أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصباح الغفري - مرشــد الحيران في ذكـر ما جـرى في بطـــــانة الســــلطان














المزيد.....

مرشــد الحيران في ذكـر ما جـرى في بطـــــانة الســــلطان


مصباح الغفري

الحوار المتمدن-العدد: 662 - 2003 / 11 / 24 - 04:10
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 " الثُلـمُ الأعْـــوَج ، من الثــوْرِ الكبيــر" 
(مثل شعبي)
حدثنا أبو يســار الدمشــقي قال :

طَــوّحَـــت بي عــوادي الزمن ، بعيــداً عن الأهــل والوطــن . وجريمتي هي إطالــةُ اللســان ، وانتقاد مولانا الســلطان . فهربت من البلاد ، قبل أن أصبــحَ كقوم عـــاد .
واســتقرّ بي المُـقام في باريــس ، مع رفاق النميمــة والتدليس ، بين أبي ياســر وابن ســركيـس .

كنت أســمع عن أبي ياســر ، وعن ما أتى به من مآثر . فالرجل من أعوان الوالي المقربين ، أين منه أصحاب المعالي والمسؤولين . وهو مدير مؤسـسـة الإســكان العسكري ، وليس بالشخص الهمشَــري . لكن الصحبــة مع أصحاب الســلطة ، كالصحبـة مع المهربين وتجار الشــنطة ، لا تنتهي إلا بورطــة ! غضــب عليه عظيــمُ الأمــة ، وأصبح في نقمــة بعــد النعمــة ، وغادر الوطن لتفريج الغمــة .

توثقــت بيننا عُــرى الصــداقة ، واستحكمــت العلاقــة ، وصــارَ يُحَــدّثني بألفــة وطــلاقـة . وفي يوم من الأيام ، كتبت مقالاً عـن المسـؤولين والحكام . قرأ أبو ياســر المقال عــدّة مرات ، ثم تلفت حوله سِــت الجهات . قال أنت لا تعرف ما أعرف ، فلا تَهْـــرِف بما لا تعــرف ! ســأروي لك هــذه الحكايــة عن أبي جمــال ، نائب الرئيس المزمن العضــال . دعـاني يومــاً إلى العشــاء ، وقال لي بين الدمــوع والبكـــاء :
ـ ألا ترى يا أبا ياســر أن  رئيس الوزارة ، لا يصلُــحُ أن يكــونَ شَــيخ حــارة ؟ في كل يــوم يصــدر القرارات ، فيؤذي الألوف والمئــات ، وتزداد ملكيــته من الأطيان والعقارات . إنه أحــمق وجاهــل ومغرور ، وفي عهد وزارته ســاءت الأمــور ، وانتهكت القوانين وغاب الدستور .

وتابع أبو ياســر الرواية ، واستمر في الحكاية ، قال :
ـ أردت معابثة أبي جمال ، فقلت له بصــوت عال : أتَشـــكُّ بقائــد مســيرة الحزب والشعب ، أم أنت  من حكمتــه في ريب ؟  قائدنا هو الذي كلفه بهذا المنصــب الخطير ، وانتقادُكَ له يحمل من المعاني الكثير !
إصفرّ وجــه نائب الرئيس ، وتهاوى على كرســيه كالثاكل التعيس . قال مُعـــاذ الله أن يراودني هذا الخاطــر ، يا أخي يا أبا ياسر . وأستغفر الله العظيم ، إن كنت فكرت بهذا الفكر السقيم . وطفرت من عينيه الدمــوع ، وبات لا يعــرف النوم والهــجوع !
أشفقت عليه من هذه الحال ، قلت هَــوّن عليك أيها الرجال . أتريــدُ أن يُعفى الوزيرُ الأول ، وأن يُصبِحَ مغضوباً عليه ويَتبَهْـــدَلْ ؟
قال أبو جمال : أجــل ثم أجــل !

قلت : إذهــب إلى مولانا السلطان بزيارة ، وامــدَح رئيس الوزارة ، بحماســة وحــرارة . قل إنه يتمتع بحب الناس ، ويسير في الشوارع بدون حراس . لا تنسَ أن تثني على ما قام به من إصلاحات ، ومن تعبيد الطرقات . وعن أنه رجــلٌ شــريف ، نظيف اليــد عفيف . وتأكد أنه سَــيُعفى من المنصب قبل أن يرتدّ إليك طرفُــك !

شــكر نائب الرئيس أبا ياسر على هذه النصيحة ، وانتهى رئيس الوزارة بعد أسبوع بفضيحــة . أعفي من الوزارة ومُنع من السفر ، ثم أعلنت السلطات أنه انتحر !
ثم إن أبا ياسر أطلق الزفرات ، وراح يُنشِـــدُ هذه الأبيات :

يَـرْتـجي الناسُ أن يَـقـومَ إمــامٌ          ناطِـــقٌ في الكتيبــــــــة الخـرســاء
كَـذبَ الظــن ، لا إمامَ ســـوى           العقل مُشـيراً في صُـبحه والمســاء

                                                 



#مصباح_الغفري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حــروفُ الشــوْك بين مســرح الشــوْك وحكومــات الشــوْك!
- حكايــة الواوي الذي بلع المنجل !
- الســيد - شن - وزوجته السيدة - طبقة - !
- الرفيـــق المنــاضـــــل كوجـــوك علي أوغــلو وولده - دده بي ...
- الرئيس - مسبق الصنع - !
- كتاب مفتوح من أبي يســــار إلى الطبيب الحكيم بشــار
- دائرة فلتانة سي!
- خصخصــة المفاوضات وخصخصة الكركونات!
- الصراعات العقائـــديـــة بين القبوقــــول والإنكشــــارية
- القطّـــة والطاسَـــة في العلاقة بين المقاولات والسياسة!
- الطَّشَــــرون
- الحصــن الحصــين في ذكر ما جرى في مؤتمر المقامرين!
- مــورِدُ الظـمـــآن في أسباب صَمْــتِ الأورانغوتان!
- أجهزة المخابرات مأكــولة مَــذمـــومَــة!
- رؤســاء الإنترنيت وحكام البامبرز !
- المســـألة الحِماريــّة! في توريث الجمهوريّـة والجماهيريـّـة
- فلسفة - الاستكراد - وديموقراطيــــة الإســـتعباد!
- يوم دخلت السُـلطة إلى حَمّــام الأســــطة!


المزيد.....




- فيديو صادم التقط في شوارع نيويورك.. شاهد تعرض نساء للكم والص ...
- حرب غزة: أكثر من 34 ألف قتيل فلسطيني و77 ألف جريح ومسؤول في ...
- سموتريتش يرد على المقترح المصري: استسلام كامل لإسرائيل
- مُحاكمة -مليئة بالتساؤلات-، وخيارات متاحة بشأن حصانة ترامب ف ...
- والدا رهينة إسرائيلي-أمريكي يناشدان للتوصل لصفقة إطلاق سراح ...
- بكين تستدعي السفيرة الألمانية لديها بسبب اتهامات للصين بالتج ...
- صور: -غريندايزر- يلتقي بعشاقه في باريس
- خوفا من -السلوك الإدماني-.. تيك توك تعلق ميزة المكافآت في تط ...
- لبيد: إسرائيل ليس لديها ما يكفي من الجنود وعلى نتنياهو الاست ...
- اختبار صعب للإعلام.. محاكمات ستنطلق ضد إسرائيل في كل مكان با ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - مصباح الغفري - مرشــد الحيران في ذكـر ما جـرى في بطـــــانة الســــلطان