عبد الرزاق السويراوي
الحوار المتمدن-العدد: 2131 - 2007 / 12 / 16 - 10:54
المحور:
كتابات ساخرة
ما من شك بأن من سمات عصرنا الحالي هو إعتماد المنطق العقلاني في تفسير جملة من الأحداث والظواهر التي تزخر بها حياتنا المعاصرة بكل تعقيداتها . ووفقا لهذا المعيار العام , يصبح من غير المناسب , أن يلجأ المرء أحيانا , وهو بصدد الوقوف على كنه بعض الحوادث , الى تأويلات غيبية لا تنسجم مع المبررات الواقعية التي أوجدتها . ولكن في قبال هذه الحقيقة , يحدث أنْ تظهر بعض الوقائع فتشكّل في تعاقب حدوثها , نسقاً لا يخلو من غرائبية في مصادفات وقوعه , بحيث يدفع ــ ربما ــ بالمتأمل لها أن يتغازل إضطرارا مع تهويمات ما ورائية قد تجعله يعتقد بأن يدا غيبية هي التي تجعل من وقوع هذه الحوادث بهذا التراتب الغريب .أو أنه في أحسن الأحوال يردّ وقوع تلك الحوادث الى المصادفة ولكن في جانبها النادر الحدوث . ففي العراق مثلا , نجد للعدد ( 8 ) حضورا يسترعي التأمل فعلا وبالتحديد في العقود الأخيرة التي مرّ بها العراق .وقبل أن أسرد هذه التواريخ للعدد ( 8 ) أسارع بالقول بأني لا أهدف من وراء ذلك أكثر من دعوة عابرة للتأمل في هذه الأرقام .
ــ عام ( 1958 ) قاد الزعيم عبد الكريم قاسم ثورة ضد الحكم الملكي .
ــ في ( 8 ) شباط من عام ( 1963 ) قام عبد السلام عارف وبالتعاون مع البعثيين بإنقلاب أطاح بحكومة عبد الكريم قاسم . وفي ( 18 ) تشرين الثاني من نفس العام , أطاح عبد السلام بالبعثيين .
ــ في عام ( 1968 ) حدث الإنقلاب المعروف حيث أُطيح بحكومة عبد الرحمن عارف .
ــ في عام ( 1980 ) إندلعت أسوأ حرب بعد الحربين الكونيتين , بين العراق وإيران , حيث دامتْ هذه الحرب المدمرة ( 8 ) سنوات ولم تنتهِ إلاّ والعدد ( 8 ) هو سيد الأعداد الإخرى دون منازع , حيث أنّ إنتهاء هذه الحرب كان بتاريخ ( 8 /8 /1988 ) ولكي يستكمل العدد ( 8 ) تسيّده الكامل على الأعداد الأخرى , فأنّ البيان العراقي الصادر من القيادة والذي أعلن بشكل رسمي توقّف كافة العمليات الحربية , كان قد تُلي في تمام الساعة ( 8 ) من مساء ليلة ( 8/8/1988 ) .
والآن ... ماذا بعد هذا الحضور المدهش للعدد ( 8 ) , خاصة ونحن على أعتاب عام جديد يبدأ بهذا العدد , أنه عام ( 2008 ) ؟هل يبدّل هذا العدد وجهه الذي رافقنا به ؟
ثمة مؤشرات وهي كثيرة وواضحة , تفتح لنا , أبواباً لأمال هي عثوق تمر عراقي يكتمل نضوجه في العادة في ثامن كلّ شهر مِنْ أيّة سنة عراقية .
السياسيون , وإنْ كنّا على غير وفاق مع السياسة , بدأوا بإعطاء الوعود مِنْ أنّ العام الجديد , هو عام للبناء وللإعمار , ولإشاعة الأمن فيه , وهو أيضا , عام مرشح لأنْ تنسحب فيه قوات الإحتلال ويؤمل فيه أنْ ينتهي العمل بالقيد المسمى بالبند السابع .
#عبد_الرزاق_السويراوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
إضافة إلى المفضلة
للاتصال بالكاتب-ة
