أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم العايف - -على جناح ليلكة-..الأشعار الأخيرة ل-أطوار بهجت-















المزيد.....

-على جناح ليلكة-..الأشعار الأخيرة ل-أطوار بهجت-


جاسم العايف

الحوار المتمدن-العدد: 2141 - 2007 / 12 / 26 - 11:52
المحور: الادب والفن
    


بعد مجموعتها الشعرية الأولى " غوايات البنفسج "التي أصدرتها سابقا، صدرت في البصرة خلال العام الحالي*.. "على جناح ليلكة" مجموعة الشهيدة " أطوار بهجت" الشعرية الثانية .
أُهديتْ "على جناح ليلكة" إلى الشاعرة القتيلة بـ"صفتها زهرة البنفسج والأخت والزميلة والشهيدة" كــ "وفاء وذكرى".. واشتملت على قصائد ظلتْ مخزونة في حاسوبها الشخصيّ، واستخرجت بعد رحيلها..
وكتب ،ميثم جبار، في مقدمة المجموعة بأن: "هذا الإصدار اقترحه ،على المؤسسة، الشاعر،جواد الحطاب، الذي كان يحتفظ به بصفته اثمن ما لديه".
من المؤكد أن المصير الفاجع الذي آلت إليه "أطوار" ، ونواح شقيقتها، الذي لا ينسى، وما تعرض له موكب تشييعها الى مثواها الأخير لن يمحى أبدا من الذاكرة بصفته مشهدا واقعيا مأساويا خالصا تختص به (دراما) الحياة العراقية الراهنة، مشهداً لا ينجو منه يومٌ من أيام العراقيين، وهم ينبثقون فيها من ركام سنوات القهر والقمع والدماء والحروب، والخوف، واللاعدالة، والبؤس، والموت المجاني، التي طالتهم وطحنتهم بمرارة وقسوة ، منذ أكثر من ثلاثة عقود..وما يلحقه بهم الإرهاب البشع بكل ألوانه ومسمياته وأرديته والواقفين خلفه والداعمين له والمحرضين عليه..
مجموعة الشاعرة والإعلامية العراقية ( أطوار بهجت) "على جناح ليلكة" تحتوي على إحدى وعشرين قصيدة بضمنها ما اسماها الشاعر الحطاب في نهاية المجموعة بـ (آخر القصائد) حيث عثر عليها مخزونة في حاسوبها الشخصي؛ وعمد إلى نشرها، كما كتب الحطاب ، "اعترافا بامتدادها في الحياة ، ونكاية بالقتلة".. تتميز قصائد أطوار في " على جناح ليلكة".. بهموم وجودية-عاطفية، حاولت فيها الشاعرة ان تترسم حياتها اليومية الدافقة وروحها العالقة-المعذبة بين الغياب والحضور بثنائيات: الذكر- الأنثى،البوح-الكتمان،الحزن- الفرح، اليأس-الأمل ،الحرمان (العاطفي)- الغنى(اللامحدود)، الحرب-السلام ، الواقع- الممكن، الهدم-البناء، النبل-الغدر...الخ كاشفة في قصائدها القصيرة عن ذاتها ومشاعرها وحبها وعاطفتها ،علنا ، وقلقها وحنقها وحزنها وفرحها ويأسها بإخلاص وجرأة نادرتين
"لا، لن اسكت..
أنوي أن أزرع هذا الأفق صراخا..
أحبك
يــا..."
"أتبرأ من سنوات ست
وليالي شوق باللآلاف
أتبرأ من قلب
لا أعرف مم يخاف
أتبرأ..
أتبرأ..
أتبرأ..
لكن من سيعمد قصائدي حين تتركني!؟"
وتجهر -:
"إني أحبك..
هل أخشى العالم
حسبي أني امرأة قُدت من حب"
وتثق في أن الاتجاهات أربعة وتستثمر ذلك في ( حبيبها):
" انت شرقا .. أنت غربا.. أنت جنوبا.. وشمالا أنت".. والشاعرة تتعامل بعفوية مع كلماتها وصورها التي تعبر عن عواطفها الذاتية المغلفة بأحزانها الأنثوية التي تكابدها تجاه (آخر) تراه دائما غائباً- حاضراً في :-
"..نهارات لن تجيء.. وحروف لن يسمعها"(!!) ودروب لن يقطعها .. مع ان ثمة أياماً "أدمنته فيها".. موجهة له "الشكر" لأنه-:
"فتح بوابة قلبها"
لكنها تريد منه:
"قبل أن يرحل عليه ان يغلقها.."
مع انها كلما أضاعت روحها وجدتها عنده حيث تنعكس هذه الثنائية عليها هي ايضا-:
"أدرك أن لا احد يسمع مني
سواي أنا.."
"كلما كتبتك
تلطخت أصابعي بدم الورق..
كلما دمعت عينا حروفي..
ذروت فيهما
رماد هجرك.."
وعند اقتراب يأسها وإحساسها المتزايد به تعلن:
"ما الذي يجبرني اذن
على (اقتراف) الحياة
سواي أنا.."
والشاعرة تعتمد في قصائدها على تقديم صورها الشعرية بنوع من الكشف العلني والمفارقة (العاطفية) دون مواربة مع إحساس متعاظم بخذلان (وجدانها) من (الآخر) الذي لا ترغب في إخفاء ملامحه الخاصة وتقدم عنه صورة مناسبة ليبدو اكثر وضوحا في الأقل بالنسبة لها ولنا ايضا .. ونتلمس في قصائدها "إيجازا" لكنه إيجاز مبعثه عدم القدرة في التواصل لخلق عالم قائم بذاته داخل القصيدة الواحدة ، وبالرغم قصرها تريد الشاعرة ان تقول فيها كل ما تريده بعجالة و تنفض يدها منها بسرعة مع احتفاظها بحنينها العفوي التلقائي دون الاهتمام بـ" التنظيم الفني" للقصيدة، وهذا عائد، كما اعتقد، إلى محاولة قول كل شيء في قصائد قصيرة موجزة ومحاولة اعتماد الومضة- المفارقة:
" هدمت بنيانك في روحي
وعلى أنقاضك بنيت آخر
.....
حين استوى البنيان
وجدته أنت"
.....
"كلما أضعت روحي
وجدتها عندك
اليوم-:
أضعت روحي وأضعتك"
لعل ما جاء في "على جناح ليلكة" هو اقرب لـ(مدونات يومية شعرية) ، تفتقر الى قلة الخبرة مع إنعدام الأهتمام الجدي في الإيصال، وقد تضمنت أسئلة وهواجس وخواطر متراكمة بسيطة غير معقدة لكنها من جهة أساسية تتفجر بعواطف ومواعيد سرية- علنية وجدانية وألوان وأفراح وأحزان إنسانية ذاتية ، شخصية ، متباينة، وثمة في "على جناح ليلكة" (شخص واحد) يصبغ المشهد بألوانه وملامحه وسماته وسيرته ولغته الخاصة دون ان تعبأ أو تتقن أو تتفنن "أطوار بهجت"-المشروع الموؤد لشاعرة قادمة- بـ"مكر أو ابتكار المجازات" . والأكثر من كل ذلك الظنون والطعون وعلنية التأويلات وسوؤها والتباس مقاصدها والتقولات والإشاعات والمواقف ؛ التي مبعثها (الفحولة-الشرقية) وهي كما معروف تنطوي على تمنع شديد قاس ، نحو أي محاولة لتغيير تصوراتها وأفكارها تجاه (الانثى) التي تبوح بمشاعرها للاخر(الرجل)تحديدا ، وتلك (الفحولة) تنعكس عبر تصرفاتها وأحكامها الدونية التسلطية على الأنثى ومشروعية بوحها واعلانها وضوح مشاعرها الأنثوية- الوجدانية الإنسانية .. وهنا تكمن شجاعة الراحلة "أطوار" الخاصة- العامة التي تميزت بها وقادتها نحو الغياب المادي الذي سنخضع له جميعا ذات لحظة ما .. إلا ان القلة جدا مَنْ ستتجاوزه لتقبض على وجودها المعنوي وحياتها المتسربة بمرارة الذاكرة العراقية الحية..ومن المؤكد ان "اطوار بهجت " ستكون ضمن من ستحتفظ بهم تلك الذاكرة .. لتؤشر بفخر وحزن إنسانيين عميقين، على ان فتاة شجاعة في الثلاثين من عمرها فقط قد اختطفها طائر الموت وهي تحلق في سماء العراق و وجدانه ،كالفراشة، قد مرت من هنا .
ــــــــــــــــــــــــــــ
* صدرت المجموعة عن مؤسسة "اطوار بهجت" ومقرها في البصرة والتي كما جاء في الصفحة الاخيرة من الكتاب أنها أسست بعد استشهادها في سامراء بتاريخ 22 فبراير 2006 - سامراء ذاتها التي ولدت فيها "اطوار" عام 1976- كما تذكر المؤسسة إنها تسعى إلى التعبير عن تطلعات من شأنها أن تسهم بدور اعلامي- ثقافي وإشاعة الرؤى والأفكار الوطنية-العراقية لبناء إعلام حر مستقل ورصد ومراقبة أي خرق وانتهاك لمبادئ حرية التعبير عن الرأي والحقوق الانسانية في العراق ومساندة الصحافيين والإعلاميين العراقيين ، والدفاع عن الذين تقيد أو تنتهك حرياتهم ، والسعي من اجل برنامج إجتماعي لحماية الصحفيين في العراق مع ضمان حقوقهم ، وإحياء لذكرى "أطوار بهجت".



