أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هادي الحسيني - ثعالب النار














المزيد.....

ثعالب النار


هادي الحسيني
(Hadi Alhussaini)


الحوار المتمدن-العدد: 2137 - 2007 / 12 / 22 - 11:49
المحور: كتابات ساخرة
    


العراق الذي كنا نحلم به ، أصبح صعب المنال ، لا بل من المستحيل الوصول الى الأمنيات والآمال كي تتحقق على عموم أبناء الشعب العراقي الذي عانى الكثير من الظلم والأضطهاد والتشرد والحروب والقتل والاعتقالات والمشانق ، ولاحقاً من الطائفية والتكفيريين والمرتزقة والأفاقين والذين يتناطحون مع من يقف أمامهم بسبب أو من دونه !

فبعد عملية أسقاط النظام الدكتاتوري المقيت ، أطلت علينا أحزاب وقوى عراقية لا تعد ولا تحصى ، الأمر الذي أشتبكت وأختلطت الأمور على المواطن العراقي الذي ذهب لينتخب أو بالاحرى ينتحب ! أعضاء الجمعية الوطينة والتي أفرزت مجاميع من العصابات والمافيات التي لم ينتخبها المواطن أصلاً !

فصار المواطن يندب حظه العاثر في أنتخابه لهذه الشلل والجماعات التي لم تذكر لهم منقبة واحدة في تاريخ العراق الطويل والقصير الا القليل منهم !

وأستبشر المواطن خيراً بتشكيل حكومة عراقية وطنية ، لكي تلبي مطالبه البسيطة والتي لا تتفوق على ما يوفر للحيوانات من عناية فائقة في الدول الاوربية ، وجاءت ميزانية العراق الضخمة لعام 2007 ، ولا أحد يعلم أين صرفت هذه الميزانية العملاقة بالاموال التي لو جلس كل مواطنو الوطن العربي لعدها لما استطاعوا لشهور طويلة !!

وثمة وثائق دامغة كثيرة وواضحة كعين الشمس تؤكد شراء مسؤلو الاحزاب سواء كانوا في البرلمان العراقي أو داخل الحكومة العراقية شراء العديد من العقارات في عواصم عالمية وعربية ، ومصانع وشركات وأيداع الملايين من الاموال في حسابات عوائلهم التي تكون في الغالب بعيدة عن أنظار الرقابة !!

وأستفحلت ظاهرة السرقات من أموال الشعب من قبل السياسيين والمعممين والأفاقين والدجالين وغيرهم الكثير ممن سولت لهم أنفسهم لتدمير بلد وشعب كبير مثل الشعب العراقي ، وها هي ميزانية عام 2008 قد أقرت وبمبلغ فاق الخيال ولا نعرف أين سوف تذهب ؟ الى جيوب من !!

كل ذلك وأمور كثيرة وخطيرة باشر السياسي العراقي الذي يرتدي العمامة المزيفة أو الذي لا يرتديها بأطلاق وعوده الكثيرة من أجل أعادة الأمن والأمان للعاصمة بغداد ومدن العراق الاخرى ومن ثم ليبدأ بالخدمات وتوفيرها فيما أذا تحقق الامن ولو نسبياً .

وبجهود العشائر العراقية وشرفاء العراق أستطاعوا أن ينتصروا على تنظيم القاعدة الارهابي وعلى التكفيريين والمجرمين والحشاشيين وعصابات البعث التي أغاظها أسقاط نظامها في التاسع من نيسان عام 2003 ، وأصبحت صحوة الشعب العراقي واحدة والحرص على الوطن المضرج بدماء أبناءه واحد ، الامر الذي أستبشر الجميع خيراً لينزاح هذا الظلام الدامس من هذه البلاد التي كانت وظلت ومازالت تدفع بعطاياها على المحتاجين في دول أخرى ، ووقفت في محن ومصائب هذه الدول ، ألا أنها يوم سقطت بشباك الطائفية والعرقية ، لم يقف معها أحد !!
وهكذا هو الحال حتى هذه اللحظة ، .

العراق الذي أستبشر أهله بعودة الأمن فيه تدريجياً وبشكل ملحوظ ، لم تنتبه أليه الحكومة ، فالوزارات لا تعمل سوى لأحزابها فقط !!

