أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - هادي الحسيني - قلب عبد الستار ناصر














المزيد.....

قلب عبد الستار ناصر


هادي الحسيني
(Hadi - Alhussaini)


الحوار المتمدن-العدد: 2141 - 2007 / 12 / 26 - 03:42
المحور: سيرة ذاتية
    


أرتعشت قلوب الكثيرين من محبيه بمجرد سماعهم نبأ أجراء عملية لقلبه ، وهو البعيد عن وطنه العراق منذ سنوات تجاوزت العقد من الزمان ، وكأن قلوب محبيه الذين يقطنون المنافي البعيدة متصلة بقلبه ، ولهذا فلم تأت رعشات قلوبهم أعتباطاً ، أنما من عمق المحبة والاخلاص لهذا الكاتب الكبير ، صاحب المنجز الابداعي الثري ، أنه عبد الستار ناصر القاص الذي أستولى على قلوب وعقول قراءهِ بمنجزه الابداعي ، فقد كان خبر جراحة القلب مؤلماً على أصدقاءه ومحبيه وممن عرفوه منذ سنوات طويلة ، فهو القاص المبدع ، والكاتب الشجاع ، والمثقف البارع ، والأنسان البسيط الذي لم يأخذه الغرور يوماً ليتعالى على من يعرفونه ويعرفهم عن كثب ، وظل ومازال صديقاً ومحباً لكل الادباء والمبدعين .

كاد قلب ناصر الذي خضع لعملية جراحية أن يزيد من آلامنا وأحزاننا التي أصبحت لا تعد ولا تحصى ، لولا عناية الرب ، التي أستطاعة أن تنقذ قلب عبد الستار المفعم بالحب والأخلاص والابداع على مدى عقود من الزمن مضت ، ذلك الزمن الذي أرانا أشياء كثيرة وكانت في الغالب مؤلمة على مبدعينا وبخاصة الأدباء منهم ، الذين بدأوا يتساقطون الواحد تلو الأخر منذ سنوات النفي القسرية في زمن الدكتاتورية وحتى سقوطها المصحوب بالعمليات الارهابية التي قتلت مئات اللآلاف من أبناء العراق وصولاً الى التطورات السياسية والأهمال المتعمد من قبل ساسة العراق الجديد الذين أنشغلوا بأمورهم الخاصة ضاربين عرض الحائط المبدعين العراقيين الذين يعانون من آلام الغربة والأهمال والمذلة والمرض والفقر والحرمان وأشياء أخرى كثيرة !

لم يكن عبد الستار ناصر بحاجة ماسة الى ساسة العراق لكي يتكرموا عليه ، فهو أسم معروف للثقافة العربية وثمة العديد من الاصدقاء والاحبة الذين سيقفون له أكثر مما تقف له حكومة العراق المنشغلة بالسرقات ، هذا فيما اذا فكرت الحكومة بذلك وليست لها الوقت الكافي للتفكير بآلام الأدباء والمبدعين العراقيين أطلاقاً !

أتذكر ما بعد حرب عام 1991 التي قصمت ظهر الجيش والشعب العراقي ودخول العراق مرحلة الحصار المؤلم والمدمر شكل المقبور عدي صدام حسين التجمع الثقافي العراقي وأنشأ جريدة بابل ، وقد أمر عبد الستار ناصر ليشرف على صفحاتها الثقافية بما يخدم النظام والمرحلة ، وقد قبل ناصر مجبوراً ! وأستطاع أن يخرج يومياً صفحة ثقافية مكتظة بالمقالات والقصائد والدراسات المهمة وفي غالبيتها كانت تتوجه نحو بناء أرث ثقافي عالي الجودة بعيداً عن التطبيل والتزمير للنظام ، كما وجعل من قصائد جان دمو ونصيف الناصري الدادائية أن تطرز صفحات بابل الثقافية ، بينما كان عدي صدام يقرأ ويتابع كل ما ينشر في جريدته الحديثة العهد ، حتى أنه وصل الى نتيجة بأنه لا يفهم ما ينشر على صفحات بابل ، الأمر الذي أضطره ليرفع سماعة الهاتف على المحرر الثقافي عبد الستار ناصر ويولغ به شتماً ، مستفسراً منه عن هذه القصائد الغير مفهومة المعنى ، فرد عليه ناصر : يا أستاذ عدي هذه قصائد دادائية يقال عنها . فرد عليه عدي ، وما معنى دادائية ؟ فقال ناصر : الدادائية هي حركة فنية جريئة باقية بقاء الفن والأدب في حياة البشر شكلت في أوربا بداية القرن العشرين من قبل تريستان تزارار لرفضه الحرب العالمية الاولى ... وقبل أن يكمل عبد الستار ناصر تعريفه للدادائية ، صرخ به عدي وبقوة : أنك مطرود يا عبد الستار من الصفحات الثقافية لجريدة بابل ، مع عقوبة . فضحك عبد الستار ناصر ليعود أدراجه مرتاحاً الى أحضان القصة والرواية والمقالة وبار أتحاد الادباء ومقهى حسن عجمي حيث أصدقاءه الذين لا يستطيع الاستغناء عنهم .

