أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعدون محسن ضمد - الجينوم العربي














المزيد.....

الجينوم العربي


سعدون محسن ضمد

الحوار المتمدن-العدد: 2133 - 2007 / 12 / 18 - 04:47
المحور: كتابات ساخرة
    


هل هناك صخرة تكسَّرت عندها جميع أمواج التغيير في التاريخ العربي أعتى من صخرة الوراثة؟ أقصد وراثة كرسي السلطة.. الجواب لا. فكل الأشياء والحقائق تغيرت إلا هذه المهزلة، وحدها العصية على التغيير. لكن لماذا؟ أين يكمن الخلل؟ كيف يحدث أن يغادر العالم المحيط بنا بقعة زمنية مظلمة في تاريخه والتي هي بقعة الوراثة، ولا نفعل نـحن؟ هل يتسرب جينوم الوراثة من الإسلام؟ بالتأكيد لا، فإيران وتركيا مسلمتان.
حسناً فهل تتسرب هذه اللعنة من العروبة، هل العروبة مركب تخلف لهذه الدرجة؟
المعيب في الموضوع أن لعنة الوراثة هذه لا تنصب على رؤوس الشعوب العربية بشكل محترم، بمعنى أن يحترم الرئيس العربي شعبه ويدعوهم ـ وهو في عز شبابه ـ للتصويت على التحول من الجمهورية إلى الملكية، ثم وبعد التصويت الشكلي يحتفل الشعب بتتويج الملك وينتهي الموضوع. الرؤساء العرب لا يفعلون ذلك، كلهم مجمعون على إهانة شعوبهم، تقريباً ليس هناك استثناء. في تونس كانت المهزلة مهينة حقاً، فقد حول زين العابدين الديمقراطية لسيرك رخيص لم تنته ألعابه إلا ببقائه كما هو متمسكاً بكرسي الزعامة. في ليبيا كانت ولا تزال الإهانة أكبر، فهي لم تتوقف عند وراثة سيف الإسلام المرتقبة، بل بالممارسات المتكررة التي يعبِّر من خلالها معمر (الكذافي) عن احتقاره لشعبه، خاصة تلك التي يتناقلها من سافر إلى ليبيا من العراقيين الذي يقولون بأن الرئيس الليبي عرض على شعبه في أحد الأيام ومن خلال التلفزيون أسفل حذائه، وهكذا بقيت حذاء الرئيس تضحك على بلادة شعبه فترة بث كاملة.أما بالنسبة لمصر.. أما بالنسبة للمجتمع الذي أنجب رفاعة الطهطاوي وطه حسين والعقاد ووو...الخ. فلم يتم توريث الحكم طبعاً، لكن فقط شاءت المصادفة أن الحزب الحاكم والذي لا يريد أن يستبدل الرئيس قرر أن يتحرك لاينتخاب ابنه بعده. والقضية المحيرة في أن يقبل المجتمع المصري مثل هذه المهزلة ولا يستطيع أن يفعل أكثر من تظاهرات حركة كفاية السلمية والتي حركتها أميركا ضمن مسلسل التغيير الذي كانت بصدده أول أيام إطاحتها بصدام.. هل نستمر بتعداد النماذج؟ هل نـحن بحاجة للمرور على التجربة السورية، وكيف اجتمع البرلمان السوري و(بحرية تامة) ليقرر تغيير الدستور حفاظاً على جينوم القيادة المنتقل من الأسد الأب إلى الأسد الابن؟ هل هناك حاجة للمرور على التجربة اليمنية الأخيرة، والتي أضحكت شعوب العالم علينا، عندما قرر الرئيس علي عبد الله صالح أن يتخلي عن الرئاسة ويتركها لاختيار الشعب، وأقسم بالأيمان المغلضة بأن القضية ليست لعبة من لعب الديمقراطية، وأن موضوع تخليه عن الكرسي هذه المرة حقيقي مائة بالمائة. ثم ماذا كانت النتيجة؟
حسناً لنعترف بأن القضية فجَّة لهذه الدرجة، وأنها حقاً محيرة. إذ من المعقول أن يجمع الرؤساء العرب على قضية التوريث، لكن ليس من المعقول أنهم يجمعون على تنفيذ هذا الإجماع بشكل مهين. على كل حال ليس مهماً بالنسبة لنا كعراقيين، أن يُشفى باقي العرب من مرض الوراثة أم لا، فهذا شأنهم. لكن المهم أن نـحمي أنفسنا من هذا المرض. ومن الطريقة الفجة التي يصيب بها الشعوب. خاصَّة إذا تذكرنا بأن جميع قيادات أحزابنا السياسية لا تتغير أبداً. وهذه حقيقة مخيفة ومهينة، ففضلاً عن المخاوف التي تثيرها باعتبارها تكشف عن لا ديمقراطية زعمائنا، فإنها تكرس أيضاً استخفافهم بنا كشعب يسعى جاهداً للخروج من رماد الاستبداد الذي دمره لعقود طويلة. كما أنها تشير وبأصبع مرتعش إلى أن المشكلة ليست بالقادة بل بالجماهير، فنـحن يمكن أن نفهم صمت الشعوب العربية إزاء قضية وراثة الكراسي من قبل رؤسائها، باعتبار أن تلك الشعوب مغلوبة على أمرها ومهددة بالموت في حال أنها اعترضت، لكن ما بال الشعب العراقي يسكت عن هذه المهزلة وهو يعيش تجربة ديمقراطية جديدة، ويتحمل مسؤولية حمايتها من براثن مرض الاستبداد؟



#سعدون_محسن_ضمد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ال(دي أن أي)
- كريم منصور
- الأنف (المغرور)
- لمثقف الجلاد
- عشائر السادة (الرؤوساء)
- عشائر السادة الرؤساء
- أوهام (الكائن البشري)
- الروزخون
- الكتابة عن الموت.. بكاء المقبرة الموحش
- وطن بلا اسيجة.. تفكيك مفهوم الوطن وتشريح عمقه الدلالي
- الثقافة العار
- حاجات الجسد أطهر من حاجات الروح
- قلق الأديان... العودة بالدين لمربع الحاجات البشرية
- الكتابة عن الموت... الموت يركب خيوله
- الكتابة عن الموت.. الحنين إلى الرحم الأول والملاذ الأخير
- الكتابة عن الموت... تداعيات ما قبل الشروع بالنهاية
- تفاحة آدم.. نبش العمق الانثروبولوجي للتميز والاقصاء (2-2)
- تفاحة آدم.. نبش العمق الانثروبولوجي للتمييز والاقصاء (1-2)
- عقلية المواجهة... قراءة في كتاب (امبراطورية العقل الأميركي) ...
- قرية العراق.. الحاجة للانثروبولوجيا السياسية


المزيد.....




- NOW.. مسلسل قيامة عثمان الحلقة 154 مترجمة عبر فيديو لاروزا
- لماذا تجعلنا بعض أنواع الموسيقى نرغب في الرقص؟
- فنان سعودي شهير يعلق على مشهد قديم له في مسلسل باللهجة المصر ...
- هاجس البقاء.. المؤسسة العلمية الإسرائيلية تئن من المقاطعة وا ...
- فنانة لبنانية شهيرة تكشف عن خسارة منزلها وجميع أموالها التي ...
- الفنان السعودي حسن عسيري يكشف قصة المشهد -الجريء- الذي تسبب ...
- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سعدون محسن ضمد - الجينوم العربي