أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الدفاعي - العراق في الحقبه الامريكية (الجزء الثالث)















المزيد.....

العراق في الحقبه الامريكية (الجزء الثالث)


عزيز الدفاعي

الحوار المتمدن-العدد: 2143 - 2007 / 12 / 28 - 01:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في نيسان ابريل من عام 1975 غادرت اخر طائرة هليكوبتر أمريكية مبنى السفارة الأمريكية في سايغون وبقي ذلك المشهد المؤثر رمزا لأكبر هزيمة عسكرية في تاريخ الولايات المتحدة على يد الفيتناميين الذين ضحوا بحياة ثلاثة ملاين مواطن من اجل إجبار البيت الابيض على اتخاذ قرار الانسحاب من فيتنام مخلفين ورائهم 25 ألف قتيلا أمريكيا وآلاف المفقودين في غابات هذه الدولة الاسيوية الفقيرة .

لقد أحدثت تلك الحرب زلزالا كبيرا في المجتمع الأمريكي تجاوز مفاهيم السياسة الخارجية ليحدث تغييراً في القيم الفكرية والسلوكية بين صفوف الملايين من المواطنين الأمريكيين الذين شكلت مناهضتهم لتلك الحرب احد الاسباب الرئيسية وراء انهائها .الا ان العسكرتاريه الامريكية طورت خلال السنوات اللاحقة ادواتها ومؤسساتها وتوجهاتها صوب الشرق الأوسط وفقا لمبدأ صاغه وزير الخارجية هنري كسنجر .

فبعد انتهاء الحرب الباردة مباشرة حققت واشنطن نصرا عسكريا على العراق في (عاصفة الصحراء) عام 1991 وكررت توجيه الضربة لهذه الدولة عام 2003 بعد حصار اقتصادي مرير استمر 12 عاما في حرب لم تخسر خلالها سوى بضعة عشرات من الجنود حيث سارع الرئيس جورج بوش الإعلان عن انتهاء الحرب في نيسان من نفس العام على ظهر حاملة طائرات عملاقة وسط مياه الخليج الساخنة .
غير أن الدوائر العليا في واشنطن كانت تستعد لحرب أخرى قادمة اشد قسوة لمواجهة المنظمات الاسلامية المتطرفة بعد ان سحقت نظام طلبان في أفغانستان و مزقت البنية التحتية للقاعدة شتاء 2001-2002 .
فقد تدفق على العراق مئات المقاتلين العرب قبل بدء الحرب وشارك العديد منهم في المعارك التي شهدتها ضواحي بغداد ومن بينها معركة المطار الشهيرة حيث قاتلوا إلى جانب الحرس الجمهوري لاسترجاع هذا الموقع الاستراتيجي ويروي شهود عيان ان عددا من هؤلاء اقدموا على نحر جنود المارينز المصابين و الأسرى وحملوا رؤوسهم وهم يهتفون بشعاراتهم المعروفة .
الا ان هذه المقاومة سرعان ما انكفأت حين تمكنت بضع دبابات أمريكية من الوصول الى وسط بغداد فاضطر غالبة المقاتلين العرب الى الانسحاب صوب الحدود السورية او وجدوا مخابئ لهم في محافظة الانبار ووسط بساتين ديالى والمدن المحيطة بمدينة الموصل بانتظار اللحظة الحاسمة .
لقد بدا صدام حسين بالتحضير لهذه المواجهة ووضع الكثير من الخطط لحرب عصابات تدور رحاها في بغداد والمدن الاخرى تستمر لعدت شهور بعد انتهاء حرب الخليج الثانية عام 1991 بالاعتماد على المشاعر الدينية عندما وضع عبارة (الله اكبر)على العلم العراقي وقاد ما عرف بالحملة الايمانية لنشر الدين بين اعضاء حزب البعث رغم تعارضها مع مبادئ حزبه العلمانية.
ففي كانون الثاني ياناير 1993 استضافت بغداد المؤتمر الشعبي الاسلامي الذي حضره اكثر من 1000 رجل دين من 51 دولة ينتمي غالبيتهم للتيار السلفي وخطب فيهم نائبه عزت الدوري الذي دعا العالم الاسلامي لشن الحرب الدينية المقدسة والجهاد ضد الولايات المتحدة الامريكية في كل مكان .
وكان هذا التوجه لاستخدام الدين في المواجهة ضد الولايات المتحدة مؤشرا واضحا على الطابع الطائفي الذي وجد الرئيس العراقي نفسه متورطاً بولوجه بعد ان شعر بالاحباط والخيبة عندما انتفض ملايين الشيعة الغاضبين في مدن وسط وجنوب العراق احتجاجا على سياساته القمعية ومغامراته العسكرية .

