أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إدريس ولد القابلة - محاكمات الإرهاب بالمغرب - الحلقة الأخيرة














المزيد.....

محاكمات الإرهاب بالمغرب - الحلقة الأخيرة


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 658 - 2003 / 11 / 20 - 05:36
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


التصدي للإرهاب يستوجب الشمولية
هناك إجماع جل المقاربات التي تناولت أحداث 16 مايو 2003 بالدار البيضاء و التي أكدت كلها أن التطرف الإرهابي هو نتاج لتظافر جملة من العوامل المتداخلة.

فإذا كان الفقر و الأوضاع الاجتماعية و الاقتصادية المتردية التي يعاني منها عدد كبير جدا من المغاربة مكنت من توفير التربة الخصبة الملائمة لبروز التطرف و ترعرعه إلى أن بلغ مستواه الإرهابي المتجسد في أحداث الدار البيضاء، فان العامل الديني لعب هو كذلك دورا حاسما، لاسيما فيما يسميه البعض بالتسيب الديني الذي انتشر بشكل ملحوظ بالمغرب بفعل إطلاق العنان لمن هب و دب لإصدار الفتاوى و السماح لنفسه بالتخليل و التخريم و التكفير و الإقرار بالحدود و تفسير النصوص الأساسية للإسلام حسب هواه. و قد ساهم نشاط التيارات الإسلامية الاطلاقية في تفعيل و إعمال كل هذه العوامل مجتمعة ليصل الوضع إلى ما وصل إليه يوم الجمعة الأسود بالدار البيضاء.

 و ازداد الوضع تعقيدا في ظل غياب تصور و استراتيجية تربوية هادفة و واضحة المعالم و مضبوطة المقاربة و التخطيط و محكمة في التنفيذ. و هذا ما مكن رؤوس الإرهاب من تجييش مجموعة من الأفراد و إعدادهم فكريا و نفسيا للانخراط في دوائر الإرهاب تحت غطاء ممارسة الجهاد بعد أن تم تكفير الدولة و المجتمع و القائمين على الأمور في مختلف المجالات و الميادين. و هذا علاوة على العوامل الخارجية التي صبت في نفس الاتجاه، أي تسهيل المأمورية لمنظري إيديولوجية الموت قصد تنفيذ خططهم. كما أن الأحزاب السياسية ساهمت هي كذلك في تسهيل هذه المأمورية بحكم فشلها الذر يع سواء في تأطير المواطنين أو الحفاظ على مصداقيتها. و بالتالي فشلت بامتياز في تأثيرها الفعلي في المجتمع عموما.

و كانت الفرصة مواتية للتيارات المتطرفة للتغلغل في ألأوساط الشعبية بفعل انسداد كل أفق سياسي أو اقتصادي يساعد على الخروج من وضعية الأزمة الخانقة التي أضحى يعيشها المغرب منذ سنوات. لاسيما و أن الشعور بالروح الوطنية و تكريسها على أرض الواقع يظل – أراد من أراد و كره من كره – متوقفا بالدرجة الأولى على وجود أمل في الغد القريب-البعيد، و في آمال التغيير المرتقب و في معاينة – فعلا و فعليا- بداية مسلسل تحسين الأوضاع على ركح الواقع اليومي المعيش.

و زاد الطين بلة عندما لاحظ المغربي البسيط – لاسيما الشباب- أن الحكومة لم تؤد في أخر المطاف إلى –ولو جزء- من ما كان منتظرا منها على الصعيد الاجتماعي بالأساس. و لقد أكدت جل الدراسات أن تحصين الشعب المغربي من مختلف النزعات المتطرفة يتطلب بالأساس اعتماد الديموقراطية الحقة كاختيار سياسي و اقتصادي و اجتماعي يهدف بالأساس إلى تحسين أوضاع مختلف فئات الشعب المغربي و صيانة كرامتهم و إقرار حقوقهم. علما أن الاختيار لا يجب أن يظل مجرد خطاب ليس إلا، و إنما يتوجب اثباته في الممارسة الفعلية على جميع الواجهات.

وفي واقع الأمر إن المغرب في حاجة حاليا أكبر من أي وقت مضى إلى استراتيجية واضحة للبناء الديموقراطي الشامل كفيلة بضمان دمج اجتماعي و اقتصادي و ثقافي للمواطنين. لاسيما و أن المواطن البسيط و العادي وصل إلى درجة من اليأس فتحت الأبواب على جميع الاحتمالات.

و مهما يكن من أمر فان التصدي للإرهاب يستوجب الشمولية.

