أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - توفيق أبو شومر - الإعلام ...لواء مدرع في سلاح الشركات متعدية الجنسيات !















المزيد.....

الإعلام ...لواء مدرع في سلاح الشركات متعدية الجنسيات !


توفيق أبو شومر

الحوار المتمدن-العدد: 2130 - 2007 / 12 / 15 - 12:21
المحور: الصحافة والاعلام
    


(2-2)
لم يُعدِّل إعلاميو العرب التعريف التقليدي البائد للإعلام وهو تعريف مدرسي من بقايا القرن الماضي الذي ينص على أن الإعلام هو السلطة الرابعة أي أنه يجيء بعد السلطة التنفيذية والتشريعية والقضائية !
وقد قرأت هذا التعريف في كتابٍ طبعه أستاذ إعلام وفرضه كمقرر على طلابه في إحدى جامعاتنا ، قرأت الشرح والتوضيح فوجدته منقولا عن كتب الإعلام في ستينيات وسبعينيات القرن السالف وليس فيه أي جديد حتى في تعريف الخبر فهو في الكتاب يعرِّفُهُ بأنه " الحدث الذي وقع " .
ولم يُشر الكتاب إلى أن الخبر لم يعد ما كان قد وقع، وإنما الخبر أصبح في إعلام اليوم هو" الحدث الذي نشاهده وهو يقع " !
هناك فرق جوهري بين إعلام الماضي وإعلام الألفية الثالثة، ومن المؤكد أن الإعلام غَيَّرَ موقعه من السلطة الرابعة إلى السلطة الأولى وأصبح إعلام اليوم هو أفتك الأسلحة قاطبة بعد أن أممتْهُ شركات التجارة الكبرى وأصبح خاضعا لها يعيش في بيت طاعتها كجندي تحت الطلب فأصبح خادما لشعار جديد يخدم أربابه بعد أن صار يسمى ( الإعلامالي) أي أن كل رسالته تنحصر في خدمة أرباب المال مهما كانت أثمان هذه الخدمة !
وللتدليل على نظرية التحول الجديدة من السلطة الرابعة إلى السلطة الأولى فإنني أذكر إحدى الخصائص الجديدة لإعلام الألفية الثالثة وهذه الصفة هي أن الإعلام أصبح كتيبة حربية في ترسانة الشركات متعدية الجنسيات ،فهو قادر في لحظة من اللحظات على الإطاحة بالدول أو زعزعة عملة من العملات أو إحداث ثورة من الثورات في وقت وجيز بوسائل عديدة أبرزها " التركيز الإعلامي"
وأعني بالتركيز الإعلامي أن يَفرض أرباب الإعلام وشركاته الخمس الكبرى التي تملك معظم الإعلام في العالم وهي شركة ديزني وفياكوم وتايم وورنر ومردوخ وبرتلزمان أن تُركّز على دولة من الدول أو رئيس من الرؤساء ممن يعترضون سبيل الشركات المتعدية الجنسيات التي يملكها أرباب الإعلام في مجال حقوق الإنسان ، وإذا لم يُحدِث ملف حقوق الإنسان أثرا فليركز الإعلام على مفاسد الرئيس ومحاباته لأقاربه وأبنائه وإن لم تُثمر هذه الجهود فليشرع الإعلام في تنفيذ برامج وثائقية عن الفقر والعوز والأمراض الاجتماعية المتنوعة وصعوبة الحياة في بلد الرئيس المقصود ،وإن لم تنفع هذه الوسائل فلتمول شركات الإعلام الأذاعات ومحطات التلفزة المعارضة للرئيس في الخارج وإن لم تُحدث تلك الوسائل أثرا سريعا فليُركز الإعلام على مرض الرئيس أو قرب موته وهذا أضعف الإيمان !
ومن فنون [التركيز] الإعلامي أن تقوم (عرائس الإعلام المتحركة) بالتركيز على بعض الوجوه الجديدة والتي تمَّ إعدادها في (معامل) تصنيع القادة لتأخذ الدورة الإعلامية النهائية في تولي القيادة ، ويستغرب كثيرٌ من المشاهدين والسامعين من ظهور هذه الشخصيات على الرغم من أنها لا تستحق هذه الهالات إلا أن هناك جهة تسيرها لتصبح إحدى نجوم الفضائيات !
ومن فنون التركيز الإعلامي الأخرى التي تجري في بعض البلدان الناشزة عن مسيرة الشركات متعدية الجنسيات أنها تقوم بإبراز بعض مسؤولي الجمعيات غير الربحية بواسطة تعزيز مواقعهم بالدعم المادي والمعنوي حتى يشكلوا بؤرة تركيز للضغط على نظام الحكم المستهدف ، وهذا التركيز يستعمل المخزون الاستراتيجي الاحتياطي من سلاح الجمعيات غير الربحية أيضا !