ان اول اتهام وجهه صدام حسين للشيعة في العراق كان عام 1985 خلال لقائه برؤساء تحرير الصحف الكويتية طالبا منهم عدم نشر ذلك في وقت كان فيه مئات الآلاف من أفراد القوات المسلحة العراقية من الشيعة يواجهون القوات الإيرانية على امتداد الحدود بين البلدين بينما تحولت منطقة كردستان العراقية المحمية تحت مظلة خطوط العرض وطيران القوات الأمريكية والبريطانية الى مأوى لاغلب فضائل المعارضة العراقية ولم يكن هذا الواقع الذي أشر مبكرا تصنيف طائفيا وقوميا معاديا للنظام في بغداد الا دليلا واضحا حول طبيعة الصراع القادم الذي سيشهده العراق .
في فترة لاحقة شهدت العلاقات العراقية السورية تحسناً ملحوضاً بعد تسلم الرئيس بشار الاسد الحكم من ابيه عام 2000م حيث تدفقت صادرات النفط العراقي مجاناً على الجارة الشقيقة وانتعشت التجارة بين البلدين اللذان استعادا علاقتهما السياسية والدبلوماسية المقطوعة منذ عام 1979 مما مهد لتعاون استراتيجي لاحق في حرب العصابات الذي كان العراق يستعد لها مع قرب المواجهة الامريكية على الرغم من احتضان دمشق سابقا لكثير من احزاب وشخصيات العراق في الحقبة القادمة .
لقد عثر الامريكيون بعد دخولهم القصور الرئاسية ومباني اجهزة الاستخبارات العراقية على وثائق تؤكد ان العراق كان يستعد لحرب عصابات واسعة قد تستمر لعدة سنوات ومن بينها وثيقة سرية موقعة ومكتوبة بخط صدام حسين في تموز من عام 2002 موجهة الى كبار أعضاء مجلس قيادة الثورة وقادة الحرس الجمهوري وقادة الاجهزة الامنية تشير الى ان العراق غير قادر على كسب الحرب النظامية في مواجهة الولايات المتحدة وحلفائها وانه سيهزم عسكريا في هذه الجولة بسبب الخلل الكبير في موازين القوى بين الجانبين الا ان صدام يمنح الامل لنظامه وقياداته متفائلا بأمكانية تحقيق النصر في مرحلة لاحقة بجر القوات الغازية الى القرى والصحارى العراقية بالاعتماد على حرب العصابات .
في كانون الاول ديسمبر من نفس العام اجتمع الجنرال طاهر جليل حبوش التكريتي وهو مسؤول امني وعسكري كبير بعدد من معاونيه لبحث تفاصيل المعركة القادمة ونشر خلايا المقاومة في جميع المدن والقرى العراقية وتوزيع السلاح والعتاد الذي نقل من مخازن الجيش ومعامل التصنيع العسكري على هذه الخلايا استعدادا للمعركة القادمة بعد ان تنتهي الحرب التقليدية وتنقل عنه بعض المصادر انه كان يتبجح قائلا سوف نغضب اذا لم يأتي الامريكيون الى العراق !!!.

