أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - التجمع الماركسي الديمقراطي في سوريا - إلى الأمام: العدد 3 أواسط أيار 2007














المزيد.....

إلى الأمام: العدد 3 أواسط أيار 2007


التجمع الماركسي الديمقراطي في سوريا

الحوار المتمدن-العدد: 2135 - 2007 / 12 / 20 - 11:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحاجة إلى يسار ماركسي مستقل في سوريا
ليس من المبالغة في شيء القول أن المهمة الأساسية الراهنة لليسار الماركسي هي إعادة بناء السياسة في المجتمع السوري ؛ مجتمع جرى تكييفه على مدى عشرات السنين ، تكييفا على الطريقة البيروقراطية السوفييتية : الحركة الشيوعية الرسمية السورية كيفت من قبل قيادة الكومنترن ، والجماهير من عمال وفلاحين فقراء وبورجوازية صغيرة مدينية كيفت من قبل النظام القائم حيث سيست بطريقة أدت إلى نزع السياسة من حياتها وبالتالي راحت تبحث عن السياسة في الدين . إن صعوبة إعادة الحياة إلى السياسة في المجتمع السوري بشكل حديث تأتي من نتائج هذا التكييف الشديد من الجهتين الحكومية والحزبية الشيوعية ، ومن الحصار الذي مورس على كل فعل سياسي مستقل، مع أنه علينا الإشارة إلى الأخطاء التكتيكية والمنهجية التي وقعت فيها أغلب الأحزاب والتي حاولت شق طريق كهذه، خاصة ما وقعت فيه من المغامرة والنبرة الثأرية ومن الانغلاق والانعزالية وحتى الاستئصالية تجاه التيارات الأخرى فكانت بهذا المعنى صورة مصغرة عن المجتمع السوري في انكفائه نحو ولاءات قديمة ، لا بل كانت أكثر منه انغلاقاً وانعزالية رغم شعارات الديمقراطية والحرية والوطنية. لكن الأمر الأهم في نقد عمل معظم أطياف المعارضة السورية هو خطؤها المنهجي في التحليل السياسي حيث تنطلق في مقاربة الوضعين العالمي والإقليمي من موقفها الثأري من السلطة السياسية القائمة، بالتالي فهي تنطلق في التحليل السياسي من الجزئي إلى الكلي؛الكلي هو النظام الإمبريالي العالمي بقيادة الولايات المتحدة و النظام في سوريا هو الجزء بالتالي فمن المنطقي والصحيح الانطلاق في تحليل الوضع السوري اقتصادياً وسياسياً من دراسة شكل عمل النظام الإمبريالي ومن ثم دراسة الوضع العربي وحين نصل إلى الوضع المحلي السوري يدرس بعناية وتفصيل وتوضع الإستراتيجية والتكتيكات التي تقود إلى بناء استقلالية الحركة الماركسية ، وإلى إعادة السياسة إلى المجتمع بالتالي قطع الطريق على تسييس الدين والدفاع عن مصالح الكادحين من العمال والفلاحين الفقراء وصغار المنتجين والفقراء من سكان المدن ومن أجل حل مسائل المهمشين قومياً واجتماعياً. لقد كشفت الحرب الإسرائيلية العدوانية الأخيرة على لبنان مدى العيب الذي يلازم هكذا منهجية في التحليل ، حيث وقعت المعارضة الديمقراطية الوطنية والليبرالية السورية في إرباك ، وهذا الإرباك ناجم بالتحديد من العيب المنهجي سالف الذكر .
في 20 نيسان من هذا العام صدر إعلان عن تأسيس تجمع جديد يحمل اسم ”تجمع اليسار الماركسي في سوريا ”، حيث طرح وثيقة تأسيسية قدم لها ببيان . والوثيقة هي حصيلة عامين تقريباً من النقاش الجاد والمثابر والحريص حيث خرجت جميع الأطراف الماركسية المشاركة بتوافقات أقل ما يقال عنها أنها الحد الأدنى الضروري لقيام عمل مشترك بينها بعد سنوات من القطيعة والإقصاء وسوء الفهم والإبعاد المتبادل ، ولسنا هنا في التجمع الماركسي –الديمقراطي في سوريا بصدد الحديث عن تفاصيل الوثيقة فهي موجودة لدى الجمهور المهتم، بل نحن بصدد الحديث عن الحاجة التاريخية لقيام تجمع كهذا ، منطلقين من معطيات الواقع السوري الراهن التي هي :
1- انزياح عدد كبير من المثقفين والنخب السياسية التي كانت تلهج باسم الماركسية والشيوعية نحو الليبرالية والخيار الليبرالي على أثر تفكك الدولة السوفيتية وما ولده من إحباط على المستويين العالمي والمحلي .
2- تغيير بعض القوى السياسية الشيوعية العريقة اسمها. وتحت التسمية الجديدة تم اعتماد رهان طبقي اجتماعي جديد مفاده نقل الرهان الطبقي في قيادة التحرك الديمقراطي من الطبقة العاملة السورية وتحالفها الشعبي إلى البورجوازية الليبرالية السورية المتأسلمة والعلمانية المحلية والمهاجرة .
3- انهيار ما كان يسمى بالشيوعية الرسمية ، حيث اندمجت بقاياها بالسلطة السياسية القائمة ، وأصبحت جزء لا يتجزأ من آلية اشتغال هذه السلطة .
4- التآكل المضطرد للتحديثات الاجتماعية ولمكتسبات الطبقة العاملة والفقراء والمهمشين في المجتمع السوري والتي تم انجازها في عقد السبعينات من القرن الماضي وحتى منتصف الثمانينات نتيجة تبرجز قيادات حزب البعث و تكييف منظماته القاعدية ، و نتيجة غياب أي قوى سياسية معارضة فاعلة تقف في وجه هذا التآكل ، و سلبية الجماهير الكادحة التي خضعت لتكييف شديد كما أسلفنا، و الحصار الأمني والسياسي الشامل.
إن النتيجة المنطقية لما تم ذكره هو النقص في التعبير السياسي للطبقة العاملة السورية وتحالفها الشعبي.
5- إهمال قطاع الدولة وتركه مرتعاً للنهابين والفاسدين بهدف واحد هو بيعه في المزاد العلني وخصخصته بعد إنهاكه والبرهنة المغرضة على عدم فاعليته وعدم أهليته. مع التحذير من أن انهيار قطاع الدولة في سوريا يعني انهيار النظام العام والدخول في فوضى اجتماعية مميتة .
6- بداية تفلت الطبقات الشعبية التقليدية من العمال وفقراء الفلاحين وصغار المنتجين في المدن من كنف المنظمات "الشعبية" الرسمية والتي هي حاضنات للتكييف السياسي.
من كل هذا يأتي إعلان تجمع اليسار الماركسي في سوريا عبر وثيقته التأسيسية ليعبر عن هذه الحاجة في التعبير السياسي . وهذا التعبير السياسي عن الطبقة العاملة وتحالفها الشعبي ليس بديهياً ولا يأتي بالادعاء ، بل مطلوب أن تأتي به جدارة هذا التجمع في التعبير حقيقة عن مصالح هذه الطبقات وعن مصالح جميع المهمشين والفقراء في المجتمع السوري من الناحيتين الاجتماعية والقومية .
إننا في التجمع الماركسي- الديمقراطي إذ نعبر عن نقدنا لأداء المعارضة الوطنية الديمقراطية فذلك من حرصنا الأكيد على العمل على مسألة إعادة إنتاج السياسة في المجتمع السوري ومن سعينا لقطع الطريق عبر الجدارة السياسية على كل مسعى لاستنساخ الحزب السياسي الديني في المجتمع منطلقين من قناعتنا بأن استنساخ هذا الشكل من الحزب السياسي يصب الماء في نهاية المطاف في طاحونة المشروع الأميركي للشرق الأوسط "الجديد" و"الكبير".





