أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توفيق أبو شومر - من إسرائيل دولة يهودية ... إلى إسرائيل دولة [ اليهود]!














المزيد.....

من إسرائيل دولة يهودية ... إلى إسرائيل دولة [ اليهود]!


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 2143 - 2007 / 12 / 28 - 01:18
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


سأظل أكررُ ما قلته مراتٍ عديدةً بأن اللاعب الماهر في حقل السياسة هو القادرُ على فهم مُخطط خصمه، فكل لاعب يظنُّ أنه كفءٌ وقادر وقدير،فإنه لا يستطيع أن يفوز اعتمادا على قدرته وكفاءته الشخصية فقط، وبخاصة حين يتعلق الأمر بمفاوضات على مصير شعب ووطن وأمة !
فإسرائيل هي الوطن الوحيد في العالم الذي تُسيِّره أحداثُ ماضيه حتى اليوم، وإسرائيل هي الدولة الوحيدة التي تعتبر ماضيها هو أساس وجودها، لذلك فإنها لا تعيش في حاضرها بقدر ما تحيا في ماضيها، ولن تتمكن إسرائيل من تحرير نفسها من هذا الماضي، لأنها ببساطة نجحتْ في جعله قانونا حياتيا إسرائيليا ففرضتْ ماضيها على تربيتها وثقافتها وفنونها، ليس من باب الاحتفال بالتراث الماضي ، بل لأنه طريقها الوحيد للمستقبل فما يزال جيش دفاعها يحارب البابليين والكنعانيين والرومانيين والعماليق، في صورة الفلسطينيين والعرب .
وإسرائيل هي الدولة الوحيدة في العالم التي تنظر إلى كل من يحاولُ إشفاءها من ماضيها نظرة عدوٍ لدود لها حتى وإن كان يهوديا من جهة الأم والأب والأجداد، فقد ركلت كثيرين من اليهود المتنورين وطردتهم بعيدا وحاربتهم حتى في رزقهم ممن كانوا يحاولون إفاقتها من غيبوبة ماضيها من أمثال يهودا ماغنر وإسرائيل شاحاك وآفي شلايم وإيلان بابيه وصولا إلى يوري أفنيري ولطيف دروري وشولاميت ألوني ومردخاي فعنونو وغيرهم وغيرهم، لأن هؤلاء - من وجهة نظر مخططي دولة إسرائيل - يحفرون قبرها وهم لا يدرون!
إسرائيل اليوم كشفت عن وجهها ، إسرائيل اليوم تشترط على المفاوضين أن يعترفوا بها في وثائق المفاوضات على أنها [ دولة اليهود] وليس دولة إسرائيل اليهودية وهذا الاعتراف ليس اعترافا لفظيا، وإنما له ما بعده.
فبما أن إسرائيل هي دولة اليهود، إذن فهي الدولة اليهودية الوحيدة في العالم، وهذا يؤهلها أن تنفي من داخل حدودها كلَّ من هو ليس يهوديا ! ويشمل هذا الاعتراف بالطبع زوال كل الحقوق السابقة، التي يدعيها الفلسطينيون، فلا وجود لحق العودة، ولا لحق التعويض، ولا لحق الأرض والبيوت والممتلكات، ولا لحق التشريد والقمع والاحتلال!
ويستتبع الاعتراف بأنها دولة اليهود أيضا أن العاصمة الأبدية لإسرائيل (دولة اليهود) ستكون هي القدس لا محالة، فلا دولة لليهود بدون القدس " فلتنسني يميني ... إن نسيتك يا أورشليم " !
ومن معاني الدولة اليهودية أن يكفِّر العالم عن كل خطاياه فيعترف بإسرائيل كإمبراطورية يهودية تعيش على مستحقاتها من تكفير خطايا دول العالم في حقها، بعد أن يعود إليها اليهود في كل أنحاء العالم ليعيشوا فيها ويعيدوا بناء هيكلها الثالث ليتحول كل من حولها إلى عبيد يخدمون اليهودية في عصر اليوبيل حيث يصبح لكل يهودي ألف خادم من الغوييم !
فهل نجحت إسرائيل أخيرا في (خداع) العالم بأنها كانت تتخذ العلمانية والديموقراطية شعارا تكتيكيا فقط من أجل أن تصل إلى أن تكون هي دولة اليهود واليهودية ؟
وتجاوزت المؤتمرات الصهيونية عقبة تسمية الدولة عندما وافق المؤتمرون على تسميتها (الدولة اليهودية) التي توحي للعالم آنذاك بأنها أُسستْ لحل المعضلة اليهودية في العالم وجاء تصميم علمها من توراتها ، حتى أن هرتسل بحث في المؤتمر الصهيوني الأول عن احد المتدينيين ممن يلبسون ثوب الحاخام ليجلس معه على المنصة، كما أن هرتزل نفسه سمَّى المؤتمرات بالصهيونية نسبة إلى صهيون جبل الرب في التوراة وهو مركز الدين اليهودي ، فهل انتهى دورُ إسرائيل كدولة يهودية تكتيكية لتحل إسرائيل كدولة مركزية لكل اليهود أي [ دولة اليهود] ؟
هذا ما استنتجته في كتابي الصراع في إسرائيل حيث عرضتُ لقطات عديدة تشير إلى ذلك وأقتبس من الكتاب ما حدث في المؤتمر الصهيوني العاشر الذي عقد في بازل من 9-15 أغسطس 1911 حيث أديرت جلسات المؤتمر كلها باللغة العبرية لغة الدين اليهودي فقط وكان رئيس المؤتمر أوتو فاربرغ وقد رفع المؤتمر شعارا يقول :
" لكي نضمن نجاح المشروع الصهيوني يجب أن يكون هذا المشروع امتدادا لسياسة أوروبا في الخارج، إذ أن الحل التاريخي اليهودي لا يكفي لإقناع العالم في هذه المرحلة ... إذن لا بد من صيغة جديدة تُقرِّب المشروع من أوروبا ، أي لا بد من إخضاع أرض الميعاد ودولة اليهود للمشروع الافتصادي أولا " الكتاب ص 32
ها هو الكاتب الإسرائيلي سيفر بلوتسكر يوَّضِّحُ الأمرَ أكثر في صحيفة يدعوت أحرونوت 21/11/2007م وهو يشير إلى الخلل في تعريف دولة إسرائيل " وأن الخلل ناتج عن عدم تعريفها في كل الاتفاقيات التي أُبرمت مع الفلسطينيين والمصريين ويشير إلى أن قرار الأمم المتحدة 181 يشير إلى دولتين : يهودية وفلسطينية ، وكان يجب فرض هذه الصيغة في كل الاتفاقيات، دولة اليهود !
وفي المقابل فإن تأسيس (الدولة الفلسطينية) لا دولة فلسطينية، يعني عند الكاتب؛ أن الفلسطينيين نالوا حقوقهم في وطنهم، في [ الدولة الفلسطينية] ومعنى تأسيس الدولة الفلسطينية، أي أنها دولة الفلسطينيين ، بمعنى أن العودة لا تكون إلا لهذه الدولة، عندئذٍ لا يحق لمن له دولة أن يطالب بالعودة إلى دولة أخرى، الدولة اليهودية !



