أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي ثويني - حينما غنوا القوميين الأكراد: يا أهلا بالمعارك















المزيد.....

حينما غنوا القوميين الأكراد: يا أهلا بالمعارك


علي ثويني

الحوار المتمدن-العدد: 2135 - 2007 / 12 / 20 - 11:28
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


عادة ما يذكرنا طرق طبول الحرب بالمارشات العسكرية والأغاني "الثورية" التي كانت تغسل أدمة الشعوب" الغنمية". ونتذكر أصوات الإذاعات العربية ايام عنترياتهم مع إسرائيل وهي تصدح بأغنية مصرية مشهورة (يا أهلا بالمعارك ..يا أهلا باللي يشارك). وكما يحدث في زمن المهازل وشيوع النكتة و السخرية منها ،فقد قلبها العراقيون أيام حرب (صدام-الخميني) أو (العرب-الفرس) الى (يا أهلا بالمعارك ..وينشق ط.... اللي يشارك). و إبان تلك الحرب القومية التي لم يكن للعراقيين فيها ضلع أو كراع ، أطلقت نكتة عراقية تقول أن لفيف كان يهتف للحرب تملقا ودجلا (ودونا(خذونا) للجبهة نحارب)،وحينما حضرت ناقلات الجنود بسرعة لأخذهم شرعوا يهتفون متوسلين سدنتها المشوربين (رجعونا نتشاقى(نمزح) وياكم). فشر بلاء الحروب ما يضحك.
الأغنية المصرية الحماسية كانت تسترسل قائلة: (ملايين الشعب تدق الكعب،تقول أننا جاهزين ..أننا جاهزين..يا أهلا بالمعارك)،ودق الكعب هنا يذكرنا بعنتريات برزاني وطلباني بالأمس أو (زماط) عبدالناصر بصاروخيه القاهر والظافر، أو صدام بصواريخ(العباس والحسين والعابد). بيد أن ساعة الحقيقة حينما دنت، تبين أن أول من تخوزق بالصواريخ هم هؤلاء وبطانتهم.
لم نعد نسمع نفع أو دفع لصوارخيهم بعدما أنتكست الشعوب وأنطبق عليهم صفة الرعديد الذي يدعي القوة وهو واهن ومرعوب. وهذه هي من أمهات العقلية البدوية النافخة لصدرها والمغرورة بهونها والمتناقضة بين الفضيلة والرذيلة (الوهاب-النهاب). وهذه صفة جلب الشعوب الرعوية الرملية أكثر من الحضرية الطينية .ولمستها في مجتمعات البلقان بسبب سطوة العقلية البدوية القادمة مع غزاة الشرق ،حيث الناس فيها مقتنعون أنك يجب أن تظهر إنتفاخك على واه وفراغ ما تحتوي مثل فسيفس (الديك الرومي) ليهيبك الناس.، فشكلك أهم من مضمونك .
وهذه العقلية مارسها بالأمس بيشمركة القوميين الأكراد حينما أدعوا قوة وتنمروا، والكل يعلم يقينا أن إحتلال كل من سليمانية وأربيل لايحتاج أكثر من ثلاثة أيام ،خلال فسحة للجيش التركي كما كان شمال قبرص. بينما ذهب برزاني بخياله المغرور لأحتلال ديار بكر بإشارة(قومية) عفا عليها الزمن.بالرغم من علمه أن منزلة أوجلان ووسع أفقه ودرايته بمكامن الخلل بتلك البنية وثوريته العلمية، كلها لم تجد جدوى في ديار بكر، بالمقارنة مع الجهالة والأمية الثقافية التي تغمر القيادة القومية الكردية في العراق ،وتذكرنا خطاباتهم ولاسيما نيجرفان برزاني بصدام حينما كان ينصح العراقي ساعات على التلفاز بـ(غسل سنيناتو) قبل النوم.
