أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - في توازي التفكك اللا حداثي-مساهمة مع ياسين وسلامة- القسم الأخير















المزيد.....

في توازي التفكك اللا حداثي-مساهمة مع ياسين وسلامة- القسم الأخير


غسان المفلح

الحوار المتمدن-العدد: 2132 - 2007 / 12 / 17 - 12:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


( إن الطوائف ليست كيانات معطاة ولا إيديولوجيات ولا هويات موروثة، ولا هي أقليات ولا أكثريات. إنها بالأحرى عمليات اجتماعية، عمليات تطييف لا مجال لفهمها انطلاقا من المجال الديني والاختلاف الديني، ولا من "الوعي" أيا يكن. إن منطلق فهمها هو علاقات السلطة والتنافس الاجتماعي على السلطة والثروة والنفوذ واحتلال المواقع الأنسب لتوجيه الموارد العامة. بعبارة أخرى، التطييف لا يفهم إلا في نطاق الصراع السياسي لقوى ونخب اجتماعية ضمن حقل سياسي محدد في بلد محدد) هذا تعريف ياسين للطائفية في مقالته الردية الأخيرة على سلامة، والمشتقة من مجمل أطروحات ياسين المهمة حول المسألة الطائفية. لنقل أنني اعتبرته تعريفا مفتاحيا، لحوار مع ياسين، يستتبع هذا الحوار مع سلامة، يتداخل معه. بالمجمل أوافق تماما على هذا الفهم التاريخاني للطائفية عند ياسين. لكنني أسجل بعض الملاحظات على هذا الفهم مصحوبة بتساؤلات، وأولها ما هو الوضع الاجتماعي أو وضع العملية الاجتماعية قبل التطييف هذا؟ إذا كانت كيانات الطوائف ليست كيانات معطاة، ولا هي أيديولوجيات ولا هويات موروثة، فهل الأوطان أو البلدان كيانات معطاة؟ إنها أيضا بالنسبة لمنطقتنا ولسورية هي عمليات اجتماعية، هل كان بالإمكان للسلطة في ليبيا مثلا أن تقوم بتتطيف المجتمع الليبي؟
أو السلطة في المغرب، حيث اجترح ياسين مثالا من المغرب في تعميمية، لفهمه التاريخاني هذا للطائفية في سورية. أو حتى في الساحة الفلسطينية! وهنا لا نوافق مع ياسين على هذا التعميم البراني، غير المشروط داخليا للشرط الاجتماعي في تلك الأمثلة التي ذكرها من تلك البلدان. ما يجعل التطييف للطوائف قائما شرطين: الأول وجودها كموروث تاريخي قائم على الأرض،وهويات موروثة، قبل الدولة الحديثة- حيث كان محكوما بما أسميته أنا في مقالة سابقة حسن جوار- وثم لتواجدها الراهن مع غيرها في مشترك واحد وهو في مثالنا هنا سورية وطن- كدولة. هذا المشترك، لو تم له الانفضاض بمحبة كما يقال، فهل ستبقى في سورية مشكلات طائفية؟ بمعنى لو تم تقسيم سورية على هذا المنوال، كما يبشر سلامة بأن المشروع الليبرالي، يريد ديمقراطية توافقية، وهي قسمة من نوع آخر، كما هو الحال في لبنان مثلا، رغم ذلك سيبقى هنالك مشترك بين الجميع أسمه لبنان. فكيف للتطييف أن يعطي شكلا واحدا للبنان؟ لبنان قناة المنار أم قناة ال بي سي أم قناة المستقبل؟ وهنا يحضرنا سؤال عابر:
لماذا لا يوجد في لبنان مشروع للأصولية السنية الذي يخافه سلامة في سورية، وإن وجد له تجمعات متفرقة هنا وهناك تعبر عنه، لكنه رغم الديمقراطية لم يستطع تحقيق الهيمنة على الشارع السني اللبناني؟ وهذا السؤال لا يخص سلامة لوحده بل يخص كوكبة من علمانيي المشرق؟ بالمقابل هنالك مشروع أصولي في الجنوب اللبناني، لا يأتي أحدا من بعض العلمانيين في سورية على ذكره؟ هذه الأسئلة وغيرها هي لفتح ثغرة بسيطة في قراءة ياسين حاج صالح المهمة للمشكلات الطائفية في سورية وتعميميته غير الموفقة أيضا. والتي تتعلق بشكل أساسي: بالشروط الخاصة في كل مشترك على حدا، سواء أسمه سورية أو لبنان أو فلسطين أو المغرب؟ عندما يتحدث ياسين عن الطائفية عملية اجتماعية، هذا الفهم التاريخي يجب ألا يعقبه تعميمية تفترض أن كل العرب لديهم مشكلات طائفية! هل لو لم يسيطر المطيفون على السلطة! كان يمكن لهم من تطييف المجتمع السوري الناشئ؟ وإذا كانوا كذلك فمن أين أتتهم نزعة التطييف هذه؟ هل أتت بعد استيلائهم على السلطة أم هي نتيجة لحالة تواصل تاريخي على مستوى من مستويات الوعي أو اللاوعي إن كان يصح استخدام التسمية هنا! لا انقطاع فيها، كما يشير إلى ذلك بشكل عابر غسان سلامة في كتابه القيم أزمة الدولة في المشرق العربي؟ قبل البعث، الطوائف لم تكن تشتكي من التمييز ضدها، بل كانت تشتكي من أن الحكم في سوريا، ليس قوميا عربيا بما فيه الكفاية! أهو رفع للمطلب من أجل خفضه؟ أم هو يمثل إحساسا بالخوف؟ ألا يمكن للعملية الاجتماعية في مجتمع كالمجتمع السوري أن يتحكم فيها شخصا واحدا، بكل ما يحمله من فكر، ومزاج حتى؟ ما هي العملية الاجتماعية في هذه الحال؟ كيف يمكن تأريخ ممارسات السلطة في عملية التطييف أين تبدأ؟ وأين تنتهي؟ كيف يكون تفاعل المجتمع معها؟ وكيف كان المجتمع قبل أن تبدأ هذه السلطة عمليات التطييف هذه، من أعلى الهرم إلى قاعدته أم بالعكس؟ كيف ينعكس ذلك اقتصاديا- ألا يحتاج الأمر لقراءة انعكاس ذلك على توزيع الثروة الاجتماعية- قيميا وماديا وسياسيا- أي خط سياسي يعبر عن هذا التطييف؟ وثقافيا،أية ثقافة تعبر عنه الآن؟ وهنا بعد هذه الأسئلة التي يمكن أن تشكل بالنسبة لنا مدخلا لبحث آخر يقتضيه هذا الحوار، حيث نجد أن المشروع الأصولي في سورية له معبر واحد عنه هو السلطة ومداراتها الراهنة! كيف؟ سألني مرة أحد الغربيين المهتمين بالشأن السوري، وله دراسات حولها: أليست مفارقة أن تسمح السلطة- المحسوبة على الأقلية العلوية ببناء ألاف المساجد للسنة، ومئات المعاهد لتحفيظ القرآن للأطفال، ولا تسمح بقيام جمعية حقوقية نسائية مدنية واحدة؟ والجواب يجب ألا ينفصل عن حركية التطييف الاجتماعي هذه، لأننا لم يعد بإمكاننا فهم العملية الاجتماعية في سورية دون هذا الالتواء التطييفي الخاص. هل التطييف هو حالة وعي، بقي في الوعي، أم أنه يحتاج إلى حمايته من مؤسسات، مؤسسات ليست مؤسسات مثقفين بل مؤسسات قادرة على حماية صيرورة التطييف هذه؟ ربما مثال يشكل ردا غير مباشر أيضا على سلامة، وعلى بعض منظري التهافت العلماني! في مصر المحروسة، والتي صدرت لنا نوعين من الفكر السياسي، القومي الناصري، الإخواني الذي نشأ كرد فعل على انهيار الخلافة العثمانية، دون أن ننسى بالطبع أن الفكر الإخواني نشأ وترعرع في ظل دولة ليبرالية ناشئة، ولم ينشأ في ظل العمل السري! ينص الدستور المصري على إقصاء واضح للأقباط، من منصب رئاسة الجمهورية المصرية؟ وهنا بودي أن أسأل سلامة: هل المشروع الأصولي المصري- لأن الأخوان هنالك أقوياء ولهم تاريخهم المؤسسي- هل هذا المشروع هو من أنتج هذا النص التمييزي؟ لهذا نجد أن الهجوم على التجربة الديمقراطية- الواعدة بالنسبة لنا، والتي يخوضها الشعب المصري بقواه السياسية الرابضة على الأرض، ستزيل هذا التمييز بالتأكيد.هذا الهجوم على التجربة المصرية، أو غيرها من التجارب العربية الناشئة، هذا الهجوم الذي يمارس خلطا بين عدائه للإخوان المسلمين، وبين تمرير- وهذا الأخطر- وضعا سوريا خاصا من خلال تعميمه، مصريا وعربيا، وهذا ما يقضي تماما على خصوصية العملية الاجتماعية في سورية، وهنا نحن لا ندافع عن السلطة في مصر بل نقول أنها هي من رسخت في دستورها هذا التمييز الصارخ في مفهوم المواطنة. وهل يمكن قيام مشروع أصولي دون مؤسسات تحميه؟أم أن بعضا من المثقفين قادرين على إنتاج مشروع أصولي وتعميمه بجهودهم الخاصة؟ علينا البحث في (تبادل الكراهية والمنافع بين الإسلام السياسي بكل خطوطه، وسياقات السلطة السياسية بكل فروعها) والتي تختلف من بلد عربي إلى آخر، لا أن ننظر للمشروع الأصولي كمشروع منعزل عن أدوات الممارسة السلطوية في العالم العربي، وفي سياقات الحرب الباردة، ولكل بلد خصوصيته في تجسيد هذه العلاقة. أرجو من هذه الأسئلة أن تفتح حوارا على أطروحات ياسين حول المشكلات الطائفية في سورية، كما فهمتها وأرجو أن أكون فهمتها بشكل أقرب إلى روحيتها، لأنها أهم ما كتب عن المشكلات الطائفية في سورية؟ ثم من أجل فك ارتباط حقيقي بين الأطروحات السياسية للمحافظين الجدد في أمريكا والمشروع الأمريكي في المنطقة من جهة، وبين الفكر الليبرالي الذي هو أشد ما نحتاجه في هذه الفترة من جهة أخرى.
ملاحظة: كتب القسم الأول عموما قبل انعقاد المجلس الوطني لإعلان دمشق1.12.2007