#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قتل النساء بادّعاء الشرف جريمة بشعة تُخلُّ بشرف الرجال !!
- الإعلاميون العرب والتسلية على أسماء الشخصيات الأجنبية !
- الإعلام ...لواء مدرع في سلاح الشركات متعدية الجنسيات !
- الإعلام العربي ... كلام حتى الموت !
- هل ستصبح غزة تحت وصاية حلف الناتو ؟!
- إعلان براءة إيهود أولمرت بعد لاءاته الثلاثة !
- الحوار المتمدن نافذة لأكسجين الحريات
- هل الوطن العربي هو الذي يُهاجَر منه .. لا إليه ؟!
- هل يملك الفلسطينيون حق رفض حضور مؤتمر أنابولس؟
- لماذا يخسر العربُ الحروب ؟!
- إحالة غزة إلى التقاعُد !
- المخزون الاستراتيجي الإسرائيلي من الأسرى الفلسطينيين !
- من يُحصي جرائم إسرائيل في حق الثقافة ؟!
- هل يتمخض مؤتمر الخريفة فيلد ... (ورقة ) !
- رواية شيفرة دافنشي ... بين الحقيقة والخيال !
- ما أكثر كُتَّاب المقالات ، وما أقل أثرهم !!
- تركيا وفلسطين وأمريكا وقوانين العنصريات !
- ميكافيللي هو مؤسس نظرية الفوضى الخلاّقة !!
- كيف ينهض العرب من كبوتهم ؟!
- مصانع صقل (الشائعات)!


المزيد.....




- “العيال الفرحة مش سايعاهم” .. تردد قناة طيور الجنة الجديد بج ...
- الأوقاف الإسلامية في فلسطين: 219 مستوطنا اقتحموا المسجد الأق ...
- أول أيام -الفصح اليهودي-.. القدس ثكنة عسكرية ومستوطنون يقتحم ...
- رغم تملقها اللوبي اليهودي.. رئيسة جامعة كولومبيا مطالبة بالا ...
- مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى بأول أيام عيد الفصح اليهودي
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى في أول أيام ع ...
- ماذا نعرف عن كتيبة نيتسح يهودا العسكرية الإسرائيلية المُهددة ...
- تهريب بالأكياس.. محاولات محمومة لذبح -قربان الفصح- اليهودي ب ...
- ماما جابت بيبي أجمل أغاني قناة طيور الجنة اضبطها الآن على تر ...
- اسلامي: المراكز النووية في البلاد محصنة امنيا مائة بالمائة


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توفيق أبو شومر - من إسرائيل دولة يهودية ... إلى إسرائيل دولة [ اليهود]!