أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد محمد رحيم - على قلق..














المزيد.....

على قلق..


سعد محمد رحيم

الحوار المتمدن-العدد: 2135 - 2007 / 12 / 20 - 11:43
المحور: المجتمع المدني
    


لو كان هناك مقياس كمي للقلق لكان نصيب الفرد العراقي الدرجات العليا فيه. والقلق ببساطة ينشأ من الشعور بالتهديد، حقيقياً كان أو وهمياً، كما يخبرنا علماء النفس. والمرء يتلبسه القلق حين يواجهه خطر ما. ويكون هذا الخطر مما يحدق بصحته أو عمله أو أمواله أو حياته وحياة معارفه وأقاربه. ومن القلق ما هو طبيعي ومنه ما هو مرضي. ولسنا هنا بصدد الإسهاب في تحليل ظاهرة القلق علمياً، وإنما الإشارة إلى الشكل العراقي منه.
لا يستطيع الإنسان أن يعيش من غير قلق، أو أن يتجنبه إلا إذا كان يعاني من اختلال عقلي حاد. والشيء القليل منه يعد حافزاً لكي يتحرك المرء ويعمل. ويتكلم الفلاسفة عن قلق وجودي يضع الإنسان أمام تساؤلات حول حياته وحريته ومصيره، ومثل هذا القلق يكون خلاّقاً لأنه يدفع إلى التفكير العميق والإبداع. وهناك أشكال مقبولة واعتيادية من القلق.. القلق من أن تتأخر عن الدوام في دائرتك فيوبخك رئيسك.. القلق من أن لا تصل في الموعد إلى المكان المحدد حيث تنتظرك المرأة التي تحب، فتغادر غاضبة عليك.. القلق من أن يفوتك القطار أو الطائرة وأنت مزمع على السفر.. القلق من احتمال خسارة ناديك المفضل في مباراة بكرة القدم.. القلق من الفشل في اجتياز امتحان ما بنجاح. ويمكن إيراد عشرات الأمثلة من هذا القبيل، حيث يكون القلق أو هذه الأنواع منه ملازماً للإنسان في كل وقت ومكان.
لكن بالمقابل هناك قلق من نوع آخر.. قلق يشغلك بحدة ويسلبك راحة البال، ويسبب لك الأرق، ويُفقدك التركيز، ويشوش تفكيرك، وينخر ذاكرتك. ويجعلك تنسى أين وضعت ساعة يدك أو قلمك، وإنْ كنت قد أغلقت الباب الرئيس لبيتك أو أطفأت التلفزيون في غرفة الاستقبال أو قطعت الغاز عن الطباخ بعدما أعددت لنفسك كوب شاي بعد منتصف الليل.. قلق درجته عالية، ووقعه مؤذ، ونتيجته ربما إصابتك بمرض نفسي أو عضوي أو كلاهما معاً.. قلق قد يصل درجة الخوف أو الفزع أو الوسواس القهري، وأخشى أن أقول الجنون. ولنستعرض بعض صور هذا القلق التي خبرها كل عراقي: قلق من حدوث انفجار مفاجئ وأنت تسير على الرصيف أو تركب سيارة أجرة.. قلق من أن يسقط على بيتك قذيفة هاون طائشة.. قلق من أن تعتقلك، أنت البريء، القوات الأميركية أو قوات الأمن الوطنية، والأسوأ مجموعة أو ميليشيا إرهابية.. قلق من أن يكون هناك من يكمن لك في زاوية الشارع ليغتالك على الرغم من تأكدك بأنك مسالم ومستقل ولا تنتمي إلى أية جهة سياسية أو أجنبية!!. قلق من أن يوقف الحافلة التي تستقلها عصابة تسلبك مالك، أو تختطفك وتساوم على حياتك مقابل بضع عشرات الآلاف من الدولارات وأنت الفقير إلى الله، ربما لا تملك سوى قوت يومك. أو ترديك مع الركاب الآخرين قتيلاً بلا أي سبب معقول.. الخ، الخ.
وتتضاعف شدة القلق حين تتكالب عليك صور كثيرة منها دفعة واحدة، وتتسلط على دماغك وحين يشمل قلقك، بطبيعة الحال، حياة ومصير عائلتك وأصدقائك وأقاربك ومعارفك وأبناء بلدك.
متى تستطيع أن تعرف من أن الوضع الأمني في تحسن؟ أعتقد حين تتضاءل عندك درجة القلق وتشعر بنوع من السلام الداخلي..
يقول الشاعر اليوناني ريتسوس: "السلام هو أن لا يبعث توقف سيارة في الشارع خوفاً.. السلام هو أن يعني الطرق على الباب صديقاً".



#سعد_محمد_رحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تباشير فكر النهضة في العراق: 8 نحو الراديكالية
- تباشير فكر النهضة في العراق: 7 بطاطو، والطبقة الوسطى العراقي ...
- تباشير فكر النهضة في العراق: 6 فكر النهضة؛ السرد والصحافة وع ...
- تباشير فكر النهضة في العراق: 5 الشعراء والنهضة ( الرصاقي وال ...
- تباشير فكر النهضة في العراق: 4 الشعراء والنهضة ( الزهاوي مثا ...
- تباشير فكر النهضة في العراق: 3 السياق المصري (من محمد عبده إ ...
- تباشير فكر النهضة في العراق 2 السياق المصري: الطهطاوي والأفغ ...
- تباشير فكر النهضة في العراق: 1 السياق التركي
- دلال الوردة: كسر المألوف وصناعة الصور
- فقراء الأرض
- أخلاقية الاعتراض
- شيطنات الطفلة الخبيثة: رواية الحب والخيانة والغفران
- ما حاجتنا لمستبد آخر؟
- قصة قصيرة: بنت في مساء المحطة
- سعة العالم
- -قل لي كم مضى على رحيل القطار- فضح لخطايا التمييز العنصري
- في التعبير عن الحب
- -البيت الصامت- رواية أجيال وآمال ضائعة
- -صورة عتيقة-: رواية شخصيات استثنائية
- حكم الضمير


المزيد.....




- اعتقال رجل في القنصلية الإيرانية في باريس بعد بلاغ عن وجود ق ...
- ميقاتي يدعو ماكرون لتبني إعلان مناطق آمنة في سوريا لتسهيل إع ...
- شركات الشحن العالمية تحث الأمم المتحدة على حماية السفن
- اعتقال رجل هدد بتفجير نفسه في القنصلية الإيرانية بباريس
- طهران تدين الفيتو الأمريکي ضد عضوية فلسطين بالأمم المتحدة
- عشية اتفاق جديد مع إيطاليا.. السلطات التونسية تفكك مخيما للم ...
- الأمم المتحدة تدعو إلى ضبط النفس في الشرق الأوسط
- سويسرا تمتنع في تصويت لمنح فلسطين العضوية الكاملة في الأمم ا ...
- اعتقال أكثر من 100 متظاهر مؤيد للفلسطينيين من حرم جامعة كولو ...
- بمنتهى الوحشية.. فيديو يوثق استخدام كلب بوليسي لاعتقال شاب ب ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - سعد محمد رحيم - على قلق..