لقد أستطاع هذا المبدع في ظروف غاية في الخطورة والصعوبة أيام النظام السابق أن يضحك على المؤسسة الاعلامية والثقافية التي كان يديرها عدي صدام وينشر العديد من النصوص التي كانت تسخر من ذلك النظام والذي قبر الى أبد الابدين عام 2003 ..

وكم كتب ناصر من القصص الجريئة التي أوصلته الى زنزانات السجون بسخريته العالية من الخليفة ، أنه كاتب شجاع بحق وقلّ ما نجد كاتباً بشجاعة قلمه الذي لم يبخل حتى على الأدباء الشباب ليقيمهم من خلال قلمه الذي لم يتوقف عطاءه يوماً ، عبد الستار ناصر ثروة أدبية عراقية وعربية كبيرة وطاقة أبداعية لا نظير لها في وقتنا الحاضر .

فقلبك يا عبد الستار هو قلب العراق الذي مازال ينبض بالحب والابداع على الرغم من الآلام والمحن الكبيرة التي يعاني منها وطننا ، وما عملية القلب الجراحية ألا أزمة آيلة للذهاب وتعود من جديد الى محبيك وقرآءك لتواصل المشوار الطويل الذي أبتدأته منذ عشرات السنين ، مشوار الابداع الذي أخلصت أليه بكل صدق وأخلاص .






#هادي_الحسيني (هاشتاغ)       Hadi_-_Alhussaini#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياب في ذكراه ال 43
- ثعالب النار
- رياض ابراهيم وانتفاضة عصفور طيب
- وداعاً راسم الجميلي
- سركون بولص ، ايها الشاعر الفذ
- حوار مع الشاعر العراقي سركون بولص
- قضية رأي عام
- تركيا ، الطريق سالكة !
- الشيخ حارث الضاري !
- تنقيرات / 1 عمار الحكيم ، إخرس !
- كيمياء الألم
- كيمياء عادل عبد المهدي
- كيمياء جوزيف بايدن
- كيمياء قناة الفرات الفضائية
- رسالة الى رئيس الوزراء المالكي لانقاذ الفنان كريم منصور
- رفقتي مع السياب
- بلاك ووتر وساحة النسور
- رمضان الذي لم يتفق عليه
- فيزياء كربلاء
- عمار الحكيم دبلوماسياً


المزيد.....




- كاميرا مراقبة ترصد لحظة اختناق طفل.. شاهد رد فعل موظفة مطعم ...
- أردوغان وهنية يلتقيان في تركيا السبت.. والأول يُعلق: ما سنتح ...
- صحة غزة تعلن حصيلة جديدة لضحايا القصف الإسرائيلي
- الدفاع الروسية تكشف خسائر أوكرانيا خلال آخر أسبوع للعملية ال ...
- بعد أن قالت إن إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة.. أستاذة جا ...
- واشنطن تؤكد: لا دولة فلسطينية إلا بمفاوضات مباشرة مع إسرائيل ...
- بينس: لن أؤيد ترامب وبالتأكيد لن أصوت لبايدن (فيديو)
- أهالي رفح والنازحون إليها: نناشد العالم حماية المدنيين في أك ...
- جامعة كولومبيا تفصل ابنة النائبة الأمريكية إلهان عمر
- مجموعة السبع تستنكر -العدد غير المقبول من المدنيين- الذين قت ...


المزيد.....

- سيرة القيد والقلم / نبهان خريشة
- سيرة الضوء... صفحات من حياة الشيخ خطاب صالح الضامن / خطاب عمران الضامن
- على أطلال جيلنا - وأيام كانت معهم / سعيد العليمى
- الجاسوسية بنكهة مغربية / جدو جبريل
- رواية سيدي قنصل بابل / نبيل نوري لگزار موحان
- الناس في صعيد مصر: ذكريات الطفولة / أيمن زهري
- يوميات الحرب والحب والخوف / حسين علي الحمداني
- ادمان السياسة - سيرة من القومية للماركسية للديمقراطية / جورج كتن
- بصراحة.. لا غير.. / وديع العبيدي
- تروبادورالثورة الدائمة بشير السباعى - تشماويون وتروتسكيون / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - سيرة ذاتية - هادي الحسيني - قلب عبد الستار ناصر