أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير - فلورنس غزلان - كلنا مع معتقلي إعلان دمشق















المزيد.....

كلنا مع معتقلي إعلان دمشق


فلورنس غزلان

الحوار المتمدن-العدد: 2143 - 2007 / 12 / 28 - 12:34
المحور: حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير
    


شهوة الهدم والتدمير ، شهوة الكرباج والدم ، عطش الهواء يملأ الزنازين ، شموس تغيب خلف القضبان ...غبار يغزو الوطن .. أنثى الوطن تُحاصر بخفافيش الظلام..عنقاء تطير حاملة عيون الأطفال... إلى أودية الموت وثعابين الرعب....
عساكر مزروعة بالوهم... يخشون ريح الكلام ....يخافون انسياب المياه وتدفق الينابيع...
مضت بعيداً أصوات الشرفاء.. .. رأوا في الحلم صورة الإله... يحف بهم ويبارك مسعاهم...رآهم يسوع مبتسما...قال لهم... طوبى لأياديكم البيضاء... طوبى لأعياد الوطن تلمكم، ولبيوته تجمعكم... لكم أشرِّع نوافذ المحبة وبكم تزهر ورود الجنائن ومنكم يستمد الإنسان طاقة العطاء وقوة الصمود وعناد الحقيقة بوجه الطغيان..
.رمح كنتم بوجه المقاصل المعدة لذبحكم... حربة تمر كلماتكم فوق أعناق اللئام...صرخة كانت أصواتكم يوم الواحد من شهر النهاية ...حين انطلقت زغرودة وقفت في الحلق عقوداً وانبثقت نجمة في سماء سورية الحبيبة...تنير درب الحرية وتضع شارة خضراء فوق نوافذ العيد...تعيد للموت وغزواته بابه المثقوب واقفة كالطود دون وجل أو خشية...كسرتم حاجز الخوف ، الذي زرعته أيدي الشيطان في أحشائكم...وقضيتم على الصمت بضربة مُعَلم ...فوق جراحكم وعليها نهضتم ...

أبناء إعلان دمشق...أمناؤه الميامين ومجلسه الكريم...لن تمر أيدي القمع ولن تمر أسوار التشكيك وأبواق التخوين...شلت أيادي الأقلام المأجورة وصحفها الصفراء ...لن تثنيكم أو تثنينا ألغام المفردات المحشوة بخطب الصمود واستعارات اللوثة بالثوابت ...وهم الأبعد عن الثابت ...لأنهم يسيروا فوق رمال متحركة لن تودي إلا بمن يقف فوقها...
النهار جميل بقراراتكم... كبير بصدوركم الرحبة وتعاونكم المطلوب، فاحشدوا طاقات الأخوة وطاقات المنطق... كونوا عشاقا لنار الحرية واعلموا أن الوقت والتاريخ شمس تشرق وتكشف العيوب والمثالب ...تقتل جراثيم المستعارين ...ومُسبَقي الصُنع في الأوطان والمُعَدين لجنازات الوطن...
عشقا نموت وعشقا نفتدي الأوطان.. محبة وتآخي مع الطين وعرق الفلاح والعامل ..أساطير الخرافات تدب في العتمة، لكنها تخشى النور فتختفي...مياه البحر ستنقي أعيادنا بأمواجها وعواصفها القابعة في أحشائكم والحاملة لغضبنا منذ عقود...قزح الملون الزاهي بحروف بيانكم الختامي، والذي قضى ويقضي على كل لبس شيطاني يريد استغفالنا واستغفال الوطن...ولم يجد العسكر في جعبتهم سوى خرائط الخراب وإشارات القبور وشهود الزور وتلفيق الروايات وتسريب الحكايات المطوية على الريبة.

