أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد زكارنه - بين الواقع المرير وعقدة البديل.. نحن في خطر














المزيد.....

بين الواقع المرير وعقدة البديل.. نحن في خطر


أحمد زكارنه

الحوار المتمدن-العدد: 2133 - 2007 / 12 / 18 - 09:31
المحور: القضية الفلسطينية
    


من الصعب حصر تجربة الدكتور سلام فياض الاقتصادية في دائرة الاختصاص بعيدا عن خلفياتها السياسية، ما لا يدع مجالا للشك حول امكانياته الاقتصادية، ولكنه في الوقت ذاته لا يحجب عن الاخرين حق اختلافهم معه حول ادائه السياسي، والشارع الفلسطيني على اختلاف مشاربه الحزبية والشعبية ـ سواء في الضفة أو القطاع ونحن منهم ـ يتناول في مجالسه الثنائية والجماعية مواضيع شتى حول اداء دولة رئيس الوزراء على كافة الصعد.
ويأخذ العديد من الساسة والكتاب والمثقفين على الدكتور فياض ضعف بعض اركان حكومته التي تحكمها سياسات ترتبط عضويا بتحالفات ومعادلات محلية واقليمية ودولية متشابكة، ما ينتج الكثير من الممارسات التي تذهب بعيدا عن واقعية فسيفساء الخارطة الفلسطينية وتكويناتها الحزبية، وكأن حكومة الدكتور فياض تبحث عن شكل أو اطار حزبي اقتصادي لا هوية ايديولوجية أو عقائدية له، وهو ما لم يشر إليه صراحة الأستاذ نبيل عمرو في مقال نشر له في زاويته على جريدة الحياة الجديدة "الموقف السياسي" تحت عنوان "حكومتنا" ربما لدواع سياسية يحكمها الظرف الآني، الا ان الاستاذ نبيل وبعد إشارته للحالة الجدلية ما بين الحكومة وحركة فتح، نوه الى ان الاعتبارات القانونية لا تتيح مجالا واسعا لاي تغيير وزاري على خلفية القوانين الناظمة للسلطة الوطنية وغياب المؤسسة التشريعية، وان التغيير الجوهري يحتاج الى مستحيل وصعب، داعيا الجميع إلى الانتظار.
ولكن الأسئلة التي تطرح نفسها على الأستاذ نبيل ومناصري رأيه المنادي بالانتظار.. السنا بحاجة ماسة الى ترتيب البيت الفلسطيني على الصعيد المؤسساتي الذي يشهد تصدعا واضحا بين أركانه؟؟..وهل مازلنا لم نقتنع بعد بضرورة إدخال مشهدنا الوطني برمته الى العناية المركزة ما دمنا لم نزل لا نعترف الا بقدراتنا نفيا للاخر الذي ينفينا هو من جانبه؟؟؟...
ما يلفت الانتباه هو أننا لم نناقش بعمق برنامج السياسة الداخلية لحكومة الدكتور فياض ربما لانها جاءت على خلفية الانقلاب الدموي الذي قادته حركة حماس في انقلابها على الشرعية الفلسطينية ولكن ذلك ليس مبررا لترك المؤسسة الفلسطينية فريسة للتدجين، قدرما يمكن ان يكون من دواعي تقاسم الادوار والمسؤوليات للنهوض بالمؤسسة الوطنية، دون افراغ المعنى من محتواه حتى لا يتحول تقاسم الادوار الى شكل من اشكال مصادرة حق الحكومة في ممارسة دورها المنوط بها.
وبغض النظر عن قانونية التغيير الوزاري ودستوريته التشريعية، فان مواصلة الاستسلام لهذا الواقع المترهل لبعض الوزارات, انما يدخلنا من حيث ندري او لا ندري في نفق التمييع والتدجين، وكأننا غير قادرين على التمييز ما بين الغايات التكتيكية والأهداف الاستراتيجية، ما يعني ان وضعنا الداخلي بحاجة ماسة إلى إعادة تأهيل للخروج من مأزقه الاستقطابي الذي اختطفنا بعيدا عن مرجعيتنا الوطنية والاخلاقية.
وحتى لا يفهم هذا الكلام على انه موجه ضد دولة رئيس الوزراء الدكتور سلام فياض، فإننا نشير الى ان الاقصاء الظرفي لمناقشة بعض الاشكاليات العالقة إنما يعد هروبا من مواجهة الحقائق، والحقيقة تواجه ولا يشار اليها فقط، فضلا عن كون تصحيح مسار العمل المؤسساتي هو هدفنا المعلن والمباشر في آن، اذ ان انحراف مساره يعد توظيفا لشعار الاصلاح وتحصيلا لواقع الفساد، في وقت يعلم الكل فيه ان الفساد ذو وجهين مالي وإداري، والمالي ليس اخطر من الإداري بل العكس ربما يكون هو الاخطر، وهو ما نرفضه وترفضه القوى الوطنية والشعبية كما رفضت من ذي قبل توظيف المصالح الوطنية لخدمة الاهداف الحزبية.
والخلاف او الاختلاف في الرؤى والسبل ليس عيبا فكريا وانما اثراء واغناء لمنهجية تطوير الاداء وديمومة التنمية التي اسماها دوله رئيس الوزراء بالخطة الوطنية الاصلاحية التنموية، وهو ما يلزمه صياغة آليات واضحة المعالم تحاكي الواقع دون اقصاء او تهميش لدور واهمية كافة الوان الطيف السياسي الفلسطيني، وذلك منوط بمدى ادراكنا للمخاطر التي تداهمنا في المساحة الفاصلة ما بين الواقع المرير وعقدة البديل.



