أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جمال محمد تقي - حالة الامن والمرأة العراقية !














المزيد.....

حالة الامن والمرأة العراقية !


جمال محمد تقي

الحوار المتمدن-العدد: 2133 - 2007 / 12 / 18 - 10:23
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


المجتمع الذي لا امن لادمية المرأة فيه ، مجتمع مستعبد ، غير حر ومتخلف وغير مستقر ، فأوضاع المرأة هي بوصلة لشكل وحالة المجتمع ، اي مجتمع كان ، والعبودية الاحتلالية هنا مزدوجة وشاملة ايضا ، عبودية البلاد كل البلاد وعبودية العباد كل العباد ، فمن حيث النتيجة هو مجتمع تبعي محتل مقنوص تتدرج وتتدحرج سلسلة الاسترقاق فيه على شكل حلقات متحركة متسلسلة ومتصلة ، سياسية واقتصادية واجتماعية وفكرية ، الانحطاط هنا بكل الاتجاهات الاربعة وعلى المستويين العمودي والافقي شكلا ومضمونا ، والامثلة على ذلك في الحالة العراقية لاتعد او تحصى ، فاذا كانت البطالة شاملة فان تاثيرها سيكون مضاعفا على المرأة ، واذا تراجع نظام المجتمع الى الشكل الاقطاعي والقبلي فان تاثير ذلك سيكون كارثيا على فاعلية مشاركة المرأة في الحياة العامة ، واذا فقد الامن الشخصي بسبب غياب فاعلية الدولة واجهزتها وفسادها ، فانه ومن الطبيعي ان تكون المرأة هي اول المتضررين ، واذا كانت البلاد خاضعة لنظام الفوضى الاحتلالية ـ غير الخلاقة ـ فمن الطبيعي ايضا ان تكون حالة المرأة مزرية وعلى كل الصعد ، ولا عزاء للنساء !
منذ ان احتل العراق وسقطت دولته في 9 نيسان 2003 ، سقطت معها مكانة وحصانة الرجل العراقي والمرأة العراقية والطفل العراقي ، والتي كانت ورغم كل مآسي الحصار الامريكي الظالم تنعم بنوع من السلامة العامة ومن نظام معقول للتامينات الاجتماعية والاقتصادية ، ومن ضمور لنزعات الحجر، ومن الممارسة الفعلية لشؤون الحياة العامة دون مخاطر تذكر في مجالات التعليم والصحة والخدمات ، فكانت المرأة تمارس عملها كطبيبة واستاذة وعالمة ومهندسة وفنانة وسائقة تكسي ، ويمكنها قيادة السيارة الخاصة دون حرج ، بهذا القياس كانت احوال الرجال تنعم بمستويات افضل وهكذا كانت الاحوال العامة تسري على الجميع ومنها الطفل العراقي التي تتوسط حالته اوضاع الرجل والمرأة ، نعم كان للحصار دوره الكبير في تدهور امكانيات الدولة العراقية وانعكس ذلك على حالة المرأة والرجل والطفل وخاصة في مجالات الصحة والتعليم والتشغيل ، وغادر البلاد وقتها موجات من العراقيين الذين يسعون لتحسين ظروف حياتهم ، لكن لم يصل الامر قطعا الى فوضى شاملة وفساد شامل وهجرة شاملة ، لم تكن الدولة وقتها حاضنة ومحرضة لعقائد الحجر على النساء وشل مشاركتهن الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية !
كان تصليح الجسور والطرق ومحطات الكهرباء المقصوفة امريكيا يتم بكل دقة وخلال اوقات قياسية ،
كان نظام البطاقة التموينية الذي نظمته الدولة وقتها يسير بشكل سلس ودون تلاعب الفاسدين ، وشهد بذلك وقتها ممثلو المنظمات المختصة في الامم المتحدة ، كما شهدوا قبلها بنجاح حملة محو الامية بين النساء ، اما الان فبماذا يشهد ممثلو منظمات الامم المتحدة ؟ نعم انهم يشهدون بانتشارالفساد الشامل والمريع ، وبالفوضى الشاملة ، وبالدولة الفاشلة ، وبالهجرة الشاملة ، والقتل الشامل ، وبالتصفية المنظمة للعقول العراقية ، وبالحجر على النساء ، وباعلى معدلات للعنف ضدهن بما في ذلك التصفية الجسدية وخاصة في مناطق شمال العراق ـ سوران وبادينان ـ وفي البصرة حيث الفوضى السياسية والامنية والاجتماعية الشاملة ، وبدرجات اقل في بغداد العاصمة التي كان يزدهر فيها التمدن والاختلاط حيث دخلت المرأة فيها اغلب مجالات العمل الاساسية وعن جدارة .
لقد كان الحصار الشامل على العراق ثم الحرب عليه واحتلاله والعمل على تقسيمه وتقاسمه وزرع الشقاق والنفاق فيه طائفيا وعرقيا كلها عوامل ساهمت بانحدار المجتمع وتراجع مدنيته ، وتقهقر الاوضاع العامة للمرأة العراقية واحتقار مكانتها بما في ذلك استسهال تصفيتها اذا لم تطع مايراد لها ، انه تتويج صارخ وسمة عامة للوضع الاجتماعي البائس لحالة المجتمع العراقي المحتل ـ اغتصاب احتلالي مزدوج ومتعدد الجنسيات ، واغتصاب طائفي وعرقي ، تقييد للحريات الشخصية والاجهاز على كل معالم مدنية المدن ، مخدرات ، وعنوسة ، وتهجير ، وهجرة قسرية للمنافي حيث الضياع ، عسر شامل لا شفاء منه الا بمعالجة مسبباته ، الاحتلال وانحطاط الدولة العراقية طائفيا وعرقيا ، لاحرية للمجتمع ولا حرية للمرأة فيه الا بزوال الاحتلال وعمليته السياسية البغيضة .
نساءالبصرة واربيل والسليمانية وبغداد والعمارة وبعقوبة وكركوك ، وكل نساء العراق بل كل رجاله واطفاله ، المشردين منهم في دول الجوار او داخل البلاد ، والمحبوسين في دورهم او سجون الاحتلال وجلاوزته ، يستصرخون العالم كله لتقريب ساعة خلاصهم من الطغم الطائفية والعنصرية المتحكمة بمصائرهم برعاية ودعم المحتل الامريكي الغاصب الذي لا يميز بالافتراس والاغتصاب بين رجل وامرأة وطفل ، يستصرخون شرفاء العراق ووطنيه ومقاومته لتقريب ساعة الخلاص .
لا امن حقيقي في العراق دون امان المجتمع كله وفي مقدمتهم النساء والاطفال من كل اجحاف وسوء وعوز وضياع ، وقتل عشوائي ، لا امن حقيقي الا بطرد المحتلين والطائفيين والعنصريين من سدة الحكم في العراق الذي لا قدر له غير التمدن المناهض لشريعة الغاب التي يريد تكريسها المحتل واذنابه العراق لن يركع ولن يستسلم للتخلف والتقسيم والاستهلاك الذي جاء من اجل نشره فيه الامريكان وجحافلهم الموبوءة المستهترة المريضة ، وستبقى المرأة العراقية حفيدة عشتار التي لا ترضى بغير تموز شريكا ، وستنتصر حتما لانها لم تكن ابدا عاقر ، فهي من انجبت الذين علموا العالم المدنية ، والذين علموا المحتلين الدروس ، حفيدات فدعة سيفدعن الزمن الاغبر هذا بافق العراق الحر .



