أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ابراهيم تيروز - أين يلتقيان: هيفاء وهبي و عمرو خالد .(1)














المزيد.....

أين يلتقيان: هيفاء وهبي و عمرو خالد .(1)


ابراهيم تيروز

الحوار المتمدن-العدد: 2131 - 2007 / 12 / 16 - 10:49
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لا يعني الديالكتيك شيئا بالنسبة لي سوى حركة الفكر الحرة مدا وجزرا،مع القضية وضدها، فصلا و وصلا،لا لشيء إلا لكشف الانقطاعات و الصلات ولم لا التمفصلات. الديالكتيك كما أتصوره هو صيرورة الفكر الحرة وهو ينحو إلى كشف التناقضات التي تسكن ما بات من أوضح البديهيات، أو وهو ينحو الى الكشف عن الصلات التي تربط ما أضحى من أوضح المتعارضات، و ما ينشده الديالكتيك هو الإمساك بناصية الواقع قصد التمكن من تفاعل فعال وناجع معه.
ليس الهدف هنا الوقوف عند علمين من أعلام المشهد الإعلامي العربي اليوم و إنما القصد هو اعتبارهما قطبا ظاهرتين محوريتين ضمن المشهد الاعلامي، يتعامل معهما المتلقي من منظور التباعد و التعارض، بل يجسدان بوضوح الانفصام (ازدواجية الهوية) الذي يسكن مشهدنا الاعلامي و فضاءنا الأيديولوجي و لم لا و اقعنا الاجتماعي والمعاش. و بالأحرى لسنا هنا لتعرية و نقد شخصيات إعلامية وأيديولوجية بعينها و إنما ننشد أولويا كشف الصلات الوثقى والتكامل الحاصل بين ما يجسدانه متباعدين و متعارضين حسبما يظهر.
فكيف يمكن أن يخدم فيديو كليب هيفاء وهبي الأهداف عينها والمفاعيل الاجتماعية نفسها التي تخدمها بشكل ما خطب عمرو خالد؟
لاشك ان السؤال هنا اخذ شكله الصادم ،لذ ا سأعود وللمرة الأخيرة الى القول بأن الأمر يتعلق بتشريح هذا الفصام الاعلامي و الاجتماعي على اعتبار أن النجمين السابقين علامتين دالتين على ظاهرتين متشعبتين وأكثر من أن تختزلا في شخصين.
لننطلق من موجة الفيديو كليب الكاسحة وما باتت تعرفه من ذيوع بات يشد الأنظار لما يلقاه من اهتمام واسع خاصة لدى الفئات الفتية من أطفال و مراهقين و شباب، وهي الفئات التي لازالت في طور النمو النفسي والعضوي، الشيء الذي يشي و يستلزم في الآن نفسه طرح اكثر من سؤال. فلماذا عرف الذوق العربي هذا التغير السريع؟ ولماذا هذا الاكتساح المهول للمضمون المادي و الشكلي مقابل المضمون المتسامي والرمزي؟لماذا فقدت الأغنية بريقها؟لماذا أصبح المضمون المرتكز على الإيحاءات الجنسية أكثر طغيانا من المضمون المرتكز على الالتزام حتى و إن تعلق الأمر بالحب ؟
إن النجاح اليوم في ميدان الأغنية بات يقتضي الاعتماد على أحدت التقنيات السمعية و البصرية من هندسة الصوتي و صناعته ، ومن توليف في غاية و البلاغة للصورة.الأمر يستلزم الاستعانة بأحدث التجهيزات و أعتد التقنيات و الفنيين وغير خاف ما يتطلبه ذلك من امكانات مادية جعلت الأغنية رهينة لدى دور الانتاج و هذه الأخيرة مرهونة بخدمة أمهات الشركات و خدمة الترويج الاشهاري. وهكذا تحول الفيديو كليب إلى وصلة اشهارية غير مباشرة ( سيارات –حلي- أزياء- أثات...) الهدف الأول و الأخير منه هو إحداث نوع من الاقتران الشرطي و اللاشعوري بين السلعة كمثير شرطي و الجسد كمثير طبيعي.
لكن ماذا عن الداعية ؟ أليس ضد أي تلميح خلاعي و إباحي ؟ إن المتأمل لأول وهلة في خطب الداعية لا يسعه إلا أن يقول أنه ضد هذا الإظهار المباشر و المقصود لمفاتن الجسد في الفيديو كليب و ذلك لما قد يؤدي اليه من تحريض على العلاقات الجنسية غير الشرعية. ان خطاب الداعية هو الآخر عرف تطورا نوعيا .فبعد أن كانت خطب الدعوة "متشددة" صارت أكثر انفتاحا على عالم الشباب و صار الداعية ليس ذلك الذي لا يتخلى عن لحيته الكثة و ردائه الافغاني ، بل هو الآخر اخذ يتوسل ما به يضمن نجاعة التواصل و التجاوب مع المتلقي . و ان كان لا يستعمل معطيات الجسد فهو الآخر يعتمد على الإثارة الانفعالية الوجدانية،بالاستعانة بعذوبة الصوت و ملامح الوجه و بلاغة الكلمات الرنانة و الحكايا المؤثرة في الوجدان. ومن حيث المضمون أصبح الداعية يقتصر على القضايا الإيمانية الكبرى أو المشكلات السلوكية و الاجتماعية و بشكل محدود . لكن ما ضرورة حضور الداعية إذا كان الاعلام مرهونا بخدمة أمهات الشركات و التي لا يهمها شيء أكثر من الترويج الاشهاري؟ يكمن الجواب في القول بأن الداعية يلعب دور الحارس على تلبية رغبات الجسد بشكل مباشر،ودون الدخول في دوامة الاستهلاك ،فدور الداعية يتمثل في كبح الاندفاعات الجنسية المباشرة و التلقائية ليصبح التعويض عن تلبيتها بالانخراط في متاهة الاستهلاك ضروريا.ومن كان غير مالك للامكانات التي تؤهله لهذا الانخراط فلعله يجد لدى الداعية العزاء المناسب.
هكذا تلعب نجمة الفيديو الفاتنة دورا يجد اكتماله في دور الدعوة الدينية المعصرنة إذ تعمل الأولى على استغلال الاندفاعات الغريزية فينا لجعل اقتناء البضاعة الاستهلاكية لصيقا و مقترنا بالضرورة بإشباع رغبات الجسد في حين يعمل الداعية على حذف هذه الأخيرة من القائمة الممكن و المسموح به ، خاصة و أن عقلنة الاستهلاك لازالت تراوح لديه الخطو بين طرفي ثنائية التقتير و التبذير .لاشك أننا في ما أوردناه أعلاه تعاملنا بكثير من الاختزال مع ظاهرة الفيديو كليب و خطبة الداعية غير أن قصدنا كان التركيز على خيوط الاتصال لهذا أهملنا ما قد يبدو شاردا عن هذا الاتصال .و على سبيل المثال محاضرة لها علاقة بموضوع الاستهلاك القاها أحد الدعاة لكن حضورها الاعلامي لايقبل المقارنة مع الأنموذج الذي الذي أ وردناه أعلاه.
من جهة أخرى قد يوحي ما أسلفناه ضد أو مع خانة من الخانتين أعلاه أو في خانة ثالثة هي ما يشبه ما دعا إليه وليام رايخ في كتابه الثورة الجنسية . أنني أنأى بنفسي عن هذه الخانات جميعا و أنخرط في الدعوة إلى عقلنة الاستهلاك و عقلنة الجنس، أو بالأحرى أدعو الى الفصل بينهما فيما يشبه الفصل بين الدين و الدولة دون أن يتماهى معه..

