أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصباح الغفري - حكايــة الواوي الذي بلع المنجل !














المزيد.....

حكايــة الواوي الذي بلع المنجل !


مصباح الغفري

الحوار المتمدن-العدد: 661 - 2003 / 11 / 23 - 10:56
المحور: الادب والفن
    


" من حكايات كليلة ودمنة "
قال دبشليم الملك لبيدبا الفيلسوف :
   ـ  إضرب لي يابيدبا مثل الذي لايعرف حده فيقف عنده والصغير حين يتصدى للمهمات العظام .
قال بيدبا :
   ـ  إعلم أيها الملك أن المرء بأصغريه : قلبه ولســانه ، وكل ميسر لما خلق له ، ولذلك قالت الأعراب أن صاحب الصنعتين كذاب وصاحب الثلاث صنعات حرامي . هل رأيت حماراً يعزف على الكمان ؟ قضى المعلم سليمان البستاني عشرين عاماً من حياته في ترجمة إلياذة هوميروس من الشعر اليوناني إلى الشعر العربي ، وعلق مارون عبود على ذلك بقوله أن مثل البستاني في ترجمته كمثل من أنفق عشرين عاما في تعليم الدب الرقص فلم يظفر في النهاية بأكثر من رقصة دب ! ومهما بذل المروّض من جهد لتعليم الدب الرقص فإنه لن يظفر بأكثر من رقصة دب ! وما أتي قوم إلا من تسلم جهلتهم مقاليد السلطة ، فيتكلفون ما لا طاقة لهم به ، وتكون نتائج سياساتهم الظفر بدب يرقص التانغو ، أو بحمار يعزف على البيانو . وقديماً قيل : الداء الذي لادواء له : عالم يجري عليه حكم جاهل ، وكريم يقف على باب اللئيم ثم لا يؤذن له . فمن تصدى لمهمة أكبر منه كان مثله مثل إبن آوى عندما بلع المنجل !
قال دبشليم الملك :
   ـ  وكيف كان ذلك يابيدبا ؟
قال بيدبا :
   ـ زعموا أن واوياً عضه الجوع بنابه ، راح يبحث عن دجاجة يلتهمها ، قضى ردحاً من الزمن في البحث دون جدوى ، إلى أن لمح منجلا تركه أحد الفلاحين بعد الحصاد فابتلعه ، أسكت جوعه موقتاً ، لكن مشكلته بدأت حين جاء وقت الخروج إلى الخلاء ، عندها بدأ يعوي ويستغيث فجاء أهل القرية وكان ما كان من ضرب وبهدلة ،ومنه جاء المثل الشامي " قالوا : واوي بلع المنجل ، قلنا بعد قليل ستسمعون عواءه ! "
قال دبشليم الملك :
   ـ  الحكاية جميلة ولكنني لم أفهم علاقتها بما جرى ويجري حالياً على الأرض العربية ، ولا بموضوعنا عن الذي لايعرف حده فيقف عنده .
قال بيدبا :
   ـ  عندما تصبح السلطة في أيدي الأغبياء والجهلة , فانهم كالواوي الذي ابتلع المنجل ، عواؤهم آت لاريب فيه بعد عملية الهضم التي لن تتم . معظم الحاكمين في النظام العالمي الجديد من فصيلة أبناء آوى لايميزون بين الدجاجة والمنجل ،وهؤلاء هم الذين تعميهم الأشجار عن رؤية الغابة وتعميهم الرغبة في الاستراحة من أعباء النضال عن رؤية الفخاخ المنصوبة لهم على موائد المفاوضات السرية ، وثمة فريق من فصيلة الضباع يهوى أن يعيش في " الغيتو " ويصيبه الرعب من مجرد التفكير في حياة طبيعية ، يخترع لنفسه خرافة الشعب المختار وأسطورة أرض الميعاد القائمة على الاغتصاب والنهب ،  ومنهم من ينتسب إلى فصيلة الذئاب الكاسرة وهذه الفصيلة تستخدم الحكام من أبناء آوى وقطاع الطرق من الضباع ، ألا ترى إلى أولئك الذين ابتلعوا المسيرة السلمية كيف يرتفع منهم الصراخ والعواء ؟  ابتلعوا سلاماً يقوم على قطع الطرقات والاغتصاب ، فلا غرابة إذا سمع العالم صراخهم . الدولة العبرية المغتصبة لأرض فلسطين ليست أحسن حالاً من أصحاب كامب ديفيد وكامبات أوسلو ووادي عربة ومدريد وشرم الشيخ ، المجتمع الاسرائيلي  " مضبعة " تتجمع فيها الضباع من كل أنحاء العالم ، وليس في تسمية الصهاينة بالضباع أي مشاعر معادية للسامية لسبب بسيط جداً هو أن السامية نسب أسطوري اخترعه حاخامات السبي البابلي كتعويض عن معاناة اليهود الذين سباهم نبوخذ نصر ، فحجم العجز يعادل حجم الادعاء ، كما حدث للقط مع الجرذان .
 قال دبشليم الملك :
   _  وما هي حكاية القط مع الجرذان يابيدبا ؟
قال بيدبا :
   _  زعموا يامولاي أن الجرذان سألت القط عن نسبه وإلى أي قبيلة يعود فأجاب : أنا من قبيلة النمور ، لكنني تفوقت على أجدادي لأن ذنبي أطول !
     الشعوب يامولاي مغلوبة على أمرها أو مضللة ، يســـتوي في ذلك العرب واليهود ، الجميـــع أدوات في أيدي كبار النصابين في البيت الأبيض الذي يحكم العالم ، والبيت الأبيض لايستطيع التحرك إلا وفق مشيئة جنرال موتورز وجنرال إليكتريك وروكفلر وهيرست ، والوكر الرئيسي لقطــاع الطرق حيث تتمركز القيادة " التاريخية " للنظام العالمي الجديد هو البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومجلس الأمن الدولي أيضاً .
     الأوليغاركية المالية التي تحكم العالم بالكوكا كولا وماكدونالد فهمت عقدة اليهود وحاخاماتهم واستغلتها أفضل استغلال ، إنهم كالضباع لايستطيعون العيش مع الآخرين ، ويبرر لهم حاخاماتهم ذلك بأنهم شعب الله المختار لكنهم في الحقيقة شعب الله المحتار بين عربدة قياداته وادعاءات التفوق العنصري التي لا أساس لها وما أنزل الله بها من سلطان . وقادة الحركة الصهيونية مثلهم مثل قادة العالم الثالث لايعرفون حدودهم ليقفوا عندها . إن ما يحدث يؤكد ما قاله كاتب روسيا الكبير تولوستوي :
     "  العبقرية الانسانية لها حــدود ، أما الغباء البشري فليست له حــدود "
     وتلك هي القضــــية !
                                                                     