ان من بين الوثائق التي حصل عليها الامريكيون لاحقا وثيقة سرية وزعت في ديسمبر2002 تحمل توقيع رئيس جهاز المخابرات العراقية تتعلق بالمهمات اللاحقة لتنظيمات التمرد العراقية تتضمن شن هجمات منظمة على العدو اضافة الى القيام بعمليات نهب وحرق المباني الحكومية وتخريب محطات الكهرباء والماء واشاعة الخوف والفوضى في بغداد وباقي المدن الكبرى .

لكن التحول الهام في المواجهة المسلحة في العراق ارتبط بدخول مقاتلي تنظيم القاعدة الى العراق بعد هزيمة حركة طالبان عام 2002 وقد كان للقاعدة ارتباطات سابقة مع العراقيين من خلال تنظيم (انصار الاسلام) الكردي في شمال العراق حيث وصلوا الى معسكراتهم عبر ايران وتركيا كما تدفقوا ايضا عن طريق السعودية وكان معبري ربيعه والقائم عند الحدود السورية العراقية اهم جسرين عبر من خلالهما آلاف المقاتلين العرب الذين اسس لهم ابو مصعب الزرقاوي طرقا سرية ووضع مخطط حرب العصابات ضد الامريكيين وحلفائهم في العراق ضابط سابق في القوات الخاصة المصرية يلقب بسيف العدل وهو من القادة الميدانيين المقربين من رئيس تنظيم القاعدة اسامة بن لادن .
لقد شهدت الاسابيع الاولى لسقوط بغداد موجة واسعة من النهب المنظم لمؤسسات الدولة ومصارفها ومتاحفها ومنشاتها الحيوية امام عيون القوات الامريكية حيث تدفق الغاضبون وعشرات الالاف من اللصوص والقتلة الذين اطلق سراحهم عشية اجتياح (الصدمة والترويع) الامريكي ليقوموا بنهب مليارات الدولارات من المصارف والقصور الرئاسية اضافة الى اكثر 135 الف قطعة اثرية يعود تأريخ بعضها الى خمسة الاف سنة قبل الميلاد من بينها رأس مؤسس العراق سرجون الاكدي الذي يعود تأريخه الى 4375 عاما وقد اثار هذا الامر استغراب الكثير من المؤسسات الدولية والمراقبين الذين شككوا بالدوافع التي حالت دون اتخاذ الامريكيين لقرار منع التجول في العراق حال دخولهم لبغداد .
في ظل هذه الفوضى العارمة اصدر بول بريمر قراره بحل الجيش العراقي وطرد البعثيين من جميع مؤسسات الدولة متسببا في دفع الالاف منهم للانظمام الى صفوف التمرد في وقت كانت حدود العراق شبه مفتوحة ويمكن لاي شخص الدخول اليه مما سهل من مهمة وصول الكثيرين من مقاتلي القاعدة الهاربين من افغانستان الى الاراضي العراقية وأغلبهم مقاتلون متمرسون بشؤون التفجيرات الانتحارية والاغتيالات ومن بينهم المدعو ابو عمر الكردي واسمه الحقيقي سامي محمد سعيد الجاف والذي اعترف بعد القاء القبض عليه بمسؤليته عن 32عملية ارهابية في العراق من بينها اغتيال رئيس المجلس الاعلى للثورة الاسلامية محمد باقر الحكيم .
كانت الاجواء السياسية بعد تأسيس مجلس الحكم وتوزيع السلطة وفقا للتركيبة الطائفية والقومية في العراق مثار جدل سياسي في الاوساط العراقية والعربية فقد حاول قادة العراق السياسيون منذ عام 1933 السعي نحو التخفيف من تأثيرات طبيعة الدولة ذات التركيبة القومية والطائفية المتعددة.
وكان واضحا ان اعادة توزيع السلطة وفق نظام المحاصصة سيثير جدلا وخلافا شديدا .وبدا للسنة العرب وكأن انقلابا قد اطاح بهم وبسلطتهم التأريخية المتوارثة منذ اكثر من 1000 عام ونيف فقد تحول الالاف من هؤلاء ممن كانوا يشغلون مواقع هامة في اعلى هرم السلطة وفي مؤسسات الجيش والدوائر الحكومية واجهزة الاستخبارات الى عاطلين بلا عمل وشعروا بأنهم قد تم اقصائهم قسرا عن اجهزة الدولة كافة في ظل قانون اجتثاث البعث مما زاد من مشاعر الغضب والاحساس بالغبن لديهم .
كانت القوات الامريكية بأنتظار المواجهة بعد ان تحول المزيج الغاضب من رجال الجيش السابقين والحرس الجمهوري وفدائيي صدام والبعثيين وعشائرهم والقوى السياسية الرافضة للمشروع الامريكي والعصابات المحترفة والاصوليين العرب ليشكلوا جبهة عريضة وواسعة لمواجهة القوات الامريكية.. جبهة لا تحمل اسم منظمة او تمرد واحد بل عشرات الخلايا والمنظمات السرية التي بدات بعمليات خطف الجنود والاجانب والصحفيين وقطع رؤوسهم امام عدسات الكامرات .
ويشير تقرير استخباراتي الى انه بحلول منتصف عام 2004 كان هناك 75 فصيلا مسلحا ناشطا داخل الاراضي العراقية لمواجهة المشروع السياسي الامريكي الا ان الشرارة الفعلية للتمرد والعنف المسلح انطلقت في تموز يوليه عام 2003 عندما قام تنظيم القاعدة بمهاجمة السفارة الاردنية في العراق بناءا على رغبة الزرقاوي الذي كان يتطلع دائما للانتقام من السلطة في موطنه الاردن وكان ذلك مؤشرا واضحا على طبيعة الخلافات بين قادة القاعدة وباقي الفصائل في العراق التي كانت تسعى لتركيز جهدها القتالي على الساحة العراقية والسعي لكسب التأييد المحلي والعربي لها.

