فريال . رئيسة لمصر

صلاح الدين محسن
كاتب مصري - كندي
(Salah El Din Mohssein‏)

الحوار المتمدن-العدد: 2129 - 2007 / 12 / 14 - 10:50
المحور: كتابات ساخرة
    

شاهدت مرتين بالفضائيا السيدة المصرية المقيمة بسويسرا " فريال فاروق فؤاد " الأميرة المصرية السابقة وابنة ملك مصر الأخير فاروق الأول .وهي تتحدث عن حياتها وذكرياتها في مصر وعن انتمائها وشعورها تجاه مصر .
أنا من الجيل الذي نشأ وبدأ تعليمه الابتدائي في ظل انقلاب عسكري 1952 وقالوا لنا بالمدارس الابتدائية ان الانقلاب ثورة بيضاء ووصدقنا طبعا / ربما بيضاء علي الملك . لم يقتل . وصارت سوداء علي الشعب . شنق العمال – البقري وخميس – عند اول مظاهرة . وما عرف بمذابح للقضاة والصحفيين – بفصلهم من العمل واعتقالهم وقطع أرزاقهم .. وراحت مصر تنزل وتنحدر في عهد حكم هؤلاء الضباط العسكر من سيء لأسوأ حتي صارت هي أقل دول المنطقة قيمة واعتبارا في كافة المجالات ..وكان أسوأ وأسود عهد للضباط العسكر الثلاثة الذين حكموا مصر منذ 1952 هو عهد الضابط الطيار مبارك .
الشعب جاع جوعا حقيقيا ومصر تغلي غليانا مخيفا قد يفلت الزمام في أي وقت ويكون الدمار ..
الشعب جاع والاضرابات والاعتصامات تتزايد .. لم نسمع من قبل عن كل تلك الآلاف -15 الف - من العاملين بالضرائب العقاربية الا بعد اضرابهم واعتصامهم جوعا وليس لمجرد عدم العدالة بينهم وبين غيرهم .....وقبلها أضرب وأعتصم عمال المحلة ولم يخضعوا للتهديد الأمني كالعادة وقالوا " موش حنسلم موش حنخاف موش لاقيين العيش الحاف !!
الحديث الساخط لا يتوقف عن نية الضابط الطيار والمحيطين حوله من شلة الحكم . علي توريث السلطة لنجل الديكتاتور الذي تجري الشلة اعداده وتلميعه حسب خطة طويلة النفس وخبيثة الخطوات .. وهناك كراهية لا حدود لها له ولابنائه من قبل الشعب ..وطوال 55 سنة مضت يقوم الضباك العسكر بتوريث مصر لبعضهم !
ان كانت المسألة هي توريث في توريث .. يورثنا الضباط العسكر الطغاة لبعضهم ضابطا بعد ضابط من جمال لأنور . لحسني .. أو يورثنا الضابط الطيار لابنه !
فليكن توريثا بتوريث .. ولتعد الملكية لمصر في ظل دستور ما قبل 1952 بدلا من الدستور الفاسد الذي أعده العسكر ولاسيما العبث الذي أحدثه السادات بالدستور ..
فأيهما أفضل ..؟ أن يكون الوريث ابن الضابط الطيار الشرس الذي خرب مصر ويهوي معاندة شعبه ولا يختار الا رؤساء وزارات ووزراء كل منهم يخرج مصر من حفرة ليوقعها في حفرة أكثر عمقا . وينقلها من فساد لفساد أوسع ..؟
أم يكون الوريث هو تلك السيدة المهذبة العاقلة التي تخدم نفسها بنفسها . تعيش بلا خدم ولا حرس . وتقود سيارتها بنفسها وعاشت لسنوات مواطنة عادية بسويسرا وبلاد الله المتحضرة باوربا فتعلمت الديموقراطية والتمدن والتحضر ..؟!
فليجري استفتاء للشعب ليختار تحت اشراف دولي .. اما عودة هذه السيدة بالملكية الدستورية وبدستور مصر قبل 1952 وبنفس اسم مصر .. أو أن الشعب يفضل حكم الضباط والنهب والمعتقلات والسجون والتعذيب بالشرطة حتي الموت . ويختارالبطالة والعنوسة وكافة المشاكل المزمنة التي تمسك بجسد مصر والمصريين مذ حكمها الضباط العسكر ..؟!
وان كان من الأفضل أن تبقي جمهورية .. ولكن الشعب لم تترك له فرصة كافية ليعرف من في السياسيين يمكنه شغل منصب رئيس الجمهورية .. وهذا ما عمل لأجله حكم الضبط العسكر طوال 55 سنة . لدرجة أن يقول مستشار رئيس الجمهورية أن الرئيس لم يختر نائبا له لأنه لا يجد من يصلح لشغل المنصب !
ومن يتساءلون لو ترك الطيلر الرئاسة لكبر سنه أو مات فجاة فمن يصلح لملء المنصب من بعده ..!
ها هي سيدة مصرية . ولدت في مصر وأبوها ولد في مصر وجدها ولد في مصر وأمها ولدت في مصر وجدتها مصرية مولودة في مصر .. وهي سيدة رزينة محترمة متحضرة تكلمت فاحترمها كل من شاهدها وسمعها .. ونظن في أنها لو رشحت للرئاسة - ويدير البلاد رئيس وزراء منتخب كما كان الحال قبل انقلاب 23 يوليو1952 - فسوف تحصل علي موافقة الأغلبية . وان صارت رئيسا للبلاد فان ذلك لن يدير رأسها فلن تتأله ولن تتدكتر ولن تفسد . فهي لا تعاني شعورا بالضعة ولا من خسة المنبت حتي تعوضه بمنصب الرئاسة فتسيء السلطة – كما فعل الضباط الوضعاء الذين اغتصبوا السلطة وتولوا رئاسة مصر بدون حق ..
ان أحزاب المعارضة المصريين لا يكادوا ان يتفقوا علي شيء .. وان اتفقوا فسرعان ما يختلفوا أو يتخاذلوا أو يخذل بعضهم البعض ..!
فلماذا لا تكون السيدة فريال فاروق فؤاد – الأميرة السابقة – هي رئيسة لمصر ..؟!
لو صارت السيدة " فريال فاروق " رئيسة لمصر لخرجت لشراء حاجياتها بدون حراسة . فلن تسبب زحاما في العاصمة وارباكا للمرور واغلاقا للشواع ولا وقف حال الناس مثلما يفعل الطيار وأعوانه .. ولو رآها أفراد الشعب بالشارع بلا حراسة فلن يتعرض أحد لحياتها بل سوف يحييونها بحب ومودة ..
فلماذا لا تكون " فريال فاروق " هي رئيسة مصر أو ملكة مصر أو سلطانة مصر ، أو اميرة مصر .... أي شيء من شأنه اخراج مصر من عنق الزجاجة العسكرية البوليسية .. المهم أن تخرج مصر من عنق زجاجة الزمن الأسود للديكتاتورية العسكرية وكفي 55 سنة حكم عسكري !!
أتصور في ذلك حلا . لمأزق السلطة الذي تعيشه مصر ..

#صلاح_الدين_محسن (هاشتاغ)       Salah_El_Din_Mohssein‏#          

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات