أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيل أحمد بهجت - نقد العقل المسلم الحلقة الثانية عشرة














المزيد.....

نقد العقل المسلم الحلقة الثانية عشرة


سهيل أحمد بهجت
باحث مختص بتاريخ الأديان و خصوصا المسيحية الأولى و الإسلام إلى جانب اختصاصات أخر

(Sohel Bahjat)


الحوار المتمدن-العدد: 2137 - 2007 / 12 / 22 - 12:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الشــيعة و الديمــــقراطــــية .
من خلال ما تقدم يتبين لنا أن هناك مؤشرات متباينة بشأن ما إذا كان الشيعة سيقومون بتطبيق "الديمقراطية" كخيار واقعي و تقبُّل عقائدي ، كما أن هناك نقطة مهمة يجب أن تتوفر في العقيدة و التطبيق الشيعيين لينجح الخيار الديمقراطي ، ألا و هو التسامح الديني:
"Toleration"
و هو الأمر الذي قام الغربيون بتطبيقه منذ القرن الخامس عشر و ظهور الإصلاح الديني الذي قاده مارتن لوثر و تلميذه "كالفن" و ترسخ مدرسة العقلانية:
"Rationalism"
التي خلقت من الغرب أقوى حضارة في التاريخ ، و هنا لا مجال لأي محاججة من قبل المعممين و الأصوليين للقول بأن الغرب ليس متدينا و أنه أصبح بفعل هذه السياسة "حضارة ملحدة" و تقف بالضد من الدين ، ذلك أنه لا مجال نهائيا لأي دين قائم على الإكراه ، و من ذلك نجد أن جماعة الخامنئي و ما يسمى بـ"حزب الله" تقف بالضد من المعممين الذين يؤمنون بالديمقراطية أو حتى بالنظريات الإسلامية التي لا مكان للـ"ولي الفقيه" فيها ، كما هو واضح من موقفهم من آية الله السيستاني أو المنتظري و البروجردي و الشيرازي و حتى المدرسي الذي تعرض لمضايقات حينما كان في إيران.
و لا بد من وقفة حوزوية حقيقة إلى جانب الديمقراطية و حرية الفرد في إختيار دينه و أفكاره و حتى أسلوب حياته ، كما أن مبدأ "ولاية الفقيه" لا بد و أن يحذف من قاموس الفكر الشيعي و يستبدل بالنظام العلماني الذي يقوم على "العلمانية المؤمنة" التي تحمي الدين و توفر له الحرية في الاعتناق و إقامة الطقوس و الشعائر الدينية ، و يجب أن يتم هذا التغيير بالوسائل السلمية المدنية كالمظاهرات و الإضراب و نشر روح التسامح و الإخاء ، ليس بين الشيعة و السنة و حسب "كما هو عادة النظام الإيراني الذي يروج للوحدة في إيطارها الديني الضيق" بل و حتى التسامح و الأخوة مع "المسيحيين" و الأهم مع "اليهود" و سائر الأديان و المذاهب ، كـ"البهائية" و "الأحمدية القاديانية" و حتى الملحدين و اللا دينيين "فمن كـفر فعليه كفره" ، و بدون هذا لا يتم التغيير الحقيقي ، و كل الكلام الذي يروجه الخامنئي و خطّه عن "حرية" و "كرامة" و "استقلال" الأمة هو ثرثرة لا أكثر و ليس لها أي حظ من التطبيق.
مشكلة الشرق الإسلامي ، و الوجود الشيعي جزء من هذا الشرق ، أنه لم يستطع الوصول إلى فهم دور الدين في مجتمع يؤمن بالحداثة ، كما هو في الغرب ، و المصيبة أن دعاتنا و ملالينا "شيعة و سنة" يقومون في الغرب بالدعوة و الترويج لما يؤمنون به ، بينما يمنع في الدول الإسلامية و العربية "و أنا أتحفـّظ على هذا الإسلام الرسمي ذو التفسير الواحد" يمنع الدعوة لأي دين آخر أو التبشير به ، و حتى إن حدث ذلك فهو يتم تحت رقابة مشددة من السلطة و المؤسسة الدينية الرسمية.
و حينما نجد المسلمين يتحدثون عن "اضطهاد المشركين للمسلمين" و الممارسات اللا إنسانية التي كانوا يتعرضون لها في صدر الإسلام ، و حينما يحدثنا الشيعة عن كل حملات القتل و الاضطهاد و الإبادة التي تعرضوا لها ، ثم نجدهم يقومون الآن و على أرض الواقع باضطهاد الأديان أو "المرتدين"!! و من يغير دينه ؟!! نسألهم: لماذا كان الاضطهاد أمرا مذموما هنا و ممدوحا دينيا في الحالية التالية ؟!! الأكيد أن لا أحد يمتلك الجواب ، و الجواب الوحيد هو تطبيق "العلمانية و تطبيق الحرية العقائدية".
إن حوار "الله" مع "الشيطان" في سورة البقرة ، يشكل إحدى النقاط المهمة لرسم فلسفة دينية تجعل الإسلام "و الشيعة جزء مهم من هذا المكون" في وفاق و انسجام مع النظام الديمقراطي العلماني ، كما أن المذهب الشيعي قابل للعلمنة خصوصا و أنه يؤمن بأن "المهدي ـ الإمام الأخير الغائب و الذي سيعود مع المسيح" هو وحده الذي يملك حق تطبيق الأحكام "النظام ـ السلطة" و أنه لا جهاد أو مبادرة بالحرب ما دام الإمام الغائب ليس هو من يحكم ، و أعتقد أنه في هذه النقطة تحديدا يلتقي التشيع مع "اليهودية" و "المسيحية" ، و حقيقة أنه لا بد للشيعي كفرد أن يعود إلى الأصل في التشيع و يلغي "التشيع المصطنع" الذي صنعه جيل "ردود الفعل" ابتداءا من السيد الخميني ـ و هو غير معصوم بالتأكيد ـ و انتهاءا بالخامنئي و فضل الله.
إن الدين "كمجموعة عقائدية" يبقى شيئا و موضوعا مرتبطا بالفرد "النفس" و مسألة قبول أو رفض هذه المنظومة العقائدية هي مسألة "قناعة شخصية" و لا يمكن لأحد التحكم بها "لست عليهم بمسيطر" و من هنا يجب ترك الناس أحرارا في أن يؤمنوا أو لا يؤمنوا ، مما يعني عدم تناقض "الإسلام" مع "العلمانية" و تقبله "للحداثة" ، و حقا فقد كانت فتوى "السيد الخميني" ضد الكاتب البريطاني "سلمان رشدي" و تحليله قتله ، سابقة خطيرة في المذهب الشيعي ، إذ لم يسبق لمرجع شيعي ، لا قديما و لا حديثا ، أن أصدر فيها فتوى تهدر دم شخص معين بسبب رأي رآه.
بالتالي ، انتقل الشيعة من كونهم "ضحية فتاوى" ، كما حدث مع الشهيد الأول و الثاني ، إلى مرحلة "البابوية الإسلامية" التي تبيح قتل الآخرين على أساس الرأي و اختلاف المذهب ، و من الطبيعي فإن هذه الفتوى "السيئة السمعة" أعادت إلى أذهاننا عصور الظلام و خلط الدين بالسلطة ، و من ملك استأثر ، و بينما كان من الممكن أن ينظر العالم بعين الاحترام إلى التشيع و الشيعة ، أظهرت هذه الفتوى و كأن "التشيع" ليس إلا نسخة أخرى من المذهب السني ، و أنه لا يتقبل الرأي الآخر و غير قابل للتطورأو التعايش ، فانتقلنا من مذهب "يعاني من الاضطهاد" إلى مذهب يقوم بالاضطهاد.



