أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عساسي عبدالحميد - قال صدام تبقى الأسود أسود والكلاب كلاب..














المزيد.....

قال صدام تبقى الأسود أسود والكلاب كلاب..


عساسي عبدالحميد

الحوار المتمدن-العدد: 2138 - 2007 / 12 / 23 - 10:50
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لا تأسفن على غدر الزمان لطالما **** رقصت على جثت الأسد كلاب .
وما قصدها تعلو على أسيادها *** تبقى الأسود أسود و الكلاب كلاب ...
تبقى الأسود مخيفة في أسرها **** حتى و إن نبحت عليها الكلاب ....

والله كم كنت أتمنى صادقا لو حدثت المعجزة و نجا صدام حسين من حبل المشنقة ، كنت أود لو تركوا الرجل يقضي بقية حياته في سجن يكتب ذكرياته و يدون ما تجود به قريحته عن الأسود التي تزأر و الجراء التي ترقص ليتحفنا أكثر ،وليحدثنا في حلقات عن عهد عبدالكريم قاسم والأخوين عريف ومحمد حسن البكر فالرجل كان ذاكرة تاريخية ، لقد حزنت فعلا يوم شنقه...
لقد مات الرجل وهو الآن بين يدي خالقه، لكن ما يحز في النفس و يدعو للشفقة هم شرذمة المخدوعين الذين صوروه على شكل بطل مغوار وهو يواجه الموت و يرددون قصيدة المأثورة...

لعبدة صدام وعبد الناصر وكل أصنام العربومانيا نقول، حتى الكلاب التي فيها ذرة من النخوة لا تختفي في الحفر و المزابل كما اختفى صدام ورفاقه فما بالك بالأسد ..في كثير من الأحيان تواجه الكلاب مهاجميها بكل ما أوتيت من شراسة و تتعرض لرصاص القناصة لتموت ميتة الشجعان...
كل أزلام النظام البعثي البائد لم يكونوا في مستوى هذه الكلاب التي تحدث عنها صدام والمعجبين به وكل من استصغر من شأنها بترديد هذه الأبيات ، كل رفاق صدام ألقي عليهم القبض في حفر و أماكن خربة ووديان مهجورة، أو سلموا أنفسهم للقوات الأمريكية خوفا من أن تسحل جثتهم...

نعم إنها أبيات شعرية اشتهر بها الرئيس المخلوع الراحل صدام حسين المجيد الذي ألقي القبض عليه مختفيا في حفرة وسخة، أبيات رددها أمام القاضي في إحدى جلسات المحكمة حاملا قرآنه، نعم ذلك القرآن الذي سمي باسمه ، قرآن صدام والذي رافقه حتى آخر يوم من حياته..طيلة حبسه كان صدام حريصا على أداء الصلاة التي منعها عند بداية الثمانينات على أعضاء حزب البعث وطرد كل بعثي من التنظيم ثبت مواظبته و حرصه على الصلاة ...
هذه الهلوسة الدينية التي أصابت صدام و رفاقه في ظروفهم الصعبة كانت ضرورية ، نعم ضرورية للحفاظ على توازنهم النفسي، فالمعروف عن كبار المجرمين و القتلة عندما يتم رميهم في السجن فإما يرتمون بين أحضان الدين أو يقدمون على الانتحار ...صدام و رفاقه جبناء ولم يكن بمقدورهم الانتحار كما فعل أدولف هتلر الذى كان أشجع منهم بمئات السنين الضوئية ولم يرض بالأسر فانتحر صحبة زوجته.

حكى لي أحد مرافقي وزير الصناعة المغربي السابق في زيارته لبغداد سنة 2001 أنه لما اقترب من نائب الرئيس طه ياسين رمضان كاد أن يغمى عليه من شدة رائحة الخمر التي كانت تفوح منه، حتى في مهام رسمية كانت الخمور و السجائر الفاخرة لا تفارق صدام ورفاقه، حتى في ذروة الحصار كان صدام يحرق السجائر الثمينة وكان قصي و عدي يقيمان خيام الرقص و الغناء والسكر و العربدة وكان الشعب يتدور جوعا و ألما ويحرم أبنائه من التعليم ....

