أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحيم علي الربيعي - (( الحزن يلف العاصفة ))














المزيد.....

(( الحزن يلف العاصفة ))


رحيم علي الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 2138 - 2007 / 12 / 23 - 11:15
المحور: الادب والفن
    


... في تلك الليلة الحانية عاد أحمد إلى بيته في الساعة الحادية عشرة ليلا .. وكانت زوجته وولده بأنتظاره خوفا عليه من المجهول .
قالت ليلى : حمدا على سلامتك يا زوجي العزيز .. كان النور ضئيلا يتوهج في غرفة النوم .. من مصباح قديم أبتاعه أيام دخول الإحتلال .. وقبل أن يناما .. راحا يناقشان الوضع في العاصمة .. إنه زمن ضائع يلفه الظلام .
قالت ليليى : هنالك بصيص من الأمل .. وقبلا أحدهما الآخر .. وخلدا إلى النوم .
في الساعة الواحدة ليلا .. دوى إنفجار هائل .. أهتزت له أرجاء العاصمة .. وبعد لحظات سمعا صوت صفير الإسعاف .. لم يستسلما بعد ذلك للنوم ولم يغمض لهما جفن عين قط .
.. في الصباح .. جاءهما الخبر الأشد وقعا ... سيارة مفخخة مركونة بالقرب من أحد العمارات القديمة أنفجرت وسقط على أثرها الكثير من الشقق التي يسكنها أقرباء الزوج والزوجة .. وهنالك الكثير من الشهداء بينهم أم الزوجة وأخا الزوج .. كان يوما مفزعا لهما ...
.. في الليله الثانية ... وعند الساعة الثالثة صباحا .. والأحزان المفجعة تنتاب الزوجين وقد هدهما التعب .. وقد استسلما إلى نوم عميق .. سمع الزوج ضجة في البيت ... فجلي متماسكا بحذر .. وإلى جانبه زوجته تنام ضجة في البيت .. فجلس متماسكا بحذر .. وإلى جانبه زوجته تنام في هدوء كفراشة تستمع بالنوم . على رحيق زهره .. كان خياره الأول أما أن يوقظ زوجته .. أو يبقى صامتا لكي لا يثير من يعبث بأثاث البيت . وخلال تلك اللحظات من الشك المريب بدا له الزمن بلا نهاية وقرر أن يوقظ زوجته محاولا أن لا يصيبها شيء من الخوف . تمتم بإسمها .. ليلى .. ليلى .. فتحت عينها وكأنها تخرج من صمت رهيب في دياجير الظلمة المعتمة . أعتقد بأن شيء ما .. يحدث في المطبخ .. وكان المطبخ يطل مباشرة على الفناء الخارجي للحديقة .
.. بعد لحظات حذره قررا الخروج من غرفة النوم والذهاب إلى المطبخ في خطوات بطيئة هادئة .. ومن دون أن يشعلا ضوءا .. وراحا يتلمسان المكان مخلوعا الفؤاد .. ولم يجدا شيئا وقررا أن يشعلا ضوءا خافتا وجلسا بصمت لم يحسدا عليه .
كان هنالك شيئا غريبا في المطبخ .. منفضة مليئة بأعقاب السكائر وقصاصه ورق كتب عليها
( الحالمون ).
.. قالت الزوجة لزوجها : ما المقصود بهذه العبارة .
قال أحمد : لا أدري , لم يلاحظا شيئا قد سرق وظلا يحدقان بعضهما بالآخر .. مرتكبين .. وفي الصباح ذهب الزوجان إلى أقاربهم الذين فجعوا من حادث التفجير المأساوي .. لتأدية مراسيم العزاء والخوف ينتابها .
في الليلة الثالثة .. وفي تمام الساعة الواحدة ليلا .. إنتابهما الخوف وهما يسمعان صوت نباح كلب في الحديقة .. وبعد لحظات أبتعد الصوت بعيدا الجنوب .
.. في الصباح أخذ الزوجان يتفحصان الحديقة بأزهارها الجميلة وفجأة وجدا بقايا لمخلفات كلب الليلة الماضية .. ولم يجرؤ الزوجان لأعتبارات ما على رمي المخلفات في حاوية النفايات .
قالت ليلى : إلا نستدعي الشرطة .
قال احمد : ليس لدينا أدله كافية .
.. في الليلة الرابعة .. جلسا الزوجان صامتين يتحدث كل واحد منهما لنفسه ولوقت طويل .. وسمعا ضجة جديدة قبل أن يغلبها النوم .. نعم حدث الشيء نفسه وفي نفس الساعة .
كانت الحديقة تعج برجال مدججين بالسلاح .. وكانت الحراب مشرعة تتلألأ على ضوء القمر .. كان الجميع .. يأكلون .. ويشربون .. ويضحكون من دون تحفظ .
حاول أحمد والخوف ينتابه بشده أن يتصل بالشرطة ولكن كانت كل الخطوط عاطلة عن العمل ..
... عند الساعة الرابعة غادر الجميع مخلفين ورائهم الفوضى في الحديقة .. لكونهم لم يرموا النفايات في الحاوية .. بل تركوا ورائهم دفتر ملاحظات كتب في احد أوراقه عبارة جديدة ( نحن قادمون ) .. وبينما كانت ليلى تنقض الغبار عن المكان لم تستطع أن تقادم أغراء دفتر الملاحظات وفتحته ووجدت عبارات أحمرت لها .. خجلا ومع مرور الليالي وسع الزوار حفلاتهم لتشمل بقية غرف المنزل فضلا عن استخدام المطبخ والحمام .. وأصبح الخوف ينتاب العائلة الصغيرة .. مما حدى بها للرحيل صوب محافظة السماوة حيث أستأجرا بيتا صغيرا وفارقوا الأحبة منتظرين هدوء العاصفة .



#رحيم_علي_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزن يلف العاصفة


المزيد.....




- فنانون يتدربون لحفل إيقاد شعلة أولمبياد باريس 2024
- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رحيم علي الربيعي - (( الحزن يلف العاصفة ))