أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - باسنت موسى - قراءة في كتاب الشخصية الناجعة للراحل سلامة موسى















المزيد.....

قراءة في كتاب الشخصية الناجعة للراحل سلامة موسى


باسنت موسى

الحوار المتمدن-العدد: 2142 - 2007 / 12 / 27 - 11:33
المحور: قراءات في عالم الكتب و المطبوعات
    


كل إنسان سوي يطمح في أن تكون له شخصية متميزة يخوض من خلالها في معترك الحياة محققاً نجاحات ترضيه، لكننا أحياناً لا نستطيع بناء تلك الشخصية ربما لأننا نجهل كيفية التكوين وأحياناً لأن مجتمعنا بطبيعة تأليفاته وتكوينه يعوق نمو شخصياتنا بشكل ناجح ومميز. لذلك نقدم لقرائنا اليوم عرض لكتاب "الشخصية الناجعة" للراحل سلامة موسى والذي يقدم من خلاله توضيح كبيرة للقارىء عن ما هية الشخصية، وكيف يمكن أن نكونها، وبيان مدى مساهمة العادات الاجتماعية في اتجاهنا سريعاً نحو طريق غير النجاح لشخصياتنا، ينصح سلامة موسى في مقدمته للكتاب أن يقرأ القارئ الفصول متوالية دون تقديم فصل على آخر حتى يساعده هذا على تأمل الأفكار محور الكتاب بشكل أفضل، ونحن تأكيداً وتنفيذاً منا لتلك النصيحة سنقدم لكم ملخص لكل فصل بترتيب وروده في الكتاب.
"ماهية الشخصية":
المجتمع الأفضل لبناء شخصيات ناجعة هو المجتمع الحر الديموقراطي، لأن الحرية والديموقراطية يؤديان للمسئولية، والمسؤلية هي فيتامين الشخصية ودافع قوتها الأكبر تأثيراً وأهمية، لكن هناك العديد من العوائق التي تقف أمام تحقيق الشخصية الناجعة برأي سلامة موسى، تلك العوائق أجملها في كتابه في عدد من النقاط:
•التربية المنزلية التي تقوم على الإجبار وبث مفاهيم الطاعة العمياء لدى الأبناء، أو تلك التي تقوم على التدليل والحماية المبالغ فيها، وفي الحالتين الإجبار والتدليل يحرم الطفل من المسئولية فلا تتكون له شخصية.
•حجاب المرأة وحرمانها من الاختلاط الاجتماعي عوامل تساعد على وأد شخصية المرأة، وهذا يؤذي ليس المرأة فقط وإنما أيضاً يؤثر سلبياً على الرجال الذين تربيهم هذه المرأة المحجبة، كما أن الحجاب ينقص قيمة المجتمع في التربية لأن هذا المجتمع ذاته ناقص لوجود الحجاب.
•الفصل بين الجنسين له آثاره الواضحة في ضعف الشخصية الجنسية لدى الشاب والفتاة، لأن هذا الفصل يحرمهم من تعلم مبادىء المعاملة المهذبة الرشيقة التي يخلقها الاختلاط.
•يظن بعض الشباب أن التدخين وما شابهه من إدمان الخمر أو القمار عادات تكبر الشخصية، لكن حقيقة الأمر أنها عادات تطمس معالم الشخصية لدى أي شاب. لأن تلك الشخصية قبل أن تتكون تنهار أمام عادة سيئة.
•"مركبات النقص" من أكثر وأعظم أمراض الشخصية، فمثلاً قد ينشأ طفل بعاهة جسمية ما أو عيب عائلي ما مما يبعث فيه الخوف أو القلق أو الخجل أو التردد، وتثبت فيه هذه العواطف في طفولته حين يكون ذهنه غير قادر على التعقل. ثم يعاني من أثارها السلبية على شخصيته عندما يكبر، والحل لتلك الآثار لا يكون بإنكار وجودها وإنما بالتعرف عليها وعلاجها حتى تستقيم شخصيته وتخلص من تلك العواطف السيئة.
•الوضع والطبيعة الاقتصادية لمجتمعاتنا تعمي الفرد في أحيان كثيرة عن مفاهيم التعاون والاشتراك، وتغذي لديه معاني الحسد والكراهية في سبيل جمع المال، وهذا يدفع بشخصياتنا وأذهاننا للتوقف عن الرقي والنمو في سعي محموم نحو سباق المال.
•المرأة بوجه عام لا تجد ذات الفرص التي يجدها الشاب لتكوين شخصيته، ولكن في المجتمع المصري على وجه الخصوص تجد أن كل الظروف العائلية والزوجية والاجتماعية والدستورية والمدنية تؤكد وتدعم وأد شخصيتها، وهذا الوأد يبدأ بالحجاب بنوعيه المادي والروحي وينتهي بحرمانها من الحقوق المدنية والدستورية.
•أحياناً نصل لطور الشباب لكن تظل أخلاقنا في طور الطفولة، ومن هذه الأخلاق الاندفاع وراء العواطف وكراهية تحمل المسئوليات.
"درجات الشخصية":
للشخصية درجات عدة تقاس بها، أدناها الملابس والتي تعد أول درجات الشخصية أو أنها كحروف الهجاء للمتعلمين، ولهذا لا نطلبها فيمن نعرف أنهم تقدموا وارتقوا، فمثلاً لا نسأل عن نابليون ماذا كان يلبس إذ قيل أنه كان يمتاز بشخصية عظيمة، ولأننا ننتظر من شخصيته درجات أعلى من الملابس، لكن الشاب أو الفتاة الذي يهمل هيئته ولغته يجعل نفسه عرضة للخيبة في الامتحان، والانطباع الأول لدى الأفراد المتعاملين معها وقد لا تتاح له الفرصة لأن يبرز السمات العالية لشخصيته بعد ذلك.
