أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عاصم بدرالدين - أنشكر العاهل السعودي على الحق؟! (نعتذر من فتاة القطيف)















المزيد.....

أنشكر العاهل السعودي على الحق؟! (نعتذر من فتاة القطيف)


عاصم بدرالدين

الحوار المتمدن-العدد: 2137 - 2007 / 12 / 22 - 12:09
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


لخبر العفو عن فتاة القطيف وجهان،الوجه الأول مفرح لأنه فعل حق وعدالة (لكن مهلاً ليس العفو هو فعل الحق،إنما براءة المرأة)،أما الوجه الأخر القبيح-المريض الذي يلازمنا منذ الولادة،هو وضع المرأة التعيس في العالم العربي.

فتاة القطيف:
قد يعتقد جلالة الملك أنه فعل خيراً حين أعفى عن المرأة السعودية المتهمة "بتواجدها في خلوة مع رجل غريب عنها"!!
...لقد فعل خيراً لكن على جلالته أن لا ينسى أنها أختطفت وأغتصبت، أي أن تواجدها مع الغرباء من الجنس الذكوري لم يكن بإرادتها،على ما أصر القضاة الحاكمين بإسم الله!!... لذلك لا ضرورة لشكر جلالته،فمن حق الفتاة أن تكون حرة وطليقة.
بمعنى أخر أنه مدين لتلك الفتاة هو(بجلالة قدره) وكل رجال السعودية والعالم العربي بالإعتذار،على القرف الذي إرتكبناه بحقها حين أختطفت وأغتصبت وحين حُكم عليها بـ مئتيّ جلدة...وبإسمي أعتذر،ويكون خيراً منها حين تقبل إعتذارنا.
لم أكتب شيئاً حين حُكم على الفتاة،لأن ما قيل كان كافياً ويفيض،ولأن الخجل كان يغطيني من رأسي إلى قدماي مما فعله أبناء جنسي،ولكن بعد أن أطمئن قلبي على تلك المسكينة التي تمثل كل نساء العالم العربي المقهورات،وبما أن الذي سيقال بعد العفو قليل،وإن قيل فسيمجد عظمة وجلالة حضرة الملك وغفرانه(!؟!) وبعد أن رأينا تجاهل الصحافة السعودية للأمر وخاصة النسائية منها التي تدّعي النضال من أجل التحرر...سأكتب،ولكن قبل ذلك يجب أن أضع في عقل القارئ الثوابت التالية:

1-لكي لا أتهم أنني من أتباع المهرج الأخضر المُعَمِر الليبي ومن جوقته الشخصية-الرسمية،أعلن قرفي وكرهي لذاك المهرج السخيف.
2-لكي لا أتهم بأنني من خوارج أهل السنة،أو من أبناء المذهب الشيعي أو أبناء الدين المسيحي،أعلن تكفيري لجميع الأديان وعدم إيماني بها(مع إحترامي التام لكل المؤمنين بها).
3-لكي لا أتهم بالكفر والإلحاد،أعلن إيماني بإنسانيتي وبالإنسان أولاً.
4-لكي لا أتهم أنني ضد الإعتدال العربي،أعلن محبتي للإعتدال -على طريقتي- وأواسط الأمور.
5-لكي لا أتهم أنني من مؤيدي الممانعة العربية،أعلن اشمئزازي من كل "الأسود" ومن أبناء المبايعة والممايعة العربية.
6-لكي لا أتهم أنني من عملاء أميركا في المشرق،أعلن أنني أحمِّل مسؤولية كل جريمة في حق الإنسان والإنسانية إلى حكام بلاد العم سام.
7-لكي لا أتهم أنني إمتداد للمد الإيراني-الفارسي في المشرق العربي،أعلن رفضي وتكذيبي لولاية الفقيه.
8-لكي لا أتهم أنني من اللوبي الصهيوني بإسم عربي،أعلن...لا أعلن شيئاً،بل أتركه متنفساً للذين لن/لم يعجبهم ما سأكتب.
9-لكي لا يتهمني الرجال بأنني من العملاء والدخلاء على جنسهم،أعلن أنني رجل ولست شهريار.