الا ان قيام القاعدة بعملية نوعية اخرى هي تفجير مقر الامم المتحدة في بغداد واغتيال ممثلها هناك بعد ايام من انتقاده الصريح للادارة الامريكية نتيجة لما اعتبره تقاعسا عن مسؤولياتها في حماية العراقيين اثار الشكوك مجددا حول الدوافع الحقيقية لهذا التنظيم الاصولي المتطرف الذي جسد معتقداته الطائفية بشن سلسلة واسعة من العمليات التي استهدفت الشيعة في العراق وقياداتهم الدينية والسياسية واماكنهم المقدسة ودفع بالكثير من الفصائل العراقية الى التورط في تحويل العنف الى نوع من الاقتتال الطائفي في العراق .

وقد كشف موفق الربيعي مستشار الامن القومي العراقي عن رسالة موجهة من الزرقاوي لزعيمه اسامة بن لادن عثر عليها في احد اوكار القاعدة في بغداد يبلغه فيها انه يعتزم شن حرب طائفية واسعة ضد الشيعة وضد السنة الذين يشاركون في المشروع السياسي ويوصفهم بأقسى النعوت.
وقد شعرت بعض الفصائل العراقية مبكراً بان الزرقاوي يدفع بالمقاومة بأتجاه يتقاطع وتوجهاتهم ويسيء الى سمعتهم كثيرا مما اثار خلافا واسعا بين الطرفين الا ان جهات عربية خارجية استطاعت ان توحد جهود القاعدة وجناحي حزب البعث وتنظيمات عراقية اخرى لشن هجمات مشتركة ضد القوات الامريكية والعراقية.