#سهيل_أحمد_بهجت (هاشتاغ)       Sohel_Bahjat#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقد العقل المسلم الحلقة الحادية عشرة
- نقد العقل المسلم الحلقة العاشرة
- نقد العقل المسلم الحلقة التاسعة
- نقد العقل المسلم الحلقة الثامنة
- نقد العقل المسلم الحلقة السابعة
- نقد العقل المسلم الحلقة السادسة
- نقد العقل المسلم الحلقة الخامسة
- نقد العقل المسلم الحلقة الرابعة
- نقد العقل المسلم الحلقة الثالثة
- نقد العقل المسلم الحلقة الثانية
- نقد العقل المسلم الحلقة الأولى
- حول برنامج -المصالحة- أو -التوافق العراقي-
- الدين سلاح ذو حدّين!!
- العراق و -جاره الصالح-
- الولايات المتحدة و -المالكي- و -المؤامرة الأخيرة-
- زيارة الرئيس -بوش-.. تقوية المركز العراقي.
- من الشيعة من هو عالة على -التشيُّع-!!
- -كردستان العراق-.. شريعة السراديب و الكهوف
- حماس: الزرقاوي شهيد الأُمّة!!
- -اجتثاث البعث- بين الفرد و المجتمع


المزيد.....




- بوتين: ليس المتطرفون فقط وراء الهجمات الإرهابية في العالم بل ...
- ما هي القضايا القانونية التي يواجهها ترامب؟
- شاهد: طلاب في تورينو يطالبون بوقف التعاون بين الجامعات الإيط ...
- مصر - قطع التيار الكهربي بين تبرير الحكومة وغضب الشعب
- بينها ليوبارد وبرادلي.. معرض في موسكو لغنائم الجيش الروسي ( ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف مواقع وقاذفات صواريخ لـ-حزب الله- في ج ...
- ضابط روسي يؤكد زيادة وتيرة استخدام أوكرانيا للذخائر الكيميائ ...
- خبير عسكري يؤكد استخدام القوات الأوكرانية طائرات ورقية في مق ...
- -إحدى مدن حضارتنا العريقة-.. تغريدة أردوغان تشعل مواقع التوا ...
- صلاح السعدني عُمدة الدراما المصرية.. وترند الجنازات


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سهيل أحمد بهجت - نقد العقل المسلم الحلقة الثانية عشرة