#أحمد_زكارنه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإسلام السياسي والأيات الشيطانية للإدارة الأمريكية
- هنية والتورية في اللغة السياسية
- المسيرة التعليمية سفينة في مهب الريح
- إلى إمرأة عابرة
- الأعراس الفلسطينية في الإمارة الإسلامية
- رسالة عتاب من مواطن فلسطيني إلى الشيخ يوسف القرضاوي
- العالقون بين الحرية الفكرية والفبركات الإعلامية
- بين حوار القوة وقوة الحوار
- كنز الوثائق وكَشف المستور
- جدلية الحيادية بين الحزبية والوطنية
- الموظف بين الأسئلة المبصرة والإجابات العمياء
- الخوارج بين المشروع الأمريكي والراية الإسلامية
- نداء .. لماذا لا يرحل هؤلاء فيرتاحوا ويريحوا ؟
- جنة الشيطان
- أمراء الكلام في المشهد الفوضوي
- الحرب الالكترونية
- -أم الهياكل- بين المعيار المهني والأكاديمي
- بين حضانة الموت والفلتان بعض أخبار معروفة
- شركة الكهرباء بين بيارق الأمل والأعباء
- الساكن والمتحرك بين التباعية العربية والقضايا المصيريه


المزيد.....




- تحليل لـCNN: إيران وإسرائيل اختارتا تجنب حربا شاملة.. في الو ...
- ماذا دار في أول اتصال بين وزيري دفاع أمريكا وإسرائيل بعد الض ...
- المقاتلة الأميركية الرائدة غير فعالة في السياسة الخارجية
- هل يوجد كوكب غير مكتشف في حافة نظامنا الشمسي؟
- ماذا يعني ظهور علامات بيضاء على الأظافر؟
- 5 أطعمة غنية بالكولاجين قد تجعلك تبدو أصغر سنا!
- واشنطن تدعو إسرائيل لمنع هجمات المستوطنين بالضفة
- الولايات المتحدة توافق على سحب قواتها من النيجر
- ماذا قال الجيش الأمريكي والتحالف الدولي عن -الانفجار- في قاع ...
- هل يؤيد الإسرائيليون الرد على هجوم إيران الأسبوع الماضي؟


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - أحمد زكارنه - بين الواقع المرير وعقدة البديل.. نحن في خطر