أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عصام البصري - الارهاب: رؤية اخرى















المزيد.....

الارهاب: رؤية اخرى


عصام البصري

الحوار المتمدن-العدد: 2132 - 2007 / 12 / 17 - 11:44
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


يؤكد مدير شرطة كربلاء في مؤتمر صحفي مسؤولية جيش المهدي عن جرائم القتل والسلب والخطف وزرع العبوات (قدم ارقاما محددة لكل تلك الجرائم)، واشار الى ان تلك الجرائم نفذت بسيارات الشرطة وسلاحها!. وقبل ذلك حاول عمار الحكيم (قائد شاب في المجلس الاعلى الاسلامي) وعبر برنامج حواري في قناة الحرة ان يتجنب اتهام جيش المهدي او التيار الصدري، واشار الى عصابات اجرامية لا علاقة لها باي تيار سياسي. الا ان التيار الصدري اتهم الشرطة في كربلاء بقتل طفلين وقلع عين طفلة وتعذيب عائلة، بل وزع افلام تشير الى تعذيب وانتهاكات جنسية! وتزوير مذكرات اعتقال. واعترف مدير الشرطة بقتل الطفلين وبرر ذلك بقوله انها نتيجة المواجهة بين الشرطة ووالدهما، ولم يبرز اي تقرير للطب العدلي او شهود عيان في الحي الذي حدثت به المواجهة، وربما جرى الدفن بدون تلك التقارير وغيرها، وكأنه يأمر الناس بتصديق قصته. ويستمر السجال وتبادل اتهامات بين السياسين! مع انتهاك لحقوق الانسان والطفل وكل المواثيق! لتبرز صورة الجنود البريطانيين في البصرة (في منطقة الكزيزة) حين هاجمهم شباب بالحجارة والعصي واحرقوا مدرعتهم فالتهمتهم النار (نقلت تلك الصور الفضائيات) ولم يردوا باسلحتهم وكان بامكانهم حصد المئات من الشباب والاطفال باسلحتهم الاوتوماتيكية على عكس شرطة كربلاء بقتل طفلين بمواجهة مع والدهم. ولم يحاول الاعلام العراقي بكل صحفه وفضائياته واذاعاته تحويل قصة المدرعة البريطانية الى نصر كقصة "الطوب اقوى او مكواري" كما وردت من ثورة العشرين والطوب يعني المدفع والمكوار عصا في نهايتها كرة من القير استخدمها شاب وقتها لقتل رامي مدفع ابان احداث ثورة العشرين، ويجسد هذه القصة تمثال في مدخل الديوانية حيث الاحداث السابقة وقتها.
ساهمت مواقع الانترنيت في تدوين الاحداث الاخيرة في العراق ومنها كربلاء، وروى كل طرف في موقعه الحدث كما يرغب به ان يظهر. وعلى سبيل المثال نشرت براثا http://www.burathanews.com اعترافات بعض قيادات التيار الصدري ومنهم حامد كنوش (عضو مجلس محافظة كربلاء) وغيره. وهذه المدونات ستمثل مصدرا بل شاهد عيان للمؤرخين، وتقدم المواقع روايات مختلفة للاحداث. فكيف وصلت لنا اخبار الاولين روايات وحوادث لا يمكن المساس بها او التشكيك بها رغم صعوبات التدوين واقتصاره على نخبة محددة، كما عبثت السلطة والقوة انذاك في توجيه المحبرين في ذلك الوقت. ونشرت وزارة الداخلية تحقيقها في احداث كربلاء، فصورتها عبث العصابات بالامن، وكأنه تلك العصابات المافيا بعينها بحيث اضطر رئيس الوزراء للانتقال الى كربلاء للسيطرة على الاوضاع، ولم يقدر خبراء وزارة الداخلية اشكالية اختلاف روايتهم عن روايات الاطراف الاخرى. واتهم مدير شرطة كربلاء جيش المهدي كما فعل المحافظ وصدرت مذكرات اعتقال لاعضاء في مجلس المحافظة (قادة في التيار الصدري). وتختلف الجهات الرسمية في اسناد التهمة فكيف يتم تدوينها للتاريخ. ولم يوضح الساسة او الاعلاميون او المهنيون في الداخلية كيف تربع مثل اولئك على كراسي مجلس المحافظة وقيادة تلك الجموع.