#التجمع_الماركسي_الديمقراطي_في_سوريا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إلى الأمام - العدد 4 أواسط أب 2007


المزيد.....




- شاهد.. رجل يشعل النار في نفسه خارج قاعة محاكمة ترامب في نيوي ...
- العراق يُعلق على الهجوم الإسرائيلي على أصفهان في إيران: لا ي ...
- مظاهرة شبابية من أجل المناخ في روما تدعو لوقف إطلاق النار في ...
- استهداف أصفهان - ما دلالة المكان وما الرسائل الموجهة لإيران؟ ...
- سياسي فرنسي: سرقة الأصول الروسية ستكلف الاتحاد الأوروبي غالي ...
- بعد تعليقاته على الهجوم على إيران.. انتقادات واسعة لبن غفير ...
- ليبرمان: نتنياهو مهتم بدولة فلسطينية وبرنامج نووي سعودي للته ...
- لماذا تجنبت إسرائيل تبني الهجوم على مواقع عسكرية إيرانية؟
- خبير بريطاني: الجيش الروسي يقترب من تطويق لواء نخبة أوكراني ...
- لافروف: تسليح النازيين بكييف يهدد أمننا


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - التجمع الماركسي الديمقراطي في سوريا - إلى الأمام: العدد 3 أواسط أيار 2007