أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد بسام جودة - استيطان همجي ومفاوضات عبثية...وفصائل عاجزة لاأستثني منها أحداً!!!















المزيد.....

استيطان همجي ومفاوضات عبثية...وفصائل عاجزة لاأستثني منها أحداً!!!


محمد بسام جودة

الحوار المتمدن-العدد: 2143 - 2007 / 12 / 28 - 12:25
المحور: القضية الفلسطينية
    


من الواضح أن الوضع الفلسطيني السائد في الساحة الفلسطينية بات يؤثر ويهدد القضية الفلسطينية بشكل لا يمكن قبوله أو السكوت عليه ؟لا أدري أين فصائلنا الفلسطينية المتعددة من ما يجري من حالة انقسام فلسطيني ؟لا أدري هل أصبحت فصائلنا الفلسطينية عاجزة لهذا الحد وهذه الدرجة من الصمت والوقوف وقفة المتفرج المستكين؟لا أدري هل المخاطر التي تهدد بنيوية المجتمع الفلسطيني وقضيته الوطنية نتيجة الانقسام الحاصل أصبحت مرضاً خبيثاً مستعصياً لا يمكن معالجته أو التعالي عليه ؟ كيف لنا أن نقف كقوي وفصائل وطنية وإسلامية موقف المتفرج علي ما يجري بين الفرقاء السياسيين ؟ ولا أحد يستطيع أن يقدم علي خطوة شجاعة حقيقية وفاعلة لتقريب وجهات النظر بين القطبين المتخاصمين ،للملمة حالة التشرذم والانقسام الفلسطيني والكف عن المزايدات وتحميل المسؤولية لطرف علي حساب طرف أخر؟
أعتقد أن ذلك دليل واضح علي الحالة الانهزامية لكل القوي والفصائل المجتمعية والسياسية التي تتغني بضرورة الحوار والمصالحة بين حركتي فتح وحماس ،فالمطلوب ليس بيانات وتصريحات ومقالات لإدانة واستنكار ما يجري من انقسام فلسطيني ،وإنما المطلوب هو أن تخرج هذه الفصائل عن صمتها بشكل فعلي وملموس حيادي ومسئول لتقول كفي لهذه الحالة من الانقسام التدميرى، وأن تقف عند مسؤولياتها وضميرها تجاه قضيتنا وحالنا ودماء شهدائنا وآهات أسرانا العظام وتشرذم شعبنا. لا أدري كيف لنا أن نطلب من دول الجوار التدخل لحل الخلاف القائم ونحن أنفسنا لا نستطيع أن نحسم أمرنا داخلياً ونوقف حالة التمزق والتشرذم والتنافر ونجهض كل الممارسات التي من شأنها أن تهلك وتدمر النسيج الاجتماعي الفلسطيني وتنال من لحمة ووحدة وتعاضد وتكاثف الوطن والشعب والقضية الواحدة ؟
أعتقد أن المشروع الوطني الفلسطيني لا يمكن أن يتقدم أو يتحقق إلا بالمصالحة الداخلية قبل المصالحة مع إسرائيل،وأن لا شرعية لأي حكومة إن لم تكن حكومة كل الشعب وكل الوطن، فالواقع يقول أن الوفاق والوئام الداخلي المبني على منهجية عمل وطني جامعة، ضرورية ومطلوبة ولا بديل أو غني عنها، فلماذا لا نتعامل بعقلانية وحكمة ومسؤولية في هذه المرحلة الخطيرة من حياة ومستقبل الشعب الفلسطيني لتهيئة شروط نجاح الحوار الحقيقي الفاعل والشامل ؟ ولماذا لا نوقف كل أشكال التحريض والاعتقالات وأعمال العنف المتبادل من الطرفين ؟ولماذا نرتضي للانجرار وراء عواطفنا وننسي همنا الوطني الكبير في التحرير والاستقلال ودحر الاحتلال ؟أعتقد أن المطلوب جميعنا يدركه ويعرفه وهو خلق الأجواء المهيأة للحوار الجاد و المصالحة،بدلاً من استمرار الحالة العدائية القائمة بين حركتي فتح وحماس ، واستمرار التحريض، الذي لا يساعد على إنجاح أي أفق لحوار فاعل وحقيقي.
إن حالة الصمت التي تسكننا جميعا ليست مسؤولية حركتي فتح وحماس فقط، إنها مسؤولية جميع الأطراف قوي وفصائل دون استثناء أحداً منها ، وعلي القيادة الفلسطينية أن تقلع عن تمترسها حول شرط ضرورة تراجع حركة حماس عن حسمها العسكري ،فمن يريد أن يقود الشعب الفلسطيني يجب عليه أن يعي جيداً أن منطق القوة والعدائية وفرض العضلات علي بعضنا البعض لايمكن له بأي حال من الأحوال أن يصنع نصراً لأحد مهما كان .
وللأسف الشديد أصبحنا نشاهد الممارسات التي تندرج في إطار ردة الفعل والفوضى الإدارية من حكومة تسيير الأعمال في الضفة الغربية في ظل غياب شامل لأية خطة وطنية للتعامل مع حالة الانقسام وما هية السبل الكفيلة لإنهائها واستعادة وحدة الوطن وعودة مؤسسات النظام السياسي إلى وحدتها المرجوة وفقًا للقانون وبما يضمن الحفاظ على المسيرة الديمقراطية الفلسطينية وضمان التعددية السياسية والحفاظ على حرية الرأي والتعبير وضمان وحدة الصف بعيدًا عن سياسة إلغاء الآخر.

