أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز باكوش - ذبابة تهشم واقية بورش -قصة قصيرة-















المزيد.....

ذبابة تهشم واقية بورش -قصة قصيرة-


عزيز باكوش
إعلامي من المغرب

(Bakouch Azziz)


الحوار المتمدن-العدد: 2142 - 2007 / 12 / 27 - 08:56
المحور: الادب والفن
    



زار المملكة الشريفة في الآونة الأخيرة ، ضيف من عيار ثقيل،ولذلك ، وخلال ساعات قليلة ،طليت القناطر والأرصفة على أوساخها ليلا ، وكنست الشوارع والجسور ،وتم تخصيب شجيرات غريبة الشكل باتت تقف منحنية على طوار الشارع العام ، فيما غطت شاحنات التعاون الوطني مطارح النفايات التي تؤثث فضاء المدينة برمال اختلستها من شواطئ قريبة تحت جنح الظلام .
وعلى مدى سبعة أيام ، لم ينزع جيش المملكة حذاءه ، ولا الدرك مسدسه، ولا الشرطة عصاها ، والنتيجة ، المتسولون والمتسولات ، لا أحد ، اللصوص وقطاع الطرق والمتخصصون في نشل الهواتف والخدمة بعد النشل ، لا أحد، ذوو العاهات المنتصبين في إشارات المرور والأماكن العامة ، لا أحد، الباعة المتجولون المحتلون للملك العام ،لا أحد، مطارح النفايات ومزابل الأحياء في الشارع العام ، وبالوعات مفغورة الأفواه صيف شتاء ، لا أحد ، ...لا أحد لآ أحد....
ظل الضيف من فئة 5 نجوم يتجول رفقة عشيقته في خريطة الوطن كما يحلو له ، لكن ، ماحدث ذات ليلة ، كان صاعقة لاجدال. إذ ، بينما هو يعبر مقطعا طرقيا سيارا بين مدينة بن غرير وقلعة الساخنة ، وتحديدا قنطرة تبعد حوالي 100 متر عن محطة الأداء تدعى قنطرة الموت ، تهشمت الواقية الأمامية لسيارته الفاخرة " البورش"

في أول استجواب نشرته جريدة وطنية من عين المكان ، صرح ضيف المملكة حزينا " فوجئت بالواقية الأمامية لسيارتي وهي تنفجر ، لم أكن شاهدت المكان من قبل ، كان هناك شبان يضحكون فوق قنطرة ، كانوا متأهبين ، لم نتجاوب معهم، غيرنا اتجاه السيارة بصعوبة ، وبلطف من الله ، تمكنا من المرور فوق حجارة ضخمة القوا بها متعمدين .
وأضافت صديقة الضيف بنبرة أسى « طلبت من صديقي أن يتجنب الوقوف رغم إصابة الواقية الأمامية، وكذلك خزان وقود سيارتنا ، ولحسن الحظ استمر .. في الابتعاد شيئا فشيئا إلى أن اختفت القنطرة نهائيا عن أعيننا ، كنا لحظتها قريبين من موت محقق ، ومن نقطة الأداء أيضا . وحمدنا الله لأننا أصبحنا أخيرا تحت الأضواء".

فور علمها بالنبأ الصاعقة ، جندت المملكة قواتها الثلاث، الجوية ، والبحرية والبرية ، كما انتقلت على وجه الاستعجال الى عين المكان عناصر من الشرطة العلمية والتقنية ، مدعومة بفرق مكافحة الجريمة ، وتحرك نحو مسرح الجريمة طابور من سيارات الأمن المدرع ومجتمع من بشر ، وأنجزت الدولة التقرير الأولي الآتي :
الموقع تحت السيطرة قواتنا.
الطريق السيار...خال من الألغام.
الطريق السيار الآن آمن، بعد تمشيط من الدرجة الحمراء.
لا وجود لأي أثر..ولا أثر أي اعتداء كيف ما كان..
لم نتوصل بشيء من أي ممثل للسلطة بعين المكان .
لم يكن أثناء مرور سيارة ضيف المملكة العزيز شبان متهورون ، اعتادوا على رجم المارة بالحجارة وإرباكهم ، قبل الاستيلاء على ممتلكاتهم. إذ من باب الاحتراز ، تم توقيفهم على ذمة الاشتباه قبل الزيارة .
لا وجود لخطر...الآن.

عندما وضع السكرتير التقرير الهام فوق مكتب رئيسه المباشر ، كان هاتف الجنرال لا يكف عن الرنين ، لذلك ، أشعل سيجارة كوبية تنسمها بعمق ثم اصدر أمرا هاما.
" لا تتركوا أي شيء، يمكن أن يساعدنا على اكتشاف الفاعل ، كي ينال المجرم عقابه".

