أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - حبيب تومي - كردستان .. تداول مواقع المسؤولية ما له وما عليه














المزيد.....

كردستان .. تداول مواقع المسؤولية ما له وما عليه


حبيب تومي

الحوار المتمدن-العدد: 2134 - 2007 / 12 / 19 - 09:58
المحور: القضية الكردية
    


حينما قدر للعراق ان يتحرر من قبضة الحكم الدكتاتوري كانت الآمال معقودة على بناء دولة عراقية معاصرة تقوم على اساس اعلاء كلمة النظام والقانون وتشييد دولة مؤسساتية راسخة ، لكن الفراغ الأمني الذي خلفه الحكم الدكتاتوري استوعب من قبل الأحزاب الدينية التي تسربلت بغطاء طائفي ، فحل الخراب مكان البناء ، واستشرى الفساد والنهب والسلب بدل الشفافية والحفاظ على الأموال العامة وكانت الطائفية والمحسوبية والقبلية والميليشيات والمجموعات المسلحة عوظاً عن مؤسسات الدولة .
لكن الآمال لم تنقطع فلا زلنا ننظر الى النصف المملوء من الكأس ، وهذا الأمل والتفاؤل يزدهران حين النظر الى تجربة أقليم كردستان ، ففي هذا الجزء العزيز من الوطن كان للشعب الكردي تجربة مريرة على مدى عقود ، وحينما توفرت اسباب الأمان والأستقرار له في مطاوي 1991 من قبل الهيئات الدولية ، كرس هذا الشعب ( الشعب الكردي ) نفسه لعملية البناء والتعمير ووضع اسس متينة لأرساء قواعد النظام والقانون وبناء دولة المؤسسات .
لقد أثبت الشعب الكردي للعالم أجمع الوجه الناصع لقضيته وحينما وجد نفسه طليقاً من الأغلال والظلم انخرط مباشرة في عملية البناء وعزز اسس السلام والأستقرار واشترك في اللعبة السياسية من اوسع ابوابها .
للأكراد اليوم كيان فيدرالي ضمن الدولة العراقية ، وهي بذاتها أي كردسان لديها برلمان منتخب وحكومة قائمة تعمل ليل نهار من اجل حفظ امن المواطن ومواكبة عملية البناء والتعمير .
إن اقليم كردستان لا يزال يفتقر الى دستور دائم الذي يعتبر القانون الأساسي في البلد ، وهو العقد الأجتماعي والعمود الفقري لبناء دولة القانون والذي يحدد هيكلية الدولة ويضمن حقوق شرائح المجتمع وفي مقدمتها حقوق الأقليات .
في الحكم الدكتاتوري ، يكون الحاكم فوق القانون وأعلى من تشريعات الدستور ، وهو الآمر الناهي ، وقد يستطيع الحاكم المستبد في هذه الحالة من فرض الأستقرار والهدوء بفعل عمليات الظلم والبطش .
لكن حالما تسقط الدكتاتورية ينهار البنيان الهش الذي كان قائماً على ركائز فردية غير مدروسة تتناغم مع مزاج القائد الأوحد . أما دولة دولة المؤسسات والقانون لا يمكن ان تنهار بانهيار الحاكم ، فرئيس الجمهورية في هذه الدولة هو موظف ، وتنحصر مسؤوليته في إطار وظيفته بالأدارة ، وهذه الحالة تتجلى في الديقراطيات الأوروبية وأميركا والهند واليابان وكوريا الجنوبية واستراليا وغيرها .
تلقب اليابان بدولة الشركات ، اما الولايات المتحدة الأمريكية فهي دولة المؤسسات وفيها الأدارة قائمة فاعلة مهما كان التغيير في قمة الهرم ، إن تداول السلطة بين الحزبين الرئيسيين في امريكا يساوي الفرق بين برنامجيهما والتنافس يجري على جذب الناخب الأمريكي صوب برنامج الحزب الذي يشرح رؤيته لخدمة البلاد .
في اقليم كردستان يبدو ان غياب الدستور الدائم قد أفرز الأتفاقية بين الحزبين الكرديين ، حزب الأتحاد الوطني الكردستاني ، والحزب الديمقراطي الكردستاني ، في تداول سلطة رئيس الوزراء ، وسلطة رئيس البرلمان في اقليم كردستان كل سنتين من عمر الأنتخابات النيابية التي أمدها أربعة سنوات . في الحقيقة ان هذا الأتفاق يجسد نوع من المساواة والعدالة ، لكن من الجانب الآخر قد يكون له تأثير سلبي على مجمل البرامج السياسية والأقتصادية والتنموية التي تزمع الحكومة على تنفيذها في بحر السنوات الأربع لدورة حكمها .
إن سلّمت بيت غير كامل البنيان لمقاول آخر يكمّل ما بدأته في البناء ، فسيكون للمقاول الثاني رؤية تختلف عن رؤيتي ، في ان هذه الغرفة صغيرة وتلك النوافذ ليست في محلها ، وغرفة الأستقبال كبيرة جداً الى آخره من التصورات التي يراها المقاول الثاني ، ولهذا يفضل ان ينهي المشروع من بدأه لكي يتحمل مسؤولية النجاح او الفشل .
وفي المشهد السياسي ، قدرت مدة الحكم في الحد الأدنى بأربعة سنوات ، تستلم الحكومة مهامها وتنفذ برامجها وتنتهي منها بعد أربعة سنوات ، وهذا النظام سار في الولايات المتحدة التي يتانافس على حكمها حزبان رئيسيان ، وفي تصوري ان الحكومة الأقليمية في كردستان ربما ألأجدى ان تستمر دورتها الحالية ولغاية أربع سنوات ، لتنهي ما بدأته من مشاريع اقتصادية وسياسية ، ثم تليها حكومة ثانية من الحزب الآخر ولمدة أربع سنوات أيضاً وهذا باعتقادي المتواضع سيكون في خدمة التنمية في كردستان .