وسلاح التركيز الإعلامي أصبح من أخطر الأسلحة التي تواجه الدول الناشزة ، وإذا لم يُحقق التركيزُ الإعلامي السابق أهدافه في الوقت المطلوب فإن الأوامر تصدر لجيوش الإعلام والمراسلين الذي ينصاعون للأوامر بسهولة لأنهم ببساطة يعيشون اليوم أفضل معيشة فرواتبهم تتجاوز رواتب رؤساء الدول والوزراء وهذا جزء أيضا من الخطة ، فتصدر الأوامر لهم بالتحرك إلى الدولة الناشز في مناسبة من مناسبات الدولة أي في موسم انتخابات أو قمع المعارضين مثلا .ويقوم مسؤولو الغزوة الإعلامية أو (ألوية) الجيش الإعلامي وقادته بتوزيع الجيش الإعلامي في كل مدينة صغيرة أو كبيرة !
وتتوزع (السرايا) الإعلامية شاباتٍ وشبانا فوق الأبنية الاستراتيجية والمفارق والزوايا الرئيسة وهم يلبسون ملابس الحرب وفي جعبتهم ذخيرتهم من الأفلام والفلاشات وآلات التصوير وعلى صدورهم واقيات الرصاص وفوق رؤوسهم خوذات الجنود ويتحركون بسيارات مُستَّرة مدرعة ويتأكدون من أجهزة الربط الألكترونية بقواعدهم العسكرية الصحفية!
وما أن تراهم الجماهير بهذه الصورة حتى يحسوا بقرب الصدام الوشيك فيستعد الجمهورللصراع أيضا على وقع ما يشاهده ويصبح جميع من في هذه الدولة يسيرون وهم مستفَزُّن وينامون وهم متوجسون ويجلسون وهم خائفون ، مقتنعين بأن حدثا مأساويا قادما ، فيشرعون قبل بدء اليوم في الاستعداد للمجهول وما إن يسمعوا صوت طلق ناري في الهواء بمحض الصدفة حتى تُصاب الجموع بالهلع وتحدث الكوارث والمآسي التي تنتظرها العدسات والأفلام وهكذا فقد تمكن الإعلام من تصنيع الحدث في معامله !
إذن فإعلام الألفية الثالثة قادرٌ على [ تصنيع] الأحداث وفق مشيئته في أية بقعة من بقاع الأرض وقتما يشاء وبالكيفية التي يراها وقد حدثت تجارب أو [ مناورات] إعلامية تدريبية في بدايات هذه الألفية فقد نجح إعلام الألفية الثالثة في فرض حظر التجوُّل على أكثر من نصف سكان الكرة الأرضية بحجة كسوف الشمس حتى أننا في فلسطين ألغينا الدوام ولم نسمح لأبنائنا بالذهاب إلى المدارس وهناك من أغلقوا على أنفسهم بيوتهم وألصقوها باللاصق ليمنعوا تسرب أشعة الشمس إليها حتى مغيب الشمس !
وأيضا أرغم هذا الإعلام كل البشر على مشاركة بريطانيا في حدث موت الأميرة دايانا على الرغم من أنها ماتت في حادث سير وقد التف الموظفون في كل دول العالم أمام أجهزة التلفزيون ليشاركوا في تشييع جثمانها !
وفي تجربة ثانية شاهدنا بالنقل المباشر والحي تحَّرُّك طائرة أبو عمار من المنتدى في رام الله إلى المستشفى وهبوطها في تونس ثم هبوطها في فرنسا ، ثم أوقفنا الإعلام أمام غرفة الإنعاش في المستشفى يومين بكاملهما ونحن ننتظر تقرير الطبيب عن الحالة الصحية لأبي عمار .. ومن يحللون كانوا يستغربون من تركيز أباطرة الإعلام على هذا الأمر وكأنهم كانوا على دراية بالنتيجة والنهاية!
من يواظب على الاستماع إلى نشرات الأخبار في الفضائيات فإنه يستغرب من التشابه بين النشرات في كل القنوات في المضمون والصيغة، بل وحتى في ترتيبها ومن الغرائب أن معظمها تلجأ إلى المحللين وفقهاء الأخبار أنفسهم أليس هذا دليلا على أننا مقبلون على توحيد جميع القنوات والإذاعات في نشرة مركزية واحدة، يُعدها ويقدمها لنا مسؤول الإعلام في مركز التجارة العالمية ، مع الادعاء بأن مساحة الحريات الإعلامية في الألفية الثالثة كبيرة وكثيرة ومديدو وعديدة ؟!