طبول الحرب قرعها القوميون الأكراد وذيولهم ومستكرديهم من "العرب" ولاسيما الشيوعيين السابقين المرابطين (من أجل آخر صمونة) أو أصحاب الهوى الفارسي ممن يضمر في داخله إنتماء "مشترك" للآريين، كان متكتم عليه بالأمس ومتبع"التقية" من جراء ثقافة"الكيتو". ربما يكون الأمر سببا حقيقيا في عشم نجيرفان بالسيد السيستاني على خلفية كونه إيراني ويمكن أن يحن عليه(آريا) ،كما تعودوا من أقطاب الدجل . لكن فاتهم بأن السيد ليس إيراني الهوى وهو منبوذ في إيران نفسها، كونه لايؤمن بطروحات خميني و(ولاية الفقية).
وهنا جدير أن أشير الى أني كنت أسمع في الثمانينات أقاويل تصدر من قوميين أكراد في تفسيرهم للحرب العراقية الإيرانية بأنها حرب مصيرية بين (الآريين) و(الساميين)، وفسروا وقوف عرب الخليط والمحيط مع صدام مرده هذا الشعور العرقي الدفين!..الخ. وهكذا وقف الأكراد"آريا" ضد العراق وساعدوا إيران وجروا معهم حتى الشيوعيين السلعة الرائجة في سوق النخاسة وحروب الشرق والغرب العبثية ، ليعينوهم على ضرب ظهر الجيش العراقي في مغامرة كؤودة دعوها (الأنصار). واليوم نجد أن القوميين الأكراد يقفون على الحياد ويسكتون على قصف إيران لقرى السليمانية ، لكنهم هبوا ضد تركيا ونددوا بالعرب المؤيدين لها ولاسيما سوريا.
نحمده بأن الأتراك لم يجدوا لهم موقع قدم في تصانيف الأعراق التوراتية الساذجة، ونكن لهم العرفان كصديق وجار في الضيق ،وبفضلهم كشف الكثير من الأمور، أولها وهن "المتعنترين" الأكراد، وثانيهما أنهم متعاونون مع الأمريكان بالخفاء والعلن وليس كما يريد أن يظهر عليه الأكراد بصدد علاقتهم المصيرية بالمحتل، والثالث هو كونهم أمسوا دلالة لموازنة القوى وضمانة في استقلال العراق وسلامة أراضيه وكبح جماح أطماع العرب والعجم على حد سواء،وقد عبروا على قناطر العراقيين القومية والطائفية.
النائب في البرلمان سامي العسكري مثل صوتنا بعدما طفح بنا الكيل،حينما وعى حقيقة أن القوميين الأكراد وقفوا بالأمس مع تقسيم العراق أمريكيا وقبله ضحوا بنصف شط العرب من أجل إرضاء غرور الشاه (الآري) وقبله تآمروا على ثورة الزعيم عبدالكريم مع شركات النفط والكويت والبعثيين وعبدالناصر، وأقتضب الأمر بوصفه لهم (أنهم أكراد في السراء وعراقيون في الضراء). لكن زعيق ببغاواتهم يحز بالنفس وهم يتحججون بكرامة الوطن العراقي ووحدة أراضيه،وهم (دافنبة سوية) مع المحتل. أي وحدة وطن تتعلق ببرزاني الذي لايرفع حتى العلم العراقي رمز الدولة الأبسط ،و أي كرامة و البلد غارق في دوامة (الفرهدة) و(الفدرلة). فما الفرق بين احتلال أمريكي أو قومي كردي أو تركي ، فالأمر سيان لنا ولا يضر الشاه سلخها بعد نحرها .
ومن علامات الدجل القومي المسجلة في التاريخ أن القوميين الأكراد في العراق كانوا (دهن ودبس) مع تركيا ، التي احتفظت لها بأربع قواعد موزعة في محميتهم، وأن طلباني"رئيس العراق" نفسه كان يتمنى في التسعينات أن يكون مواطنا تركيا صالحا، وينهي إرتباطه بالعراق نهائيا. فها هي الفرصة قد اتته لينضم الى تركيا ويتوحد مع قومه المقسمين على شقي حدود(سايكس-بيكو) المجحفة!.
