أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال محمد تقي - مواقف راقصة للوقفان السني والشيعي في عراق اليوم !















المزيد.....

مواقف راقصة للوقفان السني والشيعي في عراق اليوم !


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 2137 - 2007 / 12 / 22 - 11:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الوقف الاسلامي ملكية اجتماعية بخصوصية روحية واستخدام ثابت لتلبية الاحتياجات الدينية والروحية العامة ، وحتى لا يتم تحريف وظيفة هذه الملكية واستخدامها ، يجري تسجيل وتنظيم شؤون الاوقاف تحت اشراف الدولة الاسلامية ، ومن منظور اقتصادي الاوقاف قيم مادية عقارية في الغالب " اراضي ومباني ومحتوياتها من غلال وبساتين واثاث ومكتبات " تخرج من دائرة التداول السوقي ، ولا يجري الاستثمار فيها الا بنطاق الكفاية الذاتية بشكلها الريعي ، هناك اوقاف تتبع للديانات والطوائف الاخرى وتتمتع باستقلالية معلومة ومقنونة ، ان وجود قوانين تنظم الوقف بكل اشكاله ضرورة مدنية وروحية ايضا ، فلا ضرر وضرار من دعم الاهالي والدولة واشرافهما المقنون عليها من خلال مؤسسة مستقلة عن الحكومات ولها شخصية اعتبارية مرتبطة بالدولة ، كالجهاز القضائي مثلا !
ان الاحتياجات الروحية هي جزء من الاحتياجات المدنية ـ وعلى هذا الاساس فان الوقف جزء من مكونات المجتمع المدني ، ولضخامة وتزايد وتشعب الاوقاف الاسلامية في العراق وتوسعاتها المرتبطة بالسياحة الدينية " وجود مراقد الائمة وماحولها من مقامات وتكاثر المساجد والجوامع والحسينيات " فقد جرى اعتماد نظام وزارة الاوقاف كجهة مباشرة لرعاية وتنظيم شؤون الاوقاف عامة اضافة الى مهمة احياء المناسبات الدينية ، كالاعياد ومراسيمها ، وتنظيم وتسيير شؤون الحج والحجيج ، كحالة اغلب الدول الاسلامية المتشابهة مع العراق في ضخامة اوقافه .