تنقل وسائل الاعلام اخبار العنف الطائفي، والان العنف بين الطائفة الواحدة ولم يخجل الساسة او قادة التيارات من هذا العنف وانتشاره، بل تساهم المواقع الالكترونية لكل جهة في نشر الغسيل الوسخ والتحريض على العنف باثارة الكراهية. لقد توارث العراق العنف فقد اجاز الخوارج الازارقة قتل الطفل الرضيع للكافر ومن يصنفونه كافرا في تفسيرهم لدعاء نوح (ع) " رب لا تذر على الارض من الكافرين ديارا، انك ان تذرهم يضلوا عبادك ولن يلدوا الا فاجرا كفار ا" (سورة نوح 26-27) ابان الامبراطورية الاموية. وتكرر ذلك في الستينات من القرن الماضي بعد انقلاب شباط الاسود 1963 ، ويروي تلك المحنة الشيخ طه جابر العلواني في كتابه لا اكراه في الدين اشكالية الردة والمرتدين من صدر الاسلام حتى اليوم. فقد خالف الشيوخ الخالصي والواعظ وكذلك الحكيم وعطل تكليف القتل الذي اصدره مجلس قيادة الثورة لتطبيق الشريعة باحد عشر الفا وستمائة ودفنهم بقبور جماعية. وظهر تأويل دعاء نوح فطالت جرائم القتل الاطفال في المحافظات، ويروي القصة اكثر من كتاب وشهدت عندما كنت طفلا تلك الاحداث. وتروي كتب التاريخ اشكالية حلال الدم ولا تشير الى ارتباط تلك الفتاوي بالجهل ولم يتطرق لها شيوخ اليوم لادانتها، وشاهد الناس عمليات ذبح البشر كما يشاهدها الكل على الانترنيت والاقراص المدمجة والموبايل ... الخ. فاي صورة تشكلت بهذا السلوك والفكر الذي يدفع باتجاه العنف.
لم تحقق القاعدة والتنظيمات الارهابية الاخرى مكاسب من انتشار العنف والارهاب بل ساءت سمعتها وبانت خقيقتها وتحالفت الدول لمحاربتها، وحقق المكاسب من فاز بالانتخابات الاخيرة في العراق. ان انتشار العنف (القتل على الهوية والتهجير وتعزيز التقسيم الطائفي وغيرها) كان عاملا حاسما في انزواء التيار الديمقراطي بكل احزابه وشخصياته (لم يرتبط التيار الديمقراطي بميليشات او تنظيمات ارهابية)، ودفع الرعب القوى الديمقراطية الى التخلي عن المنافسة او المشاركة في تلك الانتخابات او الدعاية لبرامجهم. ولانعاش الذاكرة فقد طالت الاغتيالات الكوادر العلمية وشملت التهديدات الجامعات فاضطرب انتظام التدريسات فيها وظهرت هجرة ثانية للعراقيين، وبرزت ظواهر غريبة مثل محاضرات من قبل رجال الدين والمعميين في الكليات (عالجها رئيس الوزراء المالكي في بدايات عهده) دفعت باتجاه تعزيز الرعب والخوف وهذا جزء من الارهاب المنظم لا حماسة رجال الدين لنشر الثقافة الدينية. كما تم رفع لافتات غريبة لابراز قوة بعض تلك الحركات!. وينتقل الصراع الى المكون الطائفي الواحد فشهدت محافظات الجنوب ذلك ومنها كربلاء والسماوة والبصرة والديوانية وغيرها، كما شهد ذلك غرب العراق صراع على المصالح والسلطة. ويطرح ساسة العراق ومنهم من يشغل مناصب رفيعة في الحكومة العراقية جهودهم في التوسط لدى ما يسمى بمجلس المقاومة في العراق مما يوحي بعلاقة سابقة او معرفة شخصية. واشار الوقف السني لذلك بخطوته اغلاق مكتب هيئة علماء المسلمين وقد استقبلت عددا من السفراء والوسطاء لاطلاق سراح الرهائن.