وقد كشف عن هذا التعاون في معركة الفلوجة الاولى والمواجهات الدموية اللاحقة التي جعلت الامريكيين يشعرون بأنهم في مواجهة تمرد كبير وان أستراتيجية تحويل العراق الى ساحة لاصطياد الارهابيين التي خطط لها رامسفيلد ووالفتيز كان لها تفاعلات سلبية على كل من الرئيس الامريكي وحليفه البريطاني توني بلير ناهيك عن زعزعتها لمجمل المشروع السياسي الامريكي في المنطقة لدرجة ان الكثير من المراقبين باتوا يشككون في جدية الادارة الامريكية لمعاجلة ملف الارهاب خاصة بعد انفجار العنف الطائفي في فبراير شباط من عام 2006 عندما وجهت اصابع الاتهام للقاعدة بتفجير قبة العسكريين في سامراء وما اعقبها من مجازر دموية بسبب عمليات الانتقام الطائفي المتبادلة التي جعلت غالبية السياسيين في واشنطن والعواصم الغربية والعربية يتحدثون عن حرب اهلية سافرة في العراق راح ضحيتها عشرات الالاف من المدنيين إضافة إلى اكثر من اربعة ملايين عراقي غادروا مدنهم بحثا عن ملاذات آمنة داخل العراق وخارجه.

بعد 4 سنوات اكتشف الامريكيون انهم يواجهون امتحانا عسيرا وخيارات محدودة فلا هم يستطيعون الانسحاب من العراق تاركين البلاد لقمة سائغة بيد الارهابيين والمتطرفيين والميليشيات واشداق دول الجوار المتربصة, ولا هم قادرون على الاستمرار في تحمل نزيف الموت اليومي بعد ان تجاوزت خسائرهم البشرية 3700 قتيلا فاقوا خسائر الحادي عشر من سبتمبر 2001 ناهيك عن الكلفة المالية والسياسية الباهضة التي دفعها المحافضون الجدد والشعب الامريكي الذي بات متذمراً وراغبا في الانسحاب من العراق واعتبر الكثيرون قرار الغزو خطا إستراتيجياً فادحا .

وفي مواقف كهذه فأن من الطبيعي ان يجري البحث عن تكتيكات بديلة والتركيز على تحقيق نصر عسكري باستخدام ادوات غير تقليدية في مواجهة القاعدة والتخفيف من حدة الاحتقان والصراع الطائفي في العراق بعد ان اثبت الافراط في العنف وزيادة عدد القوات الامريكية فاعليته المحدودة فتم اعتماد وتنشيط استراتيجية( تفتيت وتصادم القوى المضادة)لاضعاف فاعليتها ونقل اتجاهات العنف فيما بينها وتوضيفها ان امكن بما يخدم الاستراتيجية الامريكية بتكاليف وخسائر اقل رغم المخاطر الكبيرة الكامنة في مثل هذه الاستراتيجية التي طبقت في المستعمرات السابقة في العالم وتسببت لاحقا بصراعات وحروب داخلية وهو اسلوب لجأ اليه البريطانيون منذ اواخر القرن الماضي .

بدا واضحا منذ ربيع عام 2006 بعد اشتعال نار العنف الطائفي آن القوات الامريكية اوشكت على فقدان سيطرتها على زمام الامور في العراق رغم مصرع ابو مصعب الزرقاوي صيف نفس العام وبروز دور العشائر الموالية للقوات الامريكية في مواجهة القاعدة في محافظة الانبار.ونقل الجنرال كيسي والسفير خليل زاد الى الرئيس بوش مخاوفهما هذه مطالبين بارسال المزيد من القوات بعد اتساع رقعة العنف والتمرد المسلح .وكان رأي البنتاغون متحمسا لهذا التوجه بينما بدت حكومة المالكي قلقة من اتساع الدعم العسكري الامريكي للعشائر في الرمادي لانها ادركت آن هذه الجهات العشائرية ستفكر لامحالة باستحقاق سياسي وعسكري كبير الامر الذي زاد من حدة الخلافات والشكوك بين الحكومة العراقية والقيادة الميدانية الامريكية في العراق .


