أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم السراجي - لماذا أحبك ..؟














المزيد.....

لماذا أحبك ..؟


ابراهيم السراجي

الحوار المتمدن-العدد: 2141 - 2007 / 12 / 26 - 11:41
المحور: الادب والفن
    


لأنك كل الحكاية
وكل الكلام
ولأني أحس ومنذ وجدت
أنك عشقي وأنك سرّ ي الكبير
فلا تسأليني الحروف
فأنت أكبر مدة من الأبجدية
وأوسع من أن تحتويكِ القصيدة
وعشرين ألفاً مما سألتي
وأكثر مما طلبتي وما لا نهاية


بكِ كبرت
ومنك تلقيت علمي الجليل
ومنك سقيت العشق الكثير
وبكِ شقيتْ

أتعلمي كلما حاولت أن أكتب رسالة بكيت
وإن راودتني القصيدة بكيت
أحسست بالكراهية تجاه الجغرافيا والخرائط
هربت الى الكيماء
فهرعت الى وجهي معادلات صعبة
وهاجمتني مصلحة الجوازات
واجراءات الأمن
وعيون الحراس
فهل أنتِ مدينة عصية
أو وادٍ معبأ بـ (البترول ..)

لا عليكِ حبيبتي
رغم الحدود
يجمعنا المطر
تجمعنا الأغاني والصور
يجمعنا (أمل)

عصيةٌ أنتِ على القيود
وأنا لن أسأم من المحاولات الجادة


سألمس يوماً يديك
وألثم شفتيك
وسأنحني كما الفرسان بين يديك
وسيرسمنا نيسان من جديد
ويقسمه ميلادك كالعادة
نصفٌ لذكرياتنا
ونصفٌ للأيام القادمة
* * *
في عينيك غاص الربيع
وأتخذ الصيف من شفتيك أرضاً
لا مكان للشتاء فأريني
كيف تسقطي على شفتي كالخريف
وأريني هذه المرة
كيف يسقط المطر
كما شئتِ
لا كماء شاءت الفصول
وارقصي حقاً
هذه حقيقة لا حكاية (ماسنجرية ..)
سيدتي
في السنة الثالثة من حبك
يأخذني الصوت يجرني للبكاء
وتارة للإبتسام
في السنة الثالثة من حبك
يحرضني اللحن
يشعل في غرفتي ثورة ضد بعدك
ضد هذا الوقت الذي يستعصي على المضي

يا سيدتي في اليوم الثالث من القصيدة لم استطع
أن أكتب عناوين مطرية
أو أُلِمُّ بقصة نيسان كاملة
* * *
ما رأيك لو أخبرتك
أن هذه الكتابة لن تحمل نهاية
وأن حبك رغم بعدك
يفرض قوته ونموة
ما رأيك لو طلقت كل النساء ثلاثاً
كسنين حبك
كالشتاء الطويل
لو أخبرتك أنني لن أكتفيك ..؟!
ولن يكفني مليون حرف
وما رأيك
لو سجلتك رقماً قياسيا
في الحرف
لم يسبقني اليه
العصر الاموي
والعباسي
وعصر الجمهوريات
وعصر فوضوية الرجال
كما لم يسبقني الى عينيك وقلبك كل الرجال
الطامعون بنظرة واحدة يكملون بها مسيرة وهمهم
فأنت لي ..

* * *
لأنك مقيدة بألف مدرسة
لألف قرية في وطني
أصبحتُ أكثر عشقا لك
من بلدي
من أهلي
من حروفي الكاملة
ولأن عينيك تصدر ألف إشارة للروح
هربت الأرقام من كل العوالم لعالمك
ولأن خصرك لا يرسل إشارة شيطانية
لم أبالي وأنا أغير إحساسي بالقمر المكتمل
لأكتمل بك
ولإيماني أنك أكثر من الأرض
وعجائب السماء
وليس كثيراً أن يضع الله سره في تكوينك
* * *
حاولت أن أعدها
فأخْرَجَتْ أصواتك يديها
أمسكت وجهي
رافقتني حتى آخر مدى في تفكيري
"جننتني" وألغت جدول الليلة
وأربكت مواعيد الأفلام السينمائية
وبقيتِ أنتِ
تجريني الى جنة الحرف
الذي يسامر النجوم
فيناديني شيء ما لأجلك قائلاً :
(هييييي هيييييييي هيييييي)
إنما هذه النجوم مرسال
والحروف رسالة
أكتب.. أكتب لله درك
ولله دره عالم الغيب
فمالذي تفعله الآن
كيف تربك مواعيدي تلك النائمة على سرير كلماتي
تتأرجح في ذاكرتي
فتخرج الكلمات أغنية جاهزة
* * *
نعم .. نعم
ما زلت أحس أن عليكِ
قرض شفتيك
وأن عليكِ أن تقضي أكثر وقت ممكن أمام المرآة
فأنت أحق أن تري نفسك
وأنتِ أحق ان تري الظواهر المعجزة فيه
وأحق أن تلاحظي كيف أن الربيع
يغالط الشتاء
وكيف في شفتيك يولد الصيف
وكيف أنا نائم في قلبك
وحروفي تدور حول خصرك
تسبح لك
وتستجدي صوتك ليوم
آخر من الحرف والحب ..
* * *
ثمة أسئلة تشبه طفلاً
مدَّ يديه كعقارب الساعة
يحول دون خروج أمه
لماذا تحتلي كل وقتي ..؟!
لماذا أبحث عنك تحت غطائي
لماذا أتفاجأ بغيابك رغم علمي ببعدك ..؟
لماذا اعتراضاتي المتصاعدة ضد منعي
من لمسك
من تحسسك
من الإيمان الحقيقي
بعالدة القدر ..؟!
"لماذات كثيرة .."
ذات قدم غليظة تنزل عقوباتها على رقبتي
على أحلامي
على يدي التي تخالك بينها رغم معرفتي بأنها تمسك أصابعي
خوفا من السقوط
لماذا صرت أصدر أصواتا
غريبة مفاجئة
لي ولغرفتي
لماذا أضرب بيدي على طاولتي
لماذا دموعي ..؟!
لماذا ولدتِ بعيدة
لماذا هذه السجون العريقة
والعواصم القبيحة
والقنصليات اللعينة ..!
* * *
إنــما ماتت (لماذا ..)
حين قالت لماذا أحبك ..؟!
لأني أحبك هكذا
لأني رضيت بهذا العناء
لأني أحبك
أحبك
أحبك ..!



#ابراهيم_السراجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لأن المصيبة أكبر من الكلام
- -دعوة للهزيمة-
- الأغنيات الحزينة أقل مني
- اليمن الغائب محليا وعربيا
- الطريق المؤدي الى الجسد
- عندما تكون السلطة في مهمة القبض على الشعب
- الآن ... الى آخره
- -الحلول التي صارت أسئلة -
- أجلي المُسَمَّى
- أقلَّ مِنْ عُصْفُورْ
- لو أننا غُبار
- إبتسامةُ الغيْم
- الامنيات المتعثرات
- على ضفاف الخطيئة
- معزوفة الرحيل ... (2)
- معزوفة الرحيل ..(1)
- (مُدُنِ الكلام )..الذي كان يجبُ أنْ تكونه..
- يا رفيقي ..(برد وسلاما )
- سر الاسرار
- إكتمالات اللاشيء


المزيد.....




- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ابراهيم السراجي - لماذا أحبك ..؟