#جمال_محمد_تقي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتاهات والبدايات الصحيحة
- التحسن الامني في العراق اشاعة رخيصة وباهتة !
- لماذا الحاجة الامريكية الى اتفاقية عسكرية طويلة الامد مع الع ...
- الغياب ممنوع والعذر مرفوع والرزق على أنا بوليس !
- مقاومة الاحتلال وعمليته السياسية لاتؤتي ثمارها بالمساومات !
- سلامة العراق سلامة لكل جيرانه !
- المثقف الاعور !
- وعد بلفور ووعيد هتلر!
- التطور اللاراسمالي بين الخرافة الفعلية والامكانية النظرية !
- وصفة مجربة :
- عفاريت السيد والباشا والاغا والخانم والخاتون!
- الناقص والزائد في ضرب العراق وتقسيمه !
- من حزازير المنطقة الخضراء في رمضان
- نار سوريا ولا جنة امريكا في العراق !
- الامارات العراقية غير المتحدة !
- احزاب وعصبيات غير متمدنة ؟
- من الذي على رأسه ريشة في عراق اليوم ؟
- الطواعين !
- 11 سبتمبر حقيقي في العراق !
- زيارة الامبراطور الاخيرة !


المزيد.....




- “800 دينار جزائري فورية في محفظتك“ كيفية التسجيل في منحة الم ...
- البرلمان الأوروبي يتبنى أول قانون لمكافحة العنف ضد المرأة
- مصر: الإفراج عن 18 شخصا معظمهم من النساء بعد مشاركتهم بوقفة ...
- “سجلي بسرعة”.. خطوات التسجيل في منحة المرأة الماكثة بالبيت ف ...
- إيران - حظر دخول النساء الملاعب بعد احتضان مشجعة لحارس مرمى ...
- هل تؤثر صحة قلب المرأة على الإدراك في منتصف العمر؟
- اغتصاب وتحويل وجهة وسطو وغيرها.. الأمن التونسي يوقف شخصا صدر ...
- “الحكومة الجزائرية توضح”.. شروط منحة المرأة الماكثة في البيت ...
- جزر قرقنة.. النساء بين شح البحر وكلل الأرض وعنف الرجال
- لن نترك أخواتنا في السجون لوحدهن.. لن نتوقف عن التضامن النسو ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - جمال محمد تقي - حالة الامن والمرأة العراقية !