في يناير 2007 اتخذ الرئيس بوش قراره بإرسال 30000مقاتل امريكي اضافي للعراق لمنع انفلات الوضع هناك ليرتفع عدد الفرق العسكرية الامريكية الى 20 فرقة اعاد الجنرال بتراوس نشرهم في بغداد وضواحيها وفي ديالى والرمادي والموصل وبدات عملية تفكيك الكثير من الفصائل المتمردة بالاستفادة من تجارب مواجهة الجماعات الاصولية المسلحة في الجزائر ومصر وباكستان ,ومن تعامل الامريكيين مع عشائر البشتون والهرات في افغانستان .

وتشير بعض المصادر الى ان اجهزة الاستخبارات الامريكية نجحت في اختراق صفوف القاعدة والحصول على معلومات قيمة من المقاتلين السعوديين والمصريين والمغاربة الذين جرى اعتقالهم سهلت من تصفية الزرقاوي وقياديين اخرين عثرت بحوزتهم على مخططات واسرار كشفت خلايا التنظيم اضافة الى ارقام هواتف واتصالات جرت بين قادة القاعدة وسياسيين عراقيين معروفين وشيوخ عشائر استخدمتها للضغط عليهم من اجل التعامل معها اضافة الى استخدام ملايين الدولارات لشراء الذمم والولائات .

اما على صعيد السياسة الخارجية فقد اظطرت القيادة الامريكية صاغرة الى تغيير ستراتيجيتها في التعامل مع كل من ايران وسوريا اللذان تأكد لديها بانهما المسؤلان الرئيسيان عن استمرار العنف بالعراق وتمويله وكان ذلك من اكثر الامور حساسية وتعقيدا بالنسبة للسياسة الخارجية الامريكية نظرا لارتباط جميع الملفات المتأزمة في الشرق الاوسط بكل من طهران ودمشق لكنها اضطرت الى تقديم الكثير من التنازلات للايرانيين والسوريين املا في تهدئة دوامة العنف الدموي في العراق .

يتبع الجزء التالي
*هذا المقال هو فصل من كتاب سيصدر قريبا بعنوان (العراق..دولة البعد الواحد)





#عزيز_الدفاعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراق في الحقبة الامريكية(الجزء الثاني)
- العراق في الحقبة الامريكية
- الحسابات الخاطئة في العلاقات السعوديةمع العراق
- هل تستحق الكويت آن نموت من اجلها؟!!
- اول فرحة منذ سقوط الصنم
- !!!عراق ....بلا نفط
- من اعدم الزعيم عبد الكريم قاسم؟*
- ولا عزاء للشعراء... !!
- عائد الى كربلاء
- في الطريق الى سامراء
- صيف كردستان.. الدامي!!!
- الاستراتيجية الأمريكية الجديدة في العراق
- الخليج من فصاحة الطالباني ...الى مفاجئات نجاد
- نيران زرادشت ...وأحلام رجوي!!
- العلاقات العراقية-السورية
- هل يكفي ان يكون الحق مع الحسين........؟
- هل تخلى (المهدي المنتظر) عن( جند السماء)؟
- حكومة المالكي في مواجهة مؤامرات المماليك!!!


المزيد.....




- جملة قالها أبو عبيدة متحدث القسام تشعل تفاعلا والجيش الإسرائ ...
- الإمارات.. صور فضائية من فيضانات دبي وأبوظبي قبل وبعد
- وحدة SLIM القمرية تخرج من وضعية السكون
- آخر تطورات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا /25.04.2024/ ...
- غالانت: إسرائيل تنفذ -عملية هجومية- على جنوب لبنان
- رئيس وزراء إسبانيا يدرس -الاستقالة- بعد التحقيق مع زوجته
- أكسيوس: قطر سلمت تسجيل الأسير غولدبيرغ لواشنطن قبل بثه
- شهيد برصاص الاحتلال في رام الله واقتحامات بنابلس وقلقيلية
- ما هو -الدوكسنغ-؟ وكيف تحمي نفسك من مخاطره؟
- بلومبرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث وجهة النظر الأوكرانية لإنها ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عزيز الدفاعي - العراق في الحقبه الامريكية (الجزء الثالث)