وعلاوة على ذلك فقد بدأت بوادر تقسيم العراق أكثر من واضحة ، بسبب تصرفات رؤساء الاحزاب والقوائم التي انتخبت ، فلا حكومة مركزية داخل العاصمة ولا قرار لها !!

ففي بغداد القرار بيد الامريكان فقط !

وأما الاحزاب العراقية فتحكم كما ثعالب النار، كل ً في مدينته :

البصرة يحكمها المجلس الاعلى وميليشيات بدر !

الناصرية يحكمها التيار الصدري وجيش المهدي !

الديوانية والسماوة وغيرها بيد الصدريين ايضاً !

كربلاء والحلة بيد بدر والمجلس الاعلى الايراني !

الرمادي بيد عشائر الصحوة التي طردت القاعدة !

العاصمة بغداد مقسمة الى مناطق سنية وشيعية ، وكل ميليشيا تحكم داخل منطقتها !
جبهة التوافق وزعيمها مسكت متلبسة بالسيارات المفخخة وبوضح النهار ، وفي اليوم الثاني جلس عدنان الدليمي في قاعة البرلمان تحرسه قوات البيشمركة التابعة للرئيس العراقي الطلباني !!!

أربيل يحكمها الحزب الديمقراطي الكردستاني !

السليمانية يحكمها الاتحاد الوطني الكردستاني !

الموصل مقسمة كما بغداد الى مناطق وميليشيات تتخفى ما بين دفاتها تنظيمات القاعدة والجماعات التكفيرية التي هربت من الرمادي وبغداد لتستقر هناك وبمناطق اخرى !

وكركوك سوف تذهب للمسلخ الدولي لتُقطع الى ثلاثة أوصال ما بين التركمان والاكراد والعرب ، من دون تطبيق المادة 140 والتي سينتهي مفعولها بعد أيام قلائل ، بينما سكانها الاصليين لم يذكرهم أحد لا من بعيد ولا من قريب !!
ماذا سيقول العراق لابناءه في المستقبل القريب والبعيد !

ماذا جنينا من هذا التقسيم المقيت ، غير أن مجموعة من السياسيين والاسلامويين ومرتزقتهم أنتفعوا وسرقوا نفط العراق وثرواته الاخرى بحجج واهية وسخيفة أكثر من سفاهاتهم التي جعلت منهم أضحوكة كبيرة وهم يتناطحون كالثيران من على الشاشات الفضائية التي تستضيفهم وهي بالمئات !!

على الشعب العراق أن ينهض بشرفائه من جديد كما العنقاء من تحت الرماد ليبني بلده ، بعيداً عن هذه الوجوه القذرة التي قسمت العراق وأحالته الى حطام ورماد بعد أن دمره نظام البعث على مدى أربعة عقود من الزمان ..!!

كما وعلى هذا الشعب الصابر أن يضرب وبقوة ثعالب النار التي تتصارع في حلبات المدن العراقية ، وقد أربكتها ملايين الدولارات التي سرقتها من العراق وهي غير مصدقة ، وفي حالة أندهاش مستمر !!!



#هادي_الحسيني (هاشتاغ)       Hadi_Alhussaini#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رياض ابراهيم وانتفاضة عصفور طيب
- وداعاً راسم الجميلي
- سركون بولص ، ايها الشاعر الفذ
- حوار مع الشاعر العراقي سركون بولص
- قضية رأي عام
- تركيا ، الطريق سالكة !
- الشيخ حارث الضاري !
- تنقيرات / 1 عمار الحكيم ، إخرس !
- كيمياء الألم
- كيمياء عادل عبد المهدي
- كيمياء جوزيف بايدن
- كيمياء قناة الفرات الفضائية
- رسالة الى رئيس الوزراء المالكي لانقاذ الفنان كريم منصور
- رفقتي مع السياب
- بلاك ووتر وساحة النسور
- رمضان الذي لم يتفق عليه
- فيزياء كربلاء
- عمار الحكيم دبلوماسياً
- انتربول موفق الربيعي
- سنجار والشاحنات الاربع


المزيد.....




- مشهور سعودي يوضح سبب رفضه التصوير مع الفنانة ياسمين صبري.. م ...
- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - هادي الحسيني - ثعالب النار