ثم يتم الارتقاء من هذه الظواهر للبواطن فنجد درجة أعلى من التغير الداخلي، حيث يترك الإنسان أنانية الطفولة واندفاعها العاطفي للغيرية الاجتماعية ونمو القدرات على المشاركة في الخدمات الخاصة والعامة، ويلي ذلك الدرجات العالية الأخرى من الشخصية والتي يقيسها تحمل مسئوليات المهنة والعائلة.
الشخصية العالية تحتاج إلى النمو الذي هو معناه التغير السليم، لأن الشخصية التي تجمد وتركد تُعد منحطة مهما بلغت من مسافات للرقي، ولكي نصل بالشخصية للتمام والسمو لا بد أن يكون لنا فلسفة توجيهية من خلال الأهداف والمثاليات التي نحلم بها ونحاول تحقيقها.
"تمارين لتنمية الشخصية":
•الاجتماع المختلط: عندما نجد صبياً أو شاباً ضعفت عضلاته وترهل جسمه ننصحه إن لم يكن يشكو مرض معين بالرياضة حيث أن تلك الرياضة هي مرانة لشد عضلات جسده وتقويم قامته، والشخصية الضعيفة تحتاج لأن تقوى ولكي تقوى لا بد لها من مران على الاجتماع، ذلك لأن الشخصية بطبيعتها اجتماعية تتزكى من المجتمع وتهزل بالانعزال والانفراد.
•المناقشة والإلقاء: تلك من أحسن التمارين لتكوين الشخصية وترقيتها، ذلك لأنه من أعظم علامات الشخصية الضعيفة ذلك العجز في التعبير بألوانه المختلفة، فمثلاً قد تتكلم بصوت يعلو أكثر مما يجب فيظن من معك أنك تسيء لهم، أو تنخفض نبرة حديثك فيظنون أنك خائف أو قد تكون تعودت على الصمت طويلاً أوالمناقشة بطريقة صاخبة عدائية أو تستعمل كلمات قاسية... كل تلك العيوب يمكنك التغلب عليها بالتمرن على النقاش مع مجموعات الأفراد أصدقاء أو زملاء أياً كان موقعهم من حياتك.
•الثقافة واللغة: حين يقرر الفرد ترك عاداته الانفرادية ويجتمع بغيره ويندمج في مجتمعه بل وأبناء الثقافات الأخرى أيضاً، ويحتاج لمران ثقافي لتنمية هذا التواصل على نحو جيد. لكن ما الحل إن لم يكن معتاداً على القراءة والاطلاع؟ النصيحة له هو أن يخوض في الفوضى الثقافية ويقرأ كل ما يشعر أنه يتفق معه، ثم يختبر ذاته ويسأل ماذا كسبت من قراءة تلك المجلة أو هذا الكتاب؟ وسيجد أنه مع الوقت أصبح يقدر القراءة النافعة بل ويميزها.
•التمثيل: المحامي الذي يتجه كل يوم لمكتبه ولا يبالي هندامه أو يسيجر وهو يدخن سيجارته، ثم يركن لمكتبه ويعمل وهو في تراخ يشرب القهوة ويتثاءب وهو في مرافعته في جلسة المحكمة لا يوحي إلى الحاضرين أنه يؤدى عمله على الوجه الأمثل لهذا العمل، ولكن لو طلب من هذا المحامي أن يصعد على المسرح وأن يمثل حرفته لتغيرت سيكولوجيته ولن يترك صغيرة أو كبيرة في هندامه إلا ويعتني بها، هذا فضلاً عن أنه سيدرس جيداً معالم قضيته التي سيتلوها أمام الجمهور، وبناء على هذا المنطق يجب أن يكون كل منا ممثلاً في مهنته وأن يضع هذه الفكرة نصب عينيه فلوكان طبيباً فليتخيل أنه يمثل الطبيب الأمثل وإذا كان تاجراً فليرسم أمام ذهنه التاجر الناجح.
•اعتياد عادات جديدة: الشخصية الراقية ليست راكدة أو جامدة، وذلك لأن الرقي يعني التغيير، لكن كيف يرتقي الإنسان دون أن يتغير؟ فنحن نرتقي بأن ننتقل من حال منخفض إلى حال مرتفع، وهذا يعني أننا نكون دائماً راضيين بل راغبيين فيه لأنه ينقلنا للأعلى، كثيراً ما نرى جمود الشخصية أو ركودها واضحاً في أولئك الذين يظنون أنهم يلتزمون التقاليد فيكرهون التغيير أياً كانت وجهته، وهذا الجمود ناشئ عن جمود الحيوية، لأن كل تغيير يحتاج إلى مجهود.
•الهواية: نسميها في اللغة العامية "غية" من الغاوي الذي يهوى عملاً بعينه وينكب عليه حتى لو لم ينتفع منه، وهو بذلك يقبل عليه لأنه يشبع حاجه لنفسه أو شهوة ذهنية، فهناك هواه التحف الفنية وآخرين غرس أشجار الزينة أو النجارة وما إلى ذلك، والهواية ضرورية في عصرنا وخاصة للطبقة المتوسطة والعالية، لأن الفراغ مساحته أكبر عند هاتين الطبقتين ولأن الطبيعة تكره الخواء وتسارع إلى ملئه فعلينا أن نشغله بعمل ما صالح يفيدنا ويقينا من العادات السيئة.
•الدفاع عن قضية عادلة: المقصود بالدفاع عن قضية عادلة عامة أن تكون في حياتنا مثل وأهداف عملية يمكننا تحقيقها، وفي المجتمع المصري مجال كبير لهذا النشاط وذلك لأن مجتمعنا يحمل تراث ثقيل من التقاليد الحائرة والمظالم المركبة الاجتماعية والاقتصادية والعائلية والتي تحتاج لأن نتبنى قيم وأهداف جديدة لنغزو هذا التراث الثقيل بما يحقق نمو لشخصياتنا وتقدم لمجتمعنا.