#حبيب_تومي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طلقات سريعة ومساهمات جادة عن الفضائية الكلدانية
- قراءة تحليلية في طروحات السيد سركيس آغا جان
- المشترك واللامشترك في لقاء بابا الفاتيكان مع العاهل السعودي ...
- كردستان واحة خضراء لا تقبل التصحّر
- إطلاق فضائية كلدانية هل يغدو الحلم حقيقة ؟
- المشترك واللامشترك في لقاء بابا الفاتيكان والعاهل السعودي ( ...
- فضائية عشتار وسهرة طرب من القوش
- شكراً للأستاذ نوري المالكي لكن نطلب اعتذار الحكومة لشعبنا ال ...
- تعيين الكاردينال عمانوئيل دلّي تشريف للعراق وللشعب الكلداني
- إقرار المزيد من المكتسبات لأعضاء البرلمان أثلج صدورنا
- عيد سعيد يا مليار مسلم
- أقف إجلالاً لوزيرة الشهداء والمؤنفلين في كردستان
- الحركة الديمقراطية الآشورية أخطأت بنشر هذا الكتيّب
- كردستان اليوم لم تعد ساحة عرضات عسكرية
- حضرات السادة أعضاء ( شركات ) الخطف
- السادة آغا جان وكنا وأبلحد افرام .. ندعوكم حول مائدة مستديرة
- بين حكومتي نوري السعيد ونوري المالكي ضاع الأنسان العراقي
- المجلس القومي الكلداني العبرة في النهوض من الكبوة
- الأقلية الأيزيدية إهمال حكومي وعنف مجتمعي
- كردستان تجربة رائدة لمقاربة الثورة مع الدولة


المزيد.....




- إيران تصف الفيتو الأمريكي ضد عضوية فلسطين في الأمم المتحدة ب ...
- إسرائيل: 276 شاحنة محملة بإمدادات الإغاثة وصلت إلى قطاع غزة ...
- مفوضية اللاجئين تطالب قبرص بالالتزام بالقانون في تعاملها مع ...
- لإغاثة السكان.. الإمارات أول دولة تنجح في الوصول لخان يونس
- سفارة روسيا لدى برلين تكشف سبب عدم دعوتها لحضور ذكرى تحرير م ...
- حادثة اصفهان بين خيبة الأمل الاسرائيلية وتضخيم الاعلام الغرب ...
- ردود فعل غاضبة للفلسطينيين تجاه الفيتو الأمريكي ضد العضوية ...
- اليونيسف تعلن استشهاد أكثر من 14 ألف طفل فلسطيني في العدوان ...
- اعتقالات في حرم جامعة كولومبيا خلال احتجاج طلابي مؤيد للفلسط ...
- الأمم المتحدة تستنكر -تعمد- تحطيم الأجهزة الطبية المعقدة بمس ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - حبيب تومي - كردستان .. تداول مواقع المسؤولية ما له وما عليه