#جاسم_العايف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (البار الامريكي ) مجموعة قصصية جديدة للقاص العراقي -وارد بدر ...
- المتقاعدون وقانونهم الجديد
- شاعر الظل الراحل يرثي شاعراً رحل قبله ومختارات من اشعاره
- المسرح العربي والتأصيل
- الشاعر مصطفى عبد الله-الأجنبي الجميل- بين القصة والاوبريت*
- بشِأن قرار تقسيم العراق الى دويلات..!؟
- تلك المدينة..( الفيصلية) -2-
- تلك المدينة..(الفيصلية*) -1-
- شؤون العراقيين ووطنهم وشكاواهم
- الفنان التشكيليّ -هاشم تايه-:أعي أن جزءاً من خصوصيّة أيّ عمل ...
- واقع الحقوق والحريات في العراق خلال عام 2006
- مباحثات بغداد آلان او في المستقبل
- الكاتب -جاسم العايف--: سنبقى نلتفت للماضي بغضب..واشمئزاز من ...
- استذكار حزين ل-:يوم الصحفيين العراقيين
- ملاحظات لابد منها حول.. مهرجان المربد الرابع
- جولة نائب الرئيس الأمريكي في المنطقة ورسالته غير المشفرة
- -قاسم عبد الأمير عجام--:.. بعيدا عن الرثاء
- العراق..ومؤتمرات دول الجوار الإقليمي
- في سقوط النظام الصدامي واحتلال الوطن العراقي 2-2
- في سقوط النظام الصدامي واحتلال الوطن العراقي1 -2


المزيد.....




- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...
- في عيون النهر
- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم العايف - -على جناح ليلكة-..الأشعار الأخيرة ل-أطوار بهجت-