والآن بعد أن عريت هويتي من كل الإفتراضات التي جالت في خاطري أبدأ في عرض مسلسلي الأول "مملكة الرجال":
(يجب الإشارة قبل بداية كل حلقة إلى أن الأحداث والشخصيات والأماكن الأسماء،في هذا المسلسل،من خلق الخيال.وإذا وجد أي شبه بين أشخاصها وأسمائها وبين أشخاص وأناس حقيقيين،أو بين أماكنها وأحداثها،وأماكن وأحداث حقيقية،فلن يكون ذلك إلا نتيجة الواقع المرير الذي نعيشه...وخالياً من أي قصد!).

الحلقة 1 : سبع رجال،يحملون في قمصانهم بطاقة تثبت رجولتهم-وهي علامة مميزة في هذه المملكة وتعطي صاحبها أفضلية في كل شيء- ومختومة بختم القصر الملكي،يتجولون في شوارع مدينة "الرجال وما فوق"،وكانت غرائزهم تلح عليهم،نتيجة الكبت المتواصل والحرمان المتأصل منذ الولادة.
الحلقة 2: "الكذدرة" مستمرة،يلمحون في نهاية الشارع فتاة...يقول أحدهم:"يا للعار إمرأة تتمشى في شارع الرجال وما فوق" (على الممثلين أن يفتحوا أعينهم بشكل كبير جداً كدليل على الصدمة الكبيرة وأن تتدلى ألسنتهم من أفواههم(،يردد رفاقه :"يا للعار،يا للعار!". يسارع السائق للوصول إليها،يقترب ويقترب،لا تأبه الفتاة لهم(يجب على الممثلة أن تكون أشبه بكيسٍ أسود)،يستمرون في ملاحقتها.
الحلقة 3:الإلحاح ألغرائزي مستمر ووتيرته ترتفع،ويرتفع صراخ الفتاة،ينزل شخصين من السيارة،تحاول الهرب،لكنها تفشل و بعدها يحملونها ويضعونها في مؤخرة السيارة كأي صندوق أو كيس قمامة.
الحلقة 4:تنطلق السيارة مسرعة إلى مكان مجهول بعيد عن وسط المدينة.
الحلقة 5:حصل ما حصل....وأطلقوا سراح الفتاة.
الحلقة 6:الفتاة،مخدوعة بشعار "الشرطة في خدمة الشعب"،تذهب مباشرة إلى أقرب مخفر للشرطة الوطنية،تواجهها عقبة أنها إمرأة(يجب أن يكتب على الجدار الرئيسي لمركز الشرطة بخط واضح"يمنع دخول البلهاء والمجانيين والنساء")،وبعد أخذ و رد...تدخل عنوةًَ وتخبرهم القصة من بدايتها معتقدة أنهم سيساعدونها ويردوا لها حقها..بعدها يأمر الضابط بالقبض عليها،وإحالة قضيتها-نظراً لخطورتها- إلى مجلس القبائل في المملكة!
الحلقة 7:يجتمع مجلس القبائل،ليتخذ بحقها الإجراء اللازم،لكن خلافاً ما يقع داخل قاعة الإجتماع ويصل إلى مسامع الشعب في الخارج.
الحلقة 8:في اليوم التالي تنشر إحدى الجرائد المحلية الخبر الآتي:"إجتمع ليلة البارحة قادة الأمة المبجلين المحترمين المقدسين الرجال(يجب أن يشار للمشاهد هنا في أسفل الشاشة أن كلمة"رجال" لا تعني تحديد الهوية الجنسية،إنما هي صفة تطلق على كبار القوم) الساهرين على أمن الوطن وشعبه،وسجل حضور كامل مع غياب منفرد للقائد(....)،وقد إتفقوا خلال إجتماعهم على إنزال عقوبة قاسية بحق الفتاة الزانية التي اغتصبها 7 أبطال من قومنا،ومن المرجح أن يكون العقاب مئتيّ جلدة قابلة للتعديل صعوداً،ومكافأة الأبطال السبعة على إنجازهم العظيم،بعشرة ألاف حبة تمر محشوة بالذهب الخالص إضافة إلى برميلين من النفط المقدس.