أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - منطق اعوج ونهج عقيم














المزيد.....

منطق اعوج ونهج عقيم


خالد منصور
عضو المكتب السياسي لحزب الشعب الفلسطيني


الحوار المتمدن-العدد: 2130 - 2007 / 12 / 15 - 12:22
المحور: القضية الفلسطينية
    


عضو اللجنة المركزية لحزب الشعب الفلسطيني

لم يكد الدم الفلسطيني المهدور على أيدي المحتلين أن يجف.. ولم تكد أخبار أعمال البناء الجديدة في المستوطنات أن تسقط من على صدر صفحات الجرائد وشاشات التلفزة... ومع كل ذلك.. ووسط كل ذلك.. يخرج علينا العديد من الناطقين باسم سلطتنا الوطنية ليقولوا لنا وللعالم كله بأنهم سيواصلون الجلوس مع جلادي شعبهم على طاولة المفاوضات.. وأنهم لن يوقفوا اللقاءات حتى ولو وصل الدم إلى الركب..
ويقف احد القادة أمام الجزيرة ليقول بدم بارد وبأعصاب مثلجة-- لا نريد أن يسمعنا المعارضين مواعظهم فنحن من نحمل الأمانة، وقد فوضنا الشعب لنفاوض باسمه-- ويصف منتقدي الجلوس مع الإسرائيليين في اليوم التالي لأعمال القتل البشعة التي ارتكبها المحتلون في غزة-- يصفهم بقصيري النظر.. ويضيف نحن مصرون على مواصلة التفاوض-- كي نثبت للعالم بأننا ضحايا العدوان وأننا دعاة للسلام، وان المحتلين هم من يرفض السلام..
فأي منطق هذا الذي يقبل أن تصافح يد الضحية يد الجلاد في حين تحمل يد الجلاد الأخرى خنجرا مازال يقطر دما من دم نفس الضحية.. أي منطق يسمح لمفاوضينا الفلسطينيين أن يظهروا في اليوم التالي على شاشات التلفزة وهم يصافحون جلادي شعبهم ويبتسمون لهم وكأنهم أصدقاء حميمون تربطهم علاقات الود منذ زمن.. وبماذا سيفكر ذوي الضحايا وهم يرون قيادتهم تصافح أيدي قيادة عدوهم وتقبل وجوههم حتى قبل أن تدفن جثث أبنائهم..
وأي رسالة نرسلها نحن الفلسطينيون للرأي العام الدولي الذي سيرى على الشاشات صورة مجردة لفريقي تفاوض تقول عنهم وسائل الإعلام-- أنهم منهمكون بالبحث عن حلول.. ألن تضلل الصورة هذا الرأي العام، وتجعله يعتقد بأن الأمور تجري على ما يرام، وان لا حاجة أبدا للتدخل أو للضغط على الجلاد، أو أن هناك عملية سلمية جادة تجري على قدم وساق..
لقد أعلنت جميع القوى الفلسطينية-- عدا حركة فتح-- مواقف تطالب فيها القيادة الفلسطينية والوفد المفاوض بتعليق عملية التفاوض، احتجاجا على مواصلة إسرائيل ارتكاب جرائم القتل والاجتياحات، وطالبت برفض التفاوض دون التزام إسرائيل الواضح بوقف الاستيطان.. وموقف القوى الفلسطينية هذا لا يأتي من موقع رفض المفاوضات من حيث المبدأ، ولكنه رفض لتحويل المفاوضات إلى غطاء، تقوم إسرائيل باستغلاله لإخفاء نهجها وسياستها الثابتة في ابتلاع ما تبقى من الأرض الفلسطينية، وفي مواصلة ضغطها على جماهير الشعب الفلسطيني لقهرها وتركيعها.. وهو موقف مبني على تجارب المفاوضات السابقة التي دارت رحاها بعد توقيع اتفاقيات اوسلو-- حين استغلت إسرائيل طول أمد جولات التفاوض، وصادرت من الأراضي أكثر مما صادرته قبل المفاوضات، وبنت من المستوطنات أكثر بكثير مما بنته قبلها..
نعم انه منطق اعوج ونهج عقيم هذا الذي يحمله ويسير عليه قادة شعبنا وأطقمهم التفاوضية.. فبدون إلزام إسرائيل بوقف الاستيطان اولا.. لن يبقى لهم من الأرض ما يتفاوضون عليه مع مفاوضيهم الإسرائيليين.. وشيئا فشيئا سيتكرس واقع جديد تتهود فيه القدس وكل المناطق خلف الجدار، وتتوسع فيه البؤر الاستيطانية وتترسخ، ليطل علينا بعدها رئيس أمريكي ( من المؤكد انه لن يكون الرئيس الحالي ) ويعطي ضمانات جديدة لإسرائيل، ويتحدث عن المستوطنات الجديدة بأنها أمر واقع لا يمكن ولا يجوز تغييره..
انه منطق اعوج ونهج عقيم لقيادتنا المتنفذة، التي تتعامى أو تصم آذانها عن سماع رأي حتى شركائها في منظمة التحرير، وتصر على موقفها مصورة إياه بأنه رأي الأغلبية، ورأي الشرعية.. ولا غرابة في هذا الموقف الذي دأبت هذه القيادة على ممارسته-- منذ حتى ما قبل اوسلو ونشوء السلطة الوطنية.. ولكن الغرابة في موقف شركاء هذه القيادة في مؤسسات منظمة التحرير.. أولئك الشركاء الذين يكتفون دوما بالاحتجاج على الطاولة وبإعلان المواقف، دون التقدم ولو خطوة جريئة واحدة، تشعر القيادة المهيمنة بأنها يمكن أن تخسر، وان تصبح وحيدة معزولة-- إن واصلت نهج الاستفراد والهيمنة-- وذلك من خلال قيام هذه القوى بإعادة ما انقطع من صلات مع الجماهير الشعبية جراء نهج المراوحة وأنصاف المواقف.. والتوجه الجاد لتفعيل دور الجماهير، وتحريكها للضغط على هذه القيادة، وإرغامها على تغيير منطقها الأعوج، وجعلها تتراجع عن نهجها العقيم المضر بالمصلحة الوطنية.