#غسان_المفلح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- في توازي التفكك اللا حداثي-مساهمة مع ياسين وسلامة- القسم الأ ...
- مرة أخرى الديمقراطية للآن الاجتماعي- سورية أصابها الاهتلاك
- المعارضة السورية و الآن الاجتماعي-بعض أسئلة.
- تفكك الليبرالية السورية- عودة القومي إلى أحضان الأصولي
- الحوار المتمدن نحو التمدن.
- حوار مع موقع الإخوان المسلمين في سورية
- إعلان دمشق الآن خطوة بالاتجاه الصحيح
- الديمقراطية... السيادة للدولة... والحرية للمجتمع الآن!
- السلطة السورية و الستراتيجية التركية-المحنة الكردية(2 - 2)
- السلطة السورية والإستراتيجية التركية- المحنة الكردية-1من2
- أختلف عنك لا معك!نحو أكثرية اجتماعية جديدة.
- الطائفية والمواطنة-وعي سوري شقي2-2
- الطائفية والمواطنة.. وعي سوري شقي 1-2
- دولة بشعبين أم دولتان؟لعنة التاريخ.
- سويسرا في القلب-4-
- أل التعريف و ثابت الوهم! السياسي المستبعد
- غياب السياسي تأصيل لغياب العقلانية
- رد صريح على السيد زهير سالم نائب المراقب العام للإخوان المسل ...
- عامان والسياسة غائبة إعلان دمشق للتغيير الديمقراطي.
- المعارضة والهوية...تأملات تجريبية سورية (2-2)


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - غسان المفلح - في توازي التفكك اللا حداثي-مساهمة مع ياسين وسلامة- القسم الأخير