أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلال الغوّار - لا تعذبو الكلمات














المزيد.....

لا تعذبو الكلمات


طلال الغوّار

الحوار المتمدن-العدد: 2134 - 2007 / 12 / 19 - 08:57
المحور: الادب والفن
    



تظل الكلمة المبدعة نابضة في ضمير التاريخ ، وهي الباب الذي يدخلنا إلى تلمس الحقيقة، ومن خلالها نكشف عن مكوناتنا الشعورية والفكرية ونقدم تصوراتنا ورؤانا عن الإنسان والحياة, وألا لما بقيت حية في الضمير الإنساني وتمارس فعلها عبر العصور ، فقد لازمت الإنسان في مراحل حضارته الأولى ,,وسجلت مسيرته عبر التاريخ ونشاطه الإبداعي..وهنا لا اعني أي كلمة ، بل الكلمة التي تختزل الحياة ـ ليصبح لها وظيفة، ويصبح لها الفعل الفني الخالد ،، الفعل السحري ,, المؤثر . أنها الكلمة التي تؤسس مشروعا ثقافيا ورؤيا تساهم في الرقي الإنساني باتجاه البحث المتواصل الى الكمال والذي لا يتوقف عند حد، والكلمة حينما تكون خارج ذلك تفقد بريقها وبالتالي قيمتها التاريخية والإنسانية وفعلها الذي يقتحم الحياة، بل تساهم إلى حد ما في عملية التشويه للحقيقة .
وهنا يأتي دور مبدعي الكلمة ، وما يترتب عليهم من مسؤولية أخلاقية من مثقفين وكتاب وأدباء، الذين وجدوا في الكلمة أداتهم التعبيرية وسلاحهم في الحياة،خصوصا ونحن اليوم نواجه إلى عملية واختراق وتشويه للثقافة والتاريخ والمعتقد و القيم ،نواجه هجوما على معاقل مكوناتنا الثقافية وهويتنا الوطنية والقومية. ما موقف هؤلاء جميعا وهم يرون هذا الاختراق هنا وهناك في محاولات التطبيع وتسريب الأفكار التي من شانها تدمير ألذات وتمارس عملية الاقتلاع من الجذور،وشراء الضمائر وإشاعة ثقافة الانهزام والتخاذل ,بما يحقق لحالة الشعور (بالقزمية )إمام ثقافة الأخر .
هل سيظل الأديب والكاتب معذبا للكلمات ويجلدها بسوط الخوف والتردد والنواح لينتج خطابا ثقافيا مثقلا بالفجائع وبكل ما يدمر ألذات كما هو الحال قبل عقود خلت , وخطابا يرثي الماضي ويسقط على الحاضر حالاته الانهزامية ,دون إن يستفز فيه قدراته وطاقاته الإبداعية وينفخ في الحياة روح الأمل وهاجس التطلع إلى الإمام ويستشرف أفاق المستقبل ويستبينه حتى من خلل الدموع, خطابا خاويا من أي فعل لا يحقق في الواقع حقائقة الثقافي وامتداداته في الوسط الحياتي ,خطابا لا يرضي إلا حالة التمركز الفردي الذي يتربع على عرش النظام أي كان نوعه,ومنهمكا بالفضائيات والمسابقات والجوائز ,ويتسابق للوصول إلى المحاسب الذي يدفع له ثمن عذاب الكلمات
لا أريد هنا إن انفي الحالات الإبداعية في كل ما كتب وما جادت به أقلام المبدعين , فليس لي الحق في ذلك ,لكن هذه الصورة تكاد إن تشكل مساحة واسعة من المشهد الثقافي اليوم التي تزخر بهذه النتاجات الثقافية والأدبية ,فما الذي سيفعله هذا النوع الكتابي أمام محاولات الاختراق وممارسات الاقتلاع .
أن أصحاب الكلمة المبدعة عليهم إن يدركوا خطورة وأهمية دورهم في الحياة , وان الكلمة مسؤولية أخلاقية تستمد قوة إبداعها وفعلها المؤثر من مكونات الثقافة القادرة على الحوار والتفاعل مع ثقافة الأخر لا الاستسلام لها أو الانغلاق عنها ,أنها الكلمة التي توقد الشرارة لتضيء وتستشرف المستقبل,الكلمة التي توظف من اجل استيعاب هذا المتغير الذي قلب الموازين لتجسد الحاجة الفنية والجمالية في جانبها االابداعي التي تضفي أحساسا ووعيا جديدين المتولد بدوره عن الحاجات الإنسانية المتمثلة بالحرية والكرامة



#طلال_الغوّار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المفترق
- انهم مهزومون
- هيمنةالسياسي ...وتشويه المشهد الثقافي
- امض بنشيدك حتى طرف الروح
- قصائد تحت سماء الرصاص
- مثقفون خارج التأريخ
- السماء تتفتح في اصابعي
- يركضون في قفص
- انهم يثردون خارج الصحن
- ااجعل من جراحك مناديل خضر
- مرايا الغياب
- حكومة في فندق
- اجعل من جراحك مناديل خضر
- انه جرحنا الذي يتلألأ


المزيد.....




- تابع HD. مسلسل الطائر الرفراف الحلقه 67 مترجمة للعربية وجمي ...
- -حالة توتر وجو مشحون- يخيم على مهرجان الفيلم العربي في برلين ...
- -خاتم سُليمى-: رواية حب واقعية تحكمها الأحلام والأمكنة
- موعد امتحانات البكالوريا 2024 الجزائر القسمين العلمي والأدبي ...
- التمثيل الضوئي للنبات يلهم باحثين لتصنيع بطارية ورقية
- 1.8 مليار دولار، قيمة صادرات الخدمات الفنية والهندسية الايرا ...
- ثبتها أطفالك هطير من الفرحه… تردد قناة سبونج بوب الجديد 2024 ...
- -صافح شبحا-.. فيديو تصرف غريب من بايدن على المسرح يشعل تفاعل ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...
- خلال أول مهرجان جنسي.. نجوم الأفلام الإباحية اليابانية يثيرو ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - طلال الغوّار - لا تعذبو الكلمات