تصرخ المرأة فينا وتحشد أمومتها...تنير ببسمتها شموع الحرية وبقامتها بيارق الانطلاق...قصيدة الفرح كنت يا فداء حوراني....أغرودة الشجر الأنثوي في معالم حماة ودمشق... سورة من سور الحقيقة وفاكهة نضجت في حدائق الوطنية وتغذت بخبز العاصي ، ألفتِ ألقَ الجوري وتنشقتِ ياسمين الفجر وانفردتِ بقراءة أناشيد الحلم.
بأناملكِ السخية مَسَحتِ مراراً جباه النساء المعذبات وجروح الأطفال الأيتام ...يا فداء ..كنتِ ومازلتِ فداءً...لكنا من هنا نعاهدك ألا تكوني الضحية....لصوتك صدى ولعيونك بُعداً يمر بين الجفن والجفن ويؤرق من يطرح عليك سؤالا بالوطنية... يتلعثم مَن لا يعرف ولادة التاريخ.. يتلعثم مَن وُلِدَ في حضن مَن شوهوا التاريخ...نقي تاريخك ونقي حاضرك ...نقية أنتِ ...نقاء الوجدان فيك مايخرس مسعاهم ..رهيف حسك ورقيق محياك...رقيقة ابنة الوطن المزروعة فيك ...ترسلين شارات الحلم للغائبين وتنفردين بحروف الأُلفة واليقين... فكيف تقف شوارب العسكر أمامك؟ كيف تسمح صولجاناتهم المُعوَجة أن تهز أطرافها بوجهك؟....
أنت فداء الحوراني.....وهم مَن يكونوا؟
معك يقف رفاق درب ...أصدقاء عُجنوا بتجارب الحياة الوطنية صادقوا نسور الجبال ونوارس البحار..ابتكروا آيات العشق بالأوطان وغذوها بسنين طويلة من شبابهم وبتضحيات قدموها قرابين على مذبح المحراب الوطني....دفعوا ثمنها من انتظار نسائهم الآمل ومن فرح أطفالهم....علماً ـــ وهذا مؤسف ــ أن بعض من شاركهم يوماً لقمة الجوع ولقمة الحرمان وقيود السجان....خيب الظن والوعد....فقد تمكنت منه هراوة السجان ...وتلبسته لغة الخطاب الباغي فدربت عنفوانه وطوعت قلمه ليساهم في إعداد المقصلة ...فوقع في سلة الاستبداد مقدماً تضحياته هبة دون ثمن....لأن أيامنا الحالية ...هي أيام القيامة...هي أيام الحساب ...هي كشف الأوراق وتصفية البيدر الوطني...سيتغربل قمحنا بعد مؤتمركم...يتغربل رويدا رويدا...ويفرز يمينا وشمالا...وفي العمق...الواجمين والمحابين وصانعي السموم وزارعي الورد وأبناء الأرض ...ودودها أيضا...يتسع الفضاء الوطني... يتسع، لكنه يضيق أيضا بكلام الحق في زمن اعتلى فيه الباطل صهوة الوطن عقودا...فهل سيبقى متصدرا ومتسيدا ومستبداً يركب ظهور من رفضوا العبودية ورفضوا الانصياع للغريب الغازي ، ولمن يرتدي ثوب القرابة المزيف؟...لكن قلبنا السوري واسع رحيب يملأه حبك يا دمشق يملأه سعي إعلانك ببادرة الخير والوفاء بادرة الوفاق الوطني...ليس مانقوله تبجيلاً ...لا نعرف التقديس... ولا قدسية لأحد....القدسية للوطن ولأبنائه الأوفياء ضحايا العسف والقمع ..أبناء الصوت الواحد بوجه الطغيان، أبناء صوت الوحدة من أجل سورية ، الوحدة بوجه كل طغيان خارجي أم عدواني أم داخلي.. بوجه كل استبداد ..بوجه كل احتلال ...زنزانة الوطن كبُرَت وزادت حرية وألقاً حين ضمت فداء ورفاقها أكرم وأحمد ..وجبر وعلي وتيسير وسبقهم رفاق عاهدوا.. رفاق خطوا أمامهم طريق الحرية... عارف...ميشيل ...أنور وفائق وغيرهم.. من شباب وكهول....يرسمون لنا معالم الشمس وطريق النجوم نحو الغد المنشود....فأين المغرضين والمتشدقين من هؤلاء.؟ أين مواقعهم وما هي قاماتهم أمام هؤلاء؟.....الوطن برمته ينحني اعترافا ويبتسم موقناً....أنها نهاية الظلم ومخاض الحقيقة....لولادة الحرية ....
نستنفر الأرض لكم...نستنفر النيام كي ينهضوا...ننصب البيارق ونمتطي العواصف نضع دماءنا فوق كفوف البرق لتصلكم ساخنة ...تحيي وقفتكم العظيمة وترفع رأسنا
عاليا حيث تخط أقدامكم وترسم حروفكم دروب الكروم المحررة...حيث احتفظتم زمنا بآهة الحب محبوسة بين ثنايا الروح وحنايا الفؤاد، وها جاءت لحظة انطلاق اللهفة وإطلاق الصرخة المكتومة المؤجلة، ليرتدي حقل سورية نُواره ويزهر بأصوات الحناجر المشتاقة للفرح والمعانقة للأمل من أجل إنهاء الفاجعة وتحريك راحلتنا الساكنة لتزحف جموع الأطفال المعذبة وجموع النساء المغتصبة ...جموع الأمهات الثكلى والآباء المنكوبين والأبناء المحرومين... لتزحف جموع الجائعين للخبز...جموع العشاق المختبئين من عسس يحمل منجل الأخلاق المثلوم!!....ويغير على نحلاتنا العاملة وعصافيرنا المغردة بأشعار ثورة العشب ...ثورة الكلمة الصادقة في عهد مَن خانوا فيه الحرف الفينيقي ،خانوا فيه حرف أوغاريت ومسامير إبلة وماري ....وتَحالُفَ شيطان اللغة الخشبية مع أشكال مشوهة من أسماء تَصلُب ألواحنا التاريخية وألواحنا العازمة على الحرية.. معكم وبكم وإليكم نحن قادمون وإلى الوطن عائدون.