طه ياسين رمضان هذا أو طه الجزراوي الذي أدمن الخمور ومضاجعة الفتيات و صبغ شاربيه و فروة رأسه بالطلاء الأسود كما كان يفعل كل رفاقه البعثيين ردد سورة الفاتحة بصوت عال و هو يقاد إلى حبل المشنقة وطلب في مكالمة تيلفونية في آخر ليلة من عمره أفراد أسرته الذهاب لمكة والاكثار الاستغفار له، و هذا شيء طبيعي فأمثال هؤلاء المجرمين وهم في أسرهم أو بانتظار حبل المشنقة بحثوا عن شيء للحفاظ على توازنهم النفسي، فكانت سور القرآن و على رأسها الفاتحة و الأدعية المأثورة للسلف الصالح والكلام عن الأسد وهي تزأر في أقفاصها، كان هذا نعم العزاء والمواساة لصعاليك أجرموا في حق شعبهم و جيرانهم فحملوا القرآن وهم في قيدهم ورددوا الشهادة و الأدعية تحت حبل المشنقة...

المأساة التي يعيشها الآن الشعب العراقي لا يتحمل صدام فيها المسؤولية لوحده بل مجانين طهران كذلك يتحملون قسطا من المسؤولية في هذا الدمار وهذا الظلم الذي طال شعب الحضارة،





#عساسي_عبدالحميد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نبي الزهور و نبي القبور....
- فن العمالة والنفاق الحلال، طنطاوي الأزهر نموذجا....
- حج مبرور و سعي مشكور لقطيع معذور .....
- على هامش أحداث إسنا الإرهابية ....
- صليب مدينة ميلان يؤذي مشاعر المسلمين ....
- المرأة الكنعانية ....
- القاعود يدعو ملك الأردن للتصدي للحملة الصليبية على أمة الاسل ...
- زعيم الأقباط بزيوريخ ....ورسالتان ذات مغزى
- الحوار المتمدن... يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم و الله ...
- كنائس بالسعودية، حلم يراود أزيد من مليون مسيحي بالمملكة.
- الشابان القبطيان.. جرجس وماريان ينطقان بالشهادتين على يد الش ...
- رسائل عدلي أبادير إلى من يهمه الأمر...
- مظاهرات بالخرطوم تدعو لإعدام البريطانية المدانة بالإساءة لنب ...
- الحجيج الفلسطيني العالق على معبر رفح ....
- خاطئة في بيت سمعان....
- مصر رهينة بين أيدي شياطين الوهابية..
- السامرية ....
- مصطفى بكري ينتقد ساويروس ...
- إجبار النظام السعودي على احترام حقوق المرأة لن يفيد.
- لإيلاف آل سعود إيلافهم رحلة التقية و الاستنكاح ....


المزيد.....




- القوات الإيرانية تستهدف -عنصرين إرهابيين- على متن سيارة بطائ ...
- الكرملين: دعم واشنطن لن يؤثر على عمليتنا
- فريق RT بغزة يرصد وضع مشفى شهداء الأقصى
- إسرائيل مصدومة.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين بجامعات أمريكية ...
- مئات المستوطنين يقتحمون الأقصى المبارك
- مقتل فتى برصاص إسرائيلي في رام الله
- أوروبا.. جرائم غزة وإرسال أسلحة لإسرائيل
- لقطات حصرية لصهاريج تهرب النفط السوري المسروق إلى العراق بحر ...
- واشنطن.. انتقادات لقانون مساعدة أوكرانيا
- الحوثيون: استهدفنا سفينة إسرائيلية في خليج عدن وأطلقنا صواري ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عساسي عبدالحميد - قال صدام تبقى الأسود أسود والكلاب كلاب..