أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم العايف - (البار الامريكي ) مجموعة قصصية جديدة للقاص العراقي -وارد بدر السالم-















المزيد.....

(البار الامريكي ) مجموعة قصصية جديدة للقاص العراقي -وارد بدر السالم-


جاسم العايف

الحوار المتمدن-العدد: 2132 - 2007 / 12 / 17 - 08:12
المحور: الادب والفن
    


صدرت مؤخرا عن مجلة دبي الثقافية المجموعة القصصية الجديدة للقاص العراقي" وارد بدر السالم" حملت عنوان ( البار الامريكي ) والمجموعة هي الفائزة بالمركز الاول في المسابقة التي نظمتها المجلة التي تصدر عن "دار الصدى" في دولة الامارات العربية المتحدة تحت عنوان "جائزة دبي الثقافية للابداع - الدورة الخامسة 2006 – 2007". وقصص " البار الامريكي" ((تقدم نمطا جديدا في كتابة القصة القصيرة لدى القاص عندما يعمد لاستثمار اللوحة، للشروع في لحظة التوثيق، كما جاء في قصة ( البحر يخرج من مرآة ) وهي تقنية جديدة وحديثة على عالمه وفنه القصصي القصير))- جريدة "المنارة"- البصرة- العدد 437 في 5-6 كانون الأول صفحة9 -.. وقد ضمت مجموعة"البار الامريكي" ثمان قصص قصيرة هي"البحر يخرج من مرآة ، وثلاثة كلاب ،وغراب أخرس ، وصلعة الثور الكاروليني ،والبار الأمريكي ، والأوزبكية ، و وجه الحبشية، والرقصة البنغالية، وميزوبومتاميا".. كتب القاص السالم معظمها عام 2005حيث يعمل ويقيم في (ابو ظبي) .
ترسم قصة" البار الأمريكي" عوالم لكائنات" الأرق والسهر واللذة العابرة " منزوية في " جو العتمة المقصود" وينفرد الراوي-القاص بـ" الرجل" الوحيد الذي يعاقر خمرته ،في بار، تساقطت عليه ظلال قاتمة ،فمسحت جزءا من ملامحه وكادت تمسح جزءا من وجوده أيضا ،لولا جلسته القريبة من "تمثال الحرية"الذي كان مجسما على نحو صغير للفنان الفرنسي "فريدريك أوجست بارثولدي" ، وعمله في تموز1844، بصفته، رمزا للحرية والديمقراطية والصداقة العالمية وقُدم ، كإهداء إلى الشعب الأمريكي باسم الشعب الفرنسي، و قبله الرئيس الأمريكي "جروفر كليفلاند" نيابة عن الشعب الأمريكي مؤكدا :"..لن ننسى ان الحرية قد اتخذت بيتا لها هنا".. إلا ان "الرجل" المستوحد وهو يعيش اللحظات تلك ،محدقا بمجسم التمثال ، ومتحسسا ومتلمسا متعات ذلك المكان ، وهو يراقب ويسجل حتى مساحته وهندسته وتشكيلاته والكائنات الجالسة فيه؛ ينشغل بعيدا عن الزمان-المكان ليرنو هناك.. حيث المارينز والمسرفات والهمرات .. عندما تهدر في رأسه و " تجتاح صمته العاري وتسحق وحدته بضجيجها " وكذلك " طائرات الشبح تقصف رأسه الدائخ بدوي عاصف وبأطنان من القنابل الذكية /الليزرية /العنقودية /الرذاذية /الصوتيه".. مستسلما ،مسلوب الارادة ، للـ "الاباتشي تحوم حول عزلته لتلتقط أنفاسه الصعبة في صدره المشروخ وتضع مكانه حفنة من اليورانيوم المنضب" و لا يني من ان يـ" هرب من سيارة مفخخة انفجرت في سوق المدينة .. وحولته إلى أشلاء من اللحم.. أو من صبي عبر الصحراء وجاء ليقتل نفسه منتظرا حورية عارية تشلع روحه إلى جنان الله الخضراء" ليبقى-الرجل- غريبا كـ" شرقي منزوٍ وراء ضلال معتمة.. تعسرت في فمه لغة المراثي التي تمرن عليها ثلاثين عاما وهو ينقل بصره بين صدر النادلة وتمثال الحرية الصغير" حيث يعتقد انه و في هذا العالم-المكان ان كل شيء محتمل فلربما " يكون ذلك الرجل الأشقر ذو العينين المنطفئتين احد الذين قتلوه ذات مرة وخنقوا وريده على مشارف البصرة" أو" احد الذين سرقوا وجيب قلبه ودبيب روحه الهائمة في ليل البار الأمريكي ". تتميز مجموعة(البار الامريكي)بنمط من القص ينحى في القاص للربط بين ثيمات عدة حيث يتشابك الداخل- الخارج وتتجذر الرؤيا الفنية وبؤرتها الدلالية عبر معرفة وخبرة في وظائف وطرائق السرد الذي يستعين بالذاكرة الفردية-الجمعية ،باعثا ما قد يظهر منها دون