مخيم الفارعة – نابلس



#خالد_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابو مازن وليس عبد ربه
- حفاظا على الثوابت وتعزيزا للوحدة والصمود
- الفقير للفقير ولو كان على الحصير
- كي لا تسقط اوراق التوت
- ابو مازن يغامر الى حد كبير بوحدة ما تبقى من جبهته الداخلية
- خنازير المستوطنين تهدد حياة الفلسطينيين
- من حكايا القمع في بلادنا
- طوشة على التموين..!!
- اله المستوطنين غاضب
- اصطياد في المياه العكرة
- في نابلس.. القانون يمنع تخفيض الاسعار
- من حكايا الظلم في بلادنا
- لو كانت رايس بجم هيفا
- شعارات لمسيرة ضد غلاء الاسعار
- عن الهراوات في غزة والخليل
- احداث غزة تدمي العين وتعمق الجراح الفلسطينية
- فلسطينيون واعوان للشيطان
- عن جشع التجار وفلتان الاسعار
- قاتل يستحق البراءة
- الجدار.. فضائح بالانتظار


المزيد.....




- كينيا: إعلان الحداد بعد وفاة قائد الجيش وتسعة من كبار الضباط ...
- حملة شعبية لدعم غزة في زليتن الليبية
- بولندا ترفض تزويد أوكرانيا بأنظمة الدفاع الجوي -باتريوت-
- إصابة أبو جبل بقطع في الرباط الصليبي
- كيم يعاقب كوريا الجنوبية بأضواء الشوارع والنشيد الوطني
- جريمة قتل بطقوس غريبة تكررت في جميع أنحاء أوروبا لأكثر من 20 ...
- العراق يوقّع مذكرات تفاهم مع شركات أميركية في مجال الكهرباء ...
- اتفاق عراقي إماراتي على إدارة ميناء الفاو بشكل مشترك
- أيمك.. ممر الشرق الأوسط الجديد
- ابتعاد الناخبين الأميركيين عن التصويت.. لماذا؟


المزيد.....

- المؤتمر العام الثامن للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين يصادق ... / الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين
- حماس: تاريخها، تطورها، وجهة نظر نقدية / جوزيف ظاهر
- الفلسطينيون إزاء ظاهرة -معاداة السامية- / ماهر الشريف
- اسرائيل لن تفلت من العقاب طويلا / طلال الربيعي
- المذابح الصهيونية ضد الفلسطينيين / عادل العمري
- ‏«طوفان الأقصى»، وما بعده..‏ / فهد سليمان
- رغم الخيانة والخدلان والنكران بدأت شجرة الصمود الفلسطيني تث ... / مرزوق الحلالي
- غزَّة في فانتازيا نظرية ما بعد الحقيقة / أحمد جردات
- حديث عن التنمية والإستراتيجية الاقتصادية في الضفة الغربية وق ... / غازي الصوراني
- التطهير الإثني وتشكيل الجغرافيا الاستعمارية الاستيطانية / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - خالد منصور - منطق اعوج ونهج عقيم