أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبلة درويش - شجرة -مظلمة- في انوار عيد الميلاد المجيد














المزيد.....

شجرة -مظلمة- في انوار عيد الميلاد المجيد


عبلة درويش

الحوار المتمدن-العدد: 2134 - 2007 / 12 / 19 - 08:57
المحور: الادب والفن
    


كتبت عـبـلــة درويــش - تتناغم وتتراقص بعضها على بعض في وحدة وظلام، وتطل عليك وسط مدينة بيت جالا، خضراء وساقها بني حقا، اهي شجرة كسائر الاشجار التي خلقها الله تعالى، فلم يشترِ لها احد كساء عيد الميلاد المجيد، ورفيقاتها في الحي والشارع فرحات باضواء العيد وانواره التي تجذبك من كل زاوية وحارة، تلك هي شجرة حزينة شاء لها القدر ان تعيش مقابل كنيسة السيدة مريم العذراء، لكنها لم تستطع ان تنير شارعها بعد ان فرضت عليها عقوبة الظلام.

"شجرة" مزروعة في شارع العذراء، مقابل كنيسة السيدة مريم العذراء، وسط مدينة بيت جالا، في محافظة بيت لحم، جنوب الضفة الغربية، لم يطل عليها عيد الميلاد المجيد منذ سنوات، فيقوم عمال بلدية بيت جالا، بتزيين كافة الاشجار التي تحيط بالكنيسة وشوارعها وكأنها "ولدت ولم تُر"، فلو كانت شجرة يتيمة لحصلت على كساء العيد من بيوت الايتام، ولو كانت سيئة لما اعطاها الله تعالى العمر المديد.

فعلى ذلك الرصيف وسط المدينة، تعرضت شجرة شقيقة لها لاعتداء من قبل قوات الاحتلال الاسرائيلي في اجتياح لهم عام 2002 فسقطت شهيدة، الا ان هذه الشجرة "الحزينة" بقيت صامدة لكن ظلمها لم ينته بقتل شقيقتها الى ان حكم عليها بعقوبة "الظلام الدائم".

وفي هذه الايام في اوائل كانون اول، يطل علينا عيد الاضحى المبارك وعيد ميلاد السيد المسيح عليه السلام، حيث تشهد محافظة بيت لحم مدينة ميلاد السيد المسيح فرحة وبهجة، ويزورها السياح من كل بقاع الارض، افلا تستحق "الشجرة الحزينة" ان تشاركهم الفرحة.

"لن نمنعهم ان زينوا شجرتنا" قالت مستغربة ساكنة المنزل الملاصقة للشجرة الحزينة، معربة عن فرحتها بمنظر الشارع والاشجار الملونة التي تعطي المدينة بهجة واملا في الحياة رغم كل ما يعانيه الوطن من حصار قاهر، لتعش شجرتها ظلام المساء حتى في ميلاد السيد المسيح.

"ليش شجرتك مش مزينة يا ستي" قال مستغربا حفيد السيدة، لتصمت جدته دقائقا معدودات مبررة ان اسلاك الكهرباء بعيدة عن الشجرة، فتأخذه بنزهة صغيرة ليفرح بأنوار الاشجار وزينتها في ذات الشارع والتي لا تبعد عن الشجرة "الحزينة" 10 امتار.

ونعلم ان الوضع الاقتصادي في الوطن وفي بيت لحم مدينة ميلاد السيد المسيح، صعب للغاية، فلم تحظ المحافظة بدعم مالي لتغطية كافة احتياجاتها لاضاءة المحافظة احتفالا بالعيد كما السنوات السابقة، فلو مررت بالمحافظة منذ سنوات وعدت وزرتها اليوم، تجد الاشجار والانوار والاضاءة عابسة بعض الشيء، لكن بعض الاشجار شاركت المواطنين فرحتهم بميلاد السيد المسيح، حتى وان كانت المشاركة نسبية، الا ان بعض الاشجار ومنها "الشجرة الحزينة" عاشت الحصار الاقتصادي بكل اشكاله.

في حين اكد مدير بلدية بيت جالا نديم سمعان ان صندوق البلدية يصرف مبلغا مقطوعا للزينة والاضواء كل عام على المدينة في اعياد الميلاد ولم يتغير المبلغ سواء السنة الماضية ام السنة، اضافة الى مكرمة من الرئيس عباس.

ونهاية، نوجه التحية الى اخوتنا في مدينة بيت جالا، ونتمنى لهم عيد ميلاد سعيد، وعيد اضحى سعيد، فليخرجوا ويتمتعوا بانوار العيد، وان شاؤوا ان لا يروا الظلام في عيد الميلاد فلا يقتربوا من الشجرة المظلمة، فهناك اشجار مضيئة تنسيهم ظلام الحصار والاحتلال، فلنعش كأن الشجرة الحزينة غير موجودة، ولننسى الحصار والاحتلال، ولننتظر ان تكتمل فرحتنا وان نحتفل بالاعياد القادمة عندما تضاء "الشجرة الحزينة".



#عبلة_درويش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل ستكون هناك إذا ناديت عليك ؟!
- -وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا-
- الصحافة الالكترونية مستقبل واعد ومتحف ينتظر الصحافة الورقية
- لآلئ تتصدر جلسات المحاكم الاخلاقية في رام الله
- كيف أرسمه يا قلم؟!
- انتظرك هناك يا حبيب
- اليك يا حبيب:عندما يأتي المساء
- الصحافة الالكترونية:
- -الكندرجي- ابو موريس.. حكاية 58 عاما بين المطرقة والسندان .. ...
- -بيت ريا-..عين ماء تملأ الارض خضرة والسماء زقزقة باحلام العص ...
- قصة - الاحتلال يحكم بالسجن مدى الحياة على كنيسة في بيت جالا
- المرأة الفلسطينية مسألة الحقوق
- عرس صوري عن بعد في مخيم الدهيشة .. لمبعد اطفأت -التنفيذية- ف ...


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - عبلة درويش - شجرة -مظلمة- في انوار عيد الميلاد المجيد