جاهزية الحكاية أو تومضعها في منطقة تقع خارج بنية النص وفضاءاته الداخلية وجدليتها التي تعمل بقصدية مع جدل الواقع الخارجي .. والقاص "وارد بدر السالم" من طلائع قصاصي جيل الثمانينيات العراقي وله العديد من المجاميع القصصية مستخدما فيها التوظيف الفني- الدلالي للواقع العراقي المعيش في تحولاته الصاخبة المريرة ، باحثا ومنقبا عن ضياع دور العراقي، في تنظيم حياته وحياة الاخرين الذين يعيشون معه، كاشفا الظروف المعقدة التي تغيب و تكبل تطلعاته وتشوفه نحو عالم جديد لائق بالحياة الآدمية ،متطلعا بوله نحو الفضاءات الرحبة والغنية التي تنطوي على ما هو جميل ونبيل وحافل بالثراء الوجداني- الانساني ، وحياته المبددة ، التي تعاش لمرة واحدة فقط ، ومستخدما-القاص- مستوى متميزا في عبارته السردية-الشاعرية- المكثفة( المعدان نموذجا) التي تسهم بحداثتها بتقديم بانوراما عراقية تتزاحم فيها صباحات ونهارات الاهوار المكفهرة و غابات القصب والبردي والمجاذيف والكوفيات (العكل) ودشاديش الخيش الخشن الرديء والخناجر وبنادق للصيد وخراطيشها وأخرى للثأر ، والخناجر المربوطة عند منطقة البطن دائما بحزام جلدي اوحبل مبروم ، والفالات ، والجواميس والخنازير والابقار والفوانيس ودلال القهوة ، ولسعات "الحرمس" والبرغوث- ملك الليل بلا منازع- والانهار والطين والحجر وماء وزمجرة رياح الاهوار التي لاترحم احيانا ، والمشاحيف والـ(طراريد) المطلية بالقار السومري.. تلك العوالم والحيوات لا يعاملها او يقدمها القاص السالم بصفتها من الـ(يوتوبيا) بل كونها من صميم الحياة الواقعية والغرائبية التي ينطوي عليها جنوب العراق وبعض بقايا مكوناته البشرية وعمق تقاليدها التي تؤكد الدراسات الآنثروبولوجية العديدة (سومرية) اصولها وامتدادات بعض طقوسها الحالية ، والذين ينظر لهم بصفتهم عالم القاع العراقي ،اولئك هم بشر الاهوار، "العصيون على الترويض" ، والذين دمرت مناطقهم سنوات الحروب وسياسات النظام القصدية ، التي أعقبتها ، حيث جٌففت مساحات واسعة من الاهوار ، وعندها ازيلت من الوجود تماما قرى كاملة ، دون رحمة ، ليتبعثر سكانها كائنات غريبة - مغتربة في مدن تلاحقهم وتحاصرهم بنظراتها الشكوكية- الدونية ومع هجرات ناس الاهوار الاضطرارية بدد وبعثر مكون تاريخي-عراقي يمتد لآلاف السنوات غير القابلة على الأنبعاث ثانية .. والقاص"السالم" ينقب في العذاب العراقي -الجنوبي تحديدا- وهو يحاول النهوض من رماد سنوات القمع والدماء والحرمان والأمراض الفتاكة والحروب المتواصلة .. والقاص لا يهتم في منجزاته الفنية ، بكوى جهوية-ايدلوجية-بكائية - ملفقة- مغلقة، مهما كان شكلها او الرداء الذي خلفها، ألا بقدر تماسها مع عالم الناس وتأثيراتها على حيواتهم ... وقد اتضح ذلك في مجاميعه القصصية القصيرة وأعماله الروائية ونصوصه التي أصدرها منذ العام 1983 وهي: " ذلك البكاء الجميل/ بغداد 1983 ،أصابع الصفصاف/ بغداد 1978، جذوع في العراء/ بغداد 1987 ، بيتنا/ 1987، المعدان /بغداد 1995، عكس المقص/دمشق 2001 ، اضافة الى البار الأمريكي/ الصادرة حديثا ".. كما صدر للقاص السالم "انفجار دمعة/يوميات حرب الخليج عام 1991 / بغداد طبعة اولى عام 1994 وطبعة ثانية في القاهرة عام 1998 ، وكذلك صدرت له الروايات التالية :"مولد غراب/ بطبعتين، الأولى في بغداد عام 2000 والثانية في القاهرة عام 2004 ، طيور الغاق/ بغداد عام 2002 ، شبيه الخنزير/ القاهرة عام 2003 " وأصدر السالم كذلك"فصول الحصار( قصيدة) بغداد / عام 2002 ، انفجار قلب( رسائل حب) بغداد عام 200، جنة العميان( نصوص) بغداد/ عام 200.. كما نشر ايضا في موقع / كيكا- كتابا بعنوان/ آخر حروب الرئيس/ عام 2006 .. والقاص وارد بدر السالم ولد في البصرة وعمل محررا و مشرفا في الصحافة والمجلات الثقافية العراقية والعربية.