لكن بعض المعلومات الواردة إلينا أشارت إلى أن خلافاً قد نشب خلال إجتماع البارحة حول كيفية جلد المجرمة العاهرة المُغْتصَبَة،وكانت الخيارات المطروحة إنحصرت ليلاً بين الجلد عارية أو الجلد بثياب الجريمة...وإلى حين كتابة هذا الخبر كان المجلس المعظم ما يزال مجتمعاً".
الحلقة 9:مظاهرات تجوب كل البلاد،والمتظاهرين يحملون لافتات،تطالب المجلس بجلد العاهرة وهي عارية.
الحلقة 10:بعد يومين من نزول الحشود إلى الشارع،يخرج كبير الحكام ويعلن الحكم النهائي القاضي بجلد المجرمة السافلة مئتيّ جلدة وهي عارية بناءً على رغبة شعبنا العزيز لأنها أُغتصبت ومكافأة الرجال السبعة بعشرة ألاف حبة تمر محشوة بالذهب الخالص إضافة إلى برميلين من النفط المقدس..وما إن أُعلن الخبر حتى بدأت الإحتفالات والمهرجانات تنتشر في كل أرجاء المملكة.
الحلقة 11 والأخيرة:(يوم تنفيذ الحكم-يجب أن يرافق المشهد موسيقى هي عبارة عن النشيد الملكي"الرجال أعظم أجراً عند الله") المواطنين جميعاً في بيوتهم والتلفزيون الرسمي يتولى نقل مجريات الحدث مباشرة على الهواء بشكل حصري،والمرأة تقف عارية بين ألف رجل من حاشية كبير الحكام (يجب أن تظهر الشهوة على عيون الرجال ورغبتهم بإلتهام المرأة) الذي يقف في إنتظار اللحظة المناسبة ليقوم بعمله المشرِّف هذا والفرحة بادية على وجهه...
في هذه الأثناء تحصل ثلاثة مشاهد بتوقيت زمني متقارب (على المخرج أن يقسِّم الشاشة إلى ثلاث،وإن فشل في ذلك،فعليه الإنتحار أفضل له وللأمة):
-المشهد الأول:فتاة شابة جالسة مع أبويها تشاهد الحدث المميز تكتشف أن تقاسيم جسد المرأة الزانية تشبه تقاسيم جسدها،فتعلن ذلك لأهلها،فيقوم الأب مسرعاً بدفنها وهي حية في حديقة المنزل خوفاً من العار أما الأم فتقف صامتة تنظر ،صوت صمتها كصمت القبور،كصوت الموتى حين يستقبلون قبراً جديداً،تتذكر نفسها،تتذكر أنها دُفنت في المكان نفسه منذ ألفيّ عام!
-المشهد الثاني:أحد أعضاء مجلس العشائر (الغائب الوحيد عن إجتماع القادة) كان قد سافر في وقت سابق إلى لندن،وفي اللحظة نفسها التي يشاهد فيها على التلفاز الحدث الوطني،كان يضاجع إحدى الغانيات الأوروبيات ويضربها بآلاف الدولارات!
-المشهد الثالث:كبير الحكام يستعد و يرفع السوط عالياً ويقول:"بإسم الله!بإسم الإسلام...!.....؟.....!....."!

إنتهى المسلسل العربي الطويل "مملكة الرجال"!
-------------------------
أما الآن...
فأعتذر من كل أنثى قرأت ما كتبت وأحست بالظلم الذي تعيشه...
وأعتذر من كل رجل أحس بالعار الذي لحق به بسبب أبناء جنسه من المجرمين...!