#مصباح_الغفري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الســيد - شن - وزوجته السيدة - طبقة - !
- الرفيـــق المنــاضـــــل كوجـــوك علي أوغــلو وولده - دده بي ...
- الرئيس - مسبق الصنع - !
- كتاب مفتوح من أبي يســــار إلى الطبيب الحكيم بشــار
- دائرة فلتانة سي!
- خصخصــة المفاوضات وخصخصة الكركونات!
- الصراعات العقائـــديـــة بين القبوقــــول والإنكشــــارية
- القطّـــة والطاسَـــة في العلاقة بين المقاولات والسياسة!
- الطَّشَــــرون
- الحصــن الحصــين في ذكر ما جرى في مؤتمر المقامرين!
- مــورِدُ الظـمـــآن في أسباب صَمْــتِ الأورانغوتان!
- أجهزة المخابرات مأكــولة مَــذمـــومَــة!
- رؤســاء الإنترنيت وحكام البامبرز !
- المســـألة الحِماريــّة! في توريث الجمهوريّـة والجماهيريـّـة
- فلسفة - الاستكراد - وديموقراطيــــة الإســـتعباد!
- يوم دخلت السُـلطة إلى حَمّــام الأســــطة!


المزيد.....




- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...
- ثبتها الآن تردد قناة تنة ورنة الفضائية للأطفال وشاهدوا أروع ...
- في شهر الاحتفاء بثقافة الضاد.. الكتاب العربي يزهر في كندا


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصباح الغفري - حكايــة الواوي الذي بلع المنجل !