#توفيق_أبو_شومر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإعلام العربي ... كلام حتى الموت !
- هل ستصبح غزة تحت وصاية حلف الناتو ؟!
- إعلان براءة إيهود أولمرت بعد لاءاته الثلاثة !
- الحوار المتمدن نافذة لأكسجين الحريات
- هل الوطن العربي هو الذي يُهاجَر منه .. لا إليه ؟!
- هل يملك الفلسطينيون حق رفض حضور مؤتمر أنابولس؟
- لماذا يخسر العربُ الحروب ؟!
- إحالة غزة إلى التقاعُد !
- المخزون الاستراتيجي الإسرائيلي من الأسرى الفلسطينيين !
- من يُحصي جرائم إسرائيل في حق الثقافة ؟!
- هل يتمخض مؤتمر الخريفة فيلد ... (ورقة ) !
- رواية شيفرة دافنشي ... بين الحقيقة والخيال !
- ما أكثر كُتَّاب المقالات ، وما أقل أثرهم !!
- تركيا وفلسطين وأمريكا وقوانين العنصريات !
- ميكافيللي هو مؤسس نظرية الفوضى الخلاّقة !!
- كيف ينهض العرب من كبوتهم ؟!
- مصانع صقل (الشائعات)!
- عولمة ... شهر رمضان !!
- العرب والألعاب الأولمبية !!
- جماهيرية غزة العظمى!


المزيد.....




- نقار خشب يقرع جرس منزل أحد الأشخاص بسرعة ودون توقف.. شاهد ال ...
- طلبت الشرطة إيقاف التصوير.. شاهد ما حدث لفيل ضلّ طريقه خلال ...
- اجتياج مرتقب لرفح.. أكسيوس تكشف عن لقاء في القاهرة مع رئيس أ ...
- مسؤول: الجيش الإسرائيلي ينتظر الضوء الأخضر لاجتياح رفح
- -سي إن إن- تكشف تفاصيل مكالمة الـ5 دقائق بين ترامب وبن سلمان ...
- بعد تعاونها مع كلينتون.. ملالا يوسف زاي تؤكد دعمها لفلسطين
- السيسي يوجه رسالة للمصريين حول سيناء وتحركات إسرائيل
- مستشار سابق في -الناتو-: زيلينسكي يدفع أوكرانيا نحو -الدمار ...
- محامو الكونغو لشركة -آبل-: منتجاتكم ملوثة بدماء الشعب الكونغ ...
- -إيكونوميست-: المساعدات الأمريكية الجديدة لن تساعد أوكرانيا ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - توفيق أبو شومر - الإعلام ...لواء مدرع في سلاح الشركات متعدية الجنسيات !