#باسنت_موسى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جسد المرأة رمز للعار وإثارة الغرائز 2-2
- جسد المرأة رمز للعار وإثارة الغرائز 1-2
- الشخصية المصرية بين الدين والتطرف
- الشباب ودوائر البحث عن الأمان
- سلامة موسى وجانب أخر من حياته
- حوار مع الكاتب المهاجر د/شريف مليكة
- حوار مع الكاتب المسرحي على سالم
- حوار مع فتاة سعودية
- جوسلين صعب ودقة إبداعية في التعبير عن المرأة


المزيد.....




- ما هي صفقة الصواريخ التي أرسلتها أمريكا لأوكرانيا سرا بعد أش ...
- الرئيس الموريتاني يترشح لولاية رئاسية ثانية وأخيرة -تلبية لن ...
- واشنطن تستأنف مساعداتها العسكرية لأوكرانيا بعد شهور من التوق ...
- شهداء بقصف إسرائيلي 3 منازل في رفح واحتدام المعارك وسط غزة
- إعلام إسرائيلي: مجلسا الحرب والكابينت يناقشان اليوم بنود صفق ...
- روسيا تعلن عن اتفاق مع أوكرانيا لتبادل أطفال
- قائد الجيش الأمريكي في أوروبا: مناورات -الناتو- موجهة عمليا ...
- أوكرانيا منطقة منزوعة السلاح.. مستشار سابق في البنتاغون يتوق ...
- الولايات المتحدة تنفي إصابة أي سفن جراء هجوم الحوثيين في خلي ...
- موقع عبري: سجن عسكري إسرائيلي أرسل صورا للقبة الحديدية ومواق ...


المزيد.....

- الكونية والعدالة وسياسة الهوية / زهير الخويلدي
- فصل من كتاب حرية التعبير... / عبدالرزاق دحنون
- الولايات المتحدة كدولة نامية: قراءة في كتاب -عصور الرأسمالية ... / محمود الصباغ
- تقديم وتلخيص كتاب: العالم المعرفي المتوقد / غازي الصوراني
- قراءات في كتب حديثة مثيرة للجدل / كاظم حبيب
- قراءة في كتاب أزمة المناخ لنعوم چومسكي وروبرت پَولِن / محمد الأزرقي
- آليات توجيه الرأي العام / زهير الخويلدي
- قراءة في كتاب إعادة التكوين لجورج چرچ بالإشتراك مع إدوار ريج ... / محمد الأزرقي
- فريديريك لوردون مع ثوماس بيكيتي وكتابه -رأس المال والآيديولو ... / طلال الربيعي
- دستور العراق / محمد سلمان حسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - قراءات في عالم الكتب و المطبوعات - باسنت موسى - قراءة في كتاب الشخصية الناجعة للراحل سلامة موسى