يبدو أن غياب خطة وطنية تستند إلى معالجة ما يجري من حالة انقسام نتيجة مراهنات البعض لإطالة الوقت لهذا الواقع المأزوم ، لا يمكنها أن تخدم واقع الحال الفلسطيني بكل الأحوال ،فهذه المراهنات الخاسرة ليس لها من يدعمها بل على العكس فإن التأخير في ذلك سيكرس واقعًا من الصعب العودة عنه في المدى المنظور وبالتالي فهي مراهنات توظف في إطار خدمة وعود خارجية يتضح كل يوم سعيها إلى إدامة هذه الحالة من الانقسام وتوظيف ذلك لانتزاع مزيد من التنازلات من كافة الأطراف الفلسطينية.

ولا شك أن المستفيد الأول من إدامة هذه الحالة هو الاحتلال الإسرائيلي وأعداء الشعب الفلسطيني، والخروج منها لا يتم إلا بنزول الجميع من فوق الشجرة ،والدخول في حوار وطني شامل وجاد ومسئول يحقق وحدة وطنية وشراكة سياسية فاعلة وحقيقية .

سيما وأن إسرائيل الآن تستفرد بنا واحداً تلو الأخر ،ويزداد عدوانها الهمجي القذر بشكل يومي علي أبناء شعبنا ، حيث تتواصل الاغتيالات والاعتداءات وحملات الاعتقال، ويزداد الحصار وطأةً ، ليهدد بكارثة إنسانية شاملة، وتستمر السياسة الإسرائيلية الاستيطانية بنهب الأراضي وبناء المستوطنات بما ينذر بقطع الطريق على إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة على كافة الأراضي المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس، ناهيك عن ما تحمله هذه السياسة من مخاطر على قضية اللاجئين وحقهم في العودة.

لقد تسارعنا في بدأ المفاوضات مع الكيان الصهيوني ،بعد محطة انابوليس وسمى هذا المؤتمر بإطلاق العملية التفاوضية على الملفات وقضايا الحل النهائي ،وتناسينا أن هذا الكيان هو عدواً لنا ، كيف يمكن لنا أن نفاوض والأرض تصادر؟ كيف يمكن لنا أن نفاوض والاغتيالات والاعتقالات مستمرة؟ ٍكيف يمكن لنا أن نفاوض والحصار لغزة يزداد شراسة؟ كيف يمكن أن نفاوض والكثير من المرضى يعدمون بسبب عدم مغادرتهم للعلاج؟ وللأسف لازلنا نثق في هذا الكيان الذي أطلق مع بدأ العملية التفاوضية العنان لبناء وتوسيع المستوطنات في القدس وهولها!!!
وسؤالي هنا ما هي ضمانات هذه المفاوضات ؟وهل هناك سنشهد تدخل دولي فاعل كضمانة في حال تعثر هذه المفاوضات من جانب إسرائيل ؟ ألم يقول اولمرت لكم بان مسار المفاوضات يسير في طريق ومسار الاستيطان والجدار يسير في طريق آخر ليس له علاقة بالمفاوضات !!! أقول لكم عظم الله أجركم رغم التجربة السياسية المريرة التي مضت خلال أكثر من عشرة سنوات لازلنا نراهن علي مفاوضات عبثية غير مجدية مع إسرائيل ، دون أن نعيد تقييم أنفسنا و حساباتنا وأجنداتنا السياسية والوطنية و إستراتيجياتنا التفاوضية التي يجب أن تكون واضحة المعالم والأسس مستفيدين من التجربة المريرة السابقة والتي كانت فيها المفاوضات انعدامية بفعل تحكم إسرائيل بحركتها والتلاعب بها كيفما تشاء ، وللأسف مستمدة قوتها من خلال مراهنتها علي ورقة خلافنا الفلسطيني الداخلي .
وأخيرا نقول أنه لا يعقل أن نقبل علي أنفسنا أن نتفاوض مع إسرائيل التي تحتل الأرض وتمارس كل أنواع الإرهاب ضد شعبنا رغم مشروعية هذه المفاوضات ومبرراتها بمنطق الواقعية السياسية، فيما نحن عاجزين عن الحوار مع بعضنا بعضا،ولا ندري أيهما أقسى على النفس ،الجلوس مع مَن يحتل الأرض ويقتل ويدمر ويمتهن الكرامة ،أم الجلوس مع الخصم الوطني السياسي حيث جمعت الطرفين المعاناة والتشريد والقهر والخندق الواحد؟
إن من ضرورات وأوليات المطلوب منا جميعاً هو سرعة التوصل لمصالحة فلسطينية وطنية شاملة وحقيقية وهو السد المنيع لكل محاولات تصفية القضية الفلسطينية والقضاء عليها ،بدلاً من وقفة الصمت التي تنتابنا وتبقينا متفرجين عاجزين علي استعادة قوانا ووحدتنا ووفاقنا ،فمصلحة شعبنا وقضيتنا تستوجب أن نكون أكثر مسؤولية وحرص وتلاحم لصد كل المؤامرات والمكائد التي تحاك ضدنا وضد نضالنا وتاريخنا ومقاومتنا ومشروعنا في التحرر والاستقلال الوطني .
نقول هذا حتى نبرئ أنفسنا وحتى لا نكون شهود زور على مؤامرة تصفية المشروع الوطني الذي قدم شعبنا في سبيله عشرات الآلاف من الشهداء والجرحى والمعتقلين والمشردين ،فالمصالحة فرصة أخيرة إما أن نلتقطها ونتمسك بها و نتجاوز الانجرار وراء عواطفنا ومصالحنا الفئوية وحساباتنا الضيقة ،وإما أن يسجل التاريخ أننا جميعاً شركاء في تصفية وتطهير القضية وتدميرها وانكسارها .