بعد احتلال العراق وتسعير النزعات الطائفية والانعزالية فيه ، وفور اقامة التشكيلات الحكومية الاحتلالية جرى استبعاد نمط الوزارة الجامعة لكل مناحي الاوقاف الاسلامية ، واحلوا محلها ، نظام انعزالي وتقسيمي ، بحيث صار للشيعة دائرة لوقفهم واللسنة دائرة مقابلة ، والوقفان تابعان للحكومة الطائفية مباشرة ويعين مسؤوليها من قبل رئيس الوزراء ـ الذي لايكون في منصبه هذا الا اذا كان طائفيا يجيد تكريس مايريده المحتلون منه ـ وفي خضم المساعي الجارية لتكريس عوامل الفصل بين ابناء الدين الواحد والوطن الواحد حيث يجري تضخيم الفوارق والتمايزات الجزئية والتفصيلية والمتحفية والقاموسية والتطرف في تعميمها ، كانت العصابات الطائفية والميليشيات المنظمة والمخترقة من قبل الاحتلالين الامريكي والايراني ، والتي اجتهدت لتبلور مقابل طائفي يشاركها اللعبة وعندما لم تجد ظالتها حاولت القيام بدوره ، الى جانب ، اقتراف الجرائم البشعة والصاقها بجماعات القاعدة معتبرينها جزءا من الحرب المتبادلة !
ان الرقص على ايقاعات طبول حرب التقسيم الطائفي والعرقي من قبل عناصر العملية السياسية ومليشياتها المسنودة من قوات الاحتلال اخذ مداه الطبيعي الى دائرتي الوقفين السني والشيعي وخاصة بعد تفجيري مراقد الائمة في سامراء ، فراح الوقف الشيعي يطالب بوضع يده على المرقدين وسحبهما من القائمين عليهما رغم ان هذا الوقف تحديدا يعتبر عنوانا للتمازج الطائفي في العراق ، وكان هذا بحد ذاته سببا كافيا لتفجيره ، اضافة لغزوات السيطرة على الجوامع والمساجد وانتزاعها من القائمين عليها او تصفيتهم !
لقد فشل الوقفان في انجاز اي من مهماتهما المعلنة ، مثل بث روح التعاضد الاسلامي بين العراقيين ونبذ الفرقة ، وتسهيل موضوعة تنظيم الحج والعدل في شمولها للمستعدين لها ، وايضا فشلا في جعل المناسبات الاسلامية كالاعياد وشهر رمضان وليلة القدر والمولد النبوي وذكرى استشهاد الحسين فرصا تدفع الناس للتوحد بوجه المخاطر التي تهدد العراق وشعبه وثقافته ومعتقداته ، ومن المؤكد ان هذا الفشل هو بمثابة نجاح للمقاصد الحقيقية التي من اجلها قام المحتلون واعوانهم بتشكيل الوقفان وبالشكل الذي يلائمهم !
لم يكن الدور التخريبي للوقفين محصورا على التخندق الطائفي بين السنة والشيعة وتكريس العزل والفصل بينهما ، بل تعداه الى تصفية الحسابات مع المناوئين لنهج الاحتلال والمتعاونين معه داخل الطائفة الواحدة ، وهذا اكبر دليل على ان الموضوع كله زيفا بزيف فالقضية ليست قضية سنة وشيعة وعربا واكراد ، وانما هي قضية احتلال غاشم له اتباع ومريدين بين صفوف الفاسدين من السنة والشيعة والعرب والاكراد وغيرهم ، وهؤلاء قسموا انفسهم الى فرق كل منها يعمل لتجييش ابناء الشعب على بعضهم البعض ، مستغلين انتماءاتهم الطائفية والعرقية ومستغلين وبجبن شديد رعاية الاحتلال لهم ودعمه لتوجهاتهم التي تخدمه !
فكانت توجهات الوقف الشيعي واضحة المعالم بمحاصرة وعزل واضطهاد المراجع والمشايخ من الشيعة التي تعارض الاحتلال والانخراط بعمليته السياسية او التي تقف مواقف علنية من التغلغل الايراني وتدخلاته في شؤون شيعة العراق ، اليعقوبي ، والمؤيد ، والبغدادي ، والصدر ، والخالصي ، وغيرهم من شرفاء العراق ، لقد وصل الامر بالمتنفذين في الوقف الشيعي بتضييق دائرة تبعية الاوقاف الشيعية وحصرها بين اتباع المجلس الاعلى وحزب الدعوة ، وصار التنافس بينهما شديدا على عوائد الاوقاف فسالت الدماء بين حماتها وحراميتها ، وكربلاء خير شاهد !
اما الوقف السني فهو لا يختلف بجوهر موقفه عن قرينه الوقف الشيعي ، انه شريك في التقسيم والتخريب الجاري على قدمين وساقين ورأسين معممين !
عندما ازاحوا السيد عدنان الدليمي وعينوا محله عبد الغفار السامرائي ، زعل الاول لفقده الوظيفة لكنه لم يكن لاحقا بعيدا عن روحها ، رغم انه لم يعد موظفا وانما نائبا ، وهو في الحالتين كان يحاول ان يمسك العصى من نصفها حتى انكسرت بيده ، اما السيد عبد الغفار فانه حاول الحفاظ على الوظيفة وما بعدها فراح يجتهد لارضاء من لا يرضيهم غير تصفية شيوخ المقاومة ورجالها ومراجعها ، وان لم يكن بذات اسلوب عبد الستار ابو ريشة ، فاليكن بتشويه الحقائق ورجالها وتكميم الافواه ، وهذا عينه ما حاول انجازه السيد عبد الغفار السامرائي عندما اصدر بيانا حمل فيه هيئة علماء المسلمين مسؤولية مايجري في العراق ، واتهمها بدعم القاعدة لمقاتلة العراقيين ، ثم اصدر تعليمات وقفه الموقوف امريكيا ، لاغلاق مقر الهيئة والسيطرة عليه واغلاق اذاعتها ، لكن صاحب الوقف الامريكي هذا نسي ان الناس تعلم علم اليقين ما حقيقة الامر فقد صدر القرار اصلا من المنسق الامريكي في منطقة الغزالية حيث توجد هناك واحدة من ثكناتهم وهي لا تريد ان يكون مقر الهيئة جارا لها قد يجر عليها غضب زوابع المقاومين لذلك رأت ان اغلاقه ضرورة امنية لها اضافة الى الضرورات السياسية القاضية بتغييب الصوت الوطني المقاوم عن لعب دوره في فضح اكاذيب المحتلين واعوانهم !
الامر سيان ان صدر عن المنسق الامريكي او مستخدمه عبد الغفار السامرائي ، فالهيئة ليست جدران ومنائر واذاعة رغم اهمية كل هذا ، الهيئة موقف ومصداقية وصلابة وصلادة لايمكن تجاهلها ، والعدو قد شهد بذلك قبل الصديق ، وكلما ازداد حنق المحتلين على الهيئة ، فان ذلك معناه ان الهيئة بخير والمقاومة بخير ، وشعبنا سيد العارفين !