وفيما طوقت الشرطة العلمية المكان بدقة متناهية ، حيث لم تترك فضاء إلا ومشطته ..سواء داخل السيارة او خارجها. كانت عناصر الدرك تقتحم القرى والمداشر النائية بالقرب من حوض الجريمة ، بحثا عن فاعلين محتملين. فيما جالت طائرات هيلكوبتر في مناطق جبلية وعرة ، وذلك مباشرة بعد ذيوع الخبر.
بعد 12 ساعة من وقوع الجريمة ،تم اقتياد حوالي 600 مشبوه ، شرعت مختبرات شرطة مكافحة الجريمة في العمل على قدم وساق معبئة عناصر متدربة من كل التخصصات ،وبدا من خلال تحليل المعطيات الأولية التي تم تجميعها من فضاء الجريمة ، وتم شحنها تحت حراسة أمنية مشددة ، في سيارات رباعية الدفع باتجاه العاصمة ،الى أن ما أمكن العثور عليه في الفضاء الداخلي للسيارة يتكون أساسا من 1-- خصلة شعر نسائية 2 --لفافة محشوة بمادة رمادية وأخرى بيضاء 3-- وكبسولات وريدية طبية 4 -- علبة لبلاستيكية لعازل طبي استعمل حديثا 5-- وذبابة ميتة من حجم كبير .
بعد 72 ساعة ،اعتكف فيها المحللون وشرطة الجريمة على دراسة وتحليل المعطيات الأولية ، لم يتوصل مكتب الأمير ، ومعه المحللين في المختبرات الى نتيجة تذكر.
لكن الرئيس الأعلى للبلد، لم يكن راضيا ، فبعد أن تناولت الوكالات الخبر كان قاسيا هضم ضعف الأجهزة الأمنية ببلاده ، وما لذلك من انعكاس سلبي على السياحة السياسة التي ينهجها لخدمة بلده ، فأرسل برقية عاجلة ، يحث فيها أعلى قائد جهاز امن بمملكته أن يكون في الموعد في اقل من 24 ساعة ، وإلا حول الملف الى الانتربول ..
كان الجنرال المكلف بالتحقيق في الواقعة لحظتها ، بمعية متدربات بمسبح الأكاديمية . عندما وصل الفاكس الأميري..فقرر في الحال تعيين طاقم متخصص لحسم المشكلة ، وإلا أصبح مهددا في منصبه ، ..بعد ساعتي عمل دؤوب، واحتياطات أمنية غير مسبوقة ، حفاظا على سرية التحقيق ، توصل مكتب الديوان الأميري بالبلاغ التالي :
سيدي أدامك الله ، بعد تجميع كافة الدلائل ، وتمحيص كل الظروف والملابسات ، والاستماع الى الشهود ، والاستناد الى احدث ما جاد به علم الجريمة ، تأكد التالي :
أن الحدث الذي راح ضحيته الواقية الأمامية لسيارة بورش موديل 2008 ، المزودة بنظام... wsdgr /mk 412 خيل ، التي يملكها النجم....... ضيف رفيع المملكة الرفيع ، وبعد إجراء الفحوص والتحليلات اللازمة تأكد لشرطتنا العلمية ، بما لا يدعو مجالا للشك ، أن الأمر لا يتعلق بجريمة كما كتبت بعض الجرائد او تناقلت بعض الوكالات ، فالأمر تحت السيطرة أعزكم الله ، لكن الأمر يتعلق بحجر...نعم سيدي أعزك الله .. حجر صغير كان بالكلية اليمنى لذبابة من نوع تسيتسي اصطدمت بقوة بالواقية الأمامية لسيارة ضيفكم الكريم ، واعلم سيدي أدام الله صفاءك أن الذبابة الملعونة ، دخلت بلادنا عبر الحدود الجنوبية مع رياح الشركي السامة قبل 12 ساعة فقط .
عزيز باكوش



#عزيز_باكوش (هاشتاغ)       Bakouch__Azziz#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جراحة على الهواء
- الكاتب الصحفي المغربي حميد تهنية يجيب اليوم عن الاسئلة التسع ...
- الصحفي والكاتب المغربي محمد الزعماري يجيب اليوم عن الاسئلة ا ...
- الباحث في علوم التربية الاستاذ عبد العزيز قريش يجيب عن الاس ...
- يجيب عنها اليوم الاستاذ والخبير الاعلامي المغربي يحيى اليحيا ...
- الصحفي ومدير جريدة صوت البرنوصي علي مسعاد يجيب عن الاسئلة ال ...
- الباحث في علوم التربية الأستاذ محمد الصدوقي يجيب عن الأسئلة ...
- الاسئلة التسع يجيب عنها اليوم رئيس نادي الصحافة بتازة الصحاف ...
- سوق اللحية
- مؤسسة محمد السادس للتربية و التكوين تحتاج الى دفعة قوية حتى ...
- محمد ابو مهدي حسني يجيب اليوم عن الاسئلة التسع
- الباحث السوسيولوجي المغربي عياد أبلال يجيب اليوم عن الاسئلة ...
- تلميذة اعلانات- قصة قصيرة-
- في نقد برامج المدرسية الأساسية للأستاذ عبد العزيز قريش
- تسع اسئلة حول المقروئية والرواج الصحفي بالمغرب يجيب عنها الي ...
- بتكتمها الشديد ،وزارة الصحة المغربية تتبنى الدجل
- جامعة عبد المالك السعدي بطنجة، تفوز بجائزة -صنع في الوطن الع ...
- جريدة المساء المغربية تسجل اول تراجع لها والحزبية في قاعة ال ...
- اغراق سفينة الهوتمايل
- التحميل جار....


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عزيز باكوش - ذبابة تهشم واقية بورش -قصة قصيرة-