#محمد_بسام_جودة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العنف ضد المرأة.. أسوء مظاهر الحضارة المعاصرة
- أنابوليس والواقع الفلسطيني المأزوم...؟؟؟
- المشهد الثقافي الفلسطيني في مرمي قوي الظلام والتخلف...!!!؟
- فتح وحماس وحكومة الوحدة الوطنية
- ماذا بعد هذا المأزق التاريخي؟؟؟
- الشعب الضحية .. للشعب القرار .. الشعب يختار...!!!؟؟؟
- حل السلطة .....ماذا بعد؟؟؟
- اسرائيل ومرحلة عض الاصابع
- إرهاب دولة منظم يمارسه الاحتلال في غزة...!!!
- حماس وهاجس السلطة والحكم !!!
- من الحوار إلي الاستفتاء ... ماذا يريد المتحاورين!!!؟؟؟
- جرائم حرب اسرائيلية وحوار فلسطيني ساخر...؟؟؟
- منظمة التحرير الفلسطينية وما بين فتح وحماس وتبادل الأدوار!!! ...
- فوضي وحصار وحوار...!!!
- الي متي ........!!!؟؟؟
- نقطة نظام :إلي السادة الذين تنتظرهم طاولة الحوار الوطني !!!؟
- الدولة ثنائية القومية بين النظرية والتطبيق ؟؟؟
- المطلوب حواراً جدياً لا حواراً خطابياً للحال الفلسطيني
- حتى لا تكون غزة مسرحاً للفوضى والفلتان !!!؟؟؟
- القمة العربية في الخرطوم والحال العربي المشئوم!!!؟؟؟


المزيد.....




- في دبي.. مصور يوثق القمر في -رقصة- ساحرة مع برج خليفة
- شاهد لحظة اصطدام تقلب سيارة عند تقاطع طرق مزدحم.. واندفاع سا ...
- السنغال: ماكي سال يستقبل باسيرو ديوماي فاي الفائز بالانتخابا ...
- -لأنها بلد علي بن أبي طالب-.. مقتدى الصدر يثير تفاعلا بإطلاق ...
- 4 أشخاص يلقون حتفهم على سواحل إسبانيا بسبب سوء الأحوال الجوي ...
- حزب الله يطلق صواريخ ثقيلة على شمال إسرائيل بعد اليوم الأكثر ...
- منصور : -مجلس الأمن ليس مقهى أبو العبد- (فيديو)
- الطيران الاستراتيجي الروسي يثير حفيظة قوات -الناتو- في بولند ...
- صحيفة -كوريا هيرالد- تعتذر عن نشرها رسما كاريكاتوريا عن هجوم ...
- برلمان القرم يذكّر ماكرون بمصير جنود نابليون خلال حرب القرم ...


المزيد.....

- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ
- أهم الأحداث في تاريخ البشرية عموماً والأحداث التي تخص فلسطين ... / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - محمد بسام جودة - استيطان همجي ومفاوضات عبثية...وفصائل عاجزة لاأستثني منها أحداً!!!