فان أحداث مايو بالدار البيضاء دقت أكثر من ناقوس خطر، 13 شابا أدتهم إيديولوجية الموت والدمار " من أحياء الصفيح إلى حلبة تدمير كل أسباب الحياة الاجتماعية. وهكذا أضحينا الآن نتكلم عن مغرب ما قبل مايو 2003 ومغرب ما بعد مايو 2003، وبرزت من جديد وبشكل أكثر قوة وإلحاحا إشكالية الحداثة والتحديث.

ولعل أول درس تم استخلاصه، على التو، هو ما يرتبط باستغلال الديمقراطية من أجل النيل من سلطة الدولة و " سوء " استخدام حرية الرأي والتعبير.

وإذا كانت الاعتبارات الأمنية من الوسائل اللازمة لمواجهة والتصدي للوضع فإنها تظل غير كافية، ولا مندوحة من إرفاقها بإجراءات أخرى، لاسيما الاجتماعية منها والثقافية.

وذلك لأن مروجي " إيديولوجية الموت والدمار " استغلوا أوضاعا اجتماعية ومعيشية كتربة سهلت لهم مهمتهم وساعدتهم على بلوغ بعض أهدافهم الخسيسة، وهذا هو الأهم الواجب أخذه بالاعتبار أكثر من غيره، لأن اعتماد إجراءات أمنية متشددة دون التفكير في تغيير الوضع الاجتماعي القائم قد يسيء أكثر مما سيفيد.

فالتفاوت الاجتماعي الصارخ لازال جليا وفضاءات التهميش والعيش على هامش المسار العادي لازالت كثيرة وعديدة ببلادنا، والمشاكل والمعضلات الاجتماعية لازالت سائرة نحو التضخم، وهذه كلها أوضاع تغذي اليأس وتسد الأبواب أمام الشباب المتعلمين وغير المتعلمين منهم. وليس من باب الصدفة أن يكون انتحاري الدار البيضاء ينحدرون من فضاءات مهمشة تعيش على هامش المسار لحياة القرن الحالي.

انتهى



#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار نهج يفتح الأبواب و لا يصدها
- محاكمات الإرهاب بالمغرب - الحلقة 26
- محاكمات الإرهاب بالمغرب - الحلقة 25
- أحزاب تحول دون استكمال الانتقال الديقراطي
- زيادة تعويضات النواب بالمغرب قرار حكومي يتذمر له الرأي العام
- محاكمات الإرهاب بالمغرب - الحلقة 24
- تنحي عبد الرحمان اليوسفي ليس في مستوى مساره الطويل
- محاكمات الإرهاب بالمغرب - الحلقة23
- القضاء في محنة بالمغرب
- محاكمات الإرهاب - الحلقة 22
- الحرس الجامعي و حرمة الجامعة بالمغرب
- محاكمات الإرهاب بالمغرب - الحلقة 21
- الجامعة المغربية و الحركة الإسلامية
- محاكمات الإرهاب بالمغرب - الحلقة 20
- المطالبة بإلغاء عقوبة الإعدام بالمغرب
- محاكمات الإرهاب بالمغرب - الحلقة 19
- الحقيقة أولا ... الحقيقة دائما
- محاكمات الإرهاب بالمغرب - الحلقة 18
- الديموقراطية و المساواة و حقوق الإنسان بالمغرب
- محاكمات الإرهاب بالمغرب- الحلقة 17


المزيد.....




- مؤلف -آيات شيطانية- يروي ما رآه لحظة طعنه وما دار بذهنه وسط ...
- مصر.. سجال علاء مبارك ومصطفى بكري حول الاستيلاء على 75 طن ذه ...
- ابنة صدام حسين تنشر فيديو من زيارة لوالدها بذكرى -انتصار- ال ...
- -وول ستريت جورنال-: الأمريكيون يرمون نحو 68 مليون دولار في ا ...
- الثلوج تتساقط على مرتفعات صربيا والبوسنة
- محكمة تونسية تصدر حكمها على صحفي بارز (صورة)
- -بوليتيكو-: كبار ضباط الجيش الأوكراني يعتقدون أن الجبهة قد ت ...
- متطور وخفيف الوزن.. هواوي تكشف عن أحد أفضل الحواسب (فيديو)
- رئيس الوكالة الدولية للطاقة الذرية -لا يعرف- من يقصف محطة زا ...
- أردوغان يحاول استعادة صورة المدافع عن الفلسطينيين


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - إدريس ولد القابلة - محاكمات الإرهاب بالمغرب - الحلقة الأخيرة