في ظهور اعلامي لمحافظ البصرة فضل دخول مئة سيارة مفخخة للمحافظة عن ادخال قنينة خمر!، وهذا يعكس عدم الاكتراث بموت وقتل المواطنيين فيجد اضرار قنينة الخمر اكبر واعظم من موت المئات من الاطفال والنساء والشباب وطلاب الجامعات وربما كان السبب اعتبارهم شهداء!. انه يدعو لفكر يفضل الموت ويرحب به نتيجة القصور في استشراف البعد العقلي في قصص الشهادة. ومن هذا المنطلق تشهد البصرة ظاهرة قتل النساء كما اكد ذلك قائد شرطة البصرة في مؤتمر صحفي، وتستمر الظاهرة بالتهديد في لافتات القماش في الشوارع (نقلت ذلك العديد من المواقع الالكترونية). ان القوى السياسية الفاعلة حاليا دفعت بالشباب وخاصة المراهقين الى مثل هذه الامور وتنفيذ القتل والتهديد والتهجير والتصدي لطلبة الجامعة (تناولت المواقع الالكترونية قصة الاعتداء على طلبة جامعة البصرة وتفسيرات ذلك) وتجاوزت الحكومة عن معاقبة المجرمين.
وعندما اهملت السلطة في كل الوزارت الانتقالية والمنتخبة معالجة الحوادث البسيطة بل تعمدت في عدم وصفها بالارهاب (وضح وائل عبد اللطيف في لقاء على قناة الحرة بانه تجاوز تحطيم زجاج بناية المحافظة وليدع الناس تعبر عن مكنونات صدرها! وهذه ظاهرة من ظواهر عديدة) فشجع ذلك العصابات مع الانتماء للتيارات الدينية وغيرها لتكرس الخوف بين الناس وتنشر الرعب. وتبرز الان ظاهرة الاعتداء على الشباب وسرقة اموالهم وهواتفهم النقالة الثمينة بعد خطفهم لفترات قصيرة (ليلة كاملة) وتركهم بعد تعذيب شديد مع ادعاء تناولهم الخمور! (تكررت هذه الظاهرة في العديد من المحافظات الجنوبية). انهم يداعبون عواطف الناس بالترغيب والترهيب مع الحجج الواهية. لم تيصدى لتلك الظاهر السلبية ساسة العراق ممن حقق النجاح في الانتخابات تم ترجمتها الى امتيازات ورواتب خيالية.



#عصام_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- اخترقت غازاته طبقة الغلاف الجوي.. علماء يراقبون مدى تأثير بر ...
- البنتاغون.. بناء رصيف مؤقت سينفذ قريبا جدا في غزة
- نائب وزير الخارجية الروسي يبحث مع وفد سوري التسوية في البلاد ...
- تونس وليبيا والجزائر في قمة ثلاثية.. لماذا غاب كل من المغرب ...
- بالفيديو.. حصانان طليقان في وسط لندن
- الجيش الإسرائيلي يعلن استعداد لواءي احتياط جديدين للعمل في غ ...
- الخارجية الإيرانية تعلق على أحداث جامعة كولومبيا الأمريكية
- روسيا تخطط لبناء منشآت لإطلاق صواريخ -كورونا- في مطار -فوستو ...
- ما علاقة ضعف البصر بالميول الانتحارية؟
- -صاروخ سري روسي- يدمّر برج التلفزيون في خاركوف الأوكرانية (ف ...


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - عصام البصري - الارهاب: رؤية اخرى