أما أنا فأعترف أن ما كتبته فيه الكثير من القدح والذم ولكنه لم يتخطَ بعد حدود القرف الذي نعيشه،ومع ذلك هل بإستطاعتهم أن يحاكموا شخصاً لم يبلغ بعد الثامنة عشرة على أفكاره؟ومن ثم هل يستطيع فاقد للشرعية الأخلاقية والإنسانية أن يحاكم ويعدل؟ وأنا لا أتحدث عن شرعية الحكم،بل عن شرعية الإنسان الكامنة في قلوبنا جميعاً،هذه الشرعية لا يعطيها الناس ولا الله ولا السلطة.
ومع ذلك لست خجلاً بما كتبت،فما كتبته هو الحقيقة...ولن أعتذر منهم وعنه.


العودة إلى الموضوع الأصل:
نهاية الحديث،كنا نتمنى أن يطلق سراح الفتاة،فتاة القطيف،منذ اليوم الأول لأنها ليست مذنبة وليست مخطئة.أما المخطئ الأول فهو المجتمع والنظام والتقاليد والعادات والأعراف البالية المتحجرة،والنظرة الدونية المتخلفة إلى المرأة التي هي نصف المجتمع من جهة والتي تلد النصف الأخر من جهة أخرى...فهل إنتبهوا من قبل إلى هذه الفكرة؟!(ملاحظة:لا أدعي إكتشافها).

المرأة في السعودية اليوم في الواجهة،لكن ماذا عنها في مصر والجزائر وتونس وليبيا والمغرب والعراق وفلسطين وسوريا ولبنان والأردن وكل البلدان العربية الأخرى؟ أهي أشفى حالاً؟
لا أعتقد ذلك وإن تفاوتت النسب.

إن الطريق إلى الحرية طويل وطويل جداً،ولكن الوصول إليها ليس مستحيلاً..



#عاصم_بدرالدين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيروت تبعث من جديد!
- الذاكرة لا تصنع وطناً!
- إلى جبران تويني ...
- الشباب العربي
- رسالة إلى فخامة الرئيس...في اللحظة الأخيرة
- نقد محتشم لتدخلات رجال الدين في الإستحقاق الرئاسي..!
- الحاكم و العصفور …
- ألا يخجل؟!
- العلمانية -سلة متكاملة-
- قالها ولكنه لم يفهم اللعبة
- العلمانية التركية ليست مثلا ...
- لبنان ... بلد الألف هوية
- في الممانعة والإعتدال العربيين
- الأحزاب العلمانية اللبنانية وواقعها


المزيد.....




- منحة المرأة الماكثة في البيت الجزائر 2024 أهم الشروط وخطوات ...
- المرأة المغربية في الخارج تحصل على حق استخراج جواز سفر لأبنا ...
- الشريعة والحياة في رمضان- الأسرة المسلمة في الغرب.. بين الان ...
- مصر.. امرأة تقتل زوجها خلال إعدادها مائدة إفطار رمضان
- الإنترنت -الخيار الوحيد- لمواصلة تعليم الفتيات في أفغانستان ...
- لماذا يقع على عاتق النساء عبء -الجهد العاطفي- في العمل؟
- اختبار الحمض النووي لامرأة يكشف أن أسلافها -كلاب-!
- تزامنا مع تداول فيديو ظهور سيدة -شبه عارية-.. الأمن السعودي ...
- “الحقوا الحرامي سرق جزمة لولو!”.. تردد قناة وناسة الجديد 202 ...
- ورشة عمل حول المقاربة القانونية ما بين قانون العنف الموحد وا ...


المزيد.....

- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع
- النسوية.المفاهيم، التحديات، الحلول.. / طلال الحريري
- واقع عمل اللمراة الحالي في سوق العمل الفلسطيني الرسمي وغير ا ... / سلامه ابو زعيتر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - عاصم بدرالدين - أنشكر العاهل السعودي على الحق؟! (نعتذر من فتاة القطيف)