مازلت اسمع أن الأكراد أمة مقسمة بين أربع دول، وإذ أتسائل أي تجمع ثقافي أو "عرقي" في هذا العالم ليس مقسما ، ولنأخذ العرب والأتراك والفرس والبلوش والهنود والشعوب الأوربية كلها،حيث يقبع منتميها على شقي حدود الدول التي رسمتها الحروب القومية لقرون طوال. والأمر الثاني المحير، هو متى كان الأكراد دولة واحدة كي يقسموا اليوم، فكل التاريخ يشهد بأنهم قبائل بدوية رعوية تنتقل بين السهل والجبل من أجل العيش، ولم يبنوا منظومات دولة البتة، وإذ أتحدى أي من يأتي لي بالدليل ضد ما أدعي. أما الشيوعيون وبقاياهم اليوم وهم يتشدقون بشعار(حق تقرير المصير) الذي أملته أوامر ستالين ثم اللوبي الكردي داخل قيادتهم،والذي تاجر بهم ، وأذكرهم كل مرة أن حق تقرير المصير الأممي لا ينطبق على فئات بلد مؤسس لعصبة الأمم والأمم المتحدة، وهو ليس بلد تصفية تركة استعمار كما كانت تيمور الشرقية بعد البرتغال عام 1975. وأذكرهم حينما تمذهبوا لفتاوى الرفيق جيفكوف وهو قد منع (طهور) أو إطلاق أسماء إسلامية على أتراك بلغاريا، وطمس جاوجيسكو قوميات رومانيا ولم يعترف بوجود الغجر وهم يشكلون خمس السكان، لكن الشيوعيون العراقيون يهبون وبسخاء وحاتمية للأكراد ما يريدون من بلدهم وهو مهيض الجناح، والأمر مسجل في ذاكرتنا أهل بيت العراق.
اليوم حلت ساعة الحقيقة وأول مرة يشمت العراقيون بالقيادات القومية الكردية، واول مرة يجد العراقيون متنفس لما ملئ صدورهم من غيض وقيح على هؤلاء الذين باعوا العراق في كل مرة، وطعنوه في الظهر ألف مرة، ويجب القصاص منهم ، وأدعوا الله عليهم كل ضر وضياع،جزاء ما فعلوه.والأهم أن يتلقون الضربة القاصمة لكي لاتقم لهم قائمة ويرتاح العراق المسكين من شرورهم ومشين طباعهم. إقتداءا بمقولة الإمام علي (ع):( إن الله لم يقصم جباري دهر إلا بعد تمهل ورخاء ،ولم يجبر عظم أحد من الأمم إلا بعد ذل وبلاء).
اليوم نقف جميعا مع تركيا لضرب القوميين الأكراد ، ولا نحتاج إلى مزايدات في إنتمائنا العراقي، فالوقائع مثبته، ولم تعد تجدي إتهاماتهم (شوفيني) الذي يقابل (اللاسامية)، أو الإطناب بمظلومية الأنفال بما يقابل (الهولوكوست) على خطى اليهود والأمر مفضوح.
لقد سمعنا أن طلباني يملك في بريطانيا وحدها ثلاثة مليارات دولار، وتريد زوجته(سيدة العراق الأولى) "لفلفتها"، والأمر ينطبق تماما مثلما أموال الخوئي والحكيم وغيرهم من أباطرة الدين والسياسة والمال، والناس تتضور جوعا وتشكو الفاقة. وهنا أعلن عن ترحيبي بدخول الأتراك إلى أربيل وسليمانية وتخليصنا وأهلنا الأكراد من سلطة المهربين(القجقجية) ومصادرة ملياراتهم ،وتوزيعها بالقسطاس على ثلاثة ملايين من فقراء الأكراد أي مئة الف دولار لكي كردي،ومثلها من أموال برزاني التي كسبها قبل وبعد معركة ( أم الجمارك)،وبذلك يصبح أهلنا الأكراد مليونرية وهو ما نتمناه من الصميم.
أن بوادر الحل وردت من كونداليزا حينما جاءت كركوك لتؤكد النصاب التاريخي الذي نساه القوميون الأكراد بعنجهيتهم وحقيقة أن كركوك ليست للأكراد ولا للعراق من الأساس وإنما مستودع غربي للنفط حتى يبور كسلعة أو ينتهي كمصدر، وفي ذلك قصة تروى. لذا ندعوا المحتلين الأمريكان أن يستثمروا هذه الفرصة و يسدوا معروفا وحيدا للأمة العراقية ويكسبوا تعاطفهم، بأن يخلصوها مما أثقل كاهلها، ويقضوا بالتعاون مع الأتراك على أي أثر للقوميين الأكراد،مثلما حدث بالأمس مع القوميين العرب ،وإلا فسوف لن يجدوا مؤيد لهم حتى لو نصبوا من يروق لهم،و الذي سيكون مصيره مثل نوري سعيد ولنا في قادم الأيام مع القوميين الأكراد حظ سعيد.



