة. وإذا فرض على الشعب العراقي دفع هذه الديون فيكون العراق قد خسر لحد الآن 360 مليار دولار عدا التعويضات التي تقدر بمئات المليارات من الدولارات.
لذلك فقد أنصف الأستاذ عدنان وأصاب الحقيقة عندما قال: «أدرك أن ليس في وسع العراق، ولو بعد الف عام، أن يؤدي كل الديون والتعويضات المترتبة على عبث صدام وسياساته العدوانية الهوجاء». إذاً لم نختلف. وربما الحل الأمثل لهذه التعويضات، كما اقترح عدنان هو «... ان يكون باعطاء الدول والشركات والافراد الدائنين أفضلية في العلاقات الاقتصادية مع العراق، خصوصا خلال مرحلة اعادة الاعمار..». هنا أتفق تماماً مع هذا الطرح العادل، حيث يؤدي ليس إلى تحسين وضع العراق الاقتصادي فحسب وإنقاذ شعبه من الفقر الدائم، بل إلى تحسين العلاقة بين الشعب العراقي وشعوب المنطقة وينقذ العراق من تحويله إلى بؤرة لتفريخ المتطرفين والإرهابيين. كذلك فإن تخلي الأشقاء العرب عن الديون والتعويضات يكون قدوة للدول الأجنبية لتحذو حذوهم.
* كاتب عراقي مقيم في انجلترا

 



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فرنسا تسعى لعودة حكم البعث للعراق
- مجلس الحكم ضحية لنجاحاته
- حزب البعث والإرهاب
- إرهابيون في بلادهم... مقاومون في العراق!!
- هل ستنسحب أمريكا من العراق قبل تحقيق الأهداف المرجوة؟
- فشل اجتماع دمشق صفعة في وجوه حكام سوريا وانتصار للعراق
- الإنصاف معاقبة الشعب العراقي بجرائم صدام ؟
- إلى متى يُترك مقتدى الصدر يشعل الحرائق في العراق
- القرار 1511 إنتصار لأمريكا وإنقاذ لماء وجه معارضيها
- سجال حول إعادة حكم الإعدام في العراق
- أخطر رجل على العراق الجديد
- قراءة في كتاب الدكتور جواد هاشم: مذكرات وزير عراقي مع البكر ...
- عودة إلى مسودة قانون الجنسية العراقية الجديد
- المساعي الفرنسية المحمومة في إجهاض دمقرطة العراق
- ملاحظات حول صياغة قانون الجنسية العراقي الجديد
- إستشهاد الحكيم دليل آخر على خسة ما يسمى ب-المقاومة
- الزلزال العراقي والمثقفون العرب
- لماذا الإصرار على حكومة عراقية منتخبة الآن؟
- الاحتلال تحرير ومقاومته جريمة
- خطاب مفتوح إلى مجلس الحكم الإنتقالي


المزيد.....




- مدير الاستخبارات الأمريكية يحذر: أوكرانيا قد تضطر إلى الاستس ...
- -حماس-: الولايات المتحدة تؤكد باستخدام -الفيتو- وقوفها ضد شع ...
- دراسة ضخمة: جينات القوة قد تحمي من الأمراض والموت المبكر
- جمعية مغربية تصدر بيانا غاضبا عن -جريمة شنيعة ارتكبت بحق حما ...
- حماس: الجانب الأمريكي منحاز لإسرائيل وغير جاد في الضغط على ن ...
- بوليانسكي: الولايات المتحدة بدت مثيرة للشفقة خلال تبريرها اس ...
- تونس.. رفض الإفراج عن قيادية بـ-الحزب الدستوري الحر- (صورة) ...
- روسيا ضمن المراكز الثلاثة الأولى عالميا في احتياطي الليثيوم ...
- كاسبرسكي تطور برنامج -المناعة السبرانية-
- بايدن: دافعنا عن إسرائيل وأحبطنا الهجوم الإيراني


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - عبدالخالق حسين - العراق غير قادر على دفع الديون والتعويضات؟