أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عصام خوري - الضجيج وأذان الجوامع














المزيد.....

الضجيج وأذان الجوامع


عصام خوري

الحوار المتمدن-العدد: 2149 - 2008 / 1 / 3 - 12:31
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لطالما كانت ظاهرة الإسلام السياسي ظاهرة متوالية في التاريخ العربي الإسلامي، واليوم وفي سوريا الحديثة نلاحظ كمّ الجوامع المنتشرة في الأحياء وفي المساحات الخضراء القليلة من المدن، مما جعلها ميزة تدغم الدولة العلمانية في سوريا باسم الدولة الإسلامية بامتياز.
إلا أن المميز في مدينة اللاذقية وطرطوس دوناً عن غالبية المدن السورية، غياب بعض الجوامع في بعض الأحياء ذات الكثافة من إحدى الأقليتين المسيحية والعلوية. مما جعلها أحياء هادئة وهانئة للسكن على خلاف الأحياء الأخرى، التي قامت على نشر مكبرات الصوت للتأكيد على وقت الصلاة والأذان، وكون الصلوات خمس، هذا يعني أن الأذان خمس مرات وفي كم المساجد نلاحظ كم الضجيج التي تسببه التكبيرات في المدن.
والغريب في هذا الأمر غياب الرقابة البيئية عن هذه الظاهرة، فمرض الضجيج أكبر الملوثات المؤثرة على حياة الإنسان.
فيقول محمد عنتابلي الذي يجاور في سكنه إحدى جوامع العوينة "حي سكني" لا يزعجني في الحياة سوى أذان الصبح، علما أنني استيقظ الصبح للعمل على تكسيتي "سيارة أجرة" فابنتي الصغيرة ترعب من الصوت واستمر في مراضاتها قرابة النصف ساعة بعد انتهاء الآذان.
في حين يتذمر الترجمان من آل يعقوب من تقارب سبعة مساجد تكبر دائما وبصورة متفاوتة بدقائق مما يجعل الإقامة في منزله غير محمولة، ويؤثر على عمله الدقيق في الترجمة.
في حين فوجئ سكان حي مشروع الريجي هذا العام مع وجود تكبير لجامع الرسول الأعظم، الذي أسس بتمويل إيراني مما جعله جامع لاستقطاب شيعة المدينة، ومع ارتفاع صوت مكبراته، تحمس بعض مريدي الطائفة السنية فقاموا على نشر مكبرات صوت من جوامعهم البعيدة نحو منازل هذا الحي، مما جعل التكبير في أوقات الأذان بمثابة ضجيج هائل، لا أستطيع أنا نفسي أن أحتمله.
طبعا التكبير محدود بعدة دقائق، إلا أن فترة صلاة الجمعة والخطبة التي تليها هي من أكثر الأمور التي تشتت الذهن وتغيب المواطن عن العمل أو القراءة في عمله، ففي ظل تنافس خطباء المساجد قد تمتد الخطبة لقرابة الساعتين ابتداء من الثانية عشرة ظهرا حتى الثانية من منتصف النهار، ونلاحظ عدم قدرتنا على تميز خطيب عن أخر فتتمازج الخطب مع مرور نسمة هواء من الغرب إلى الشرق والعكس صحيح، فلا يستطيع الساكن في المنزل سماع أية خطبة بشكل دقيق، وفي المقابل يشعر بضجيج خانق يستدعيه إغلاق النوافذ، لكن دون جدوى وخاصة مع حر الصيف القاتل.
والسؤال الهام هل من الممكن أن ينوب التلفاز السوري عن هذه المكبرات، فيسمع من يريد الخطب والتكبيرات، وتمنع المكبرات. أم إننا سنستمر في مزايداتنا على اسم الله عز وجل.
ونحن نعلم أن دولة الإمارات العربية المتحدة التي تتميز بمدى تمسكها بالإسلام وخاصة في إمارة الشارقة منعت التكبير لأنه يسبب مرض الضجيج علميا.
وكون أول آية في القرآن الكريم تقول "إقرأ" فإنها تدلل على أهمية المعرفة والفقه، وليس التكرير والفرض على التعلم. وكون الحكومة السورية هي حكومة علمانية تقارب التشريع الإسلامي في بعض موادها، فنرجو من المفتي العام الشيخ حسون الإفتاء بضرورة التوقف عن التكبير، ونرجو من مشيخيات سوريا قراءة أثر مرض الضجيج على حياة الإنسان في الكتب العلمية، ونحن على يقين أنهم أهل علم كما هم أهل كتاب.





#عصام_خوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جمهورية بلا كرامة
- الحمضيات في الساحل السوري
- الإعجاز العلمي للشيخ أحمد حسون//مجال الاقتصاد//
- الإعجاز العلمي للشيخ حسون //مجال المرأة//
- لبنان وبن لادن يحكمان العالم
- 119-120 رقمي فقراء سوريا
- الأكراد وحق تقرير المصير
- سوري بامتياز
- الأسد بين الداخل وضغوطات الخارج
- الحق في الغذاء و...الفقراء
- الأسد ومنحة العيد والخلل الإداري
- حقوق الملكية الفكرية في سوريا
- تقرير انتخابات التشريعية السورية التاسعة
- جزأ من كتاب: عسكرة النفط ومشروع الشرق الوسط الكبير
- تقرير -مراكز الدراسات ظاهرة غريبة في مجتمعاتنا
- كل عربي له الحق بأن يعيش مع السوريين لقاء 700دولار
- علم بلادي العظيمة صغير جدا
- الوزير د. سعد رمز الإصلاح والشفافية
- جرذان مرفأ اللاذقية
- تقرير الأيزيدية -دين الله المغيب في سوريا-


المزيد.....




- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- أول رد من سيف الإسلام القذافي على بيان الزنتان حول ترشحه لرئ ...
- قوى عسكرية وأمنية واجتماعية بمدينة الزنتان تدعم ترشح سيف الإ ...
- صالة رياضية -وفق الشريعة- في بريطانيا.. القصة الحقيقية
- تمهيدا لبناء الهيكل المزعوم.. خطة إسرائيلية لتغيير الواقع با ...
- السلطات الفرنسية تتعهد بالتصدي للحروب الدينية في المدارس
- -الإسلام انتشر في روسيا بجهود الصحابة-.. معرض روسي مصري في د ...
- منظمة يهودية تستخدم تصنيف -معاداة السامية- للضغط على الجامعا ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...
- بسبب التحيز لإسرائيل.. محرر يهودي يستقيل من عمله في الإذاعة ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عصام خوري - الضجيج وأذان الجوامع