#علي_ثويني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العمارتان العراقية و الفارسية..مدخل مقارن في الريادة والإقتب ...
- ماذا جنى العراقيون من التشيع والتسنن؟ الجزء3- الأخير
- ماذا جنى العراقيون من التشيع والتسنن؟الجزء3- الأخير
- ماذا جنى العراقيون من التشيع والتسنن؟ الجزء2- من ثلاثة أجزاء
- ماذا جنى العراقيون من التشيع والتسنن؟ الجزء1- من ثلاثة أجزاء
- بلاد مابين الفدرلة والفرهدة
- 30 تموز..الأمريكان والبعث وصدام.. خصام أم وئام
- ثورة تموز... رؤية متروية بعد الحول التاسع والأربعين
- وزراء البيشمركة وعودة الى لعبة الحرب بالنيابة
- خان مرجان وعمارة الرمق الأخير في بغداد الجزء22
- خان مرجان وعمارة الرمق الأخير في بغداد-الجزء 1-2
- دهمائنا ومخراطيونا والديمقراطية الأمريكية
- فرنسا الجديدة والعراق الجديد
- تقسيم بغداد و-...خط البرغل-
- تقسيم بغداد و-خط البرغل-
- الحوار المتمدن ومصير كركوك
- حوادث -الشيخان-، ونحر اليزيديين في دولة التناحر القومي-الطائ ...
- حول صولاغ والقناة الفضائية العراقية
- انقلاب 8 شباط وإجهاض المشروع النهضوي في العراق
- فضيحة مجلجلة عنوانها سفارة زيباري في ستوكهولم


المزيد.....




- إيران:ما الذي ستغيره العقوبات الأمريكية والأوروبية الجديدة؟ ...
- الرئيس السابق للاستخبارات القومية الأمريكية يرد على الهجوم ا ...
- وزير خارجية الأردن لنظيره الإيراني: لن نسمح لإيران أو إسرائي ...
- وسائل إعلام: إسرائيل تشن غارات على جنوب سوريا تزامنا مع أنبا ...
- حرب غزة| قصف مستمر على القطاع وأنباء عن ضربة إسرائيلية على أ ...
- انفجارات بأصفهان بإيران ووسائل إعلام تتحدث عن ضربة إسرائيلية ...
- في حال نشوب حرب.. ما هي قدرات كل من إسرائيل وإيران العسكرية؟ ...
- دوي انفجارات قرب مطار أصفهان وقاعدة هشتم شكاري الجوية ومسؤول ...
- أنباء عن -هجوم إسرائيلي محدود على إيران- وسط نفي إيراني- لحظ ...
- -واينت-: صمت في إسرائيل والجيش في حالة تأهب قصوى


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - علي ثويني - حينما غنوا القوميين الأكراد: يا أهلا بالمعارك