#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حالة الامن والمرأة العراقية !
- المتاهات والبدايات الصحيحة
- التحسن الامني في العراق اشاعة رخيصة وباهتة !
- لماذا الحاجة الامريكية الى اتفاقية عسكرية طويلة الامد مع الع ...
- الغياب ممنوع والعذر مرفوع والرزق على أنا بوليس !
- مقاومة الاحتلال وعمليته السياسية لاتؤتي ثمارها بالمساومات !
- سلامة العراق سلامة لكل جيرانه !
- المثقف الاعور !
- وعد بلفور ووعيد هتلر!
- التطور اللاراسمالي بين الخرافة الفعلية والامكانية النظرية !
- وصفة مجربة :
- عفاريت السيد والباشا والاغا والخانم والخاتون!
- الناقص والزائد في ضرب العراق وتقسيمه !
- من حزازير المنطقة الخضراء في رمضان
- نار سوريا ولا جنة امريكا في العراق !
- الامارات العراقية غير المتحدة !
- احزاب وعصبيات غير متمدنة ؟
- من الذي على رأسه ريشة في عراق اليوم ؟
- الطواعين !
- 11 سبتمبر حقيقي في العراق !


المزيد.....




- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...
- فيديو خاص عيد الفصح العبري واقتحامات اليهود للمسجد الأقصى
- “ثبتها الآن” تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah لمشاهدة ...
- بعد اقتحامات الأقصى بسببه.. ماذا نعرف عن عيد الفصح اليهودي ا ...
- ما جدية واشنطن في معاقبة كتيبة -نيتسح يهودا- الإسرائيلية؟
- بالفيديو.. مستوطنون يقتحمون الأقصى بثاني أيام الفصح اليهودي ...
- مصر.. شائعة تتسبب في معركة دامية وحرق منازل للأقباط والأمن ي ...
- مسئول فلسطيني: القوات الإسرائيلية تغلق الحرم الإبراهيمي بحجة ...
- بينهم طلاب يهود.. احتجاجات مؤيدة للفلسطينيين تهز جامعات أمري ...
- أسعدي ودلعي طفلك بأغاني البيبي..تردد قناة طيور الجنة بيبي عل ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جمال محمد تقي - مواقف راقصة للوقفان السني والشيعي في عراق اليوم !