باريس 26/12/2007



#فلورنس_غزلان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المرأة العربية ضحية الإرهاب ومنتجته!
- إلى الحوار المتمدن ...جمرة الحرية ورقم الصحافة الصعب...في عي ...
- كل المفاجآت والمفارقات تأتينا من مصر العربية ودمشق الفيحاء و ...
- اربطوا الأحزمة...لتهبطوا في النعيم السوري!
- هل يحتمل أن نكون شهوداً على انهيار الحلم؟
- نحن السوريون، هل يمكننا التفاؤل؟
- أسئلة موجهة للمعارضة السورية
- بسطة على الرصيف في السوق السياسية السورية الرائجة
- الموسيقى تحتفل بالحرية
- من حق المرء اختيار دينه
- شتان بين رجال دينهم ورجال ديننا!
- توقفي يا سورية عن الزنا في شهر رمضان الكريم!
- هل نحن على أبواب حرب قادمة في الشرق الأوسط؟
- إلى فرح فائق المير!
- طبيعي وطبيعي جدا!!
- ما هي قيمة المواطن العربي؟ ومن يصنع ويصون له قيمته؟
- حُكُم مُبرم بالإعدام على الشعب السوري!
- ما بالك يا شعب سورية تموت صامتاً؟
- الشباب العربي ......هموم ومشاكل
- من أين جاءت حركات الأسلمة؟ وما هي الأسباب التي ساعدت على وجو ...


المزيد.....




- تمساح ضخم يقتحم قاعدة قوات جوية وينام تحت طائرة.. شاهد ما حد ...
- وزير خارجية إيران -قلق- من تعامل الشرطة الأمريكية مع المحتجي ...
- -رخصة ذهبية وميناء ومنطقة حرة-.. قرارات حكومية لتسهيل مشروع ...
- هل تحمي الملاجئ في إسرائيل من إصابات الصواريخ؟
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- البرلمان اللبناني يؤجل الانتخابات البلدية على وقع التصعيد جن ...
- بوتين: الناتج الإجمالي الروسي يسجّل معدلات جيدة
- صحة غزة تحذر من توقف مولدات الكهرباء بالمستشفيات
- عبد اللهيان يوجه رسالة إلى البيت الأبيض ويرفقها بفيديو للشرط ...
- 8 عادات سيئة عليك التخلص منها لإبطاء الشيخوخة


المزيد.....

- حملة دولية للنشر والتعميم :أوقفوا التسوية الجزئية لقضية الاي ... / أحمد سليمان
- ائتلاف السلم والحرية : يستعد لمحاججة النظام الليبي عبر وثيقة ... / أحمد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير - فلورنس غزلان - كلنا مع معتقلي إعلان دمشق