#جاسم_العايف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المتقاعدون وقانونهم الجديد
- شاعر الظل الراحل يرثي شاعراً رحل قبله ومختارات من اشعاره
- المسرح العربي والتأصيل
- الشاعر مصطفى عبد الله-الأجنبي الجميل- بين القصة والاوبريت*
- بشِأن قرار تقسيم العراق الى دويلات..!؟
- تلك المدينة..( الفيصلية) -2-
- تلك المدينة..(الفيصلية*) -1-
- شؤون العراقيين ووطنهم وشكاواهم
- الفنان التشكيليّ -هاشم تايه-:أعي أن جزءاً من خصوصيّة أيّ عمل ...
- واقع الحقوق والحريات في العراق خلال عام 2006
- مباحثات بغداد آلان او في المستقبل
- الكاتب -جاسم العايف--: سنبقى نلتفت للماضي بغضب..واشمئزاز من ...
- استذكار حزين ل-:يوم الصحفيين العراقيين
- ملاحظات لابد منها حول.. مهرجان المربد الرابع
- جولة نائب الرئيس الأمريكي في المنطقة ورسالته غير المشفرة
- -قاسم عبد الأمير عجام--:.. بعيدا عن الرثاء
- العراق..ومؤتمرات دول الجوار الإقليمي
- في سقوط النظام الصدامي واحتلال الوطن العراقي 2-2
- في سقوط النظام الصدامي واحتلال الوطن العراقي1 -2
- الجماليات المسرحية.. بين التاريخ والآركيولوجيا


المزيد.....




- مواجهة ايران-اسرائيل، مسرحية ام خطر حقيقي على جماهير المنطقة ...
- ”الأفلام الوثائقية في بيتك“ استقبل تردد قناة ناشيونال جيوغرا ...
- غزة.. مقتل الكاتبة والشاعرة آمنة حميد وطفليها بقصف على مخيم ...
- -كلاب نائمة-.. أبرز أفلام -ثلاثية- راسل كرو في 2024
- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جاسم العايف - (البار الامريكي ) مجموعة قصصية جديدة للقاص العراقي -وارد بدر السالم-