1_العنوان مجازي.



#ابراهيم_تيروز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صورة الثقافة الحسانية بين الخطابين الاعلاميين: المخزني و الا ...
- الإرهاب بالإرهاب
- وجه الحقيقة المسكوت عنه بخصوص مستقبل الصحراء
- خطاب البوشيزمية
- هكذا -الأمر- و -كان-
- ; الصحراويون والصحراء
- الحريك: المفهوم المفتاح لقراءة الذهنية والواقع المغربي


المزيد.....




- هل كان بحوزة الرجل الذي دخل إلى قنصلية إيران في فرنسا متفجرا ...
- إسرائيل تعلن دخول 276 شاحنة مساعدات إلى غزة الجمعة
- شاهد اللحظات الأولى بعد دخول رجل يحمل قنبلة الى قنصلية إيران ...
- قراصنة -أنونيموس- يعلنون اختراقهم قاعدة بيانات للجيش الإسرائ ...
- كيف أدّت حادثة طعن أسقف في كنيسة أشورية في سيدني إلى تصاعد ا ...
- هل يزعم الغرب أن الصين تنتج فائضا عن حاجتها بينما يشكو عماله ...
- الأزمة الإيرانية لا يجب أن تنسينا كارثة غزة – الغارديان
- مقتل 8 أشخاص وإصابة آخرين إثر هجوم صاروخي على منطقة دنيبرو ب ...
- مشاهد رائعة لثوران بركان في إيسلندا على خلفية ظاهرة الشفق ال ...
- روسيا تتوعد بالرد في حال مصادرة الغرب لأصولها المجمدة


المزيد.....

- فيلسوف من الرعيل الأول للمذهب الإنساني لفظه تاريخ الفلسفة ال ... / إدريس ولد القابلة
- المجتمع الإنساني بين مفهومي الحضارة والمدنيّة عند موريس جنزب ... / حسام الدين فياض
- القهر الاجتماعي عند حسن حنفي؛ قراءة في الوضع الراهن للواقع ا ... / حسام الدين فياض
- فلسفة الدين والأسئلة الكبرى، روبرت نيفيل / محمد عبد الكريم يوسف
- يوميات على هامش الحلم / عماد زولي
- نقض هيجل / هيبت بافي حلبجة
- العدالة الجنائية للأحداث الجانحين؛ الخريطة البنيوية للأطفال ... / بلال عوض سلامة
- المسار الكرونولوجي لمشكلة المعرفة عبر مجرى تاريخ الفكر الفلس ... / حبطيش وعلي
- الإنسان في النظرية الماركسية. لوسيان سيف 1974 / فصل تمفصل عل ... / سعيد العليمى
- أهمية العلوم الاجتماعية في وقتنا الحاضر- البحث في علم الاجتم ... / سعيد زيوش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - ابراهيم تيروز - أين يلتقيان: هيفاء وهبي و عمرو خالد .(1)